ܓ ضعْ [ مقالك ] هنا عزيزي القارئ ܓ

بر الوالدين

وضحاء العتيبي

البر بالوالدين معناه طاعتهما وإظهار الحب والاحترام لهما ، ومساعدتها بكل وسيلة ممكنة بالجهد والمال ، والحديث معهما بكل أدب وتقدير ، والإنصات إليهما عندما يتحدثان ، وعدم التضجر وإظهار الضيق منهما، وبِرُّ الوالدين هو أقصى درجات الإحسان إليهما،وديننا الحنيف قد اكد على هذا الامر سواء في القران الكريم او السنة النبوية الشريفة ، ومن الايات الكريمة التي اكدت على اهمية بر الوالدين قوله تعالى ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ).
ومن الاحاديث الشريفة قوله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( من أرضى والديه فقد أرضى الله، ومن أسخط والديه فقد أسخط الله ) ،حتى اصبح بر الوالدين من روائع هذا الدين في تمجيده للبر حتى صار يعرف به ، فحقا إن الإسلام دين البر بالوالدين ولا يوجد هناك ما هو اجمل ولا اعذب من بر الوالدين ، فهو يبعث في النفس راحة وطمأنينة وسعادة ، برالوالدين من أحب الأعمال إلى الله ،فرضا الله فى رضا الوالدين وهما أحق الناس بالمعاملة الحسنة ، وقد فضل الاسلام بر الوالدين على الجهاد كما جاء في الحديث الشريف .
كما ان بر الوالدين يُطيل العمر ويوسع الرزق ، فمن بر والديه فقد قرب نفسه من الجنه، و بر الوالدين يجعل لك بابين مفتوحين من الجنه، كما ان الاسلام قد جعل البر بالوالدين فرض عين وليس فرض كفاية ، فلا يجوز ان تقول لنفسك ان اخي قد قام بالواجب تجاههما فلا حاجة اذا لهما بي ، فيجب علينا ان نكون دائمي التبسم في وجههما ، واستعمال أعذب الكلمات وأجملها عند الحديث معهما، والتواضع عند الحديث معهما ، وعدم ازدراءهما في اي موضع كان. فهذا اقل واجب تجاه والدينا فالام التي حملت وسهرت الليالي وعانت الامرين في سبيل تربية ابناءها والاب الذي يمثل الأصل والابن هو الفرع، الذي أمضى حياته وشبابه وأفنى عمره بكد واجتهاد للحفاظ على أسرته وتأمين الحياة الهانئة لأولاده، فتعب وخاطر واقتحم المشقات والصعاب في هذا السبيل، وفي ذلك يقول الإمام زين العابدين ؟: “وأمَّا حق أبيك فتعلم أنَّه أصلك وإنَّك فرعه، وإنَّك لولاه لم تكن، فمهما رأيت في نفسك مِمَّا يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه، واحمد الله واشكره على قدر ذلك ولا قوة إلا بالله”. ومما يدمي القلب هو ما نراه او نسمع به من عقوق للوالدي، وقد حذر ديننا الحنيف من عقوق الوالدين وأوجب طاعتهما وبرهما ومن هذه الصور التي تدمع العين ، قبام الابناءبإبكاء الوالدين وتحزينهما بالقول والفعل ، او نهرهما وزجرهما ، ورفع الصوت عليهما والتأفف من أوامرهما،او العبوس وتقطيب الجبين أمامهما، او ذم الوالدين أمام الناس وتشويه سمعتهما، وقد يصل العقوق بالابناء الى درجة ايداعهم دار العجزة ، او حتى تمني موتهما ، فمثل هؤلاء الابناء قد خالفوا اوامر الله – سبحانه وتعالى – واحاديث نبيه – صلى الله عليه وسلم – ، فهو سيكونون في شقاء في الدنيا حتى لو ظهر عليهم علامات السعادة وعقابهم في الاخرة شديد . لذلك يجب ان نفهم ان سعادة الفرد تكون في ارضاء ربه ورسوله ومن اعظم هذه اعظم الاعمال لكسب هذا الرضى هو بر الوالدين ، ليس فقط في حياتهما بل حتى بعد موتهما ، بالدعاء لهما بالرحمة والمغفرة .

