|
|
قسم الاخبار تهتم بالاخبار الداخليه والدوليه والاقتصاد المحلي والاسهم |
آخر 10 مشاركات |
|
أدوات الموضوع |
26 / 03 / 2005, 10 : 09 PM | #1 |
تميراوي سوبر
|
حفل زفاف نهارًا بالعراق تحت وقع الاحتلال الأمريكي
حارث يخطب سارة.. هجوم عراقي مضاد
بغداد- مازن غازي- حفل زفاف نهارًا بالعراق تحت وقع الاحتلال الأمريكي باتت سارة ليلتها في سهاد مفتوحة العينين ترنو لسماء بدت صافية رغم أزيز الأباتشي الأمريكية التي ما برحت نيرانها -وقد مضى عامان بالتمام والكمال على غزو العراق- تحتل سماء بغداد وأرضها على السواء. اليوم زارتهم جارتهم "أم حارث"، وانطلقت زغاريد الفرح لأول مرة ببيتهم في حي الخضراء، منذ أن دهست مدرعة أمريكية سيارة سهيل نجم والد سارة، ومات بعد شهر صارع فيه آلامه وقلقه على مصير ابنته من بعده. اشترطت "أم حارث" أن تكون الأولى ممن يتسلم "الجمعية" التي ستشترك بها مع نساء الحي وقدرها ما يوازي 1000 دولار من أجل أن تهيئ مستلزمات تزويج ابنها "حارث" -المتخصص بتكنولوجيا المعلومات- قبل أن تباشر بالفعل خطوات الخطبة العراقية. وتبدأ هذه الخطوات "بالماشية" وهي طلب للخطبة من أم العروس، تقوم به أم العريس وبعض أقاربه من النساء اللاتي يتمتعن بحلاوة الكلام، وبعدها يأتي المتقدم لكي يرى عروسه بشكل واضح، وذلك بموافقة أهل العريس والعروسة. هجوم مضاد أبو حارث حاول أن يضع نظرية للزواج تحت الاحتلال فقال لـ"إسلام أون لاين نت": "رغم الصعاب فإن مسألة تزويج الشباب تعتبر هجوما مضادا من قبل أبناء هذا البلد على هجمات الاحتلال الأمريكي. ورغم محدودية دخلي فقد اشتريت لابني غرفة نوم بسعر مليون وأربعمائة ألف دينار (970 دولارا)، وقمت بدفع المقدم -300 دولار- على أن يلتزم حارث بتسديد الباقي بمعدل 100 دولار شهريا". ويضيف رغم الصعوبات التي تواجه الشباب وطالبي الزواج من العراقيين بسبب البطالة وارتفاع الأسعار والمخاطر الأمنية فإن الإقبال على الزواج في كثير من مناطق العراق أصبح مطلبا يواجه هذه التحديات، فيما انعكست الأوضاع الأمنية سلبا في المناطق الساخنة والتي ما زالت تشهد اضطرابات وأعمالا مسلحة كالرمادي أو المدن التي أصابها الدمار بسبب العمليات العسكرية لقوات الاحتلال كالفلوجة. وحسبما يقوله كثير من ساكني هذه الأنحاء فإن الإقبال على الزواج فيها انخفضت معدلاته. زواج للوفاء "أم حارث" قبل أن تشرح بقية خطوات الزواج توضح أن الكثير من الشباب بدأ يقبل على الزواج من أبناء الشهداء وأخواتهم، ممن كانوا ضحية الاحتلال الأمريكي وتبعاته من منطلق تحدي الاحتلال والوفاء للشهداء وأسرهم. ثم تستطرد قائلة: بعد إجراءات "المشاية" تكتمل خطوات الزواج حيث يأتي أهل العريس بصحبة الوجهاء من عائلته، الأب والجد وبعض الأعمام والأخوال وشيخ المسجد الموجود في المنطقة، كي يتم العقد عن طريق الشيخ (العقد الشرعي) ويقوم موكل للعروسة وبصحبة الشيخ بسماع الموافقة على قبولها بالزواج من الشخص المتقدم إليها وبعدها يبدأ توزيع الحلوى والشربات والزغاريد من أهل العريس المتواجدين عند أهل العروسة. ويقوم أهل العريس بعد ذلك بتقديم ما يسمى "بالنيشان" وهو عبارة عن حلي من الذهب يتكون من حلقة (دبلة) للعروس وقلادة وسوار، وكل حسب طاقته حيث تقوم أسرته بدعوة الخاطب ليلبس الحلقة لعروسه وبقية الحلي، وهي بدورها