دخول العراق في مرحلة جديدة بعد سقوط صدام

تتابع الاوساط الاوروبية والاطلسية عن كثب تفاعلات الاعلان فى العراق عن اعتقال الرئيس السابق صدام حسين ووجوده تحت قبضة القوات الامريكيه0 وتلقت الاوساط الرسمية فى دول الاتحاد الاوروبى بتحفظ واضح نبأ القبض على صدام وانتظرت التأكيد الرسمى الامريكى الصادر عن الحاكم المدنى الامريكى فى بغداد بول بريمير لتصدر تبعا بيانات ترحب باقتضاب باعتقال الرئيس العراقى السابق0
ولكن ورغم هذا الترحيب فان الاتصالات تكثفت بين مختلف كبار المسؤولين الاوروبيين لتقييم تبعات هذا التطور الحاسم المسجل على الوضع العراقى و معاينة مجمل جوانبه وتداعياته على الساحة العراقية وفى مجمل المنطقة وبالنسبة للوجود الامريكى فى العراق والذى يثير حفيظة دول الاتحاد منذ عدة اشهر0 وكان الامين العام لحلف الناتو جورج روبرتسون أول من اصدر بيانا رسميا رحب فيه باعتقال الرئيس العراقى المخلوع و أعرب عن الامل فى ان يتسبب ذلك فى مزيد من بسط الاستقرار والامن فى العراق0

وأصدرت الحكومات الاوروبية بيانات مقتضبة وقصيرة تذهب فى نفس الاتجاه بالرغم من وجود ارادة واضحة فى معرفة ردة فعل العراقيين قبل الاعلان عن مواقف اكثر دقة والتزام بمواقف محدده0 وتتسبب عملية اعتقال صدام حسين فى ظهور معالم جديدة فعلية بشأن العراق وتعامل الدول المجاورة له ولكنها تعد ايضاعملية جوهرية وحاسمة لصالح ادارة الرئيس الامريكى جورج بوش فى واشنطن والتى تتخلص من عبء ثقيل ومكلف لها حتى الان0

واذا ما تمكن الرئيس الامريكى من توظيف هذا التطور الحاسم لصالحه على ارض الميدان وتسرع فى اعادة عدد مهم من القوات المنتشرة فى العراق للولايات المتحدة فان فرص انتخابه تتصاعد بشكل فعلى وحاسم0

وينتظر مجمل المحللون الاوروبيون فى أول معاينتهم لعملية القبض على الرئيس العراقى السابق معرفة مدى تأثير ذلك على الارض داخل العراق واذا ماكانت عمليات المقاومة المسجلة حاليا ستتراجع أى ما اذا كانت مرتبطة بالرئيس السابق أم لا0

وموازاة لذلك فان التخلص من عبء صدام يمنح السلطات الامريكية هامش منارة افضل فى التعامل ليس مع العراق ولكن مع جل العناصر المكونة للوضع الاقليمى0

ومن المرجح أن تقوم الادارة الامريكية داخل العراق وفى الولايات المتحدة بتوظيف نبأ اعتقال صدام لجر العراقيين لطى صفحة الماضى من جهة والرأى العام الامريكى الى تفهم حجم الخسائر المسجلة فى صفوف القوات الامريكية من جهة أخرى0

كما ان واشنطن قد تجد فى النجاح المسجل على الارض فى العراق مناسبة لتوسيع رقعة ضغوطها على الدول المجاورة للعراق وجرها الى اتخاذ مواقف محددة تذهب لصالح ما أعلنته واشنطن حتى الان من خطط شبه رسمية للتعامل مع اولاضاع الاقليميه0

وفيما يستبعد المحللون ان تمارس الولايات المتحدة ضغوطا على اسرائيل لجرها هذه المرة الى الالتزام الفعلى بالعملية السلميه فى الشرق الاوسط وذلك لاسباب انتخابية واضحة فان المتشددين فى واشنطن قد يصعدون من ضغوطهم على دول أخرى لدفعها الى تغيير عدد من خياراتها 0

وعلى الصعيد الاقليمى أيضا تمنح عملية القبض على صدام فرصة للدول المجاورة للعراق لطى الصفحة والدخول فى الية تعامل جديدة معه0

ولكن وعلى الصعيد الداخلى فان موازين قوة جديدة قد تظهر فى العراق خاصة فى صفوف الاكراد وتحديدا الحزب الديموقراطى الكردستانى الذى يتزعمه جلال طالبانى والذى اسهم فى القبض على الرئيس المخلوع الى جانب القوات الخاصة الامريكيه0

وسيتحصل الاكراد بعد هذا التطور دون شك على مقابل فى عملية ادارة البلاد وتحديدا فى شقها الامنى مما قد تنجم عنه اشكاليات جديده0 (واس)

بكم سيمت

ماتدري يمكن يكون دخول عكس التحليل