من منع دخول المواطنين للتجارب صاروخية والعقوبات والإهانات المتبادلة وصولاً للإستفزاز
طبول الحرب الأمريكية تقرع أبواب الملالى..سيناريوهات مشتعلة وقوى عسكرية مزعجة
A A A
صحيفة سبق الإلكترونية - الرياض
2
30
28,314
حرب "أمريكية –إيرانية" يراها محللون وخبراء وشيكة ، مقدمين ما يثبت قرب إندلاعها ، ومستشهدين بشواهدها التى بدأت قبل أيام قليلة مع حلول إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب ؛ حيث بدأ فترة ولايته بمنع دخول مواطني إيران إلى أمريكا قوبل بإجراء طهران تجارب صاروخية ثم أعقبها "ترامب" بعقوبات تخللها إهانات متبادلة بين الطرفين في استعراض استفزازي للقوة، ما أثار قلق إيران على مستقبل الصفقة التى توسطت فيها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، للحد بشدة من برنامج إيران النووي ، وباتت الكثير من الأوساط الإيرانية والأمريكية ،على حد سواء، تتوقع حرباً وشيكة يسمع دوي طبولها الآن.
بداية الإشتعال
المواجهة المتوقعة التى اشتعل فتيلها بين إدارة ترامب وإيران ، قبل أيام قليلة ، كانت ذروتها لها مراحل ، بدأت في27 يناير ، حين وقع "ترامب" مرسوما تنفيذياً بمنع مواطني 7 دول إسلامية، بينها إيران، من دخول الولايات المتحدة ، و28 يناير ردت وزارة الخارجية الإيرانية معتبرة قرار ترامب "إهانة" للعالم الإسلامي وإيران و"هدية" للمتطرفين، وتتوعد بالرد بالمثل.
إطلاق الصواريخ
وفي 29 يناير ، اجرت إيران تجربة إطلاق صاروخ باليستي للمرة الأولى منذ وصول "ترامب" للرئاسة ، وفي 30 يناير ، طالب مسؤولون أمريكيون بجلسة مغلقة لمجلس الأمن، متهمين إيران بانتهاك قرار المجلس ، بعد إجراءها التجربة الصاروخية، ، لترد إيران بإنشاء لجنة للتعامل مع حظر ترامب و"حفظ كرامة" الإيرانيين خارج البلاد خاصة في الولايات المتحدة، بحسب ما أعلنه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي ، ويتداخل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، عبر حسابه على موقع "تويتر"، معلناً أنه سوف يناقش تجديد العقوبات على إيران مع ترامب خلال اللقاء المقرر بينهما في 15 فبراير.
وأعقب ذلك وتحديداً في 31 يناير ، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ، أن تجربة إطلاق الصاروخ تأتي ضمن "أهداف دفاعية فقط ولا تخالف قرار مجلس الأمن"، مضيفا أن الصاروخ "ليس مصمما لحمل أسلحة نووية" ، إلا أن السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هالي ردت مؤكدة أن التجربة الصاروخية "غير مقبولة على الإطلاق"، وتؤكد أن بلادها ستتحرك بحزم.
ويخرج المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر ليقول إن الولايات المتحدة "تدرك جيدا ومنزعجة بشدة من أنشطة إيران الاستفزازية وغير المسؤولة" ، بينما لم تعد إيران هذه التصريحات أو تصريحات "ترامب" سوى محاولة لجذب الانتباه بعيدا عن "الفشل" الذي حققه بإصدار مرسوم منع الدخول ، معلنة ،ممثلة في وزارة الخارجية الإيرانية، أنها ستدرس إذا ما كانت ستسمح بدخول فريق المصارعة الأمريكي إلى أراضيها للمشاركة في بطولة كأس العالم.
إدانة وإستفزاز
وتتسارع الأحداث 1 فبراير في اليوم التالى ،1 فبراير، ليعلن مستشار ترامب للأمن القومي ، مايكل فلين، يُعلن أن الولايات المتحدة توجه "تحذيرا رسميا" لإيران، ويدين التجربة الصاروخية ويصفها بـ"انتهاك مستفز" لقرار مجلس الأمن ، بينما يؤكد وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان رسمياً إجراء إيران تجربة إطلاق الصاروخ الباليستي.