تقوم بتلبيس الحلقة للعريس. وبعدها تأتي عملية العقد عن طريق المحكمة الشرعية في بغداد وتستكمل باقي الإجراءات المتعلقة بطلبات المحكمة والتي تشمل عملية فحص لدم العروسين. والملاحظ أن العقد الذي يتم عن طريق الشيخ هو "للبركة" فقط حيث يمنع أهل العروسة العريس أن يزور الفتاة حتى يتم عقد المحكمة القانوني، وبعدها يتم دعوة أهل العروسة إلى طعام الغداء ويبدأ العريس بزيارة أهل العروسة والاتفاق على يوم الزفاف. التقسيط لم يعد عيبا "إيهاب البكري" (29 سنة) قال بصراحة: أنا أفضل الاقتران بموظفة؛ حيث إن تحسن المرتبات بعد سقوط نظام صدام (حسين) السابق شجع الكثير من الشباب للاقتران بموظفة، خصوصا المعلمات، حيث سمي عام 2004 عام المعلمات، بسبب كثرة الطلب على الزواج منهن، فإن مرتباتهن تتجاوز 250 دولارا شهريا. أما "أبو إسحاق" -63 عاما- ويعمل حارسا في مؤسسة أهلية فيكشف بعدا آخر من أبعاد الزواج تحت نيران الاحتلال قائلا: على زماننا كان شراء الغرفة بالتقسيط عيبا ولا يمكن الإفصاح به أمام عائلة العروس، لكن الظرف الصعب الذي نمر به الآن يحتم علينا تدبير الأمور كي تسير سنة الحياة فإن الكثير من العرسان الآن يستأجر حتى ملابس الزفاف، في حين أنه درجت العادة على أن تحتفظ العروس بفستان فرحها ليوم زواج ابنتها. كما بدأ الكثير من الشباب يترصد فرصا تمنحها جمعيات خيرية لتيسير سبل الزواج "كجمعية العفاف" أو ما يمنحه الوقفان الشيعي والسني من منح أو حفلات زفاف جماعية أو استثمار ما يجود به الكرماء من أهالي الحي أو الميسورين لتيسير زواج الشباب. وغالبا ما تحث المساجد والخطباء الشباب العراقي على الزواج المبكر كما تدعو أصحاب الأموال على المساهمة. فالوقف الشيعي قام نهاية العام الماضي بتزويج 300 شاب بشكل جماعي، فيما أقام الوقف السني حفلا خاصا يوم 10 مارس 2005 وزع فيه منحة 500 ألف دينار (342 دولارا) على مائة شاب من أنحاء العراق وبالتعاون مع جمعية "العفاف الخيرية" من أجل التسريع بزواجهم. وقال الدكتور زياد سليم نائب رئيس جمعية العفاف إنهم قاموا بتوفير غرف النوم للعروسين، مشيرا إلى أن "النظام الاجتماعي اليوم أصبح بحاجة إلى أسرة مسلمة قوية لتواجه التحديات؛ وهو ما يفرض على المجتمع أن يمد يد العون لتكوين هذه الأسر". الزفاف ظهرا وللشباب العراقي من أصدقاء وأقارب العريس دور في الزفة حيث يقومون بتزيين سيارة العريس بالورود والأوراق الملونة، ويتجه موكب العريس بصحبة حاملي الدفوف والعازفين إلى منزل عروسه ويقوم أهل العريس بالرقصات والأغاني الفلكلورية أمام المنزل، ومن أشهر هذه الأغاني "بنت الشيخ لابن الشيخ ردناها هو الرادها وهو التمناها"، وبعدها يقوم العريس بالتقاط صور تذكارية قبل أن يقوم الأصحاب والأهل بحمل العريس على الأكتاف إلى غرفة العروسة وبعدها بـ10 دقائق يخرج العريس ويقوم بالتحية والشكر لكل من ساهم بزفته. والملاحظ أن حفلات الزواج العراقية أصبحت تتميز بالبساطة وخصوصا في المدن، فقد اختفت تلك الموائد العراقية الشهيرة والغنية باللحوم وتحولت إلى توزيع مجرد علبه صغيرة بها بعض الساندويتشات إضافة إلى مشروب على المدعوين، وغالبا ما تقام الزفة في الواحدة ظهرا كي ينفض العرس قبل حلول الليل الذي أصبح نذير خطر في العراق. |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|