وعند سمة الخبر اليقين





A+ A A-

محمد بن سليمان الشويمان

السيدة (ن) تعول بناتها من ثمن الخبز الذي تجمعه ثم تبيعه!
أما السيدة (ز) فتعول أسرتها من عمل يديها، ولكنها مكبلة بالديون التي قد تؤدي بها إلى السجن!
أما السيد (م) فيعاني من إعاقتين ويعول أسرته من إعانة الضمان!
وكذلك السيد (ح) الذي فقد بصره متأخرًا وانقطع عن العمل الحر وأصبح يعيش وأسرته على إعانة الضمان الاجتماعي!…
لئن كان مهندسون وأطباء ومعلمون لم يتملكوا مساكن بعد! فلا شك أن النماذج التي أشرنا إليها بادئًا وغيرها الكثير لا تمتلك بيوتًا وتسكن بالإيجار، وغالبًا تعجز عن سداد الإيجار في وقته!!
وحينما نفترض أن ذوي دخل معين بإمكانهم أن يتنازلوا عن ميزة عظيمة قد منحتهم إياها الدولة- يحفظها الله- وهو قرض الصندوق العقاري بدون فائدة، وسيلجؤون للقرض المعجل لكي يتجاوزوا فترة الانتظار!! إن كان بإمكان أمثال هؤلاء قبول ذلك، فإن أكثر المحتاجين للسكن لا يستطيعون ذلك، وعند شركة سمة الخبر اليقين!! ناهيك عن النماذج المعدمة التي أشرنا إليها سلفًا! والتي في الغالب لا تمتلك الضمانات الكافية للحصول على قرض مؤجل، فضلًا عن قرض معجل!!
لم تتمالكني الدهشة ولا زلت أتعجب كيف نتعامل في موضوع مهم وحساس كموضوع السكن على أساس أقساط من مرتبات العاملين، في ظل وجود شريحة لا يستهان بها من أبناء هذا الوطن ليس لهم مرتبات أصلًا! أو أن مرتباتهم أو مدخولاتهم الشهرية لا تفي باحتياجاتهم المعيشية، ولا تلائم أي صفة تعاقدية للاقتراض أو نحوه!! وهل يعني هذا أننا أهملنا أصحاب الحاجة الماسة والتفتنا إلى من تتوفر فيهم الشروط الملائمة لتسويق منتجات البنوك وهوامير العقار؟!…
سؤال صريح وشفاف لكل غيور على الوطن والمواطن أولًا، ولوزارة الإسكان ثانيًا: بعد القرض المعجل والمؤجل وما شئتم أن تضيفوا أو تحذفوا من المسميات… ما هي خطتكم لتوفير السكن المناسب للأسر الفقيرة التي ليس لها مرتبات ولا هم يحزنون؟!

هل أخطأ رجل الهيئة ؟!

-
0 0

عاطفيا واجتماعيا قد يلقى تصرف رجل «الهيئة» في أحد «مولات» الرياض ضد فنان كويتي قبولا، فالغيرة على الأخلاق والسلوكيات المهذبة من فطرة المجتمع السعودي المحافظ !
لكن، قانونيا ما قام به رجل «الهيئة» غير مقبول، فقد كان بإمكانه دعوة الفنان لمرافقته إلى خارج موقع الحدث دون أن يحتاج للهجوم عليه وسحبه بهذه الطريقة المهينة، فإذا كان رجل الشرطة لا يملك حق مثل هذا التصرف مع مخالف لم يبد أي مقاومة فكيف برجل «الهيئة» !
وربما كان مشهد تجمع الفتيات السطحيات حول الفنان وقيامه بالتقاط الصور بطريقة استعراضية مستفزا للبعض، لكن تعاملنا الحضاري مع مثل هذه المواقف هو ما يجب أن يميزنا ويحكم تصرفاتنا عند تطبيق الأنظمة والقوانين !
اللافت أن الفنان الكويتي نفسه سبق وأن كتب تغريدات تمتدح كثيرا «الهيئة» وتثمن الدور الذي تقوم به في مواجهة السلوكيات الأخلاقية الخاطئة، وأظنه الآن سيغير رأيه بعد الموقف المهين الذي تعرض له، كما أنه سيدرك أن فهم طبيعة المجتمعات واحترام عاداتها عند زيارتها يجنب المرء الوقوع في الحرج !
باختصار، كان موقف «الهيئة» من الحدث المستفز صحيحا بمعايير المجتمع المحافظ، لكن الطريقة التي تعامل بها رجل «الهيئة» مع رجل الحدث كان خاطئا بمعايير تطبيق القانون، أما «الفتيات» السطحيات فكالعادة خلقن المشكلة وفلتن منها !

أيها الشيعة العرب أفيقوا من غفلتكم!

