[align=center]'أنا واحد ممن اشادوا بالجهد الذي يفوق طاقة البشر لاجهزة الامن في مصر.. ولم يكن عندي في تلك الاشادة سوي دافع واحد، هو النجاح المبهر لهذه الاجهزة الامنية خاصة في عهد السيد حبيب العادلي وزير الداخلية سواء علي مستوي الامن السياسي أو الجنائي.. وهذا واجب الصحافة لانه اذا كان من حقها ابراز السلبيات فإن من واجبها ابراز الايجابيات.. لكن.. هل تسمح لي أجهزة الأمن الآن ان نتأمل معا هذا الحادث الفريد من نوعه.. ونبحث عن الفارق بينه وبين أي حادث مشابه يحدث في شيكاغو.. مدينة العصابات وعاصمة الاجرام الامريكية.. وهذا الحادث الذي اقصده وقع في كفر الشيخ في مصر.. ولو كان وقع لاقدر الله لأي واحد منا وحمل مدفعا رشاشا وراح يبحث بنفسه عن الجناة، ما كان يلومه أحد!'
الحادث بإيجاز.. بدأ مع غروب الشمس!
زوجان لم يتجاوز عمر زواجهما اكثر من عام واحد.. اثمر هذا الزواج عن طفل رضيع يقيم مع والديه في شقة صغيرة بمحافظة كفر الشيخ.. وكأي اسرة مصرية صغيرة يسعدها الاستقرار.. وامنيتها الستر.. والصحة!
لقد غربت شمس هذا النهار.. وليتها ما غربت!.. بدأ المساء يعلن عن نفسه ويحتل مواقعه وينشر ظلامه مبكرا كما هي عادة ليالي الشتاء.. يرتدي الزوج ملابسه لزيارة صديقه وقضاء بعض المصالح.. وقبل ان يغادر الشقة يطمئن زوجته الشابة انه لن يتأخر، فهو يعرف ان زوجته مثل معظم زوجاتنا المصريات تخشي البقاء وحدها في البيت ليلا.. لهذا سألته الزوجة متي ستعود.. واجابها بسرعة بانه لن يتأخر عن الحادية عشرة مساء.. وربما وصل قبل هذا الموعد.
خرج الزوج.. وليته ما خرج!
ظلت الزوجة الشابة تهدهد طفلها الرضيع وتلاعبه حتي غلبه النعاس ونام.. وظلت لحظات تتأمل وجهه البريء فما أحلي ملامح الطفل الأول في حياة أي عروس.. الدنيا تكون في كفه.. وطفلها ترجح به الكفة الاخري!
جلست الزوجة الشابة تشاهد برامج التليفزيون.. تتجاهل لسعات البرد الذي ينخر في العظام بقسوة.. شدتها البرامج المتتالية فأسرعت إلي المطبخ تعد لنفسها كوبا من الشاي يدفئها ويؤنسها.. فالشاي هو صديق كل المصريين!.. عادت إلي مكانها امام التليفزيون.. منتهي الشعور بالأمان فهي داخل بيتها!.. ويمر الوقت.. وتلمح عيناها عقارب الساعة تقترب من تمام العاشرة والنصف.. فجأة يرن جرس الباب.. تدرك علي الفور ان زوجها قد عاد.. تجري في سعادة لتفتح له الباب.. وليتها ما فتحته!
لم يكن الزوج بالباب.. لكنها فوجئت بثلاثة رجال يدفعونها إلي داخل الشقة حتي سقطت فوق الأرض.. ومن خلف الثلاثة دخل ثمانية أخرون.. أصبحوا أحد عشر رجلا.. أي والله بالتمام الكمال! حملوها وهي تصرخ.. وطفلها يصرخ بعد ان استيقظ مفزوعا!
فتح الجيران أبواب الشقق.. فوجئوا بالمشهد الرهيب.. أحد عشر رجلا يحملون جارتهم وهي تصرخ بأعلي صوتها، تمزق صرخاتها سكون الشتاء!. حاول بعض الجيران انقاذ المسكينة من انياب الوحوش.. لكن احدهم أطلق عدة أعيرة نارية في الهواء فيصاب الجيران بالرعب ويعودون إلي شققهم مذعورين!
