قائد الشاحنة اصطدم بهم وجهاً لوجه و"المرور" حمّله المسؤولية بنسبة ١٠٠٪
"البشري" يكشف لـ"سبق" تفاصيل جديدة في حادث فقدان أبنائه الخمسة
إبراهيم الحذيفي- سبق- جدة: أكّد مدير جامعة الجوف الدكتور إسماعيل البشري، الذي فَقَد خمسة من أبنائه في حادث مروّع بمدينة سلوى السبت الماضي، أن تقرير المرور حمّل قائد الشاحنة الخطأ في الحادث بنسبة ١٠٠٪؛ بسبب التجاوز الخاطئ والاصطدام بمركبة أولاده وجهاً لوجه، في طريق ضيق ذي مسار واحد في كل اتجاه.
وروى "البشري" لـ"سبق" تفاصيل جديدة بالحادث؛ مبيناً أن أربعة من أبنائه توفوا في موقع الحادث، وهم: "محمد" (٢٠ عاماً) كلية الطب المستوى الثاني، و"أفنان" (٢١ عاماً) طالبة بجامعة الإمام محمد بن سعود، و"أسماء" كلية حاسب آلي بجامعة الأمير سلطان، و"أحمد" (١٨ عاماً) طالب في الثانوية العامة العامة؛ فيما توفي في المستشفى "سلطان" (١٠ أعوام) ويدرس بالصف الرابع في مدرسة ابن خلدون الابتدائية.
وأوضح الدكتور "البشري" تفاصيل الحادث قائلاً: "كنا عائدين من الإمارات العربية المتحدة، وأخبرت أبنائي وبناتي الخمسة -الذين كانوا مع بعضهم في سيارة ويمشون خلفي فيما كنت أنا ووالدتهم نستقل سيارة أخرى ونسير أمامهم- أننا ننوي أداء صلاة المغرب في مدينة سلوى، وكنت أشاهدهم في المرآة للاطمئنان عليهم، وبعد دخولنا في تحويلة قبل مدينة سلوى لم أعد أشاهدهم".
وأضاف "البشري": "اتصلت على هواتفهم ووجدتها جميعها مغلقة؛ فبدأ الخوف يزداد على أبنائي؛ فقمت بالدوران والعودة للاطمئنان عليهم، وفي طريق عودتنا شاهدت ووالدتهم سيارات الدفاع المدني تسابقنا؛ فشعرت حينها أن مكروهاً أصاب أبنائي، وواصلنا مسيرنا حتى وصلنا إلى موقع الحادث وشاهدنا تجمّع الناس على الحادث".
وتابع: "أوقفت سيارتي واتجهت للموقع سيراً على قدميّ، وكنت حينها ثقيلاً جداً وجسمي يرتعش خوفاً على أبنائي، وما إن اقتربت من المركبة المصدومة حتى تأكدت أنها سيارة أبنائي، وكانوا قد فارقوا الحياة في حادث مروع بعد اصطدامهم مع شاحنة، بعد تجاوز قائدها مركبة في منعطف لتصطدم المركبتان وجهاً لوجه".
وأردف: "وجدتهم جميعاً قد توفوا -حسب المتواجدين في الموقع- ولم يكن على قيد الحياة فيهم إلا "سلطان" ذو العشرة أعوام، وحملناه سريعاً إلى مستشفى سلوى على أمل إنقاذه؛ ولكن الله اختاره ليكون مع إخوته؛ ليفارق الحياة بعد دقائق قليلة من وصوله للمستشفى".
وروى "البشري" حالة والدتهم عندما شاهدت أبناءها وبناتها في الحادث، وأشار إلى أنها كانت صابرة ومحتسبة ومؤمنة بقضاء الله وقدره؛ بل هي التي تقوم بتهدئتنا وتُصبّرنا والحمد لله على قضائه وقدره، وأشار إلى أن مواساة القيادة وجميع المسؤولين والمواطنين خفّفت من مصابهم الجلل.