الرياض - حنان الزير
بعد زواج المسيار والدم والكاسيت والزواج السري والزواج على بيتها والزواج العرفي، وهي ظواهر لزيجات غريبة عرفت طريقها إلى أوساط بعض المجتمعات العربية، تنتشر في السعودية في الآونة الأخيرة ظاهرة جديدة باسم زواج المصياف، خاصة بين سيدات ورجال الأعمال، للسفر في عطلة الصيف إلى الخارج بصحبة زوجة مؤقتة، تنتهي علاقتهما معا بمجرد انتهاء الإجازة والعودة من السفر.
ورغم اختلاف الآراء حول إباحية هذا النوع من الزواج، في ظل نية الزوجين على الطلاق بعد انقضاء فترة إجازة الصيف أو مدة الغياب خارج البلاد، فإن بعض السعوديين، خاصة كثيرو السفر مثل رجال الأعمال، يرون أنه وسيلة مناسبة تقيهم مزالق الانحراف في الخارج أمام مغريات كثيرة قد تقابلهم خارج الوطن، وكذلك فإنهم يرون أن اجتماعات ومناسبات العمل في الخارج تتطلب مرافقة الزوجة لزوجها.
ويحرص رجال الأعمال على اشتراطات معينة لابد من توافرها في زوجات السفر، كما تسميها بعض الخاطبات، ومن أهم تلك الاشتراطات، إجادة اللغة الإنجليزية تحدثا وكتابة, ورشاقة القوام، وجمال الوجه, واللباقة, وأن لا تجد مانعا في حضور الحفلات الخارجية والتي تستدعي السفر والاختلاط.
وتقول الخاطبة أم عبد العزيز: "في الفترة الأخيرة انتشرت عده أنواع من الزيجات في السعودية منها زواج المسيار, والزواج السري, والزواج على بيتها, والزواج العرفي، وزواج المصياف وغيرها من زيجات يلجأ إليها البعض هربا من الفحوصات والتحاليل الطبية الضرورية للموافقة على إجراءات الزواج.
اشتراطات خاصة في زوجات السفر
وأشارت إلى استعانة بعض أمراء الخليج "بالخاطبات في البلاد للبحث عن سعوديات يحملن اشتراطات خاصة من أبرزها أن تكون ابنه أحد العوائل المرموقة والمعروفة اجتماعيا والغنية, وبيضاء البشرة وجميلة الوجه, وممشوقة القوام وأن تقبل بالسفر معه في أي مكان من مناطق العالم وخاصة في فتره الصيف, وأن تتقن التحدث باللغة الإنجليزية. وبينت أنه في المقابل تطالب الفتيات بمهور مرتفعة تتجاوز 150 ألف ريال وسيارة وفيلا فاخرة.
سيدات أعمال يخطبن أزواجا كمحارم سفر
وقالت أم عبد العزيز: لم يعد الأمر يقتصر على رجال الأعمال السعوديين دون السعوديات والأجانب الوافدين، حيث أن سيدات الأعمال السعوديات يتجهن للخاطبات للبحث عن زوج يصبح محرما لها أثناء سفرها للخارج، مشترطة على المتقدم أن يسمح لها بالسفر إلى الخارج برفقته، والتنقل هناك بدونه من غير اعتراض منه على ذلك، مقابل أن يسكن معها في منزلها أو شراء سيارة له أو غير ذلك. في حين أن بعض الوافدين وخصوصا المتزوجون الذين لم يأتوا بزوجاتهم معهم، يبحث الواحد منهم عن مقيمة تقبل الزواج منه خلال فترة العقد المبرم مع جهة العمل في السعودية، أو طيلة أشهر السنة ماعدا أشهر الصيف بسبب سفره لبلاده لقضاء الإجازة السنوية، أو حضور زوجته الأولى من بلاده لقضاء فترة الصيف برفقة أولادهما بعد انتهاء الموسم الدراسي.
وأشارت الخاطبة أم فيصل إلى أنها قامت مؤخرا بتزويج فتاة جامعية تبلغ من العمر 27 عاما من رجل أعمال سعودي، مشترطا السفر والتنقل معه للخارج وحضور حفلات واجتماعات العمل، مقابل مهر يتجاوز 150 ألف ريال وسيارة من نوع bmw وفيلا فاخرة في شمال الرياض. وأشارت إلى أن الفتاة قامت بطردها من المنزل بعد زواجها من رجل الأعمال، ولم تعطها أجرها الذي اتفقت عليه معها.
وقالت إن زواج المصياف بدأ ينتشر مؤخرا نتيجة الانفتاح على القنوات الفضائية والرغبة في تقليد الآخرين من الشعوب المختلفة المحيطة بنا، ويختلف انتشار هذه الظاهرة تختلف بين منطقة وأخرى من مناطق المملكة, كما أن بعض رجال الأعمال يحرصون على الزواج من فتاة جميلة بصرف النظر عن تعليمها أو مستواها الأخلاقي أو الديني.