نزل الوحوش بالمسكينة إلي فناء المنزل.. مرة أخري تجرأ أحد السكان لانقاذ جارته.. لكن صوت الاعيرة النارية يدوي من جديد فيتراجع الرجل وهو آسف علي عجزه في انقاذ جارته!.. ما هذا؟! اقتحام شقة.. اختطاف انثي.. اطلاق أعيرة نارية.. ما كل هذا وأين نحن؟!
سيارة ميكروباص كانت تنتظر أسفل المنزل.. يسرع الوحوش بدفع الزوجة إلي السيارة ثم يركبون جميعا حولها!.. تنطلق السيارة والذهول يملأ نظرات وعيون الجيران الذين يتابعون الموقف من خلف نوافذهم في ذعر!.. ووسط هذا الجو الخطير يظهر صوت الطفل الرضيع يعلو ويعلو وهو يصرخ وكأنه يستغيث بكل البشرية لإنقاذ أمه!
لحظات.. ويعود الزوج.. وليته ما عاد!.. حكوا له ما حدث فاصيب بصدمة عنيفة.. هرع إلي الشوارع يبحث عن زوجته.. لكن بلا جدوي!
*****
كانت سيارة الجناة قد وصلت إلي مكان بعيد.. وداخل احدي الزراعات توقفت السيارة.. نزل الوحوش ومعهم الزوجة المنهارة.. مزقوا ملابسها.. وتسابقوا في نهش لحمها.. لكن زعيمهم حدد لكل منهم دورا.. وبدأ هو حفل الاغتصاب حتي ارتوي!.. بعدها سلمها لآخر ثم ثالث فرابع وخامس حتي شبع الذئب الأحد عشر، فاذا بزعيمهم يتصل عبر هاتفه المحمول بصديق له يدعوه إلي أخذ نصيبه من الفريسة!
المثير أن الرجل وصل بعد ان ابلغه صديقه ان الفريسة رائعة الجمال!.. لكن الرجل ما ان يشاهدها وهي في حالة اعياء تام حتي يصرخ في الجميع بأنها زوجة صديق محترم ومن أسرة محترمة.. ولانه بدأ يلومهم علي جريمتهم في حق هذه السيدة تركوه بعد ان سخروا منه.. وهربوا جميعا!
اصطحب الرجل الزوجة المسكينة إلي الشرطة، وحدد المتهمين، وألقت الشرطة القبض علي ثلاثة منهم.. ونجح الثمانية في الهروب حتي الآن!.. ولا جديد!
الزوجة المجني عليها قالت وهي تبكي وتخفي وجهها عن الجميع انها تموت في اليوم ملايين المرات، وكان أهون لها ان تموت اثناء اغتصابها علي ان تعيش وهي كسيرة!.. ولاتخفي انها تفكر جيدا في الانتحار!
الزوج المقهور لايغادر بيته.. لايستطيع مواجهة الناس.. يتمني هو الآخر الموت علي حياة بهذا الشكل.. ولولا ان اسرته لاتتركه لحظة واحدة لفكر هو الآخر في الانتحار!
*****
.. ودعوني اتساءل:
أولا: ما ذنب هذه الزوجة.. كانت تجلس في بيتها ولاتسير في الشارع اذا افترضنا ان السير في الشارع أصبح خطرا علي النساء!.. كما أنها لم تكن ترتدي محزق أو ضيق أو استريتش أو تكشف عن اجزاء من جسدها حتي يطلع علينا من يتهمها بأنها ساعدت علي ارتكاب الجريمة بملابسها الخليعة!
ثانيا: لم تقل لنا تحريات المباحث ان الزوجة سيئة السمعة.. إذ افترضنا ان كل امرأة سيئة السمعة تستحق ان تختطف من بيتها وتغتصب ويصبح لحمها مشاعا ومباحا!
ثالثا: من يستطيع ان يعوض هذه المسكينة وزوجها المقهور عما حدث لهما واصابهما من فضيحة واضرار؟! اتحدي لو كان في مصر كلها من يعوضهما عن تلك الكارثة!
رابعا: لماذا لاتصدر وزارة الداخلية بيانا بالحادث تحدد فيه أوصاف الجناة مثلما تفعل في حوادث أقل أهمية؟! ان هذا الحادث في رأيي لايقل أهمية عن أي حادث يهدد أمن الدولة باكملها، لانه حادث يهدد الاستقرار الاجتماعي لو ان كل فرد تخيل ان ما حدث قد يحدث له.. ويفلت الجناة من العقاب![/align]