[align=justify]دار هذا الحوار بين العجوز ( أم سكيرينه ) وبين الساحر ( أبو شويلط ) بعد مشادَّة بينهم على ( من إللي يسوّي مصيبة أكبر من الثاني ) :
( أم سكيرينه ): حنّا يالحريم كيدنا كيدٍ قوي .. ومحدٍ يقدر عليه ..
( أبو شويلط ): وش يجي كيدكم يالحريم عندي .. أنا محدٍ يسوّي سواياي .
( أم سكيرينه ): إيه هيِّن .
( أبو شويلط ): أصلاً أنتم يالحريم الوحدة منكن ما تقدر تحلّ مشاكلها إلا إذا جت لي أنا أبو شويلط وأنا أقوم بالواجب ..
( أم سكيرينه ): ترا ما يمشِّي شغلك إلاّ حنّا يالحريم ..
( أبو شويلط ): طيب .. نشوف إللي ألعن من الثاني حنّا ولا أنتم يا لحريم ..
العجوز ( أم سكيرينه ): شف .. أنا بتحدّاك ..
( أبو شويلط ): لا تتحدِّيني .. تراس ( يعني تراك ) ما تقدرين علي ..
( أم سكيرينه ): خلاص .. أنا بسوّي مصيبة .. وأنت إن كانك مثل ما تقول .. حلّها بمعرفتك .. زين ؟
( أبو شويلط ): بس أبيها مصيبة كبيره علشان أطلّع مهاراتي وتشوفين وش بيسوّي " أبو شويليط " .
( أم سكيرينه ) : خلاص الوعد قدّام والحي بيشوف ..
راحت أم سكيرينه لواحد من شباب الحارة إللي هي ساكنه فيه .. شافته طفران وحالته حاله .. ومثل ما يقولون " يدوّر حق الدخان "
أم سكيرينه : أقول ياوليدي ..
الشاب : سمّي يا خاله وش تبي آمري ؟
إم سكيرينه : إسمع يا وليدي .. أبعطيك خمسين ريال وأبيك تودّيني لمحل أشتري أغراض ..
الشاب يقول في نفسه ( تمام ... مشوار صغيّر بخمسين ريال والله تمام ..)
الشاب : يلّه يا خاله ..إركبي ..وين تبين تروحين له ؟
أم سكيرينه : أنت تعرف محل أبو جيرانكم إللي توّهم ساكنين في الحارة ؟
الشاب : منهو أبو جيرانا ؟ قصدك محل " أبو هاني "
أم سكيرينه : أيه ..هذا هو ..
الشاب : أيه أعرفه .. تراه ( قعيطي ) ما يرخّص لأحد ..
أم سكيرينه : خلاص ..أنت رح له وما عليك ..
ركبت إم سكيرينه معه في السيارة وراحت معه لمحل أقمشة ..
أم سكيرينه :أقول يا وليدي .. أبيك توقّف بس قدّام باب المحل ..
الشاب : ليه ؟
إم سكيرينه : أقولّك وقّف بس .. وبأعطيك إللي تبيه ..
وافق الشاب على العرض المغري مع إنه ما يعرف ليش .. ودخلت إم سكيرينه للمحل ..
أم سكيرينه تقول لأبو هاني راعي المحل : أبيك يا وليدي تشوف لي قطيعة قماش ( تصغير لقطعة قماش ) .. وما تصير غاليه ..تكفى .
راعي المحل : طيب .. أنا رح أختار لك حاجة كويسه .. ورح أراعيكي في السعر كمان ..
إختار لها راعي المحل قطعة قماش وجابها عندها ..
أم سكيرينه :والله قماشٍ زين .. بكم هو ؟
أبو هاني : هادي يا خاله بسبعين ريال بس ..
إم سكيرينه " مستغربه " : هو .. هالقطيعه بسبعين ريال .. كودك يا وليدي ترخّص لي ..
راعي المحل : والله يا خاله وما ليكي عليَّ حلفان .. هادي أرخص قطعه عندي ..تبغيها ؟
أم سكيرينه : يا وليدي .. رخّص لي .. أنا جاية أشتري لوليدي هالقماش علشانه بيعرس على وحده يحبّها وتحبّها .. بس أبوها زوّجها لواحدٍ ثاني .. والحين هو بيطلّقها زوجها ووليدي بياخذها.. ووليدي قايلٍ لي إن ما أعرست عليها .. أبطردس من البيت " يعني أطردك ".. تكفى يا وليدي رخّصها لي .. تكفى ..
