بسم الله الرحمن الرحيم
'إن من أكبر المناطق الإرهابية الكبرى في العالم منطقة في العراق تسمى الفلوجة 'هكذا تحدث أحد كبار خبراء ما يعرف بالإرهاب الفرنسيين في حديثه إلى إحدى محطات التلفزة الفرنسية عن الفلوجة .
فمن هي هذه المدينة التي أضحت حديث المحطات الفضائية و المواقع الإخبارية و الصحف و المجلات ؟ تقع مدينة الفلوجة نحو 50 كيلو مترا شمال غرب بغداد و فلوجة بمعنى الأرض الصالحة للزراعة يعيش فيها عشائر و أفراد من قبائل عربية تلتزم بالسنة و ينتشر في أوساطها تمسكا بالإسلام و صحوة إسلامية واعدة .
و بعد الاحتلال الأمريكي للعراق سادت في معظم المدن العراقية أعمال سلب و نهب و كانت الفلوجة إحدى المدن اللقليلة التي تمكن أهلها من أخذ زمام الأمور في المدنية و سيروا دوريات أمنية نجحت في فرض النظام و منع دخول غرباء يشتبه في قدومهم لإشاعة جو الفوضى و السلب .
و لكن عندما بدأت القوات الأمريكية مرحلة التدخل في المناطق السنية العراقية بالذات مستثنية المناطق الشيعية التي تركتها للقوات البريطانية التي لجأت لأسلوب الإسترضاء بينما اندفعت للقوات الأمريكية لتفرض بأسلوب الاستفزاز سيطرتها على المدن حينها اندلعت المواجهات في مدينة الفلوجة ففي شهر إبريل الماضي، عندما أطلقت قوات التحالف النار علي مظاهرة كانت تبدي احتجاجا على ممارسات لبعض الجنود في قوات التحالف اعتبرها السكان منافية للحياء، وتتم أمام أعين نساء، وشباب المدينة وأسفرت عملية إطلاق النار عن مقتل 19 شخصا،وجرح عدد أخر.
و يصف مصدر آخر للأنباء هذه المظاهرة فيقول قتل 13 عراقياً وأصيب 75 آخرون بجراح إثر إطلاق النار على مظاهرة سلمية ضمت نحو 500 عراقي خرجوا بعد صلاة العشاء في بلدة الفالوجة غربي بغداد وحملوا أعلاماً عراقية واقتربوا من مدرسة يحتلها الجنود الأميركيون في البلدة مطالبين برحيل القوات الأميركية من العراق.
وزعم ضابط أميركي أن الجنود أطلقوا النار دفاعاً عن النفس في حين أكد شاهد طلب عدم ذكر هويته إن الجنود الأميركيين لم يواجهوا أي تهديد مؤكداً أن ستة من القتلى أطفال لا تتجاوز أعمارهم سبع وثماني سنوات.
اعترفت القيادة العامة للقوات الأمريكية القيادة فى بيان لها ان عددا من العراقيين أطلقوا النار على قافلة للفرقة 82 المجوقلة قرب الفالوجة.
و أكد مراسل الجزيرة أن الأوضاع في المدينة لا زالت متوترة جدا، وأن المواطنين يشعرون بالحنق الشديد وجميعهم يتوعدون بالثأر من القوات الأميركية، وأن آلاف الشباب بدؤوا يتجمعون في شوارع المدينة رغم الارتفاع الشديد في درجة الحرارة، في ما انتشرت القوات الأميركية في العديد من مواقع المدينة، وهي في حالة تحفز واضح كما أن طائرات الأباتشي الأميركية تحلق بشكل مكثف في سماء المدينة، مشيرا إلى أن تدخل وجهاء المدينة حال دون وقوع اشتباكات بين المواطنين والقوات الأميركية خلال الجنازة الضخمة التي انطلقت من عدة مساجد في المدينة، حيث تمكن الوجهاء من السيطرة على المواطنين ومنعوهم من رشق القوات الأميركية بالحجارة، أو التوقف أمام مراكز تجمع القوات الأميركية في المدينة.
وأشار مراسل الجزيرة كذلك إلى تضارب الروايات حول الأسباب الحقيقية التي أدت إلى اندلاع المواجهات بين الطرفين ليلة أمس، ففي حين ذكر أحد الضباط الأميركيين للمراسل أن أهالي المدينة هم الذين بادروا بإطلاق النار على القوات الأميركية خلال مظاهرة الأمس، أكد المواطنون أن القوات الأميركية هي التي بادرت بالهجوم بالرصاص على المتظاهرين، وأنها أطلقت الرصاص على منازل المواطنين المقابلة لمدرسة القائد حيث جرت التظاهرة، وأكد مراسل الجزيرة أنه شاهد بنفسه آثار الدماء داخل هذه المنازل الأمر الذي يرجح صدق رواية المواطنين.
وهاجم الامام الشيخ جمال الشاكر الذي أطلق في السابق دعوات لالتزام الهدوء في أعقاب سفك الدماء الشهر الماضي، الأمريكيين الكفرة خلال خطبة الجمعة الأسبوعية وحملهم مسؤولية انعدام الامن في المدينة.وقال [لقد كسبت الولايات المتحدة الحرب ضد صدام حسين ولكنها لم تكسب الحرب ضد الاسلام] وحث المسلمين علي القتال [بسلاح الايمان].
وقال حسين شاكر الضابط السابق في الجيش العراقي بغضب [يتعمد الأمريكيون اهانة السكان انهم يهينوننا بتفتيش بيوتنا ولمس نسائنا] وحذر عمر، الشاب الذي رفض الافصاح عن اسم عائلته، [انهم يقومون بدوريات ويفتشون بيوتنا ويراقبون الناس.
نحن هنا نكره ان نكون تحت المراقبة، وهذا سيؤجج غضبنا].وقال احمد، الشاب الذي عاد مؤخرا من الخارج ليجد [دكتاتورية جديدة] حسب تعبيره، ان الجنود الأمريكيون [يصدرون لنا الأوامر.انهم يستعرضون عضلاتهم. انني أكره الأمريكيين].
و تجددت المواجهات على الرغم من الاتفاق الذي تم بين الجانبين، حيث يبدي السكان ضيقا من بعض الممارسات، وخصوصا أعمال التفتيش، التي يقومون بها، والتي تصل إلى مستوى الإهانة للمواطنين ومهما يكن الأمر، بخصوص التفسيرات لتلك الظاهرة، يبدو إن الفلوجة تحولت إلى مركز للمقاومة، كما إن أعمال المقاومة تطورت لتشمل أماكن أخرى، بما في ذلك الأماكن وسط العاصمة بغداد، والتي وقعت آخرها على طريق المطار، ووصفت بأنها معركة حقيقية منظمة.فقد نجح كمين في تدمير ناقلتين، وقتل اكثر من ستة جنود أميركيين، و إصابة ضعف ذلك العدد.
كما أسفرت تلك ' المعركة' عن اسقاط طائرة عمودية، كانت قد قدمت من اجل نقل المصابين، و إسعافهم.إن كل المؤشرات تدل على أن الفلوجة قد أصبحت مثالا يحتذى و ستشهد الأيام المقبلة صدق هذه المقولة التي بدأت علاماتها في الظهور و أصبحت أعمال المقاومة خبرا يوميا في صدر وكالات الأنباء .