وفي 2 فبراير يخرج الرئيس الأمريكي قائلاً إنه "لا توجد خيارات بعيدة عن الطاولة" عند سؤاله عما إذا كان يمكنه أن يرد على إيران بالخيار العسكري ، بينما يؤكد علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي ، أن إيران سوف تواصل أنشطتها الصاروخية ويتهم ترامب بـ"التبجح"، ويقول إنه "حتى الأمريكيين غير راضيين عن تطرف ترامب"، ويصفه بأنه "عديم الخبرة".
عقوبات جديدة
ويأتى 3 فبراير ؛ حيث تقر إدارة ترامب عقوبات جديدة ضد إيران، وتعلن وزارة الخزانة أن العقوبات تشمل 25 شخصاً وكيانا على صلة ببرنامج إيران الصاروخي وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ، بينما ترد وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران سترد بالمثل وسوف تفرض عقوبات على أمريكيين وشركات أمريكية لعبت دورا في "خلق ومساعدة الجماعات الإرهابية في المنطقة" ، وترفض منح فريق المصارعة الأمريكي تأشيرة لدخول أراضيها للمشاركة في كأس العالم للمصارعة الحرة ، ويختتم اليوم بحكم من القاضي الفيدرالي جيمس روبارت في ولاية واشنطن بتعليق مرسوم ترامب حول منع دخول مواطني الدول السبع الإسلامية إلى الولايات المتحدة.
آخر الحلقات
وفي أخر الحلقات المهيئة الأجواء للحرب الوشيكة والمتوقعة ، وتحديداً في 4 فبراير ، تجرى القوات الجوية الإيرانية مناورات عسكرية بينها تدريبات على أنظمة صواريخ ورادارات ، في حين يصف وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إيران بأنها "أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم" ، بينما يرد قائد قوات الجوفضاء التابعة للحرس الثوري أمير علي حاجي زادة أن القوات الإيرانية مستعدة للدفاع عن البلاد "إذا ارتكب الأعداء أي خطأ".
وتكشف السلسلة التى دارت عليها الأحداث بين الولايات المتحدة وإيران خلال الإيام الماضية ، بلا ما يدع مجالاً للشك، أن حرباً على الأبواب تدق طبولها ، يكون الهدف منها تقليص نفوذ إيران المتوغل إرهاباً في عديد من دول المنطقة والمؤثر على إستقرار وأمنها ، ليظل السؤال مطروحاً ماذا ستسفر عنه هذه الحرب.
الخوف الإيراني
وتخشى إيران من سيناريوهات المواجهة مع أمريكا رغم تصريحات التهديد والوعيد لقياداتها السياسية والعسكرية، بعدما أيقنت أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليست مجرد مناورة سياسية ؛ حيث تنبأ موقع "عصر إيران" المقرب من الحكومة الإيرانية، بحرب أمريكية وشيكة ضد إيران في تعليقه على تهديدات "ترامب" الأخيرة للنظام الإيراني، وفرض عقوبات أمريكية جديدة على طهران.
وانتقد الموقع سياسة الحرس الثوري والمرشد الإيراني التي وصفها بـ"غير الرشيدة" تجاه الرئيس الأمريكي الجديد، مطالباً أن تتسم السياسة الإيرانية بالحكمة، لتجنيب إيران الأضرار التي من الممكن أن تلحق بالبلاد، بسبب سياسات "ترامب" المعادية.
فيما حذرت صحف أميركية إزاء التوتر الذي يزداد حدة بين الولايات المتحدة وإيران في أعقاب إجراء طهران تجارب على إطلاق صواريخ بالستية وتحذير إدارة "ترامب" لها بشكل رسمي إذا كررت هذه الاستفزازات، وتساءل بعضها عما إذا كان "ترامب" يتجه إلى إشعال الحرب مع إيران.
عقوبات جديدة
من جانبها أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى تصاعد التوتر بين أميركا وإيران، وقالت إن إيران تحذر من قيام الولايات المتحدة بفرض عقوبات جديدة عليها، وإنها تعتبر تصريحات البيت الأبيض استفزازية.
