قينان الغامدي لـ"سبق": قطر تريد إسقاط "نظام السعودية" ولا بد من "عقوبات دائمة".. والوطن لا يحتاج مطبلين ولا "مزمّرين"
قال: الفكر المتطرف ما زال "معششاً" وستظهر لنا جماعات إرهابية جديدة.. وهذا ردّي على فيصل القاسم
A A A
شقران الرشيدي - الرياض
1
6
13,947
- قناة "الجزيرة" القطرية فقدت مصداقيتها ومشاهديها لأنها تفتعل الأحداث وتكذب.. ولا أؤيد إغلاقها فبعد فترة ستموت وحدها.
- "القاعدة" و"داعش" انتهيا.. ومن يرى أنهما "باقيان ويتمددان" مساكين وسذج ومخدوعون.
- أغلب كتاب الرأي السعوديين كالغثاء لا يوجد شيء مفيد من كتاباتهم والأكثرية زيادة عدد وملء صفحات دون فائدة.
- بعض داعيات وزارة الشؤون الإسلامية يبثثن فكراً منحرفاً في الأوساط النسائية ولا بد من الرقابة ووزير جديد.
- تغيّرت بعد ابتعاثي لبريطانيا لهذه الأسباب.. والمعلومة الصحيحة حالياً في الصحافة أصبحت أهم من الرأي والخبر.
- هيئة الصحفيين السعوديين غير مؤثرة ولم تتطور منذ ١٢ عاماً.. ونأمل من الوزير "العواد" إصدار تراخيص جديدة.
- واقع توزيع صحفنا الورقية ومبيعاتها وإعلاناتها مروّع ومخيف.. وضوؤها في انحسار ونجمها "أفل".
- ما زلت مقتنعاً بأن في كل بيت سعودي "داعشي" بل وفي كل غرفة منه أيضاً.
- هذا ليس زمن الصحف الورقية بل الإلكترونية ولو عُرض عليّ رئاسة صحيفة إلكترونية لن أتردد أما ورقي فلا.
- التشدد والتطرف لم ينتهِ.. الإنتاج مستمر والخلايا النائمة تستيقظ ولا بد من وجود فكر بديل ومقنع وأفضل.
أجرى الحوار/ شقران الرشيدي: يقول الكاتب والإعلامي قينان الغامدي، رئيس تحرير صحف: "الوطن"، و"الشرق"، و"البلاد" السابق: "كتاباتي نابعة من قوة الحدث، فما يحدث من قطر شيء فظيع، فتخيل دولة بهذا الحجم الجغرافي، والتاريخي، والسياسي تريد أن تُسقط نظام السعودية بحجمها الكبير، والمعروف محلياً، ودولياً".
وأكد في حواره مع "سبق" أن قناة "الجزيرة" القطرية فقدت مصداقيتها، ومشاهديها منذ فترة طويلة، ومنذ ما يعرف بثورات الربيع العربي؛ لأنها تفتعل الأحداث، وتكذب على مشاهديها، وتراجعت مشاهدتها بشكل كبير جداً، ورغم ذلك لا يؤيد إغلاقها. مشيراً إلى أن أغلب كتاب الرأي في الصحف الورقية السعودية كالغثاء لا يوجد شيء مفيد من كتاباتهم، وهم زيادة عدد وفقط، وملء صفحات دون فائدة تذكر.
وأوضح أن الوطن في الشدائد والأزمات لا يحتاج مطبلين عنه أو مزمرين، بل يحتاج إلى من يبرز حقائقه وواقعه الفعلي، والسعودية مشرفة لنا على كل المستويات.
وعن هيئة الصحفيين السعوديين قال إنها غير مؤثرة ولم تتطور منذ أكثر من ١٢ عاماً. وإن الصحف الورقية في أفول، وواقعها الإعلاني ومبيعاتها وتوزيعها مروع ومخيف.
ويتناول الحوار عدداً من المحاور الإعلامية والسياسية؛ فإلى التفاصيل...
** تكتب حالياً مقالات جريئة عن قطر وتلقبها بـ"منظمة الحمدين"، فهل هي تشفٍّ أم خلافات سابقة أم واجب وطني؟
في الحقيقة لا يوجد شيء شخصي بيني وبين دولة قطر وحكامها، الموضوع وطني، وسبق أن نبّهت إلى هذا لموضوع عام 2012 و2013 أيام صحيفة "الشرق"، والحقيقة هم في قطر لا يعرفونني بشكل شخصي. وكتاباتي نابعة من قوة الحدث، فما يحدث منهم شيء فظيع، فتخيّل قطر بهذا الحجم الجغرافي، والتاريخي، والسياسي تريد أن تُسقط نظام السعودية بحجمها الكبير، والمعروف محلياً، ودولياً، وقد كتبت حول هذا الموضوع مقالات توضح هذا الهدف الذي تريده القيادة القطرية.
