نُوَجّه الدعوات لجميع السفراء والقناصلة المعتمدين بالرياض ولا نستثني أحداً
"الوهيبي" يكشف لـ"سبق" قصة الإفطار السنوي للدبلوماسيين والنجاحات والإخفاقات
- معظم الدبلوماسيين في السعودية كانت معلوماتهم عن العمل الخيري الإسلامي قليلة جداً.
- لا بد من التفريق بين المستغِلين للجمعيات الخيرية وبين المؤسسات وأي عقاب أو لوم ينبغي أن يوجه للمستغِل.
- مشكلات تعريف الغربيين بالإسلام .. الحاجز اللغوي ونقص الخبرة وعدم التفرغ.
- رفعنا شعار "الشراكة" مع المؤسسات والهيئات التطوعية والإنسانية في الغرب.
سبق- الرياض: تقيم الندوة العالمية للشباب الإسلامي في شهر رمضان من كل عام، حفل إفطار للداعمين والدبلوماسيين والمتطوعين. ويُعَدّ حفل الإفطار أحد المعالم الرمضانية لدى الندوة؛ لما اكتسبه هذا الحفل من أهمية على المستويات الدبلوماسية والإعلامية والخيرية. ويحرص السفراء والقناصلة المعتمدون في المملكة على حضوره،. وقد صار فرصة للحوار والتعرف على أنشطة الندوة العالمية وبرامجها التنموية الموجهة للشباب لتدريبهم وتأهيلهم للمشاركة الفاعلة في مجتمعاتهم.
وأكد الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي -في لقاء خاص بصحيفة "سبق"- أهمية التواصل مع داعمي الندوة والعاملين في الحقل الدبلوماسي المعتمدين في المملكة، وتعريفهم بالعمل الخيري والإنساني العربي والإسلامي. وكشف عن توجيه الدعوة لحضور حفل الإفطار السنوي لهذا العام -الذي يقام في فندق "الإنتركونتننتال" يوم الثلاثاء 11/ رمضان/ 1435هـ الموافق 8/7/2014م- إلى (115) سفارة وهيئة دبلوماسية في المملكة، إضافة إلى مكاتب المنظمات الدولية مثل: "الأمم المتحدة، واليونيسيف، ومفوضية شؤون اللاجئين، ومنظمة الزراعة والأغذية، ومنظمة الصحة العالمية، وهيئة حقوق الإنسان، والمنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر". كما وجهت الدعوة إلى أكثر من 100 من رجال الأعمال والتجار والداعمين لبرامج ونشاطات الندوة.
وبمناسبة حفل الإفطار السنوي للندوة العالمية أسئلة كثيرة طرحتها "سبق" في حوار مع الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي، وكان على النحو التالي:
قصة الإفطار الرمضاني
* الدكتور صالح الوهيبي، كيف بدأت فكرة برنامج الإفطار الرمضاني الذي دأبت الندوة على إقامته في كل عام؟
- قامت فكرة حفل الإفطار السنوي للداعمين والدبلوماسيين على أساس مدّ جسور التواصل بين الندوة العالمية -بصفتها مؤسسة خيرية عالمية تقوم بدور كبير في مجال رعاية الشباب وتدريبهم وتأهيلهم- وبين السفراء والدبلوماسيين المعتمدين في المملكة. وقد حظي الحفل بإقبال طيب من معظم السفراء والقناصلة المعتمدين في المملكة، والداعمين لبرامجها ونشاطاتها. ولعله صار مَعلماً رمضانياً بارزاً، وساهم في مد جسور التواصل بين الندوة العالمية للشباب الإسلامي والسفراء والقناصلة المعتمدين في المملكة.
55 سفيراً قبل 10 سنوات
* ومتى بدأت الندوة في إقامة حفل إفطارها الأول؟ وكم كان عدد الحضور آنذاك؟
- بدأ حفل الإفطار الأول في عام 1424هـ بحضور أكثر من (55) من السفراء والدبلوماسيين، واستمر سنوياً ليصبح ملتقى يجتمع فيه السفراء المعتمدون في المملكة أو ممثلوهم على مائدة إفطار رمضانية. ويدور حوار حول التفاهم والتعايش المشترك وفهم كل طرف للآخر، وإعلاء قِيَم العمل الإنساني والتطوعي لخدمة المنكوبين والمعوزين من دون تمييز.