تفسير الحظر
وأضافت أن إيران تحذر من تطور الأمور بين البلدين وخروجها عن السيطرة، وخاصة أن بعض الساسة الإيرانيين يفسرون الحظر الذي فرضه الرئيس ترمب على دخول الرعايا الإيرانيين إلى بلاده على أنه موجه ضد الشعب الإيراني وليس ضد الحكومة.
وتنبأ موقع "عصر إيران" المقرب من الحكومة الإيرانية بحرب أمريكية وشيكة على إيران، معتبرا أن التهديدات التي يطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "حقيقية" بعد فرضه عقوبات أمريكية جديدة على طهران.
حرب خارجية
وأورد الموقع الإيراني في تقريره ان من المرجح قيام ترامب بصفته قائدا أعلى للقوات المسلحة الأمريكية بشن حرب خارجية ضد دولة بعيدة عن حدودها.. ولأن شخصية ترامب معادية لإيران، فقد تشعل حماقته الحرب علينا بالفعل".
وأشار إلى أن الشخصيات المحيطة بترامب معادية لإيران، خاصة وزير الدفاع الأمريكي، مؤكداً أن شخصية ترامب تختلف تماما عن الرئيس السابق باراك أوباما.
تجنب الأضرار
وانتقد موقع "عصر إيران" بشكل غير مباشر سياسة الحرس الثوري والمرشد الإيراني تجاه الرئيس الأمريكي الجديد، مطالبا أن تتسم السياسة الإيرانية بالحكمة، لتجنيب إيران الأضرار التي من الممكن أن تلحق بالبلاد، بسبب سياسة ترامب المعادية.
ونشر أن "ما يجب أن نفعله حتى نتجنب شر الرئيس الأمريكي، أن نواصل سياسة الاعتدال في الساحة الدولية، لأن العالم جميعه الآن ضد ترامب، وإن مثل هذه الأجواء بالتأكيد في صالح إيران".
القوة الامريكية
وفي مقارنة سريعة بين القوتين الأمريكية والإيرانية ، نجد أن القوات المسلحة الأمريكية هي الأقوى على مستوى العالم، ويرجع تاريخ تأسيسها إلى الرابع عشر من شهر يونيو من سنة 1775م، وتتخذ من البنتاغون مقراً لها، ويعتبر رئيس الولايات المتحدة هو القائد الأعلى للقوات المسلحة. تأتي الولايات المتّحدة الأمريكية بالمرتبة الثانية من حيث العدد بعد الجيش الصيني؛ إذ يقدّر عدد الجيش الأمريكي بنحو مليون وأربعمائة ألف يتوزعون على فروع القوات المسلحة الأمريكية البالغ عددها خمسة عناصر.
وعناصر الجيش الأمريكي القوات البرية ، تعّد هذا الفرع بأنه الأكبر بين فروع القوّات المُسلّحة الأمريكية، ويتولّى مسؤولية البر الأمريكي وتحقيق الأمان له، ويعود تاريخ تأسيسه إلى الرابع عشر من شهر يونيو من سنة 1775م، ويتبع لحكم وزارة الجيس للولايات المتحدة، ويصل عَدد أفراد هذه القوة إلى نحو539.674 جندي. القوات البحرية: ويرمز لها اختصاراً بـ"USN"، وتُعتبر القوّة المسؤولة عن توفير الحماية والأمان للبحر الأمريكي، وهي القوّة البحريّة الأكبر على مستوى العالم من حيث العدد والعدة، ويصل عدد أفرادها إلى ما يفوق ثلاثمائة وأربعين ألف موظّف على رأس عملهم، وتضع في خانة الاحتياط ما يفوق مائة وثمانية وعشرين ألف.