-
0 0

يعتقد فريق كبير من الشيعة العرب في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن وغيرها أن «إيران» هي حامية حمى الإسلام، ورافعة لواء الدعوة إلى نصرة آل البيت - رضوان الله عليهم - والمدافعة عن حقوق المسلمين بما فيهم العرب الذين يعانون من عقدة الاضطهاد السني في بلدانهم وعدم تمكينهم من نيل حقوقهم وممارسة شعائرهم والتعبير عن آرائهم؛ ولذلك فإن كثيرين من الشيعة العرب يولون وجوههم نحو «قم» باثين إليها مظلوميتهم التاريخية المزمنة التي لم تنجل يوما منذ أن تولى الخلافة بنو أمية إلى يومنا هذا!
ويسرف كثيرون من هؤلاء المخدوعين من شيعة العرب في أحلامهم فينتظرون اليوم الذي ترفرف فيه راية الإمبراطورية الفارسية على الخارطة العربية كلها من العراق شرقا إلى موريتانيا غربا ومن جنوب تركيا شمالا إلى اليمن جنوبا؛ بل يذهب بهم الطموح إلى أبعد من ذلك فيرون علم «الجمهورية الإيرانية الإسلامية» يرفرف على ساريات كثير من دول القارة الأفريقية والباكستان وأفغانستان وغيرها من تلك الدول التي تتواجد فيها طائفة شيعية وينشط فيها الحراك الإيراني تشييعا وتأسيسا للخلايا وتوزيعا لمهمات العمل لتحقيق أحلام الإمبراطورية الفارسية بعمامة إسلامية مزيفة، وقد صورت تلك الأحلام الخرائط الجغرافية الملونة بعلم الدولة الفارسية ووزعت على عدد من سفارات إيران في سنوات سابقة وسربت عبر الشبكة العنكبوتية.
هذا الوهم القار في أذهان كثيرين من العرب الشيعة لم تستطع الممارسات الإيرانية المؤلمة للعرب الشيعة في إيران والأحواز والعراق، وزوار «المراقد المقدسة» في كربلاء وقم وغيرهما أن تكشف حقيقة الولاء الفارسي نحو العرب برابط الانتماء إلى التشيع!
ولو تأمل المخدوعون الحالمون بالجنة الفارسية مراحل من التاريخ انتهز فيها الفرس حالات من الضعف والاضطراب مرت بالأمة العربية لرأوا كيف كان الانتقام الفارسي من العرب في العراق والشام وشرق الجزيرة العربية والحجاز قاسيا ومؤلما تجاوز حدود الانتقام إلى التصفية الشاملة والتمثيل بالجثث والاستهزاء بالقرآن الكريم وقتل الحجاج واغتصاب الحاجات تحت أستار الكعبة ومنع أداء فريضة الحج تسع سنين وسرقة الحجر الأسود وحجزه اثنتين وعشرين سنة في الجش بالأحساء عام 317هـ على يد الشيعة الفرس «القرامطة»!
وقد احتفظت المصادر التاريخية الفارسية المدعية التشيع الإثني عشري بأن «الإمام المهدي» المنتظر المختبئ في سردابه لن يخرج من مخبئه إلا بعد أن يقتل العرب جميعا، وفي مصدر آخر بعد أن يقتل العرب وتهدم كعبتهم!
أما في التاريخ الحديث؛ فقد شمل الاضطهاد الفارسي الشيعة العرب والسنة على حد سواء؛ لأنهم «عرب» ولم تشفع الطائفية في منع وقوع الأذى عليهم، ورفعت لافتات كبيرة بالقرب من مواضع الزيارات الدينية في إيران بخط عربي واضح بعدم الترحيب بالزوار العرب والمطالبة بمنع قدومهم إلى قم وما ماثلها!
ويحفل الأدب الفارسي القديم منه والحديث، وتحتشد وسائل الإعلام الإيرانية التقليدية والجديدة بنصوص بالغة الحدة في السخرية من التراث والحضارة والتقاليد العربية، وتعيد «الميديا» الإيرانية استنساخ الشعوبية المتعالية تجاه العرب بصيغ تناسب لغة العصر عبر وسائط التواصل؛ فتزيد من احتقان الوجدان الشعبي الفارسي الذي قد لا يأبه بما يفكر به المتعصبون والشعوبيون، ولا يلقي له بالا؛ لكن الخطاب الشوفيني المتزمت المخطط له والمؤيد من قبل الملالي وسياسي السلطة يجد له مكانا من التأثير قل أو كثر.
إن ساسة الدولة الفارسية الذين اعتمروا العمامة وتمنطقوا بالخطاب الطائفي الديني لاستقطاب الأتباع ممن يؤثر فيهم استعادة المواجع واستحياء المظلوميات التاريخية التي ولت وانقضت واندثرت ولن يعيدها استحياؤها والتباكي المكذوب والتمثيل المصطنع المكرر المكشوف بمرور المناسبة؛ ولكن الغاية السياسية تذهب إلى أبعد من إعادة استحضار مشاهد الألم وتأجيج العواطف الدينية بتحشيد مزيد من الأتباع لتسخيرهم في سبيل تحقيق أحلام الإمبراطورية الكسروية الموعودة.
ربما يغيب عن وعي كثيرين من الشيعة العرب ممن انساقوا خلف الخطاب الفارسي أنهم لن يكونوا إلا وقودا مؤقتا رخيصا للوصول إلى الحلم الفارسي.