أبو هاني ( حبيب وسمح ) قال : شوفي يا خاله .. بما إن المناسبة مناسبة زواج إبنك …خدي "يعني خذي" هادي القطعة هدية منّي لولدك .. وربنا يوفقهم ..يارب ..
أم سكيرينه : جزاك الله خير وما قصرت ..والله يخلف عليك ..
طلعت إم سكيرينة من المحل .. و ركبت في السيارة و رجعت للحارة .. وسيَّرَت على جارتها أم هاني إللي توّها ساكنه في الحارة ومعها القطعة إللي إشترتها من محل زوج جارتها ..أم سكيرينه تطقّ باب جارتها إم هاني :
أم هاني :أيوه .. مين إللي عند الباب ؟
أم سكيرينه : مسيس بالخير " يعني مساكِ الله بالخير " أنا جارتك أم سكيرينه إفتحي أبتقهوى معك ؟
فتحت أم هاني الباب وقلّطت إم سكيرينه وجابت إم هاني الشاي والقهوة .. وقبل ما تطلع أم سكيرينة من بيت جارتها أم هاني قامت ورمت قطعة القماش إللي إشترتها من محل أبو هاني في المجلس وكأنها نستها ..وبعد ما طلعت ام سكيرينه . شافت أم هاني القطعة مرمية قامت وحطتها على طاولة في الصالة وقالت : لمّا ترجع مرة تانية أعطيها هوَّ ..
رجع أبو هاني للبيت .. وشاف القطعة في المجلس مرمية ..
أبو هاني شك وقال : معقولة .. لا ماني مصدّق .. يعني مرتي هيَّ إللي يحبّها الولد التافه .. معقوله ..
طبعاً أبو هاني جاه الوسواس وشك في زوجته .. و قام و بدون أي تفكير .. طرد زوجته أم هاني من البيت ..
طلعت أم هاني من البيت مطروده وشافتها أم سكيرينه ..
أم سكيرينه : خير .. خير يا أم هاني وش فيك ؟
أم هاني : والله ما ادري يا أم سكيرينه زوجي أبو هاني طردني من البيت وزعَّق عليَا وقال لي كلام ما ينقال .. والله ماني عارفه إيش أعمل دحين .. وفين أروح ..
أم سكيرينه : ولا يهمك .. تعالي عندي في بيتي إلين يحلّها ربك ..
وراحت أم هاني مع أم سكيرينه للبيت .. وقامت أم سكيرينه قفَّلت على أم هاني في غرفة من غرف بيتها .. ونادت واحد من شباب الحارة .. ودخلته في البيت .. وقفَّلت باب البيت عليهم .. راحت أم سكيرينه تبلّغ الشرطة إن فيه حرمة ورجّال في بيتها وما تدري منهم ..و جت الشرطة و قبضت على أم هاني و هالشاب و راحت أم سكيرينه معهم.. وصارت القضية قضية كبيرة .. و دخلت أم هاني والشاب التوقيف حتى يتم عرضهم على الشيخ علشان يحكم عليهم .. وطلعت أم سكيرينه منها لأنها هي المدَّعية عليهم ..
راحت أم سكيرينه للساحر أبو شويلط …
أم سكيرينه :يلّه يا أبو شويلط .. هذا الميدان يا حميدان ..علشان تعرف إن كيد الحريم أعظم في خرابيطك ..
أبو شويلط : خلاص .. الحل عندي وأنا أبو شويلط وبتشوفين .. كلهّا ساعة .. وكل المشاكل بتنحل بس يا ليتها أكبر من كذا ..
أم سكيرينه " بإستهزاء " : هه.. إبئا آبلني . " يعني باللهجة المصرية : إبقى قابلني "
الساحر أبو شويلط جمّع خوياه السحره وحضّر الجن و طلب منهم حل ها لمشكلة ..
أبو شويلط : يا إخواني السحرة فيه هالمشكلة الصغيّره من إللي بيتكفَّل ويحلّها ..
واحد من خوياه السحره : هالمشكله .. ما يحلّها إلا جنّي سماوي اسمه " شمّاس "
طبعاً و بطقوس السحرة والأدخنة والمباخر و الباقي اللازم لمثل هالأمور جابوا هالجني السماوي إللي إسمه " شمّاش "..
