|
|
الساحه الدينية تهتم بجميع الامور الدينيه من فتاوى واذكار واحاديث |
آخر 10 مشاركات |
|
أدوات الموضوع |
07 / 10 / 2018, 02 : 04 AM | #391 |
المستشارة والقآئمه بشؤون العنصر النسآئي
|
رد: وقفات مع آيات من الذكر الحكيم : متجدد بأمر الله
|
اللهم صل وسلم على نبينا محمد♡
|
07 / 10 / 2018, 30 : 05 AM | #392 |
المستشارة والقآئمه بشؤون العنصر النسآئي
|
رد: وقفات مع آيات من الذكر الحكيم : متجدد بأمر الله
|
اللهم صل وسلم على نبينا محمد♡
|
07 / 10 / 2018, 07 : 01 PM | #393 |
المستشارة والقآئمه بشؤون العنصر النسآئي
|
رد: وقفات مع آيات من الذكر الحكيم : متجدد بأمر الله
|
اللهم صل وسلم على نبينا محمد♡
|
07 / 10 / 2018, 49 : 01 PM | #394 |
المستشارة والقآئمه بشؤون العنصر النسآئي
|
رد: وقفات مع آيات من الذكر الحكيم : متجدد بأمر الله
|
اللهم صل وسلم على نبينا محمد♡
|
07 / 10 / 2018, 43 : 03 PM | #395 |
المستشارة والقآئمه بشؤون العنصر النسآئي
|
رد: وقفات مع آيات من الذكر الحكيم : متجدد بأمر الله
|
اللهم صل وسلم على نبينا محمد♡
|
15 / 10 / 2018, 51 : 03 AM | #396 |
المستشارة والقآئمه بشؤون العنصر النسآئي
|
رد: وقفات مع آيات من الذكر الحكيم : متجدد بأمر الله
سورة النصر مدنية ، آياتها 3 نزلت بعد التوبة و هى آخر ما نزل من السور
و تسمى سورة التوديع ، عن ابن عباس قال : لما نزلت ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ) ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " نعيت إليّ نفسي " . 1. إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ أي : إذا جاءك يا محمد نصر الله على من عاداك ؛ و هم قريش ، و فتح عليك مكة ، و النصر : هو التأييد الذي يكون به قهر الأعداء و غلبهم و الاستعلاء عليهم ، و الفتح : هو فتح مساكن الأعداء و دخول منازلهم و فتح قلوبهم لقبول الحق . 2. وَ رَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا أي : جماعات فوجًا بعد فوج ، فإنه لما فتح رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة ، قال العرب : أما إذا ظفر محمد بأهل الحرم ، و قد أجارهم الله من أصحاب الفيل ، فإنه على الحق ، و ليس لكم عليه قدرة ، فكانوا يدخلون في الإسلام جماعات ، بعد أن كانوا يدخلون فرادى ، فصارت القبيلة بأسرها تدخل في الإسلام . 3. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا " فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ " : فيه الجمع بين تسبيح الله ، المؤذن بالتعجب ممّا يسره الله له مما لم يكن يخطر بباله و لا بال أحد من الناس ، و بين الحمد له على جميل صنعه له و عظيم منته عليه بالنصر و الفتح لأم القرى و دخول الناس في الإسلام أفواجًا . " وَاسْتَغْفِرْهُ " : أي : اطلب منه المغفرة لذنبك تواضعًا لله ، و استقصارا لعملك . " إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا " : أي : من شأنه التوبة للمستغفرين له ، يتوب عليهم و يرحمهم بقبول توبتهم . أخرج البخاري و غيره عن ابن عباس ، قال في هذه السورة : هو أجل رسول الله صلى الله عليه و سلم أعلمه الله له ، قال : ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ) فذلك علامة أجله ( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ) . |
اللهم صل وسلم على نبينا محمد♡
|
24 / 10 / 2018, 36 : 11 AM | #397 |
المستشارة والقآئمه بشؤون العنصر النسآئي
|
رد: وقفات مع آيات من الذكر الحكيم : متجدد بأمر الله
|
اللهم صل وسلم على نبينا محمد♡
|
25 / 10 / 2018, 49 : 03 AM | #398 |
المستشارة والقآئمه بشؤون العنصر النسآئي
|
رد: وقفات مع آيات من الذكر الحكيم : متجدد بأمر الله
تفسير سورة الغاشيه ..