** أخيراً غرّد فيصل القاسم الإعلامي بقناة "الجزيرة": "الوطن لا يحتاج مدافعين عنه ولا إلى مطبلين عنه أو مزمرين"، والسؤال هنا ماذا يحتاج الوطن في وقت الأزمات والشدائد؟
أولاً: بالنسبة لفيصل القاسم هناك تعليق جميل وملخّص على تغريدته من الزميل صالح الزهراني حينما ردّ عليه: "لماذا تجلس في الدوحة؟ وماذا تفعل هناك؟" فالوطن كما قال فيصل القاسم فعلاً لا يحتاج إلى مدافعين عنه ولا إلى مطبلين عنه أو مزمرين، فالوطن يحتاج إلى من يبرز حقائقه وواقعه الفعلي، والمملكة العربية السعودية مشرّفة لنا على كل المستويات، فحتى لو كان هناك قصور أو أخطاء فهذه طبيعة وموجودة في كل دول العالم.
** يقال: "إذا أردت إنجاح صحيفة ما فما عليك إلا أن تقوم بتسليمها إلى قينان الغامدي"، هل يُشعرك ذلك بإطراء؟ وما هو السر؟
الحقيقة لا يوجد سر، لكن السر يكمن في فريق الصحيفة التي أديرها؛ فهو سر نجاحها، وهذا ما حدث بالفعل في صحيفة "البلاد" وصحيفة "الوطن" وأيضاً في صحيفة "الشرق"، وفريق العمل هنا الذي أعنيه هو من الجنسين من الشباب والشابات الذين تم تعيينهم واختيارهم في جهاز التحرير بالصحيفة، وكذلك الأجهزة الأخرى اللوجستية، والمساعدة بالصحيفة التي تخدم العمل الصحفي؛ فهذا الفريق هو سر نجاح أي صحيفة، فلا يستطيع شخص بمفرده أن ينتج صحيفة أو يعمل على إنجاحها دون فريق.
** ماذا لو عُرض عليكم رئاسة تحرير صحيفة سعودية هل تقبل؟
الحقيقة لا.
** لماذا؟
لأن هذا الزمن ليس زمن الصحف الورقية، فالزمن الآن هو زمن الصحافة الإلكترونية، فلو عُرض عليّ رئاسة صحيفة إلكترونية لن أتردد في قبول ذلك، أما ورقي فلا أقبل.
** لكن الصحف الورقية لها مواقع إلكترونية، فمن الممكن أن تعمل على الجهتين الورقي والإلكتروني؟
مع الأسف، المواقع إلكترونية الخاصة بالصحف الورقية ضعيفة جداً، وتصل إلى درجة الموت؛ فمعظم تلك الصحف مواقعها الإلكترونية غير مؤثرة وغير فعالة، فما يُنشر بها نقل فقط لما هو موجود بالنسخة الورقية، ولا يأتي بجديد.
** لكن في وقتنا هذا تغيّر بعض رؤساء تحرير الصحف الورقية السعودية مثل عكاظ والرياض وغيرها، فهل هذا انعكس سلباً أم إيجاباً على عطاءات هذه الصحف؟
أعتقد أنه انعكس بشكل إيجابي، لكن يبدو أن هذا الصحف التي ذكرتها أو غيرها، ورغم أن رؤساء تحريرها يحاولون أن يثبتوا وجودهم ويفرضوا أسلوبهم، إلا أن الأرقام تؤكد أن التوزيع الورقي والمبيعات تراجعت بشكل كبير ومروع، حتى الإعلانات انحصرت فيها وقلت بشكل ملحوظ ومخيف، وبهذا أنا أعتقد أن الصحف الورقية مصيرها الآن إلى انحسار ضوئها وأفول نجمها.
** دعنا نتحدث عن "داعش" الإرهابية.. الحقيقة أنها انتهت تقريباً في العراق، لكن هناك البعض -مع الأسف- يقولون إن التنظيم ما زال باقياً ويتمدد.. كيف يمكن إقناع هؤلاء؟
هؤلاء لا يمكن إقناعهم بواقع "داعش"، سواء انتهت أو تتمدد؛ فهؤلاء مرضى بفكر معين، لدينا في السعودية على سبيل المثال، فهؤلاء يحتاجون إلى إقناعهم بفكر بديل، فمعظم الناس الذين يحملون هذا الفكر هم في الحقيقة مساكين وسذج وخُدعوا، ويحتاجون إلى فكر بديل يقنعهم بأن فكر هذا التنظيم الإرهابي لا يصلح للحياة البشرية، فهذا فكر عدواني وسيئ ينبغي على الإنسان أن يتخلص منه، وهم يحتاجون إلى فكر بديل يُقنعهم بذلك لا إلى فعل ميداني فالمسألة فكرية بحتة.
