يقول الراوي
إن هناك حايف والحايف هو اللص الذي يحوف العرب وهم نائمون أو على حين غرة ينهبه من الإبل ويهرب بليله وهذا الحايف حاف بيت عبدالكريم الجربا وقد كان الجو بارداً لدرجة أن
الإبل كانت باركه أمام البيت متراص بعضها ببعض فاندس الحايف بينهما وأخذ يحاول تقويمها لكي يفك عقلها أي رباطها من الساق ويهرب بها إلا أنها ولشدة البرد لم تقم وهذا هو
يتجول بينها كلما دك واحدة رفضت النهوض حتى أدركه الهلاك هو بنفسه فتجمدت يداه وأعياه البرد الشديد . . . فكر ولم يجد أمامه سوى بيت عبدالكريم فدخل وهم نائمون وجلس في
مكان النار وأخذ يحفر الرماد بيديه لعله يجد الدفء ليديه , وكان عبدالكريم نائماً بالجزء الثاني من البيت بينه وبين الرفه أي المجلس الرواق فسمع حركته ونهض وذهب له ولما نظر
حالته لم يكلمه بل أخذ فروته وهي من جلد الغنم من ظهره ورماها على الحايف دون أن يكلمه وعاد لفراشه
ولما شعر الحايف بالدفء من الفروة نام في مكانه لشدة تعبه وإعيائه من البرد
وفي الصباح بعد أن اجتمع المجلس جلس الحايف وعلى ظهره فروة الأمير . . . فسأله الأمير عن سبب مجيئه بهذا البرد القارص فطلب الأمان أولاً . . . فأعطاه الأمير . . . فسرد
الحكاية كاملة وأردف بهذه الأبيات
البارحـة مـا هـي مـن البـارحاتـي
من واهـج ينفـح على البيـت ويزيـر
لـولا أبو خـوذة كـان هـذا مماتـي
فـي سهلتـن مـا ينلقـابـه حوافيـر
عطيتـه مـا هـي مـن البينـاتــي
فـروة وكـن عازلـن لـي مغـاتيـر
وما إن أتم حديثه وقصيدته حتى قال له عبدالكريم : ذود المغاتير أي قطيع الإبل البيض التي حفتها بالأمس عطية لك . . . وكانت أم عبدالكريم تسترق السمع فقالت له لا يا عبدالكريم
يكفيه إبقاؤك على حياته . . . فأجابها لماذا إذاً سميتني عبدالكريم