تخللها الابتسامات وبعض الكلمات المعروفة عربياً وإنجليزياً
"لغة الإشارة" للتعامل بين الحجاج والباعة والتجار بالمدينة المنورة
واس- المدينة المنورة: سجلت لغة "الإشارة" حضورها في المنطقة المركزية بالمدينة المنورة، مع توافد ضيوف الرحمن لزيارة مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، بعد فراغهم من أداء فريضة الحج، حيث احتضنت "طيبة" الطيبة زواراً من مشارق الأرض ومغاربها، جمعتهم كلمة التوحيد، وتنوعت ثقافاتهم بما فيها لغاتهم.
وكان التواصل بين الحجيج والباعة في المنطقة، يعتمد - في العرض والطلب إلى حدٍ كبير - على لغة "الإشارة"، تتخللها الابتسامات، وبعض الكلمات المعروفة عربياً وإنجليزياً.
ولم يجد "المتبضعون" حرجاً أو عائقاً، في انتقاء واقتناء ما طاب لهم من السلع، لاسيما أن البائعين في هذه المنطقة اعتادوا على التعامل مع زبائنهم من جميع الجنسيات، ومن أي مكانٍ في العالم، فرحابة الصدر، وطيب المعاملة، هي أبرز أساليب التعامل التي يتخذها الباعة في تسويق منتجاتهم، منطلقين من مبدأ "إنما المؤمنون إخوة".
يقول لافي الحربي، صاحب مهنة الصرافة (تبديل العملات النقدية) لمحرر "واس": إن هذه المهنة الأكثر احتكاكاً بالحجاج، وإن معظم أصحاب هذه المهن يجيدون أكثر لغات الحجاج؛ بفضل الممارسة أثناء عملية تبديل العملات للحجاج.
ولفت "الحربي" النظر إلى أن أكثر اللغات تداولاً هي اللغة الإنجليزية، والفرنسية، بجانب اللغة العربية, ومفيداً بأن هناك لغة أخرى - أيضاً - للتواصل مع الزوار، وهي لغة "الإشارة"، وخاصة مع أولئك الحجاج الذين لا يجيدون سوى لغة بلدانهم الأصلية.
وبين حسن معتوق، أحد بائعي الفاكهة: أن حسن النية وخدمة الحاج، هي أساس التعامل مع ضيوف الرحمن, مؤكداً أن لغة "الإشارة" هي السائدة، بحيث يبين لك الحاج طلبه والكمية بأصابع يده، ويبادله البائع باللغة نفسها؛ لأخذ المبلغ وسط أجواء أخوية.
من جهته ذكر الحاج زاهد مأمون، من جمهورية باكستان: أن أكثر الباعة المتجولين وأصحاب المحلات، يجيدون معرفة بعض الأرقام لأكثر اللغات شيوعاً؛ مما يسهل على الطرفين معرفة المطلوب, موضحاً كذلك أن حسن النية، وصفاء القلوب، وروحانية المكان والزمان، تطغيان على طبيعة هذا التواصل.
أحس "باري" من أوزباكستان بسعادة كبيرة؛ لما ابتاعه من تراثيات ومسابح، يقول: "الناس هنا طيبون، وهذا هو الأهم"، "أنا لا أجيد إلا لغتي الأم (الأوزبكية)، ولم أجد مشكلة في التعامل مع الباعة هنا".
محمد سواري، من إندونيسيا، بلغته الإنجليزية الضعيفة يثني على الباعة، ويقول: "سوء فهمي - في النادر - يخلق أجواء مرحة بيني وبين الباعة، إلا أنهم يحاولون مساعدتي في الوصول لما أحتاجه"، ويضيف: "أنا ممتن للجميع في هذه الأرض المباركة، فما أن وطأت أراضيها، وابتسامتي لم تفارق شفتي".