** في سياق الحديث عن هذا التنظيم المجرم.. هل ستظهر لنا تنظيمات إرهابية جديدة بعد "القاعدة" و"داعش"؟
نعم، أنا أعتقد بأنه ستظهر؛ لأن هذا الفكر "معشش" وموجود وستظهر تنظيمات أخرى غير "داعش" ما لم تتضافر الجهود للتخلص من الفكر نفسه الذي بُني على التشدد والتطرف، ولهذا فالإنتاج مستمر، وكما نرى لدينا في السعودية عندما نظن أن هذا الفكر انتهى يظهر لنا في مكان ما، حيث الخلايا النائمة التي تستيقظ حيث أشخاص يحملون نفس الفكر، فالموضوع لن ينتهي من الأمة كلها، إلا بوجود فكر بديل ومقنع وأفضل من هذا الفكر المتشدد الذي ينتج مثل هؤلاء الشواذ.
** هل لا يزال لديكم قناعة بأنه في كل بيت سعودي يوجد "داعشي"؟
نعم، بل يمكنني القول بأنه في كل غرفة، فكلما نظن أن فكر "داعش" انتهى وجدنا من يوقظ هذا الفكر ويطبقه مرة ثانية، ومع الأسف نجد انتشاره بين النساء، فلا تتخيل حجم انتشاره الكبير بين الأوساط النسائية؛ فهو أكثر عدة مرات من انتشاره بين الرجال.
** ... والسبب؟
يعود ذلك لسببين رئيسين؛ هما أولاً: إلى سهولة إقناع النساء بهذا الفكر، والثاني كثرة المحاضرات والندوات في المساجد، فالآن لدنيا مثلاً في جدة محاضرات وندوات يومياً في المساجد، ومن بين هؤلاء النسوة واللاتي غالباً ما يكون الكثير منهن من موظفات الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة الإرشاد من يروجن لهذا الفكر بطرق مختلفة؛ لأن لديهن تراخيص داعيات، ومن هنا يمكنني القول بأن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة تحتاج إلى وزير جديد، وإلى إعادة نظر في تركيبتها كلها؛ لأن هذا شيء مؤسف.
** هل تقصد أنهم يحتاجون إلى رقابة أكثر؟
نعم يحتاجون إلى الرقابة، لكن قبل الرقابة يحتاجون إلى فكر جديد يدير الوزارة، فهم يحتاجون إلى وزير جديد وفريق جديد يفكر بشكل آخر غير الفكر الموجود الآن المزروع في الوزارة، والذي يبث من خلال الدعاة والداعيات في كل منطقة، ويعطي كل من أراد ترخيصاً من الوزارة، ويقف على المنبر سواء كان رجلاً أو امرأة، ويتحدث إلى الناس، ولهذا تحتاج إلى فكر جديد لتغير كل هذا النمط.
** ألا تزال قناة "الجزيرة" القطرية لها تأثير إعلامي في الرأي العام العربي؟
لا أعتقد؛ لأنها فقدت مصداقيتها وفقدت مشاهديها منذ فترة طويلة منذ ما يعرف بثورات الربيع العربي؛ لأنها تفتعل الأحداث وتكذب على مشاهديها، فأعتقد أنه تراجعت مشاهدة قناة "الجزيرة" بشكل كبير جداً.
** إذن هل لو أغلقت لن يكون هناك تأثير أو نتيجة؟
أنا ضد إغلاقها، وضد إغلاق أي وسيلة إعلامية، سواء قناة تلفزيونية أو صحيفة إلكترونية أو ورقية أو إذاعة أو أياً كانت الوسيلة الإعلامية، لكن بخصوص قناة "الجزيرة" فبعد فترة ستموت وحدها، لا سيما بعد فقدها مصداقيتها ومشاهديها.
** ماذا يمكننا القول.. هل قطر تعيش عزلة مؤقتة أم عقوبات دائمة؟
في نظري هي عقوبات دائمة؛ لأن قطر استمرأت الوعد والنقض، وبالذات مع السعودية منذ تولي الشيخ حمد بن خليفة، ولمن يتذكر الأحداث جيداً فلا يكاد يمر عام إلا وهناك مشكلة مع السعودية، ويأتي ليعتذر أو يتعاهد أو يعد ثم ينقض هذا العهد خلال أسابيع أو أشهر، والآن حان الوقت أن تؤدّب قطر بشكل دائم.