هذه السورة واحدة من الإيقاعات العميقة الهادئة. الباعثة إلى التأمل والتدبر، وإلى الرجاء والتطلع، وإلى المخافة والتوجس، وإلى عمل الحساب ليوم الحساب! وهي تطوّف بالقلب البشري في مجالين هائلين: مجال الآخرة وعالمها الواسع، ومشاهدها المؤثرة. ومجال الوجود العريض المكشوف للنظر، وآيات الله المبثوثة في خلائقه المعروضة للجميع. ثم تذكرهم بعد هاتين الجولتين بحساب الآخرة، وسيطرة الله، وحتمية الرجوع إليه في نهاية المطاف.. كل ذلك في أسلوب عميق الإيقاع، هادئ، ولكنه نافذ. رصين ولكنه رهيب! {هل أتاك حديث الغاشية؟}.. بهذا المطلع تبدأ السورة التي تريد لترد القلوب إلى الله، ولتذكرهم بآياته في الوجود، وحسابه في الآخرة وجزائه الأكيد. وبهذا الاستفهام الموحي بالعظمة الدال على التقرير؛ الذي يشير في الوقت ذاته إلى أن أمر الآخرة مما سبق به التقرير والتذكير. وتسمى القيامة هذا الاسم الجديد: {الغاشية}.. أي الداهية التي تغشى الناس وتغمرهم بأهوالها. وهو من الأسماء الجديدة الموحية التي وردت في هذا الجزء.. الطامة.. الصاخة.. الغاشية.. القارعة.. مما يناسب طبيعة هذا الجزء المعهودة. وهذا الخطاب: {هل أتاك..؟} كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحس وقع توجيهه إلى شخصه، حيثما سمع هذه السورة، وكأنما يتلقاه أول مرة مباشرة من ربه، لشدة حساسية قلبه بخطاب الله سبحانه واستحضاره لحقيقة الخطاب، وشعوره بأنه صادر إليه بلا وسيط حيثما سمعته أذناه.. قال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن محمد الطنافسي، حدثنا أبو بكر بن عباس، عن أبي إسحاق، عن عمر ابن ميمون، قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة تقرأ: {هل أتاك حديث الغاشية؟} فقام يستمع ويقول: «نعم قد جاءني». والخطاب مع ذلك عام لكل من يسمع هذا القرآن. فحديث الغاشية هو حديث هذا القرآن المتكرر. يذكر به وينذر ويبشر؛ ويستجيش به في الضمائر الحساسية والخشية والتقوى والتوجس؛ كما يثير به الرجاء والارتقاب والتطلع. ومن ثم يستحيي هذه الضمائر فلا تموت ولا تغفل. {هل أتاك حديث الغاشية؟}.. ثم يعرض شيئاً من حديث الغاشية: {وجوه يومئذ خاشعة. عاملة ناصبة. تصلى ناراً حامية. تسقى من عين آنية. ليس لهم طعام إلا من ضريع. لا يسمن ولا يغني من جوع}.. إنه يعجل بمشهد العذاب قبل مشهد النعيم؛ فهو أقرب إلى جو {الغاشية} وظلها.. فهناك: يومئذ وجوه خاشعة ذليلة متعبة مرهقة؛ عملت ونصبت فلم تحمد العمل ولم ترض العاقبة، ولم تجد إلا الوبال والخسارة، فزادت مضضاً وإرهاقاً وتعباً، فهي: {عاملة ناصبة}.. عملت لغير الله، ونصبت في غير سبيله. عملت لنفسها ولأولادها. وتعبت لدنياها ولأطماعها. ثم وجدت عاقبة العمل والكد. وجدته في الدنيا شقوة لغير زاد. ووجدته في الآخرة سواداً يؤدي إلى العذاب. وهي تواجه النهاية مواجهة الذليل المرهق المتعوس الخائب الرجاء! ومع هذا الذل والرهق العذاب والألم: {تصلى ناراً حامية} وتذوقها وتعانيها. {تسقى من عين آنية}.. حارة بالغة الحرارة.. {ليس لهم طعام إلا من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع}.. والضريع قيل: