من كواليس القطاع الخاص
طبيب بشري يمارس عمله في مستشفى حكومي بمهنة «عامل»
الرياض - علي الرويلي:
تفاجأ الوسط الطبي بمدينة الملك فهد الطبية بوجود أحد الأطباء يمارس عمله بالمدينة كطبيب (استشاري مساعد باطنية) بمهنة «عامل» منذ عام، وتعود تفاصيل القضية إلى أنه عندما طلب قسم النساء والولادة بالمدينة طبيب باطنية في أحد الحالات الطارئة بعد منتصف الليل تم استدعاء الطبيب المذكور وعندما طلب حراس أمن القسم اثبات الطبيب قبل السماح له بالدخول إلى قسم النساء والولادة لم يكن يحمل بطاقة العمل وقدم الإقامة الخاصة به، ولكن يقظة رجال الأمن كشفت أحد أسرار مدينة الملك فهد الطبية وطالبوا الطبيب (الذي لم يثبت حتى الآن مهنته) باحضار بطاقة العمل وإذا باختلاف واضح في المسميات، حيث تبين أنه يحمل إقامة سارية المفعول بمهنة عامل ويحمل بطاقة عمل خاصة بمدينة الملك فهد الطبية مدون فيها العمل (استشاري مساعد باطنية)، علماً بأن الدكتور إيهاب أردني الجنسية وهو من مواليد 74م ويحمل إقامة رقم (2008764355) صادرة بتاريخ 16/5/1425هـ وما زال يمارس عمله في المدينة كطبيب تحت كفالة مؤسسة تجارية.
«الرياض» انفردت بنشر صورة بطاقة عمل الطبيب وصورة الإقامة الخاصة به لتضع المسؤولين في مدينة الملك فهد الطبية وكذلك الهيئة السعودية للتخصصات الطبية أمام الأمر الواقع، فكيف يسمح لعامل بممارسة مهنة الطب الشريفة وهو لا زال بوظيفة «عامل» والتي من المحتمل أن تكون عامل بناء أو سباكة أو كهرباء ولكنها لا تصل إلى مستوى مهنة الطب؟ وكيف ترضى مدينة الملك فهد الطبية بمثل هذا الخلل في المسميات والذي ربما يمارس الطبيب هذه المهنة بدون شهادات وكيف تم قبول أوراقه عندما التحق بالعمل؟ أم أن هناك أيد خفية (واسطة) سعت له بالقبول بعد أن حضر إلى أرض الوطن بهذه المهنة؟ وكيف ترضى هيئة التخصصات الطبية وهي التي اكتشفت سابقاً أطباء بيطريين تحولوا بقدرة قادر إلى أطباء بشريين وعمال بمهنة ميكانيكي يعالجون البشر بمثل هذا الخطأ الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاوزه سواء كان يحمل الطبيب المذكور شهادات طبية تثبت ممارسته لهذه المهنة أم لم يحمل، خاصة وأنه طبيب ذو تخصص دقيق يباشر الحالات الطارئة والمستعصية.
جريدة الرياض