** كنت عضواً سابقاً في مجلس هيئة الصحفيين السعوديين، ثم استقلت لظروف خاصة.. هل الهيئة الآن بوضعها الحالي قادرة على تلبية طموحات الوسط الصحفي السعودي؟
لا أعتقد؛ لأن استقالتي منها لأنها كانت غير قادرة على التأثير، وهي في الحقيقة غير مؤثرة حتى الآن، ونأمل مع وجود الأخ والزميل الأستاذ خالد المالك في رئاسة مجلس الإدارة وزملائه أن يفعلوا شيئاً، فإلى الآن لم نرَ شيئاً حقيقياً في الواقع.
** لكن الآن هناك تحرك منهم، خاصة وأن التركة التي وجدوها كانت ثقيلة منذ 12 عاماً؟
نعم هناك تحرك، لكني أناً شخصياً لم أرَ شيئاً على ارض الواقع، وهذا قد يكون لضعف متابعتي، لكن في الحقيقة المجلس على مدار 12 سنة وأنا كنت مشارك في دورتين لم يكن له تأثير صحيح، كانت هناك خطط وأفكار جيدة، لكن التنفيذ لا شيء، والمجلس الجديد أنا شخصياً لم أشعر بوجوده.
** لو تحدثنا عن كُتّاب الرأي السعوديين، هل هم يقومون بدورهم في تنوير المجتمع ودعم تطوره أم لا يزالون مقصرين؟
ما من شك في أن بعضهم يؤدي دوره الجيد ومفيد للمجتمع، لكن الأغلبية مع الأسف لا يقوم بدوره، فأنت إذا أحصيت عددهم في الصحف الورقية تجدهم كثيراً، لكنهم في رأيي غثاء؛ لأنه لا يوجد شيء مفيد من كتاباتهم، فالقلة مجتهدون ويؤدون دورهم على أكمل وجه تجاه المجتمع، أما الأكثرية منهم فزيادة عدد، وملء صفحات دون فائدة تُذكر.
** حالياً.. هل أنت متفرغ لعمل معين أم صحفي أم متقاعد؟
أنا ليس لديّ عمل، أنا عملي الآن القراءة والكتابة فقط، فلا يوجد عندي أي ارتباطات ومتفرغ تقريباً، لكن هناك ملاحظة مهمة جداً، عندنا الكُتاب ليس لديهم الأدوات التي تساعدهم على الكتابة؛ فريق عمل يحضّر له الأفكار والمعلومات التي يحتاجها أو المقالات التي ينبغي متابعتها من الصحف العربية أو الأجنبية، بينما عندنا هو وجهده فقط، هو من يبحث ويقرأ ويتابع ويكتب، وهذا موجود في أغلب الصحف العربية والأجنبية، وأنا بنفسي رأيت ذلك في "الفايننشيال تايمز" و"لوس أنجلس تايم"؛ فالكتاب هناك لديهم فريق بحث يوفر لهم المعلومة اللازمة، أما عندنا فغير موجود، كما يلاحظ أيضاً أنه في الصحف المصرية، وبالذات في "الأهرام" هناك مكتب حسنين هيكل، ومكتب نجيب محفوظ، وتجد الجلوس فقط في هذه المكاتب للكتاب الجدد أمل وأمنية وحلم كبير.
** لماذا لا تصدر صحيفة إلكترونية؟
ليس لديّ الإمكانيات المادية، رغم أنني أمتلك موقعاً جاهزاً للانطلاق ينقصه الترخيص، وآمل من الوزير "العواد" أن يصدر النظام الخاص بتراخيص الصحف الإلكترونية الجديدة، خاصة وأنه متحمس جداً لموضوع الصحافة الإلكترونية.
** يقال إن قينان الغامدي بعد ابتعاثه لبريطانيا اختلف، باختصار شديد ما الذي تغير في شخصك قبل وبعد الابتعاث؟
هناك تعرفت عن قرب على الصحف، وكيف يخططون، وكيف يفكرون، وقمت بزيارة بعض الصحف؛؛ مثل "الفايننشيال" في لندن، وتعرفت كيف يكتبون؛ فالصحافة المتقدمة الآن المعلومة عندهم هي الأهم بالدرجة الأولى قبل الرأي وقبل الخبر، فكل شيء قائم على المعلومة الصحيحة؛ لأن لديهم مسؤولية ومحاكم، وهناك من يحاسبهم، وهناك حقوق ورأي عام، فآمل من صحافتنا أن تصل إلى هذا المستوى.