الصور الأولى لحمزة في منزله بحي الفواز والحوار الذي جرى مع والدته وتعهداته
الإعلامي عبدالعزيز قاسم يكشف لـ"سبق" أسرار لقاء الـ45 دقيقة مع "كشغري" في بيته
سبق– الرياض: كشف الإعلامي عبد العزيز قاسم لـ"سبق" عن اللقاء الذي جمعه بحمزة كشغري عصر هذا اليوم في منزل الأخير بحي الأمير فواز بجدة، وكنه الحوار الذي دار بينه وبين "كشغري" ووالدته، والذي استمر 45 دقيقة، وقال: لقد وجدت في "كشغري" روحاً جديدة وأملاً وتفاؤلاً وتوبة صادقة بإذن الله عز وجل، وحباً جارفاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلمست ضمن الحوار الذي دار إبان زيارتي له للتهنئة اعتزاز الابن حمزة بهذا الوطن الكبير والولاء لولاة الأمر، وأن التجربة المريرة التي عاشها في السجن، التي تجاوزت سنة وثمانية أشهر، كانت كفيلة بنضجه وإعادة حساباته في مسيرته.
وقال "قاسم" إنه وجد في بيت حمزة كشغري عندما زاره لفيفاً من الدعاة والشباب من زملائه وجيرانه وأصدقاء الحي والدراسة، وقال: جلست معه وكلي سعادة أن أراه، فقد أبديت له إبان زيارتي له في التوقيف ثقتي بأننا سنلتقي خارج السجن، وحرصت على أن أنفرد به وبوالدته واثنين من إخوته، وقلت له: "هذه الأم العظيمة التي تحملت الظروف القاسية والأيام العصيبة هي من نوادر هذا الزمن، لم تترك باباً إلا وطرقته من أجلك.. أرجوك.. أرجوك عوضها بالفرح، واعرف ما بذلت من أجلك".
وقال "قاسم": لقد قابلت "كشغري" داخل سجن ذهبان، وتأكدت من صدق توبته وندمه وحبه لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وكنت واثقاً من صدقه ونيته، وإن خانه التعبير فقد تاب وندم، وتأكد من صدق توبته من التقوه من المشايخ وطلاب العلم، واليوم زاد يقيني بهذا بعد أن قابلته في بيته.
وعن كيفية معرفته بخبر الإفراج عن حمزة كشغري صباح أمس قال الإعلامي عبد العزيز قاسم: من أصالة ووفاء أم حمزة أرسلت لي في الصباح الباكر أنها دخلت للتو مع ابنها، وعندما هاتفتها فرحاً أخبرتني بالإفراج عن ابنها وهو الآن معها في بيتها، ثم كلمني حمزة بعدها ليخبرني بالإفراج عنه، واطمأننت عليه، وفضلت أن أزوره اليوم حتى أترك له الفرصة ليجلس مع والدته وإخوته وأقاربه. وعصر هذا اليوم كنت في بيت "كشغري" بحي الأمير فواز بجدة، ووجدته ممتلئاً بالأصدقاء والجيران وزملاء الدراسة وشباب الحي وعدد من الدعاة، منهم الشيخ خالد عبد الكافي، وثلة الفضلاء، ووجدت السعادة مرتسمة على ملامح وجه الابن حمزة، وشتان بين زيارتي له في سجن ذهبان، وحالته في التوقيف، وحالته اليوم.
وعن أول عبارة قالها له "حمزة" بعد أن صافحه وهنأه بالإفراج قال قاسم: "قال لي جزاك الله خيراً"؛ لأنني زرته في السجن، ونقلت توبته وندمه وحالته في السجن، ودار حوار حول أجواء الفرحة العامرة في البيت وبين أهله وجيرانه.
وقال قاسم: هناك تفاصيل كثيرة دارت بيني وبين "كشغري" ووالدته، لا داعي لذكرها اليوم؛ لأن ما رأيته على وجه حمزة وأمه وإخوته وجيرانه وأصدقائه يطغى على كل شيء.