احتجاج منطقي

0 0

بمجرد إطلاق الحكم صافرة نهاية مباراة الإياب في نصف نهائي القارة توجه مندوب الهلال فورا لمراقب المباراة وسلمه مذكرة احتجاج في دلالة واضحة على أن الاحتجاج مرتب له بعناية ومدروس باستفاضة كبيرة من قبل الفريق القانوني بقيادة ثامر الجاسر
ملخص الاحتجاج يتمحور حول عدم صحة مشاركة اللاعب المحترف في صفوف أهلي دبي أسامة السعيدي والذي كان مقيدا في مطلع الموسم في القائمة الرسمية وتم رفع اسمه في القائمة الآسيوية ولكن بعد ذلك تم إسقاط اسمه محليا واستبداله بالمهاجم السنغالي موسى سو مع بقائه في القائمة الآسيوية وهذا مخالف للأنظمة على اعتبار أن عملية الاستبدال خطأ قانوني.
الهلال في باديء الأمر سعى للسرية لكن الخبر انتشر بعد عملية تسريب لخطاب الاحتجاج لا يعرف مصدره ومن حينها لم يصدر من الجانب الرسمي الأزرق سوى بيان مقتضب تأكيدا للخبر وتصريح من مدير المركز الإعلامي توضيحي فقط دون خوض في أيّة تفاصيل..
تبع ذلك بيان من اتحاد القدم داعما للهلال ولا أعلم هل استمر الدعم في الاتحاد القاري أم بقي الحال على ماهو عليه؟
على العكس تماما عما حدث في دبي حيث ثارت ثائرة الإعلام هناك فكثرت الأقاويل والآراء والطرح الإنشائي في مقابل تصريحات لبعض مسؤولي النادي الشقيق غير الواضحة وقد أشارت الأنباء عن تكليف محام إيطالي شهير للترافع في القضية وهذا يعطي مؤشرا لضعف الموقف القانوني ولو كان الوضع قويا لتم الاكتفاء بعرض الإجراءات والإثباتات السليمة علما بأن هناك بعض الآراء الإماراتية تشير إلى وجود خطأ قانوني من قبل اتحاد الكرة الإماراتي مع تخوّف جماهيري أحمر مرده الأساس الخطأ الكبير الذي وقعت فيه إدارة فريقهم في الموسم الماضي حينما أشركوا لاعبا موقوفا في مباراة محلية كلفتهم خسارة المباراة بالاحتجاج رغم الفوز بها في الملعب
محليا واصل الإعلام والجماهير الصفراء مواقفهم الطبيعية حتى ممن كنّا نظن فيهم رجاحة وسلامة المقصد ..
وستبقى الأمور معلقة حتى يفصل فيها القضاء الآسيوي مع وجود رغبة زرقاء جامحة في التصعيد للمحكمة الدولية.
كل هذه الأحداث تحسب للإدارة الهلالية فإن كسب الاحتجاج فهذه سابقة تاريخية وإن لم ينجح المقصد فيكفي السعي لاستقطاع الحقوق .
الهاء الرابعة
من عـاش عمره للمخاليق تبـاع
يشرب فـناجيـل الـغبن والمـذلة
وراع المعزه لو من الوقت يلتاع
يعيش شامخ ما انحنى غير لله