شجر من نار في جهنم. استناداً إلى ما ورد عن شجرة الزقوم التي تنبت في أصل الجحيم. وقيل: نوع من الشوك اللاطئ بالأرض، ترعاه الإبل وهو أخضر، ويسمى الشبرق فإذا جني صار اسمه الضريع ولم تستطع الإبل مذاقه فهو عندئذ سام! فهذا أو ذاك هو لون من ألوان الطعام مع الغسلين والغساق وباقي هذه الألوان التي لا تسمن ولا تغني من جوع! وواضح أننا لا نملك في الدنيا أن ندرك طبيعة هذا العذاب في الآخرة. إنما تجيء هذه الأوصاف لتلمس في حسنا البشري أقصى ما يملك تصوره من الألم، الذي يتجمع من الذل والوهن والخيبة ومن لسع النار الحامية، ومن التبرد والارتواء بالماء الشديد الحرارة! والتغذي بالطعام الذي لا تقوى الإبل على تذوقه، وهو شوك لا نفع فيه ولا غناء.. من مجموعة هذه التصورات يتجمع في حسنا إدراك لأقصى درجات الألم. وعذاب الآخرة بعد ذلك أشد. وطبيعته لا يتذوقها إلا من يذوقها والعياذ بالله! وعلى الجانب الآخر: {وجوه يومئذ ناعمة. لسعيها راضية: في جنة عالية. لا تسمع فيها لاغية. فيها عين جارية. فيها سرر مرفوعة. وأكواب موضوعة. ونمارق مصفوفة. وزرابي مبثوثة}.. فهنا وجوه يبدو فيها النعيم. ويفيض منها الرضى. وجوه تنعم بما تجد، وتحمد ما عملت. فوجدت عقباه خيراً، وتستمتع بهذا الشعور الروحي الرفيع. شعور الرضى عن عملها حين ترى رضى الله عنها. وليس أروح للقلب من أن يطمئن إلى الخير ويرضى عاقبته، ثم يراها ممثلة في رضى الله الكريم. وفي النعيم. ومن ثم يقدم القرآن هذا اللون من السعادة على ما في الجنة من رخاء ومتاع، ثم يصف الجنة ومناعمها المتاحة لهؤلاء السعداء: {في جنة عالية}.. عالية في ذاتها رفيعة مجيدة. ثم هي عالية الدرجات. وعالية المقامات. وللعلو في الحس إيقاع خاص. {لا تسمع فيها لاغية}.. ويطلق هذا التعبير جواً من السكون والهدوء والسلام والاطمئنان والود والرضى والنجاء والسمر بين الأحباء والأوداء، والتنزه والارتفاع عن كل كلمة لاغية، لا خير فيها ولا عافية.. وهذه وحدها نعيم. وهذه وحدها سعادة. سعادة تتبين حين يستحضر الحس هذه الحياة الدنيا، وما فيها من لغو وجدل وصراع وزحام ولجاج وخصام وقرقعة وفرقعة. وضجة وصخب، وهرج ومرج. ثم يستسلم بعد ذلك لتصور الهدوء والأمن والسلام الساكن والود الرضي والظل الندي في العبارة الموحية: {لا تسمع فيها لاغية} وألفاظها ذاتها تنسم الروح والندى وتنزلق في نعومة ويسر، وفي إيقاع موسيقي ندي رخي! وتوحي هذه اللمسة بأن حياة المؤمنين في الأرض وهم ينأون عن الجدل واللغو، هي طرف من حياة الجنة، يتهيأون بها لذلك النعيم الكريم. وهكذا يقدم الله من صفة الجنة هذا المعنى الرفيع الكريم الوضيء. ثم تجيء المناعم التي تشبع الحس والحواس. تجيء في الصورة التي يملك البشر تصورها. وهي في الجنة مكيفة وفق ما ترتقي إليه نفوس أهل الجنة. مما لا يعرفه إلا من يذوقه! {فيها عين جارية}.. والعين الجارية: الينبوع المتدفق. وهو يجمع إلى الري الجمال. جمال الحركة والتدفق والجريان. والماء الجاري يجاوب الحس بالحيوية وبالروح التي تنتفض وتنبض! وهو متعة للنظر والنفس من هذا الجانب الخفي، الذي يتسرب إلى أعماق الحس. {فيها سرر