وعن تشكيك البعض في توبة حمزة قال الدكتور قاسم: لقد قابلته في السجن، وتأكدت من ندمه وصدق توبته، وجلس معه في السجن مجموعة من الدعاة والمسؤولين، وتأكدوا من صدق توبته، وأنه كان لا يقصد ما فهم منه، واعترف بخطئه في التعبير، وأتذكر أن الابن حمزة كان يؤكد لي إبان توقيفه أنه سيلزم بيته، ويمضي في مشروعاته الخاصة، ولا يود الاختلاط بأي أحد إلا كتبه ودراسته، وهو ما أكده اليوم، وأنه لا ينتمي إلى أي تيارات سياسية او فكرية، وهو شاب ابن من أبناء هذا الوطن الغالي، يحب وطنه ومليكه وولاة أمره، ويدين بالولاء والحب لهم.
وقال قاسم إنه تحدث عن مستقبله ودروس المحنة والاستفادة منها، وأنا بيني وبين "حمزة" أواصر حب وأخوة بعيدة، وأنا متوسم فيه خيراً أن يسمع ويستجيب، وأحب أن أسجل أن والدة كشغري أعربت عن شكرها وامتنانها العميق لمدير سجن ذهبان لمواقفه الإنسانية ومراعاته الظروف التي واجهت الأسرة، ودوره الأبوي والتوجيهي لحمزة خلال فترة التوقيف، والتسهيلات الإنسانية التي قدمها لهم، وأدعو الله له بالسداد والتوفيق، وأن يرى ما صنع من خير في دنياه، ويثيبه الله عليها في الآخرة.
وقال الدكتور عبد العزيز قاسم لـ"سبق": تذكرت في زيارتي لحمزة اليوم عباراته التي قالها لي يوم أن زرته "أسأل الله تعالى أن يخسف بي الأرض الساعة، وأن يهوي بي في نار جهنم، إن كنت قصدت بكلامي ذاك إيذاء سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم". لقد قالها لي حمزة كشغري وهو يرتعد، ودمعاته تتساقط على وجنتيه الغضتين.. وقال: "أقرّ بأن اللفظ لا ينبغي أن يكون تجاه مقام النبوة، وأخطأ قلمي، ولكن ما يحرقني بحقّ هو ظنّ الناس والمجتمع وسادتي العلماء والدعاة الذين تربيت على أيديهم بأنني أجدّف وأنال من سيّد البشر - فداه نفسي وأبي وأمي وكل عزيز لديّ - فلم أكن والله أقصد الإيذاء، وإنما كان تعبيراً أدبياً خانني، في لحظة خاتلة، ومفردات لا تليق بحقّ من لا يكتمل إيماننا إلا بحبّه صلى الله عليه وسلم".
وأضاف "قاسم" بأن أول لقاء جمعه بحمزة قبل 9 سنوات، وكان وقتذاك من طلاب التحفيظ بمسجد حيّ الأمير فواز بجدة، واطلعت على كتاباته في الأدب والمقالات، وطلبت منه أن يرسل لي بعضاً من مقالاته، وكنت إذ ذاك مشرفاً على ملحق (الرسالة) بصحيفة (المدينة)، وكانت مقالاته التي نشرتها له دعوية، تخوض في الوعظيات، إذ كان من التلامذة النشطاء في مسجد الحيّ، وتنبهت لأسلوبه الأدبي المميز، وهو ما دعاني بعد ذلك إلى أن أستعين به في زاوية بملحق (الدين والحياة) بصحيفة (عكاظ)، وأبهرني بخواطره الأدبية المجنحة، عن شخصيات إسلامية عامة، فكتب عن جلّ العلماء في السعودية والعالم العربي خواطر تفيض ثناء وتقديراً، كنت أنشرها بالصفحة الأخيرة، بل حتى ديوانية مقهى (الجسور) كنت من أوائل من استضيف فيها قبل انحرافها، وكان حمزة هو من أدار الحوار معي، ولساعتين طويلتين مع أولئك الناشئة خضت في مسائل إعلامية وفكرية شتى، وخمّنت أنهم طليعة واعدة ومشرقة لجيل جديد، ولكن للأسف انحرفت لاحقاً عن مسارها.
واختتم الإعلامي قاسم بكلمة وجهها للدعاة وبعض طلبة العلم، الذين أبدوا استياءهم من الإفراج عنه، بأن يساعدوا الابن على الثبات في توبته، ويكونوا عوناً له في هذه الأوبة، ولا يعينوا الشيطان عليه، ويرجموا الرحمة المحمدية لسيد البشر واقعاً.