وتنبثق من القوات الجوية عن الجيش الأمريكي، ويعود تاريخ نشأتها إلى الثامن عشر من شهر سبتمبر من سنة 1947م، وينفرد بتطوّره التكنولوجي على مستوى العالم، ويصل عدد العاملين فيه إلى 327.452 موظّف على رأس عملهم، وتمتلك هذه القوة أكثر من 4093 طائرة خادمة وصواريخ كروز وعابرة للقارات ، قوات مشاة البحرية (United States Marine Corps): ويُطلق عليها مسمى المارينز أيضاً، ويصل عدد موظّفيها إلى ما يفوق مائة وتسعين ألف جندي، وتقع على عاتق قوات المارينز مسؤولية التنسيق بين مهام سلاحي المشاة البحري والبحرية الأمريكية لضمان إيصال المعونات والأسلحة في حال وقوع الأزمات العالمية، ويعود تاريخ قيام هذا السلاح إلى العاشر من شهر نوفمبر من سنة 1775م.
أما حرس السواحل الأمريكي (United States Coast Guard) ، يرجع تاريخ ولادته إلى سنة 1790م، ويُسمّى أيضاً بخفر السواحل الأمريكي، ويتولّى مسؤولية إنقاذ المياه الإقليمية الأمريكية وتنفيذ القوانين عليها. مناورات تدريبية تنظم القوات المسلحة الأمريكية بشتّى وحداتها وقواتها بعدد من المناورات العسكرية التي تمتاز بمستواها العالي من حيث القتال وكفاءة رجالاتها، ومن أبرز هذه المناورات هي مناورات أسد الصحراء، ومناورات الدرع الباسل، ومناورات نسر الأناضول، ومناورات الأسد المتأهب، وغيرها الكثير من المناورات.
القوات الإيرانية
وعلى الجانب الآخر ، فإن الأركان العامة الموحدة للقوات المسلحة الإيرانية تشرف على قيادة الجيش والقوات المسلحة ويعتبر المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، آية الله علي خامنئي القائد الأعلى للقوات المسلحة ، وفي حالات الطوارئ تشرف القيادة العسكرية على قوات حماية القانون التي تخضع في الظروف العادية لوزارة الداخلية.
ويملك كل من الجيش وفيلق حرس الثورة، قواته البرية والجوية والبحرية ، ويضم فيلق حرس الثورة، بنيات عسكرية تنفذ نشاطات الاستطلاع والتخريب الاستراتيجية- قوة " القدس" للعمليات الخاصة وقوات المقاومة " باسيج".
وتتألف القوات البرية من 350 ألف شخص من ضمنهم 220 ألف من المجندين( مدة الخدمة الإلزامية -21 شهرا) مع أكثر من 1600 دبابة بما في ذلك 480 من طراز "ت-72" و150 من طراز " М60А1" الأمريكية وحوالي 100 من طراز شيفتن البريطانية وحوالي 540 دبابة سوفيتية("ت-45" و"ت-55").
وتملك القوات الإيرانية حوالي 600 عربة قتالية مدرعة " ب م ب" و640 عربة نقل جنود مصفحة " ب ت ر" وكذلك أكثر من 8700 مدفع وراجمة صواريخ ، وتملك القوات البرية كذلك أكثر من 200 طائرة هليكوبتر من مختلف الطرازات والأنواع وحوالي 180 بطارية دفاع جوي سوفيتية وصينية وروسية ، وتضم القوة البرية لفيلق الحرس الثوري حوالي 100 ألف مقاتل. وخلال شهر يمكن تعبئة حوالي 3 ملايين شخص في قوات "باسيج" .
أما القوات البحرية فتضم 18 ألف عسكري بما في ذلك 2600 من مشاة البحرية. وفيها قيد الخدمة: 29 غواصة و69 سفينة سطح قتالية (فرقاطات وزوارق صاروخية وكاسحات ألغام وسفن إنزال) وتوجد لدى القوات البحرية مجموعة جوية ، ويخدم في القوات الجوية الإيرانية 30 ألف عسكري بما في ذلك 12 ألف في قوات الدفاع الجوي ، وتضم القوات الجوية حوالي 330 طائرة حربية بما في ذلك 180 مقاتلة أمريكية وسوفيتية وبريطانية و120 طائرة نقل عسكرية وقاذفات أمريكية وروسية وطائرات تدريب وأكثر من 30 مروحية قتالية.