مرفوعة}.. والارتفاع يوحي بالنظافة كما يوحي بالطهارة.. {وأكواب موضوعة}.. مصفوفة مهيأة للشراب لا تحتاج إلى طلب ولا إعداد {ونمارق مصفوفة}.. والنمارق الوسائد والحشايا للاتكاء في ارتياح! {وزرابي مبثوثة}.. والزرابي البسط ذات الخمل السجاجيد مبثوثة هنا وهناك للزينة وللراحة سواء! وكلها مناعم مما يشهد الناس له أشباها في الأرض. وتذكر هذه الأشياء لتقريبها إلى مدارك أهل الأرض. أما طبيعتها وطبيعة المتاع بها فهي موكولة إلى المذاق هناك. للسعداء الذين يقسم الله لهم هذا المذاق! ومن اللغو الدخول في موازنات أو تحقيقات حول طبيعة النعيم أو طبيعة العذاب في الآخرة. فإدراك طبيعة شيء ما متوقف على نوع هذا الإدراك. وأهل الأرض يدركون بحس مقيد بظروف هذه الأرض وطبيعة الحياة فيها. فإذا كانوا هناك رفعت الحجب وأزيلت الحواجز وانطلقت الأرواح والمدارك، وتغيرت مدلولات الألفاظ ذاتها بحكم تغير مذاقها، وكان ما سيكون، مما لا نملك أن ندرك الآن كيف يكون! إنما نفيد من هذه الأوصاف أن يستحضر أقصى ما يطيقه من صور اللذاذة والحلاوة والمتاع. وهو ما نملك تذوقه ما دمنا هنا. حتى نعرف حقيقته هناك. حين يكرمنا الله بفضله ورضاه. وتنتهي هذه الجولة في العالم الآخر، فيؤوب منها إلى هذا الوجود الظاهر. الحاضر. الموحي بقدرة القادر وتدبير المدبر، وتميز الصنعة، وتفرد الطابع. الدال على أن وراء التدبير والتقدير أمراً بعد هذه الحياة، وشأناً غير شأن الأرض. وخاتمة غير خاتمة الموت: {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت، وإلى السماء كيف رفعت، وإلى الجبال كيف نصبت، وإلى الأرض كيف سطحت؟}.. وتجمع هذه الآيات الأربعة القصار، أطراف بيئة العربي المخاطب بهذا القرآن أول مرة. كما تضم أطراف الخلائق البارزة في الكون كله. حين تتضمن السماء والأرض والجبال والجمال (ممثلة لسائر الحيوان) على مزية خاصة بالإبل في خلقها بصفة عامة وفي قيمتها للعربي بصفة خاصة. إن هذه المشاهد معروضة لنظر الإنسان حيثما كان.. السماء والأرض والجبال والحيوان. وأياً كان حظ الإنسان من العلم والحضارة فهذه المشاهد داخلة في عالمه وإدراكه. موحية له بما وراءها حين يوجه نظره وقلبه إلى دلالتها. والمعجزة كامنة في كل منها. وصنعة الخالق فيها معلمة لا نظير لها. وهي وحدها كافية لأن توحي بحقيقة العقيدة الأولى. ومن ثم يوجه القرآن الناس كافة إليها: {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت؟}.. والإبل حيوان العربي الأول. عليها يسافر ويحمل. ومنها يشرب ويأكل. ومن أوبارها وجلودها يلبس وينزل. فهي مورده الأول للحياة. ثم إن لها خصائص تفردها من بين الحيوان. فهي على قوتها وضخامتها وضلاعة تكوينها ذلول يقودها الصغير فتنقاد، وهي على عظم نفعها وخدمتها قليلة التكاليف. مرعاها ميسر، وكلفتها ضئيلة، وهي أصبر الحيوان المستأنس على الجوع والعطش والكدح وسوء الأحوال.. ثم إن لهيئتها مزية في تناسق المشهد الطبيعي المعروض كما سيجيء.. لهذا كله يوجه القرآن أنظار المخاطبين إلى تدبر خلق الإبل؛ وهي بين أيديهم، لا تحتاج منهم إلى نقلة ولا علم جديد.. {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت؟