وفي كل عام يزداد عدد الدبلوماسيين الحاضرين؛ بل يحرص الدبلوماسيون والقناصلة على تأكيد الحضور وطلب المشاركة في الحفل من خلال إلقاء كلمات السفراء.
ومن التقاليد التي أرستها الندوة العالمية للشباب الإسلامي في حفل الإفطار السنوي، استقبال الحضور والحفاوة بهم وتهنئة الجميع بشهر رمضان المبارك. ويتخلل الحفل إلقاء كلمات السفراء وكلمة داعمي أنشطة وبرامج الندوة العالمية للشباب الإسلامي، ثم كلمة الأمين العام للندوة العالمية.
الدعوة لجميع الدبلوماسيين
* هل توجّه الندوة الدعوة إلى جميع السفراء والدبلوماسيين المعتمدين في المملكة؟ أم أن هناك استثناء لبعض السفارات؟
- الدعوة لحفل إفطار الندوة السنوي للدبلوماسيين تُوَجّه إلى جميع السفارات في المملكة بلا استثناء، ولكل سفارة خيار الحضور أو عدمه. والندوة على اتصال دائم بجميع السفارات للتعريف ببرامجها وأنشطتها، ونحرص على إطلاع الدبلوماسيين في المملكة على نشاط الندوة كمؤسسة خيرية، ونجيب على أي تساؤلات خاصة بعملنا؛ وذلك لأن عملنا يشمل مناطق واسعة مغطياً مجموعة من البلدان.
الحوارات واللقاءات
* وهل أثمرت هذه اللقاءات والحوارات بينكم وبين السفراء؟ وهل تغيرت النظرة إلى العمل الخيري الإسلامي؟
- من لقاءاتنا مع السفراء، وجدنا أن معظمهم كان بعيداً عن العمل الخيري الإسلامي، والمعلومات المتوفرة لديهم عن هذا العمل كانت قليلة؛ ولذلك سعينا إلى فتح نافذة للتعريف بعملنا، ورفعنا شعار "الشراكة" مع المؤسسات والهيئات العاملة في الحقل التطوعي والإنساني في المجتمعات المختلفة، في الغرب أو الشرق. ومن هذه النافذة حفل الإفطار السنوي الذي أسهم في إذابة الجليد بين العاملين في الحقل الدبلوماسي وبين المؤسسات الخيرية الإسلامية؛ حيث بدؤوا يتفهمون دورنا، وأخذت الصورة تتضح لهم. ولذلك نجدهم يطلبون زيارة وفودهم التجارية والثقافية للندوة العالمية؛ وذلك من بلدان عديدة كبريطانيا وسويسرا وأمريكا والصين وعدد كبير من الدول الإسلامية.
"ادخلوا عليهم الباب"
* الأمين العام، هل إعادة الثقة لدى داعمي العمل الخيري مرة أخرى في العمل الذي شوَّهَتْه بعض الأوساط أمر صعب؟
- ليس هناك شيء صعب؛ فقط يحتاج إلى متابعة وجهد؛ لكن أن نظلّ نتخوف ولا نقدم شيئاً.. هذا الذي لا نريده، التجربة الإنسانية عُرضة للخطأ وللصواب وعُرضة للاستغلال؛ لكن ينبغي أن نسعى حتى نتحرك بقوة، وينبغي دائماً أن يكون الأمل هو المقدم لا أن يكون الخوف. وشعارنا في ذلك هو "ادخلوا عليهم الباب". كما ينبغي أن يتم التفريق بين المستغِلين للجمعيات -إن وُجدوا- وبين الجمعيات نفسها؛ فأي عقاب أو لوم ينبغي أن يوجه للمستغِل لا للجمعية نفسها.
حماية العمل الخيري
* كيف نسعى عن طريق الإعلام لحماية العمل الخيري؟
- لا بد من سد الفجوة الموجودة بين الإعلام والعاملين في الحقل الخيري الإسلامي؛ فبعض وسائل الإعلام خُدِعَت بترديد الدعاية ضد العمل الإسلامي. وكان هنالك عمل مُرَكّز قامت به جهات غربية بقصد، ويهدف إلى تشويه العمل الخيري وأخْذه بجريرة غيره. مع هذا, علينا أن نستمر في التواصل مع وسائل الإعلام، ونسعى إلى بيان الصورة الحقيقية لعملنا الإنساني والخيري الملتزم بمُثُل الإسلام مع المستفيدين ومع المخالفين.
