مخاوف من نقلها للإنفلونزا القاتلة
إجازات وترحال لعشاق صيد الطيور المهاجرة
الرماية والصيد من عادات وتقاليد العرب التي كانت ولا تزال تزاول من قِبل بعض المواطنين في المملكة وتعلم الرماية من الأشياء التي يحرص الآباء على تعويد أبناءهم عليها إتباعا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم وعلموا أبناؤكم الرماية والسباحة وركوب الخيل ويعتبرالصيد من الهوايات التي لم تندثر على مرور الأزمان وهانحن نرى ما يزاوله عدد كبير من المواطنين من الاستمتاع بصيد الطيور المهاجرة عبر اجواء المملكة تحت إشراف ومتابعه هيئة حماية الحياة الفطرية والتي قامت مشكورة بسن القوانين والأنظمة الخاصة بهذه العملية بحيث تحدث توازن بيئي بشكل يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا، والكل يعلم أن هناك هجره لبعض الطيور عبر المملكة منها على سبيل المثال لا الحصر طيور القميري والسمان والكراوين والصقور... الخ، والتي قامت الجزيرة بزيارة لأماكن مرور هذه الطيور على الساحل الغربي وتم الالتقاء بعدد من الموطنين من هواة الصيد وكيف يقظون أوقاتهم بين الجبال والأشجار والشعاب.
في البداية تحدث ناصر بن خالد الرشيد قائلاً: إننا نقوم بمزاولة هواية الصيد وإشباعها دون الإضرار بأي أطراف أخرى ولا ننسى إن الحفاظ على البيئة والتي تعتبر من أول اهتماماتنا والمحافظة عليها سيعود علينا وعلى الحياة الفطرية بشكل ايجابي مستقبلا ًوما نزرعه من اهتمام بها حالياً سنجنيه جميعا بلا شك في الأعوام القادمة إن شاء الله، أما من ناحية كيفية عملية الصيد فإنها تتم بأسلحة هوائية مصرحة من الجهات المختصة لهذا الغرض ومتوافقة مع توجه هيئة حماية الحياة الفطرية للحفاظ على البيئة ونحن بدورنا استطعنا أن نسيس أنفسنا مع توجه الهيئة بإشباع هذه الهواية دون عملية الصيد الجائر، كما إننا لا نقوم بصيد الطيور المستأنسة والمستوطنة بل على العكس نحاول أن نقدم ما نستطيع لها من وضع الماء والغذاء لها دون الإضرار بها.
وختاماً لا ننسى أن نغفل أن العامل الأساسي والاهم بقضائنا أوقات ممتعه عند مزاولتنا لهوايتنا ما عشناه ونعيشه حاليا من امن وأمان في ظل حكومتنا الرشيدة والتعامل الراقي من قِبل رجال الأمن. أما أحمد الخليفة وخالد الشارخ ومحمد العواجي وخالد العبد الله وعبد الله الصالح ويوسف العلي وعبد الرحمن العلي فكان رائهم هو نفس رأي زميلهم ناصر ويؤيدون كلامه عن أهمية الحفاظ على البيئة أثناء عملية الصيد.
وفي مكان آخر كان لنا لقاء مع الشباب فهد محمد البتال وخالد محمد الحربي ومساعد بجاد الحربي ونادر عبد الله الحربي مقيمين لفترة طويلة حيث نصبو خيمتهم بالقرب من الساحل ويقول فهد الحربي مضى لنا أسبوع في هذه المنطقة نصطاد من السمان والقمري ونستمتع بأجواء البحر والساحل ونعتاد على قسوة الأجواء وحر الشمس ومن أ جل الصيد كل شي يهون.
وعن طريقة الصيد يقول نصطاد ما نجد من الطيور بواسطة أسلحة مصرحة نراعي بها عدم الإضرار بالآخرين ونبتعد عن التجمعات وصيدنا في البراريوعلى مقربه من الساحل في المناطق غير الماهولة.
ولدينا طريقة مبتكرة وطريفة في نفس الوقت نخدع بها طيور السمان والتي تكثر في هذا المكان بواسطة جهاز تسجيل يحمل صوت السمان يرفع على ميكرفون نشغله قبل الفجر عند بداية وصول هذه الطيور ونضع حوله شبكة ناعمة بثلاث اتجاهات فتبدأ هذه الطيور بالتجمع حول الميكرفون وبالأشجار القريبة منه فيعلق الكثير منها بالشبكة فنمسكها أحياء ونقوم بصيد ما تجمع تحت الأشجار بالبندقية الهوائية وقد شارك محرر الجزيرة الشباب في مسك الطيور وتخليصها من الشبكة وفعلا طريقة رائعة وممتعة وغير مكلفة ولا متعبة.
أما أحمد العوفي وخالد المسعود وماجد الشارخ فقالا أحببنا أن نقضي اليوم الوطني ونحتفل به مع الطيور المهاجرة على الساحل الغربي أتينا الأربعاء وكان الصيد قليلا جدا إلا انه في يوم السبت كثر القمرى ولم يخيب الله رجاءنا فصدنا ما يكفى وسنأخذ بعض من صيدنا لنهديه أقاربنا فالقمري ذو شعبية كبيرة وهو من ألذ الطيور.
كما التقينا بالمهندس الزراعي صالح الخليفة وسألناه عن هواية الصيد وما أثير مؤخرا حول تفشي مرض إنفلونزا الطيور واحتمال انتقالها إلى مناطق أخرى عبر الطيور المهاجرة فأجابنا بقوله: إن هواية الصيد ملازمة لنا منذ الصغر خصوصا أننا نشأنا في بيئة ريفية وأصحاب مزارع وقد عودنا آباءنا على اصطحابنا في رحلات الصيد.
أما تواجدي في الساحل الغربي لغرض الصيد فبدأ منذ أكثر من عشرين عاما وقد تعودت على اقتطاع جزء من إجازتي السنوية لهذه الرحلة نظرا للنقص الواضح خلال هذه الفترة للطيور المهاجرة في مناطق وسط المملكة وكثرتها على الساحل الغربي علما أنه لا يعبر الأراضي السعودية من هذه الطيور إلا القليل وحسب معلوماتنا ومتابعتنا لخط السير الخاص بهجرة الطيور فإنه يتركز في الدول المجاورة في بلاد الشام ولبنان وشمال مصر.
أما عن تفشي مرض إنفلونزا الطيور وانتقاله بواسطة الطيور المهاجرة فقال إن الاحتياط واجب فنحن نتابع هذا الموضوع سواء من خلال الصحف أو القنوات الفضائية وعبر مواقع خاصة بالانترنت وقد علمنا أنه لا خوف إن شاء الله من ذلك كون الخوف الذي أعلن عنه إن نوعا من الطيور المائية ليس له منطقة عبور في بلادنا والحمد لله والخوف يكمن في القارة الأوربية كما سمعنا كما أنه قد أخذت عينات من هذه الطيور في تلك البلاد ولم يثبت أنها حاملة للمرض وقد أعاد ذاكرتنا إلى سنوات مضت عندما ذكر أن الطيور تحمل إشعاعات وقد كانت مجرد إشاعة وأخيرا نشكر الجزيرة ممثلة بمندوبها الذي يبذل جهودا لسماع وجهة نظر والالتقاء بهواة الصيد في أماكن الصيد رغم المشاق.
المصدر : جريدة الجزيرة - العدد 12066 - الثلاثاء 08 رمضان 1426 هـ 11 أكتوبر 2005 م
http://suhuf.net/227280/th1d.htm