الهلال فريق عظيم

A-
0 0

* وخرج الهلال من دور الأربعة في بطولة آسيا 2015م على يد الأهلي الإماراتي واستمر مع هذا الخروج الهلالي غياب الفرق السعودية للموسم العاشر على التوالي عن منصة التتويج الآسيوية.. ثوان معدودة كانت تفصل الهلال عن التأهل للنهائي الآسيوي، ولكنها إرادة رب العالمين فتحولت الأفراح إلى أحزان، وانقلبت الآراء من مدح مبالغ فيه إلى ذم يصل إلى درجة الإساءة والتجريح.. هكذا هم الذين يتعاملون مع الأحداث بالعاطفة لا بالمنطق..
** فريق نحروه من الوريد إلى الوريد (بجرعة تحكيمية نيشمورية) في نهائي آسيوية 2014م.. لم يتأثر بعدها.. لم ينتكس بل كاد أن يعقبها بتحقيق ثلاث بطولات محلية ولكنها صارت اثنتين، وتعدى الأمر ذلك وواصل مشواره في أكبر البطولات وأقواها (آسيوية 2015م).. واصل مشواره حتى بلغ دور الأربعة فيها وخرج منها بشرف رغم كل الظروف والمعوقات..
** دخل فريق مباراة حاسمة وهو يعاني من غياب لثلاثة من أهم عناصره وأمام فريق آخر قوي وحظوظه أفضل ويلعب على أرضه ووسط جماهيره، ومن ثم يتأخر بفارق هدفين (صفر-2) خلال الشوط الأول، وبعدها يتمكن في الشوط الثاني من معادلة النتيجة وقبل أن يخسر (2-3) من خلال آخر الثواني.. هذا فريق عظيم.. إنه الهلال السعودي..
** نعم.. هناك أخطاء (تدريبية.. وإدارية) وهناك أيضاً قصور في أداء بعض اللاعبين ولكن هذه الأخطاء وذلك القصور لا تحتاج إلى كل هذا التهويل الذي حدث.. تحتاج فقط إلى التأني وعدم الانجراف وراء الآراء العاطفية والمتشنجة.. وتبقى الثقة كبيرة في حكمة وحنكة الخبير الأمير نواف بن سعد في تجاوز أي حالة قصور تعتري المسيرة الهلالية..
** صادف يوم الخميس ما قبل الماضي يوم تأسيس نادي الهلال (58 عاماً).. يكفي الهلاليين أنهم يعرفون من هو مؤسس ناديهم، ومتفقون على أن عدد بطولاته الرسمية (56).. غيرهم على كل هذه الأشياء مختلفون.. يكفي الهلاليين أيضاً أن ناديهم هو النادي الوحيد من بين الأندية الكبيرة الذي أثبت تاريخ تأسيسه ليس بالعام فقط (1957م) وإنما حتى أيضاً باليوم (16).. وبالشهر (أكتوبر)..
البرقان نصراوي
** قبل أيام كشف رئيس الطائي عبدالله العديلي أنه وافق على (جدولة) حقوق الطائي لدى الإدارة النصراوية عوضاً عن انتقال عبدالرحمن الشمري من الطائي للنصر، وذلك تقديراً منه (لوساطة) قام بها رئيس لجنة الاحتراف الدكتور عبدالله البرقان..
** تخيلوا لو أن (وساطة) البرقان كانت للهلال وليس للنصر.. ماذا سيقال عن البرقان في البرامج الصفراء؟.. سيخونونه وسيتهمونه بأنه يعمل وفقاً مصالحه الشخصية ولميوله الهلالية، ولربما طالبوا أيضاً بالتحقيق معه وإبعاده عن منصبه.. لكن طالما أن (الوساطة) لا تخص الهلال وكانت للنصر تحديداً مرّت مرور الكرام على هذه البرامج وكأن شيئاً لم يكن..
** إذا خرج مسؤول ليقول عكس ما يراه الغالبية فاعلموا أن الحق مع الغالبية مثلما هو حال أحمد عيد رئيس اتحاد القدم عندما قال (نحن في الاتحاد السعودي لكرة القدم نقف على بعد مسافة واحدة من كل الأندية) لاسيما أن هناك شواهد تؤكد أن ما قاله أحمد عيد لا يجسد الكثير من الواقع..
** عندما يردد بعض النصراويين عبارة (العالمية صعبة قوية) نكاية بالهلال سيخيل لك أن النصر شارك -على الأقل- في مونديال الأندية (5) مرات وليس فقط من خلال تلك المرة الوحيدة التي حملت صفة الودية وتمت بواسطة الترشيح والتصويت قبل (15) عاماً.. سيخيل لك أيضاً أن النصر لم يخرج من الأدوار التمهيدية الآسيوية 2015م وأنه يعد من ضمن فرق النخبة في آسيا خلال آخر عشرة مواسم..
** كما سيخيل لك أن النصر هو (زعيم آسيا) ببطولاته الست وليس الهلال.. بل وربما (خُيل لك) أن النصر هو الذي خسر نهائي آسيوية 2014م بفعل (جريمة) تحكيمية ارتكبها الحكم الياباني نيشمورا.. وشر البلية ما يضحك!!
** أن يفوز الأهلي (برباعية) على النصر فهذه ليست غريبة ولا حتى جديدة.. قبل (33) عاماً في تصفيات كأس الملك (دور الثمانية.. في الرياض) كانت أولى تلك الرباعيات الأهلاوية في المرمى النصراوي وكان قوامها (4-1) سجل منها أمين دابو ذات العدد الذي سجله عمر السومة في مباراة الأحد الماضي..
** عندما تقدم المدافع عمر هوساوي للهجوم خلال الشوط الثاني من مباراة فريقه النصر والأهلي أظهر فعالية.. وخطورة على المرمى الأهلاوي أكثر من تلك التي أظهرها (قبل استبداله) لاعب الخمسين مليون نايف هزازي.. يكفي أن نقول أن هوساوي تمكن من تسجيل هدف لفريقه..
** لقاء عضو مجلس إدارة الشباب كنعان الكنعاني في الجزيرة كله بـ(كوم).. وقوله من خلاله (نفوز على الهلال فيباركون لنا.. ونفوز على النصر ونغادر محاطين بسيارات الأمن) بكوم آخر..
** نايف هزازي شارك النصر أساسياً أمام الأهلي لغياب السهلاوي.. هزازي خذل النصراويين وبدا وكأن لاعباً معطوباً لم يعد لديه ما يقدمه.. وبما يثري حاجة فريقه.. ويبقى المثير للاستغراب هو اختياره الأخير لقائمة المنتخب.
الأهلي بطل الخليج
** عندما قرأت قبل أيام خبر تجميد نشاط الكرة الكويتية من لدى الفيفا تذكرت نهائي بطولة أندية الخليج الذي جمع الأهلي والنصر (ذهاباً.. وإياباً) خلال شهر ذي الحجة من عام 1429هـ وانتهى أهلاوياً.. في الذهاب فاز (1-صفر).. وفي الإياب انتصر (2-صفر).
** (هذا النهائي تذكرته) لأن الأهلي والنصر بلغاه دون أن يلعبا (دور الأربعة) والسبب لأنهما كانا سيلتقيان بفريقي القادسية والسالمية الكويتيين، ولكن لأن الفيفا أيامها كان قد أصدر أيضاً قراراً بإيقاف نشاط الكرة الكويتية تم إلغاء (دور الأربعة) وبالتالي وصول الأهلي والنصر لذاك النهائي الخليجي..
** منحوه (مليونين فقط) من إجمالي مستحقاته (وأرغموه) على سحب شكواه من أجل المشاركة القارية المقبلة.. (اللي ما يجي بالمروة نجيبه بالقوة).
** خاتمة.. من أطرف ما قرأت في التويتر -مؤخراً- هو ما كتبه الكابتن سلطان خميس.. يقول سلطان في تغريدته: تقسيم فرق الدوري إلى مجموعتين مديونة.. وغير مديونة.. المديونة تشارك في (دوري).. وغير المديونة تشارك في (دوري عبداللطيف جميل)!!

القنابل البشرية تغزو مساجدنا.. فكيف الخلاص؟!

أبو لجين إبراهيم آل دهمان

أكتب كلماتي هذه بعد ساعات معدودات من الحدث الإجرامي الذي وقع في مسجد المشهد في نجران؛ إذ أقدم شخص يرتدي حزاماً ناسفاً على الدخول إلى المسجد، وتفجير نفسه بينهم؛ ما نتج منه وفاة أحد المصلين، وإصابة عدد منهم، ونقلهم إلى المستشفى.

لقد تكرر هذا المشهد مرات عدة خلال الأشهر الماضية.. شاب في مقتبل العمر، يحمل في قلبه بغضاً وكرهاً، وفي عقله خللاً وتيهاً، وحول وسطه أحزمة ناسفة.