الصوت الإعلامي العربي الإسلامي
* هل يُعَد وصول الصوت الإعلامي العربي الإسلامي إلى الغربيين خطوة هامة؟
- نعم, لا شك في ذلك؛ وقد صرنا نجد أن بعض وسائل الإعلام العربية كـ"الجزيرة" وصلت فعلاً، وأصبح لها صوت مسموع؛ فإذا استطعنا أن يكون عندنا وسائل إعلام تتمتع بمصداقية عالية؛ فسنصل إليهم وإلى غيرهم. وتجربة الغرب في احتكار العمل الإعلامي يمكن تجاوزها ببذل مزيد من الجهد والمال في بناء وسائل إعلامية متطورة؛ لا للوصول إلى الغربيين فحسب, بل إلى بني الإنسان كافة.
إعلام إسلامي بلغات
* الحوار مع الغربيين بلغتهم أمر مهم للتعرف على وجهات نظرنا وقضايانا.. فهل تؤيدون تواجَدَ إعلام إسلامي بلغات مثل الإنجليزية يوجه للغربيين للتعريف بنا؟
- ليست القضية قضية الغرب فقط؛ وإنما قضية الشرق أيضاً ومخاطبة المسلمين أنفسهم؛ فعلى سبيل المثال في الهند قرابة مائتي مليون مسلم يتحدث معظمهم اللغة الإنجليزية، ماذا فعلنا لهم؟ وهنالك أكثر من مائتي مليون في إندونيسيا وفي مناطق جنوب شرق آسيا يتكلمون اللغة الملاوية في إندونيسيا والفلبين وماليزيا وتايلاند ... إذن ليس الغربي فقط هو المستهدف لإعلامه بقضايانا؛ وإنما المسلمون أيضا.
ولا ننسى أنه قد قامت فعلاً مجموعة من القنوات الفضائية الموجهة للمسلمين وغيرهم باللغة الإنجليزية والإسبانية والفارسية وغيرها. وأعتقد أنها بدأت تؤثر وتُسمع للناس صوتاً مغايراً لما أَلِفُوه.
الاستفادة من القنوات والوسائل الإعلامية
* لا نرى أي دور في الجانب الإعلامي للندوة؛ من حيث تأسيس قناة فضائية أو صحيفة أو مجلة، تقدم مضامين إعلامية تثقيفية وتوعوية واجتماعية تساهم في الارتقاء بالشباب وتطويرهم ليكونوا ثمرة حقيقة لأمتهم؟
- لم يغب عن الندوة هذا الأمر؛ ولكنها ترى حالياً الاستفادة من القنوات والوسائل الإعلامية الموجودة؛ فهذا أقل كلفة وأقل تبعة على الندوة.
الغرب بمؤسساته العمل الخيري
*هل تسعوْن للتعرف على تجارب العمل الخيري في الغرب دعماً لتجاربنا؟
- نعم, على العمل الخيري أن يستفيد من كل التجارب الإنسانية الحميدة بغضّ النظر عن مصدرها. واليوم يتصدر الغرب بمؤسساته العمل الخيري الدولي سواء في مجال عدد الجمعيات أم أدبيات العمل أم السيطرة على ساحاته. وهنالك تجارب إسلامية مهمة في مجالات اجتماعية مهمة كمؤسسات الوقف والرعاية الاجتماعية, وينبغي الاستمرار فيها وتطويرها كما طَوّرها مَن قبلنا.
تعريف الغربيين على الإسلام
* هل هناك مشكلات لتعريف الغربيين على الإسلام والمسلمين؟
- نعم, هناك مشكلات؛ منها: الحاجز اللغوي، والثاني: الخبرة وكيفية محاورة هؤلاء، والأمر الثالث عدم التفرغ؛ فمعظم العاملين في العمل الخيري من موظفي الحكومة وهذا محكوم بعمله. وحينما نذهب إلى مؤتمرات في الغرب للحوار أو لغيره نجد أنّ الذين يحاوروننا أناس متفرغون لهذا العمل.