}.. أفلا ينظرون إلى خلقتها وتكوينها؟ ثم يتدبرون: كيف خلقت على هذا النحو المناسب لوظيفتها، المحقق لغاية خلقها، المتناسق مع بيئتها ووظيفتها جميعاً! إنهم لم يخلقوها. وهي لم تخلق نفسها، فلا يبقى إلا أن تكون من إبداع المبدع المتفرد بصنعته، التي تدل عليه، وتقطع بوجوده؛ كما تشي بتدبيره وتقديره. {وإلى السماء كيف رفعت؟}.. وتوجيه القلب إلى السماء يتكرر في القرآن. وأولى الناس بأن يتوجهوا إلى السماء هم سكان الصحراء. حيث للسماء طعم ومذاق، وإيقاع وإيحاء، كأنما ليست السماء إلا هناك في الصحراء! السماء بنهارها الواضح الباهر الجاهر. والسماء بأصيلها الفاتن الرائق الساحر. والسماء بغروبها البديع الفريد الموحي. والسماء بليلها المترامي ونجومها المتلألئة وحديثها الفاتر. والسماء بشروقها الجميل الحي السافر. هذه السماء. في الصحراء.. أفلا ينظرون إليها؟ أفلا ينظرون إليها كيف رفعت؟ من ذا رفعها بلا عمد؟ ونثر فيها النجوم بلا عدد؟ وجعل فيها هذه البهجة وهذا الجمال وهذا الإيحاء؟ إنهم لم يرفعوها وهي لم ترفع نفسها. فلا بد لها من رافع ولا بد لها من مبدع. لا يحتاج الأمر إلى علم ولا إلى كد ذهن. فالنظرة الواعية وحدها تكفي.. {وإلى الجبال كيف نصبت؟}.. والجبال عند العربي بصفة خاصة ملجأ وملاذ، وأنيس وصاحب، ومشهدها يوحي إلى النفس الإنسانية بصفة عامة جلالاً واستهوالاً. حيث يتضاءل الإنسان إلى جوارها ويستكين، ويخشع للجلال السامق الرزين. والنفس في أحضان الجبل تتجه بطبيعتها إلى الله؛ وتشعر أنها إليه أقرب، وتبعد عن واغش الأرض وضجيجها وحقاراتها الصغيرة. ولم يكن عبثاً ولا مصادفة أن يتحنث محمد صلى الله عليه وسلم في غار حراء في جبل ثور. وأن يتجه إلى الجبل من يريدون النجوة بأرواحهم فترات من الزمان! والجبال هنا {كيف نصبت} لأن هذه اللمحة تتفق من الناحية التصويرية مع طبيعة المشهد كما سيجيء. {وإلى الأرض كيف سطحت؟}.. والأرض مسطوحة أمام النظر، ممهدة للحياة والسير والعمل، والناس لم يسطحوها كذلك. فقد سحطت قبل أن يكونوا هم.. أفلا ينظرون إليها ويتدبرون ما وراءها، ويسألون: من سطحها ومهدها هكذا للحياة تمهيداً؟ إن هذه المشاهد لتوحي إلى القلب شيئاً. بمجرد النظر الواعي والتأمل الصاحي. وهذا القدر يكفي لاستجاشة الوجدان واستحياء القلب. وتحرك الروح نحو الخالق المبدع لهذه الخلائق. ونقف وقفة قصيرة أمام جمال التناسق التصويري لمجموعة المشهد الكوني لنرى كيف يخاطب القرآن الوجدان الديني بلغة الجمال الفني، وكيف يعتنقان في حس المؤمن الشاعر بجمال الوجود.. إن المشهد الكلي يضم مشهد السماء المرفوعة والأرض المبسوطة. وفي هذا المدى المتطاول تبرز الجبال {منصوبة} السنان لا راسية ولا ملقاة، وتبرز الجمال منصوبة السنام.. خطان أفقيان وخطان رأسيان في المشهد الهائل في المساحة الشاسعة. ولكنها لوحة متناسقة الأبعاد والاتجاهات! على طريقة القرآن في عرض المشاهد، وفي التعبير بالتصوير على وجه الإجمال. والآن بعد الجولة الأولى في عالم الآخرة، والجولة الثانية في مشاهد الكون المعروضة، يلتفت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يوجهه