017 - 12 ربيع الآخر 1439
03:44 PM
" الراشد": إيران تزعم السيطرة على عواصم وتعجز أمام انتفاضة "مشهد"
قال: اليوم يواجه الملالي غضب الأغلبية التي ساءت أحوالها
A A A
أيمن حسن - الرياض
1
5
4,915
يبدي الكاتب والمحلل السياسي عبدالرحمن الراشد دهشته من أن نظام الملالي في إيران يتحدث عن وصول مليشياته إلى عواصم عربية كدمشق وبغداد وبيروت وصنعاء، والسيطرة عليها، لكن نفس النظام عاجز عن بسط سيطرته عبر تلك المليشيات على انتفاضة الشعب الإيراني في "مشهد"، ثاني أكبر مدن إيران، ورغم إشارته إلى أن الانتفاضة ربما لن تحقق الكثير، لكنها تجرح النظام وتحرجه، فالشعب الإيراني ساءت أحواله، ولن يستطيع تحمل فاتورة مغامرات قاسم سليماني بالخارج، خاصة في ظل ضعف مداخيل النفط.
الانتفاضات من طهران إلى مشهد
وفي مقاله "المشهد من مشهد" بصحيفة "الشرق الأوسط"، يبدأ الراشد بالتذكير بأن انتفاضة اليوم خرجت من أطراف الدولة وهي أخطر من انتفاضة العاصمة عام 2009 في إيران ويقول: "مظاهرات طهران عام 2009 كانت مفاجأة غير متوقعة، ليس لأن نظام إيران بلا خصوم في الداخل، بل المفاجأة أن المتظاهرين الذين هددوا النظام هم من صلب النظام. عشرات الآلاف، ولأيام، ولم يتم كبحها إلا بقوة السلاح والقتل.. الآن المظاهرات خرجت من الأطراف؛ من مدن مثل مشهد وانتشرت، تحمل شعارات معادية لآية الله ولسياسات الدولة، وتردد صداها في أنحاء إيران".
جرح نظام الملالي
ويعلق الراشد قائلاً: "قد لا تقتل المظاهرات الشعبية النظام لكنها بالتأكيد تجرحه. آية الله خامنئي مع قياداته العسكرية والسياسية كانوا يعتقدون أن الترويج لانتصاراتهم في العراق، وسوريا، ولبنان سيمنحهم الشعبية ويمد في عمرهم، لكنها صارت حجة عليهم. معظم المظاهرات التي ظهرت في اليومين الماضيين كانت تستنكر التورط في الخارج وتمويلها، وتهرب الحكومة من واجباتها في الداخل.
الشعب لن يتحمل تكاليف مغامرة سليماني
ثم يرصد الراشد أول أسباب الانتفاضة، وهي مغامرات الجنرال قاسم سليماني، ويقول: "مع بدايات التورط الإيراني في حرب سوريا، قبل نحو أربع سنوات، حذّر عدد من النواب في البرلمان الجنرال المتحمس للحروب قاسم سليماني من أن الدولة لا تستطيع أن تتحمل تكاليف مغامراته، ولن يقبل الشعب الإيراني أن يعود أبناؤه في أكفان قتلى دفاعاً عن أنظمة أخرى وفي حروب غيرهم. رد سليماني بأن حربه في العراق وسوريا هي دفاع عن أمن إيران وعن وجود النظام، ولم يكن كلامه كافياً لتبرير الخسائر ".
العراق توقف عن تمويل مليشيات الحرس الثوري
ويضيف الراشد، كاشفاً عن توقف العراق عن تمويل مليشيات الحرس الثوري، ومغامراته، بسبب أسعار النفط "ثم عاد سليماني يفاخر بأن الحرب للدفاع عن الجمهورية الإسلامية ونظام ولاية الفقيه لم تعد تكلف إيران الكثير. عمل على تأليف ميليشيات من الفقراء اللاجئين على أرض إيران من أفغان وباكستانيين، ومن داخل العراق، ونحو عشرين ألف لبناني من حزب الله. كان عدد العسكريين الإيرانيين بضعة آلاف قليلة، يقومون بعمليات التدريب والمخابرات والقيادة. وقال مفاخراً بأنه لم يكلف الخزينة الإيرانية كثيراً. كلّف إيران بضعة مليارات وحول معظم الفاتورة على العراق الذي أجبره على تمويل الحرب الإيرانية. دفع العراقيون فواتير الميليشيات المقاتلة، وفوقها التزامات النظام الإيراني السنوية تجاه حزب الله اللبناني، وحماس في غزة. إلا أنه بعد أن انحدرت أسعار البترول امتنع العراق عن دفع معظمها".
أزمة أسعار النفط
ثم يتناول الراشد التأثير المباشر لأزمة أسعار النفط على حياة الشعب الإيراني، ويقول: "إيران دولة من تسعين مليون نسمة تقريباً، تعيش بشكل أساسي من مداخيل النفط، وهي تعاني الآن، مثلها مثل بقية دول المنطقة البترولية. لكن إيران بلد مغلق تماماً، ترزح تحت سلطة تشبه نظامي القذافي وصدام في الماضي، تعتمد على الأجهزة الأمنية، وتقيد استخدامات وسائل الاتصال والتحويلات البنكية، وتفرض غرامات كبيرة على السفر للخارج. لديها شبكة هائلة ومكلفة من الميليشيات والتنظيمات الإرهابية في أنحاء العالم من ماليزيا إلى الأرجنتين".
إيران نموذج للتفوق الأمني للدول الفقيرة
ويضيف الراشد: "نعم، إيران دولة متقدمة في الصناعات العسكرية مقارنة بدول المنطقة، لكنها تبقى من الدول الفقيرة. وهي معضلة الأنظمة المشابهة لها، مثل كوبا وكوريا الشمالية. الاتحاد السوفياتي، ويوغوسلافيا، وألمانيا الشرقية، وليبيا، واليمن الجنوبي، وسوريا، وغيرها، أنظمة انهارت لأنها اهتمت بالتفوق الأمني والعسكري دون غيره، وبقيت دولاً فقيرة في كل الجوانب الأخرى. في إيران الحرس الثوري لا يدير الأمن، بل يتحكم في كل صغيرة وكبيرة، وزاد من نفوذه في عهد الرئيس أحمدي نجاد، حيث استولى حتى على المؤسسات الاقتصادية الكبرى بما فيها مصافي البترول".
الانتفاضة كانت حتمية
وينهي الراشد أنه في ظل كل الأسباب السابقة، كانت انتفاضة الشعب الإيراني حتمية، ويقول: "من الطبيعي أن يأتي اليوم الذي يواجه النظام في طهران غضب الأغلبية التي ساندت وصوله للحكم قبل أربعين عاماً اعتقاداً منها أن حياتها ستتحسن لكنها ساءت".
المليشيات العاجزة في "مشهد "
وينهي الراشد قائلاً: "أستبعد أن يستطيع الشعب الإيراني تحدي آلة النظام القمعية في الوقت الحاضر، لكنه بانتفاضاته المتقطعة يظهر للعالم صورة مختلفة. جمهورية آية الله قد تكون ميليشياتها وصلت إلى دمشق والموصل وبيروت وغزة وصنعاء، لكنها عاجزة عن بسط سيطرتها على مشهد".
30 / 12 / 2017, 28 : 11 AM
رد: آخبآر متجدده « من الصحف اليومــيه .. «●】
