اشتراط تسجيلها لدى «الصحة» ووضع ملصق تحذيري على العبوات تمهيداً لفسحها
سحب مشروبات الطاقة من الأسواق بعد ثبوت ضررها على المستهلك
كتب - الرياض:
ينتظر أن تعلن وزارة التجارة في غضون الأسابيع القليلة المقبلة عن وقف تداول مشروبات الطاقة التي يتم الترويج لها على نطاق واسع في الأسواق، ويتواكب مع هذا الإجراء إعلان وزارة الصحة عن حجم الأضرار الناتجة عن تناول مشروبات الطاقة خاصة على الأطفال والنساء الحوامل مع وجود مادة الكافيين التي تقود إلى الإدمان، وكانت الجهات المختصة قد كلفت وزارة الصحة بدراسة محتويات تلك المشروبات والتحقق من وجود أضرار تطول متناوليها.
وحذرت «الرياض» مطلع العام الحالي من مشروبات الطاقة أو ما يطلق عليها مشروبات القوة وتسببها بالقلق والصداع مع زيادة نبضات القلب وتسجل حالات أعراض لأمراض نفسية لدى متعاطيها.
وكشفت «الصحة» في دراستها التي استمرت نحو تسعة اشهر مع مندوبين من وزارة التجارة والصناعة وهيئة المواصفات والمقاييس السعودية ومتخصصين في التغذية ان هناك تأثيرات جانبية خاصة عند الإفراط بتناول هذه المشروبات بشكل يومي.
وبالرغم من هذه التحذيرات إلا أن الشركات توسعت في الإعلان عن مشروبات الطاقة، وتنافست الشركات في الاستحواذ على اكبر شريحة ممكنة من فئات المستهلكين حتى أن البعض منها بدأ يسوقها بشكل مجاني على الشباب والمراهقين في أماكن تجمعاتهم المختلفة.
وأكدت لـ «الرياض» مصادر مطلعة أن توصيات اللجنة المشكلة بهذا الخصوص رفعت إلى الجهات المختصة توصي فيها بضرورة سحب هذه المنتجات من السوق.
وتضمنت التوصية اشتراطات لفسح هذه المنتجات منها أن تكون مسجلة لدى وزارة التجارة وان يوضع بيان تحذيري على العبوات وان تقوم وزارة التجارة والصناعة بفحص المشروبات المستوردة داخل مختبراتها في حين تقوم وزارة الصحة بتسجيلها وترخيصها ووضع البيانات التحذيرية المطلوبة وان تتبنى هيئة المواصفات والمقاييس السعودية إعداد مواصفة قياسية خاصة لها.وفي هذه الأثناء قال الدكتور عبدالعزيز العثمان استشاري التغذية العلاجية بجامعة الملك سعود بالرياض إن مشروبات الطاقة تحتوي على مواد كيماوية متعددة فحسب المدون على العلبة نجد أنها ماء الكربونات وسكر «27جم» وجلوكوز «سكر سريع الامتصاص» وحمض السترات ومواد ملونة ومواد محسنة للطعم، ومادة التايورين «1000ملجرام» والجلوكورونل اسيتون «600 ملجرام» والصوديوم «200ملجرام» وكمية بسيطة من الفتيات ومواد تصنف على أنها مواد مسببة للادمان مثل الكافيين «80ملجرام» وتحتوي تلك المشروبات على كمية عالية من الطاقة «110كيلو كالوري» واحتواء مشروبات الطاقة على تلك الكميات من المواد الكيماوية والمنبهة له تأثير سلبي على الجسم ويكون اسوأ على الأطفال والحوامل والمرضعات ومن لديه مشكلة صحية في القلب او الكبد او الكلى.واضاف : من المعروف ان تناول الكافيين يزيد ادرار البول وهذا أمر غير مرغوب فيه كما يعتقد البعض لأن الجسم سيفقد كمية كبيرة من السوائل على الرغم من أهميتها لصحة الجسم وحصول عمليات التمثيل المهمة لنمو الجسم وسلامته، ومما يؤسف له ان تلك السوائل لا تعوض سريعاً ولا يحس الشخص بنقص السوائل لأن الشخص لا يحس بالعطش الا بعد نقص أكثر من 20٪ من السوائل.وعلق استشاري الأطفال ورئيس قسم الطوارئ والإسعاف في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض الدكتور فهد بن صالح العريفي بقوله إن : المشروبات الطاقة المتداولة خاصة بين فئة المراهقين والتي يعتقدون أنها تمدهم بالطاقة لها أضرار لا تحمد عقباها خاصة عند تناولها بشكل متكرر خلال 24 ساعة ومن خلال عملنا في أقسام الطوارئ تأتي حالات كثيرة من الأطفال والمراهقين بأعراض تتعلق بارتفاع مادة الكافيين والتي تزيد عن معدل ما هو موجود في المرطبات والتي تصل إلى 20 ضعفاً في بعض تلك المشروبات ومن الأعراض الناتجة عن ارتفاع معدل مادة الكافيين في الدم عند هؤلاء الأطفال والمراهقين التي تتمثل في ازدياد دقات القلب تصل إلى 150 في الدقيقة وارتفاع في ضغط الدم وزيادة تدفق الدم للعضلات وتقليل كمية الدم إلى الجلد وهذا ما نلاحظه من شحوب في الوجه في حالات التسمم.وبين أن الكافيين مادة قلوية 99٪ يمتص بعد تناوله عن طريق الفم كمشروب ويصل إلى أعلى مستوياته في الدورة الدموية بعد ساعة ويبقى في الجسم لمدة أربع أو ستة ساعات والإكثار من المشروبات محتوية على مادة الكافيين والتي يصل بعضها إلى 60 ملجم بالعلبة الواحدة وبعض الأطفال والمراهقين يتناولون مابين 3 إلى 4 علب يومياً وهي الكمية كافية لظهور أعراض التسمم من مادة الكافيين وهي 250 ملجم في اليوم وتبرز الأعراض في قلة النوم وكثرة في الحركة وسرعة في الانفعال وعدم التركيز بالتفكير وتلعثم بالكلام وتؤدي إلى نوع من الإدمان.من جانبه حذر الدكتور خالد بن علي المدني استشاري التغذية بوزارة الصحة ونائب رئيس الجمعية السعودية لعلوم الغذاء والتغذية أن الإفراط في تناول مادة الكافيين يؤدي إلى تأثيرات سامة ترتبط مباشرة في الجهاز العصبي المركزي وتسبب الأرق والقلق وسرعة في نبضات القلب وقد تقود للوفاة نتيجة للجرعات العالية جدا والتي تمثل من 5 إلى 10 جرامات من مادة الكافيين وبها سعرات حرارية دون فائدة غذائية.ووصف الدعايات المنادية بأهمية تناول مشروبات الطاقة في الحصول على الطاقة والحيوية بأنها مضللة للمستهلك مشيراً إلى أن الجسم لا يحتاج إلى مادة الكافيين نهائيا ولا تعتبر من الغذائيات الضرورية والأساسية للجسم بل إن الجسم يحتاج في حصوله على الطاقة عند تناوله البروتينات والدهون والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن ويمكن حصوله عليها عن طريق تنوع الغذاء وزيادة تناول العصيرات والخضروات والفواكه.
منقول