إلى حدود واجبه وطبيعة وظيفته، ويلمس قلوبهم اللمسة الأخيرة الموقظة: {فذكر إنما أنت مذكر. لست عليهم بمسيطر. إلا من تولى وكفر. فيعذبه الله العذاب الأكبر. إن إلينا إيابهم. ثم إن علينا حسابهم}.. فذكر بهذا وذاك. ذكرهم بالآخرة وما فيها. وذكرهم بالكون وما فيه. إنما أنت مذكر. هذه وظيفتك على وجه التحديد. وهذا دورك في هذه الدعوة، ليس لك ولا عليك شيء وراءه. عليك أن تذكر. فإنك ميسر لهذا ومكلف إياه. {لست عليهم بمسيطر}.. فأنت لا تملك من أمر قلوبهم شيئاً. حتى تقهرها وتقسرها على الإيمان. فالقلوب بين أصابع الرحمن، لا يقدر عليها إنسان. فأما الجهاد الذي كتب بعد ذلك فلم يكن لحمل الناس على الإيمان. إنما كان لإزالة العقبات من وجه الدعوة لتبلغ إلى الناس. فلا يمنعوا من سماعها. ولا يفتنوا عن دينهم إذا سمعوها. كان لإزالة العقبات من طريق التذكير. الدور الوحيد الذي يملكه الرسول. وهذا الإيحاء بأن ليس للرسول من أمر هذه الدعوة شيء إلا التذكير والبلاغ يتكرر في القرآن لأسباب شتى. في أولها إعفاء أعصاب الرسول من حمل هم الدعوة بعد البلاغ، وتركها لقدر الله يفعل بها ما يشاء. فإلحاح الرغبة البشرية بانتصار دعوة الخير وتناول الناس لهذا الخير، إلحاح عنيف جداً يحتاج إلى هذا الإيحاء المتكرر بإخراج الداعية لنفسه ولرغائبه هذه من مجال الدعوة، كي ينطلق إلى أدائها كائنة ما كانت الاستجابة، وكائنة ما كانت العاقبة. فلا يعني نفسه بهمّ من آمن وهمّ من كفر. ولا يشغل باله بهذا الهم الثقيل حين تسوء الأحوال من حول الدعوة، وتقل الاستجابة، ويكثر المعرضون والمخاصمون. ومما يدل على إلحاح الرغبة البشرية في انتصار دعوة الله وتذوق الناس لما فيها من خير ورحمة، هذه التوجيهات المتكررة للرسول صلى الله عليه وسلم وهو من هو تأدباً بأدب الله ومعرفة لحدوده ولقدر الله.. ومن ثم اقتضى إلحاح هذه الرغبة هذا العلاج الطويل المتكرر في شتى الأحيان.. ولكن إذا كان هذا هو حد الرسول، فإن الأمر لا ينتهي عند هذا الحد. ولا يذهب المكذبون ناجين، ولا يتولون سالمين. إن هنالك الله وإليه تصير الأمور: {إلا من تولى وكفر. فيعذبه الله العذاب الأكبر}.. وهم راجعون إلى الله وحده قطعاً، وهو مجازيهم وحده حتماً. وهذا هو الإيقاع الختامي في السورة في صيغة الجزم والتوكيد. {إن إلينا إيابهم. ثم إن علينا حسابهم}.. بهذا يتحدد دور الرسول في هذه الدعوة. ودور كل داعية إليها بعده.. إنما أنت مذكر وحسابهم بعد ذلك على الله. ولا مفر لهم من العودة إليه، ولا محيد لهم من حسابه وجزائه. غير أنه ينبغي أن نفهم أن من التذكير إزالة العقبات من وجه الدعوة لتبلغ إلى الناس وليتم التذكير. فهذه وظيفة الجهاد كما تفهم من القرآن ومن سيرة الرسول سواء، بلا تقصير فيها ولا اعتداء.. |
اللهم صل وسلم على نبينا محمد♡
|
25 / 10 / 2018, 14 : 05 AM | #399 |
المستشارة والقآئمه بشؤون العنصر النسآئي
|
رد: وقفات مع آيات من الذكر الحكيم : متجدد بأمر الله