هذا الشاب لا يلوي على شيء سوى أن يقتل ويسفك الدماء والأنفس المعصومة في أماكن العبادات، نحو فئة عزيزة في بلادنا، يهدف بذلك لزرع فتنة طائفية على غرار ما حدث في الأحساء والقطيف وسيهات!!

والمسافة التي قطعها هذا الشاب حتى يصل إلى هذه المرحلة على أعتاب أماكن العبادات؛ لكي يقوم بفعلته الإجرامية هذه، مسافة عمرية طويلة حقًّا، وتحتاج لتأهيل نفسي وفكري ممتد.
هذا يعني شيئاً بديهياً، هو أن المحاولات التي تُبذل في هذا الصدد بالتحذير من خطر جماعات العنف، وبيان انحراف تيارات التطرف، فشلت في الوصول إلى هذا الشاب، ورسبت باقتدار في منعه من ارتكاب جريمته؛ لأن هذه المحاولات أظنها دعائية فكرية في المقام الأول، وليست عملية، بمعنى أننا نكتفي بالصياح حيناً، والمؤتمرات الأكاديمية تارة أخرى، وبعناوين بارزة في الصحف تارة ثالثة، فيما تركنا الميدان فارغاً لأمثال هذه التيارات التي تنجح أحياناً في التجنيد وحشو الأدمغة بخرافاتها حتى تفرخ لنا على أبواب المساجد هذه القنابل البشرية!
إن المحاولات التي تقع في دائرة الاستهداف الأمني هي إجراءات لوقاية البلاد من خطر تلك التيارات جميعها، وبيان أنها تعمل خارج دائرة المسموح بها ديناً ووطناً، ولكنها وحدها ليست كافية للعلاج والتحصين برأينا.
إننا بحاجة إلى ممارسة ميدانية، تحيط بالشباب، وتحتضنهم بعيداً عن أعين المتربصين من أصحاب الضلالات الفكرية، وأبناء الانحرافات العقدية والدينية.
إنها المحاضن التربوية، التي تكمن مهمتها في صد موجات العنف والتطرف، وتشويه الدين الإسلامي، التي يقوم بها أرباب هذا الفكر الذي يضرب بجذوره في تاريخنا الإسلامي لأسباب سياسية واجتماعية عديدة.
وهذه المحاضن قد تنجح في مهمتها إذا توافر لها المناخ التربوي المناسب، الذي هو العنصر الرئيس في منع الشباب من الانخراط في صفوف تلك الجماعات المسلحة ذات الأيديولوجية العنيفة.
هذه المحاضن قد تنجح في مهمتها - كذلك - حينما تذهب إلى الشباب في منتدياتهم وأنديتهم ومجالسهم ومتنزهاتهم، ولا تنتظرهم قنابل بشرية تغزو مساجدنا، وتعبث بأمنها.
إن تلك المحاضن تحتاج إلى دعم قوي من الجهات الرسمية للدولة؛ كي تؤدي دورها بصورة جادة ومثمرة، من خلال رعايتها، وتوفير المناخ المناسب لها للنجاح في استغلال طاقات الشباب فيما يعود بالنفع عليهم شخصياً، وعلى دينهم وأوطانهم.
وربما إعادة الهيبة والاحترام والتوقير للعلماء والقادة الاجتماعيين والمصلحين، وتجريم الإساءة إليهم، هما الخطوة الأولى في هذا الصدد من قِبل الأجهزة الرسمية للدولة.
والخطوة التالية هي السعي نحو إقامة تلك المحاضن تحت أعين الدولة، ومن خلال العلماء الربانيين الذين هم محل ثقة الشباب، والذين تتوافر فيهم الصفات المؤهلة للعمل التربوي.

داعش وعلاقتها بـ"المواطَنَة الرقمية"!!

د. عبدالرحمن يحيى القحطاني

مع هذا الانفتاح الكبير على التقنية الرقمية ووسائط الإعلام الجديد، وفي ظل ظهور منصات الإعلام الاجتماعي، واستخدام الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية بشكل واسع، فقد أصبح التأثير على المعتقدات والقيم والتوجهات - عوضاً عن السلوكيات - بالغ التعقيد والتأثير.

أما ارتفاع مستوى الخصوصية في استخدام تلك الأجهزة، والسهولة في الدخول إلى المواقع المشبوهة، والتعارف عبر الإنترنت على أشخاص مجهولين، لا تُعرف انتماءاتهم ولا توجهاتهم، فقد كان لذلك دور في ضياع بعض اليافعين والشباب من كلا الجنسين في سلوكيات خطرة، تصادم قيمهم ومبادئهم، أو تُحيلهم للدخول في متاهات الفكر المتشدد والضال، هذا عدا تحفيزهم للولوج في سلوكيات أخرى، كتعاطي المخدرات والكحول والتبغ، والتعرُّض للابتزاز والتهديد، أو الدخول في علاقات جنسية محرمة.

في ظل تلك المعطيات والتعقيدات، ونشوء تلك السلوكيات الخطرة، وترابط ذلك بظهور مزيد من العنف والتأثير على الصحة النفسية والتمييز العنصري، ظهر في الدول الغربية مفهوم جديد يسمى "المواطَنَة الرقمية".

