(تبت) يدا جاهل الدنمارك
عدنان جستنيه
28/01/2006
هل هو (الحقد) والكراهية للإسلام والمسلمين أم أمية (الجهل) بسبب ما يعانيه الشعب الدنمركي من (عزلة) دعت ذلك الرسام الكاريكاتيري بالتطاول على أشرف خلق الله سيد الثقلين (الجن والإنس) ومهدي البشرية من الظلمات إلى النور محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
* يجب علينا التمعن والتأمل جيداً في مصوغة هذين السؤالين لكي نستطيع معرفة أسلوب الرد المنطقي والموضوعي على هذا الرسام الصحفي الذي ترك كل قضايا الدنيا (المتلتلة) بالحروب وكافة أنواع الظلم والإرهاب الفكري والجسدي ويمعن بشكلٍ واضح في الإساءة إلى نبي الأمة الإسلامية كاختيار لم يأتِ عشوائياً إنما له مسبباته وفي نفس الوقت مدلولاته.
* الموقف (السياسي) الذي عبّرت عنه حكومة خادم الحرمين الشريفين بسحب السفير السعودي من الدنمرك خطوة سبقتها حكمة (الصبر) لعل وعسى أن تجد من الحكومة الدنمركية الإدانة والرفض وتقديم اعتذار رسمي يخفف شيئاً من الغضب الإسلامي بما يحمل من تقدير لمشاعر المسلمين قاطبة في جميع أنحاء العالم.
* إن تأخر الحكومة الدنمركية في اتخاذ إجراءات حاسمة تجاه تلك الصحيفة ورسامها المعتوه فكرياً ومهنياً وما جاء على لسان مسؤوليها من تبريرات (حرية الصحافة) يعبّر هذا الموقف عن حقدٍ دفين يعشعش في قلوب هؤلاء الخارجين عن كل الأعراف الدبلوماسية والنظم الدينية التي تحترم حقوق الأديان بما لها من فضلٍ وتكريم خصها الله في كثيرٍ من آيات القرآن وحتى في كتب (التوراة والإنجيل) وجعل دين الإسلام خير الأديان واصطفى رسوله محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم ليكون هذا النبي المبشر بهذا الدين والناشر له بما حباه من محبة وصفات خصه بها من دون الأنبياء والرسل السابقين.
* كما أن الموقف الذي عبّر عنه المسلمون عبر منابر المساجد والإعلام في مطالبة (مقاطعة) المنتجات الدنمركية قد يكون وسيلة فاعلة من وسائل التعبير إلا أنها في نفس الوقت لا تكفي فالإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك (السخرية) تحتاج إلى وقفة صارمة وشجاعة من جميع الدول الإسلامية ولو أدى الأمر إلى اتخاذ قرار سياسي موحد بقطع العلاقات وبكل أشكالها الدبلوماسية والاقتصادية.. إلخ.
* هذا أقل ما يجب أن تقوم به حكومات الدول الإسلامية تكاتفاً وتضامناً مع شعوبها التي حتماً سوف تبدأ في مقاطعة المنتجات الدنمركية وإن كانت هناك تحركات من قِبل الغيورين على سمعة الدين الإسلامي ورسوله (صلى الله عليه وسلم) تنصب في كل الاتجاهات للدفاع عنه فإنه ينبغي على أهل الدعوة سواء في بلد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية أو في بلاد المسلمين عامة إدراك أن (الجهل) واحد من الأسباب التي جعلت من أعداء الإسلام استغلال هؤلاء (المنعزلين) لمحاربة الإسلام والمسلمين والقيام بحملة مناهضة للتعريف بالإسلام، وهذه الخطوة الأهم التي يجب الإقدام عليها، فدعوات (التنصير والتبشير) التي تقوم بها بعض المنظمات هي واحدة من وسائل الغزو والتدليس التي تستهدف كل ما يسيء لديننا الحنيف.