١ ﴿ لَا أُقْسِمُ بِهَٰذَا الْبَلَدِ ﴾ المعنى: أقسم بالبلد الحرام: وهو مكة، وذلك لينبّه على كرامة أم القرى وشرفها عند الله تعالى ؛ لأن فيها بيته الحرام وهي بلد إسماعيل ومحمد عليهما الصلاة والسلام، وبها تؤدى مناسك الحج. ٢ ﴿وَأَنتَ حِلٌّ بِهَٰذَا الْبَلَدِ ﴾ المعنى: أقسم الله بهذا البلد الذي أنت مقيم به، تشريفًا لك وتعظيمًا لقدرك، لأنه صار بحلولِكَ فيه عظيمًا شريفًا. ٣ ﴿ وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ﴾ يقسم تعالى بالوالد وأولاده ، كآدم وما تناسل من ولده ، وبكل والد ومولود من جميع الحيوانات ، تنبيهًا على عظم آية التناسل والتوالد، ودلالتها على قدرة الله وحكمته وعلمه . ٤ ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾ لا يزال في مكابدة الدنيا ومقاساة شدائدها حتى يموت، فإذا مات كابد شدائد القبر والبرزخ وأهوالهما، ثم شدائد الآخرة. ٥ ﴿ أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ﴾ أي: أيظنّ ابن آدم أن لن يقدر عليه ولا ينتقم منه أحد مهما اقترف من السيئات، حتى ولا ربّه عزّ وجلّ ؟ ٦ ﴿ يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا ﴾ أي: كثيرًا مجتمعًا. ٧ ﴿ أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ ﴾ أيظنّ أن الله سبحانه لم يره، ولا يسأله عن ماله من أين كَسَبَهُ وأين أنفَقَهُ ؟ ١٠ ﴿ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ﴾ المعنى: ألم نعرِّفه طريق الخير وطريق الشر مبينتين كما تبين الطريقين العاليتين؟ ١١ ﴿ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ﴾ أي: أفلا نشط واخترق الموانع التي تحول بينه وبين طاعة الله، من تسويل النفس واتباع الهوى والشيطان. ١٣ ﴿ فَكُّ رَقَبَةٍ ﴾ أي: هي إعتاق رقبة، عبد أو أمة. ١٤ ﴿ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ﴾ أي: يوم المجاعة، عزيز فيه الطعام. ١٥ ﴿ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ﴾ أي: يطعم اليتيم: وهو الصغير الذي لا أب له، ويكون اليتيم من أقارب هذا المقتحم. ١٦ ﴿ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ﴾ لا شيء له، كأنه لصق بالتراب لفقره، قال مجاهد: هو الذي لا يقيه من التراب لباس ولا غيره. ١٧ ﴿ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ فإن هذه القرب إنما تنفع مع الإيمان إذا أتى بها لوجه الله ﴿ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ على طاعة الله، والصبر عن معاصيه، والصبر على ما أصابهم من البلايا والمصائب ﴿ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ﴾ بالرحمة على عباد الله. ١٨ ﴿ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ﴾ أصحاب اليمين. ١٩ ﴿ هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ﴾ أي: أصحاب الشمال، وهي النار المشؤومة، وتفصيل ما أعدّه لأصحاب الشمال. ٢٠ ﴿ عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ ﴾ أي: مطبقة مغلقة. |
اللهم صل وسلم على نبينا محمد♡
|
28 / 10 / 2018, 22 : 02 AM | #400 |
المستشارة والقآئمه بشؤون العنصر النسآئي
|
رد: وقفات مع آيات من الذكر الحكيم : متجدد بأمر الله
|
اللهم صل وسلم على نبينا محمد♡
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|
|