ويسعى ذلك المفهوم إلى الترشيد والاستخدام الآمن والأمثل للتقنية الرقمية، بما يضمن الاستفادة من إيجابياتها ومحاسنها، والحد من مخاطرها، وبما يسعى لتشكيل مواطن متوازن ومتكامل في استخدامها، يسعى لخدمة المجتمع والرقي به، لا العكس.

وتشمل المواطَنَة الرقمية التحلي بعدد من القواعد والضوابط والسلوكيات الإيجابية، التي تضمن أمنك وسلامتك وسلامة مجتمعك عند استخدام التقنية الرقمية، بما في ذلك الإنترنت وتطبيقاتها، وكذلك عند شراء المنتجات عبر الإنترنت، كما تضمن كيفية التواصل مع الآخرين بطريقة فعالة وإيجابية عبر منصات الإعلام الإلكتروني. وفي الوقت نفسه هي تشمل كيفية الحفاظ على المعلومات الشخصية للفرد، واتخاذ القرارات السليمة عندما يواجه المتصفح ما يثير الشك والريبة، والتواصل مع الجهات المختصة حيال ذلك، عوضاً عن كيفية تفادي السرقة أو الجريمة الرقمية.

ويمكن تلخيص ذلك كله بما يمكن تسميته "الحمية الرقمية"!! فالحمية هنا لا تعني الامتناع عن استخدام التقنية والاتصالات الرقمية، وإنما العمل على ترشيد ذلك الاستخدام، واختيار الأنسب، واستجلاب ما ينفعك منها، ودرء ما يضرك منها، بما يضمن الأمن والسلامة لك ولوطنك.

في بعض الدول الغربية أصبح مفهوم "المواطَنَة الرقمية" جزءاً من مكونات المنهج المدرسي، وتُستقطَب له الموارد لعمل برامج وحملات وطنية لتعزيز هذا المفهوم بين مواطنيها.

هنا، وفي ظل ما تمر به السعودية من هجمة شرسة قذرة، مقننة وممنهجة، للحط من قيمها ومبادئها، والسعي لخلخلة أمنها ونسيجها المجتمعي، وبث الفُرقة بين أطيافها، وما نراه من تكالب الأعداء عليها، سواء الظاهر منها أو الخفي، وما أثارته عاصفة الحزم "والخير والبركة" من حقد وكراهية تجاه السعودية، عوضاً عن تكالب الفئات المتشددة والضالة، وفي طليعتها داعش، على التغرير بشبابنا بطرق رقمية مبتكرة وغير تقليدية، فقد أصبح لزاماً علينا أن نتبنى مبادرات وطنية لنشر مفهوم "المواطَنَة الرقمية" بشكل واسع ومبتكر.

وهنا ننتظر من وزارة التعليم ووزارة الداخلية وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، بالشراكة مع وزارة الإعلام، تبني برامج وحملات وطنية مبتكرة لتعزيز دور المواطَنَة الرقمية.

استهداف وطن..!!

محمد الصيـعري

بتعرُّض مسجد المشهد في نجران العزيزة علينا "حضارة وإنساناً" لاعتداء آثم بتفجير انتحاري نفسه متحولاً إلى أشلاء، مخلفاً حالتَيْ وفاة وعدد من الإصابات، يبرز السؤال من جديد: لمصلحة مَنْ كل ذلك الدمار وقتل المصلين وهم في دور العبادة، يؤدون صلاتهم خاشعين باستقبالهم القبلة، يبتغون من الله الأجر والمثوبة..؟!!

بل كيف لنا أن نتصور أو نعتقد مجرد اعتقاد عابر سلامة مثل هذا الفكر أو عقلانيته أو انسجامه مع العقيدة الصحيحة والنهج السليم والفكر السوي ونحن نرى صور الأشلاء والأجساد ممزقة، والدماء متناثرة، والأرواح البريئة تسفك، والأنفس الزكية تزهق دونما وجه حق..!!

التأثير على اللحمة الوطنية وتماسك المجتمع وإشعال نار التفرقة هما الغاية والهدف لأصحاب مثل هذه المحاولات الفاشلة والبائسة واليائسة معاً، لكنه بالنسبة لنا دونما ــ استثناء ــ ضربٌ من المستحيل، بل دونه خرط القتاد..!!

إن المواطنين جميعاً على مختلف المستويات الثقافية والفكرية وتفاوت الأعمار يدركون تماماً ويقيناً وقناعة أن هذا الوطن تحديداً مستهدَف في مدخراته ومكتسباته وأبنائه وأمنه وإرثه التاريخي والثقافي والإنساني والاقتصادي، وما يحظى به من مكانه رفيعة وثقل سياسي "إسلامياً وإقليمياً وعالمياً"..!!

تفجير مسجد المشهد بدحضة نجران ليس إلا عملاً إجرامياً جباناً، قابله تماسُك المجتمع ورفضهم القاطع له، وتنديدهم بمرتكبيه ومخططيه؛ ما يدل على الوعي الكامل والنظرة الكاملة الشمولية لدى مؤسسات المجتمع وأفراده من أن هذه الأفعال مرفوضة تماماً ومدانة، ولا يمكن بأي حال القبول بها في بلادنا، أو أي من بلاد المسلمين..!!