عقد الزواج لا يتضمن نية الطلاق
وفي ذات الاتجاه توضح الخاطبة أم ناصر أن الزوجين لا يفصحان في عقد زواج "المصياف" عن نيتهما الطلاق فور انقضاء شهور الصيف وانتهاء الإجازات، وفي حالة رغبة الزوج الاستمرار في الزواج، فعليه أن يفي بمتطلبات واشتراطات معينة تفرضها الزوجة. واستطردت أن هناك فئات تقبل بهذا النوع من الزيجات، وهن الفتيات الفقيرات وسيدات الأعمال والمطلقات والأرامل والعانسات.
وقالت الخاطبة أم محسن: منذ عدة أشهر، تم زواج فتاة في الثلاثين من عمرها من رجل أعمال سعودي وقد اتفقا على الطلاق بعد انقضاء فترة محددة، مشترطا عليها بعد عقد القران أن يقيما في منزل عائلتها لمدة شهرين، يتم بعدها الانتقال إلى شقة مفروشة حتى انقضاء الإجازة الصيفية وبدء الموسم الدراسي، وأنه كان قد أخبر عائلته بأنه مسافر للخارج بمرافقة أصدقائه. وطلب من الفتاة أن يمدد زواجه منها، وسيستأجر فيلا يقيمان فيها، في حالة إعجابه بها كزوجة. وقدم لها مهرا يتجاوز 180 ألف ريال، وحلى ومجوهرات بـ "50 الف ريال".
رأي شرعي يعتبره حصانة وضرورة أثناء السفر
في المقابل اعتبر الشيخ أحمد عبد القادر المعبي المستشار والمأذون الشرعي زواج المصياف ضروريا لحصانة الرجل من المحرمات خلال سفره وتنقلاته خارج البلاد، مشيرا إلى أنه في الآونة الأخيرة، أصبحت بعض النسوة غير مهيآت للتفرغ للحياة الزوجية بشكل كامل وتام، وأصبح الزوج يقدر تلك الظروف، ومن ثم انتشرت عدة أنواع من الزيجات ومنها زواج السفر.
وقال المعبي إن ظروف العصر أخرجت لنا الكثير من الزيجات، ومنها زواج المسيار على سبيل المثال، والذي تيسر فيه الزوجة على زوجها، فبعض المعلمات يقبلن بزواج المسيار، على أن تقوم هي بالتسيير عليه في بيته "الذهاب إليه" متى سمحت لها الظروف الوظيفية بذلك.
وأضاف أنه لا يوجد زواج تحت مسمى "سري" كونه افتقد لعنصر السرية حتى لو لم يتم إعلام أهله أو زوجته الأولى إذا كان متزوجا، فبمجرد عقد القران بحضور ولي الفتاة وشاهدين وأهلها، وتوثيق العقد في المحكمة، يتحقق بذلك الإشهار والإعلان بالزواج، أما السري وهو الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم وحذر منه، وعده في بعض الروايات من الزنا فهو أن تعقد الفتاة على نفسها مع الشاب بدون علم الولى أو موافقته، وبدون حضور الشهود وذلك بأن تهبه نفسها كزوجة.
ويجيز الشيخ أحمد المعبي الزواج العرفي، مشيرا إلى شرعيته لتوافقه مع أركان الزواج، وهي الإيجاب والقبول والشهود والإعلان والولي، مبينا أنه غير معترف به بالدوائر الرسمية أو المحاكم لأنه غير موثق، وبالتالي يخالف القانون والنظام ولا يخالف الشرع .
رجل أعمال يبحث عن زوجة سفر شامية
التقت "العربيه.نت" أحد رجال الأعمال والعقاريين المعروفين بمنطقه الرياض والذي فضل أن نرمز لاسمه "ص.م" فقال إنه منذ أسبوعين يقوم بالبحث عن فتاة للزواج، ويفضلها من بلاد الشام وجميلة وممشوقة القوام، وأن تجيد اللغة الإنجليزية تحدثا وكتابة، وأن تكون متحررة وتنزع الحجاب في الخارج أثناء حضور حفلات العمل. وقال إنه لا يمانع من دفع أي مهر، مقابل الحصول على هذه الفتاة، مشيرا إلى أنه متزوج من سيدتين ولديه 13 طفلا.
وأضاف: في الماضي كانت زوجتي الثانية تسافر معي في أي منطقه بالعالم، خاصة وأن عملي يستدعي سفري باستمرار، حتى رزقت بأول طفل، فطلبت مني أن لا أدعها تسافر معي، لأنها أصبحت أما وترغب في الاستقرار، مما جعلني أبحث عن زوجة جميلة لمرافقتي في السفر.
تزوجت زوج صديقتها ليرافقها في الخارج
أما السيدة "ن.س" والبالغة من العمر 33 عاما فقد تزوجت من زوج صديقتها ليرافقها في سفرها للخارج للحصول على الدكتوراه وبمباركة صديقتها، حيث اشترطت عائلتها في حالة رغبتها للسفر أن تتزوج قبل سفرها، وتقول: "لقد بحثت كثيرا لعلي أجد الزوج الذي توافق عائلتي على الزواج منه، واستعنت بعدة خاطبات، وباءت جميع المحاولات بالفشل حتى اقترب موعد السفر، فأشارت لي صديقتي بالزواج من زوجها مشترطة مرافقتها لنا في الخارج وقد وافقت على ذلك.