أبو شويلط : يا شمّاس ..أضن إنك داري عن القصة كلها .. هاه وش تقول في هالمشكلة ..
شمّاس " بتردد ": المشكله معقَّده .. وما أقدر على حلّها ..
أبو شويلط ( مقفّله معه مررررره ) : شف أي حلّ لها .. دوّر يمين … يسار .. تكفى يا شمّاس لا تفشّلني عند هالعجوز ..
شمّاس : وين نحلّها ؟!! خلاص ما عاد لها حل يعني القضية " فاي " . ( " فاي " رمز من رموز الرياضيات.. تدل على أن المسأله الحسابية لا يوجد لها حل )
وما قدر شمّاس.. ولا أي ساحر .. حل القضية..
جت أم سكيرينه عند أبو شويلط .
أبو شويلط : أقول يا أم سكيرينه ها لقضية ما هيب محلوله أبد ..
أم سكيرينه : أفا .. وراك خقّيت ..
أبو شويلط ( متفشل ) : ما خقّيت ولا شي .. بس أنا ألحين أتحدّاس أنتي .. إنك تحلِّين ها لقضية ..
أم سكيرينه : خلاص .. أنا أبحل ها لقضية .
أبو شويلط : يلّه حليها يا أم المصايب ..
وعلشان تحل أم سكيرينه المشكله . راحت لقسم الشرطة وتنازلت عن القضية و لكن بقى الحق العام وبعدين راحت لأبو هاني في المحل .ودخلت عليه . شافته مهموم وضايقٍ صدره ..
أم سكيرينه : وشلونك يا وليدي ؟ عساك بخير ..
أبو هاني : إيش تبغي دحيّن .. خلاص إنتي خربتي بيتي .. وبسببك رح أطلِّق مرتي .. مو هادا إللي تبغيه إنتي وولدِك ؟ ..
أم سكيرينه : وش فيك يا وليدي ؟ عز الله إن مرتك حرمةٍ أجوديَّه .. يوم نسيت قطعة القماش عندكم في البيت يوم سيَّرت عليها ذاك اليوم .. مرتك ما قصّرت عطتني المقسوم .. وأبشرك الولد أعرس على إللي هو يبيها .. والحمد لله هم مستانسين ..
أبو هاني : كيف ؟ كيف ؟ يعني مرتي ما تعــ .. إيش إللي هببته أنا .. يعني أبنك دحيِّن خلاص تزوج وخلاص ؟
أم سكيرينه : إيه أبشرك أعرس وبيَّض الله وجهك إنت ومرتك ..
طلع أبو هاني من المحل يدوّر على زوجته لأنه بعد ما طردها ما يدري وين هي فيه .. وقامت أم سكيرينه زارت أم هاني في سجن النساء ..
أم هاني : إيش بتغي دحين يا وش المصايب ..
أم سكيرينه : أنا والله حسّيت بتأنيب الضمير .. وخفت من الله .. وعلشان كذا أنا جايه ألحين أطلعك من هنا ؟
أم هاني : كيف ؟!!
أم سكيرينه : ما عليكِ .. إنتي الحين إلبسي ملابسي وأنا البس ملابسكِ .. وإطلعي من هنا .. وأنا أدبّر عمري ..
ولبست أم هاني لباس أم سكيرينه وأم سكيرينه لبست لباس أم هاني .. وطلعت من السجن كأنها أم سكيرينه العجوز .. وجلست أم سكيرينه في السجن مكان أم هاني .. في يوم عرضهم على الشيخ علشان يحكم فيهم ..
الشيخ " مستغرب من صوت أم هاني " : غريبة !! مكتوب هنا في المحضر إن عمرك يا أم هاني ( 35 ) سنه ؟ وصوتك صوت عجوز .
أم سكيرينه " بأعلى صوتها " : والله يا وليدي ظالمينَّا .. أجل أنا بعد ها العمر أسوّي ها لسوايا .. وهذا في مقام وليدي .. بس ما أقول إلاّ الله يظهر الحق وبس ..
وبعد مداولات و أخذ … ورد في القسم والمحكمة .. ما ثبت على أم سكيرينه والشاب أي خلوه غير شرعية .. أو أي تهمه من التهم المنسوبة لهم .. وطلعوا براءه ..
وبذلك ثبُتَ أن الحريم
كيدهنَّ عظيم
إنتهى ،،،[/align]
16 / 10 / 2004, 04 : 06 AM
إن كيدهن عظيم