وهنا لا يسعني سوى الدعاء بالرحمة والمغفرة لمن مات من إخواننا بمسجد المشهد نتيجة هذا التفجير الآثم، وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، وأسأل الله الشفاء العاجل للمصابين وخروجهم سالمين، وأن يديم على هذا الوطن الخير والأمن والاستقرار، وأن يحفظه من كيد الأعداء وغدر المتربصين ونوايا الحاقدين..!!

ساهر.. بالمعصية يجاهر

حمد بن مشخص العتيبي

كاميرا ساهر تختفي في برميل النفايات لتصطاد المخالفين على طريق جدة - مكة، وسيارة ساهر تتوقف وسط تشليح للسيارات على طريق الطائف - مكة، وموظف ساهر يتعمد وضع سيارته على منحدر بطريق الدمام - الرياض، وكاميرا ساهر تستغل بطء الحركة المرورية بإشارة تقاطع طريق الملك فهد مع طريق الإمام وتسجل مخالفات على جميع من تورطوا في ميدان الإشارة, والمسافرون على طريق المدينة - جدة تفاجأوا بسيارة ساهر على منعطف خطير وخلف أحد الجبال.

والكثير من هذه القصص اليومية، ويبقى السؤال. لماذا يستخدم النظام الحيلة لتطبيقه ولماذا يشوه سمعته بأساليبه ولماذا لا يطبق ساهر النظام على ذاته قبل أن يطبقه على الآخرين؟
وتأتي النتيجة مني عن هذا التناقض فأقول: لم أر نظاماً فشل رغم أهميته مثل ساهر!!

إن ساهر نظام مهم وإيجابياته المتوقعة لا تعد، ولكنه فشل في إقناع المجتمع بأهميته ونتائجه، وأكثر من تسجل المخالفات عليه هم فئة الشباب وأكثر المخالفات تسجل عليهم بتطبيق وبتصرفات غير نظامية من ساهر. فهل سنقول إن ساهر قد نجح نظامياً بإيجابياته أم بالتعنت ومواصلة التجاوزات ليطبق مخالفاته شاء من شاء ووافق من وافق، وأصبح هذا النظام هو المجاهر بمخالفاته ومعصيته للنظام .

إن أي نظام أمني يطبق من شركات خاصة ولها النصيب الأوفر من عائداته المالية سيتحول بلا جدال إلى نظام استثمار مالي بلا رؤية توعوية ولا نظرة إيجابية وأن التعامل التجاري مع القضايا الأمنية يشوهها ويؤدي بها إلى الرفض المجتمعي. فهل الشركة القائمة على ساهر ستتمنى أن يلتزم الجميع بالنظام المروري وتخسر عائداتها أم أنه يسعدها كثرة المخالفات وتسعى لاصطياد أكبر عدد منها في أقل وقت؟
لا نريد أن نخسر نظام ساهر ونلغيه ولكن لماذا لا نطوره ونحترم أسلوب تطبيقه ونعزز برامجه التوعوية ونستفيد منه إيجاباً؟
إنه من المؤسف والمحزن أن أجد شاباً قد سجلت عليه مخالفات بأكثر من 40 ألف ريال،غالبيتها بحيلة قامت بها ساهر لتسجل مخالفات على هذا الشاب حتى تحولت القضية في نظره إلى استخدام الحيل لمنع اصطياده من ساهر وعدم التقيد به ومعاندته، وعدم الاكتراث بعدد المخالفات بعد أن يئس من السداد فأصبح سوداوياً متشائماً لا يطيق التقيد بأي نظام ومشحوناً ضد المجتمع وربما يكون صيدًا سهلاً لكل عدو للوطن.

وأن من البشائر ما تم تداوله عن نقل النظام من شركة ساهر إلى وزارة الداخلية مباشرة وهو الأمر الذي إن تم فسيكون انطلاقة متميزة للنظام تستفيد من إيجابياته وتعالج سلبياته وسيحظى بعدها باحترام الجميع لثقتنا برجال وزارة الداخلية وفكرهم وقدراتهم.

وأن من المؤمل أن تنظر الشركة نظرة وطنية إلى ما سجلته من سلبيات تجاه هذا النظام وتعالج أخطاءها وتعذر كل مخطئ عما سبق وتساهم في تخفيف العبء عمن تورط وزادت مخالفاته كثيراً وأن تعطى مدة محددة للتسديد بنصف قيمة المخالفات وأن يوضع نظام واضح لتسجيل المخالفات والتوعية والتحذير.

أعلم أن من سجلت عليهم مخالفات هم في الأساس مخطئون ومذنبون ومخالفون. ولكن هل الخطأ منهم لوحدهم؟.. الجواب: لا . نظام ساهر مشترك في الخطأ.

وأن وطننا الغالي بقيادته المحبوبة احتضنت الشباب وتهتم بهم كثيرًا وتسعى لتطويرهم وإنقاذ من وقع منهم في المخدرات أو الانحرافات أو الإرهاب وتخسر على ذلك كثيراً وتواصل العمل وليس غريباً على وطننا حماه الله أن تمتد برامجه ويعالج سلبيات ساهر ويعيد النظر فيه ويطوره ويمنح فرصة لكل من تورط فيه وزادت مخالفاته المرورية عن قدراته حتى يعود فاعلاً وإيجابياً في مجتمعه.