الحكمة البالغة

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله في كتابه العزيز : ( حكمةُ بالغةٌ فما تُغنِ النُذُر ) .

ولقد جاء في الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :

-- اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله .

-- جالسوا الكبراء , وسائلوا العلماء , وخالطوا الحكماء .

-- حصنوا أموالكم بالزكاة , وداووا مرضاكم بالصدقة , وأعدوا للبلاء الدعاء .

-- عليكم بالصدق فإنه باب من أبواب الجنة , وإياكم والكذب فإنه باب من أبواب النار .

-- أكثروا من تلاوة القرآن في بيوتكم , فإن البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن , يقل خيره , ويكثر

شرُه , ويضيق على أهله .

وقد روي عن أمير المؤمنين علي عليه السلام :

-- إن كلام الحكماء إذا كان صواباً كان دواءً , وإذا كان خطأ كان داءً .

-- إن للقلوب إقبالاً وإدباراً , فإذا أقبلت فاحملوها على النوافل , وإذا أدبرت فاقتصروا بها

على الفرائض .

كل شئ أنفقته في شهوتك وأصبته منها , فاعلم أنك لم تصبه وإنما أصابك وهلك به بعضك ,

فالعاقل من ترك الهوى , ليكون كتارك أكلة ليصل إلى أكلات , وكمتجنب فاحشة ظاهرة

اتخفى له فواحش باطنة ..

وسُئل أنوشروان : أي هيبة تكون أنفع للسلطان في سُلطانه , وأعم نفعاً في رعيته ؟

قال : هيبة العدل والنزاهة , وحسم بوائق الأشرار وأهل الريب ..

قال الشاعر ناصح الدين الأرجاني :

شاور سواك إذا نابتك نائبة -- يوماً وإن كنت من أهل المشورات

فالعين تنظر منها ما دنا ونأى -- ولا ترى نفسها إلا بمرآة

وقال عنترة :

ولا تُجاور لئاماً ذلّ جارُهم -- وخلهم في عراص الدار وارتحل

وقال آخر :

إذا نطق السفيه فلا تُجبه -- فخير من إجابته السكوت

وقال الجاحظ :

ليس في الأرض كلام هو أمتع ولا أنفع ولا آنق في الأسماع ولا أقود للطباع ولا أفتق للسان

ولا أجود تقويماً للبيان , من كلام الأعراب الفصحاء العقلاء ..

وقيل لأعرابي : كيف حالك ؟ فقال : أُمزق ديني بالذنوب , وأرقعه بالإستغفار ....

تزوج أعرابي ( دميم ) إمرأة جميلة , فنظرت إليه يوماً , وقالت : إني أرجوا أن أكون أنا وأنت

من أهل الجنة , فقال : ومن أين حكمت لنا بها ؟ قالت : لأنك أُعطيت مثلي فشكرت , وأُعطيتُ

مثلك فصبرت ....

قال الشاعر :

احذر عدوك مرة -- واحذر صديقك ألف مرة

فلربما انقلب الصديق -- فكان أعلم بالمضرة

وقال آخر :

ازرع جميلاً ولو في غير موضعه -- فلا يضيع جميل أينما وضع

إن الجميل وإن طال الزمان به -- فليس يحصده إلا الذي زرع

قالت سيدة عاقلة لزوجها الغافل : إن تكلمت فبحكمة , وإلا لا تنفس بكلمة ....

لا تُعط صديقك من قوتك ما يغلبك به إذا صار عدواً لك ...

إن خزانة السلامة في زاوية القناعة ....

لو ذهب حمار عيسى إلى مكة , فإنه حين يرجع يبقى حماراً ...

يُقال : إن سيد الحيوانات الأسد , وأذلها جميعاً الحمار , ولكنهم أجمعوا على أن الأخير

أنفع وأحسن من الأول ....

من كلام لأكثم بن صيفي :

الصدق منجاة والكذب مهواة , والشر لجاجة , والحزم مركب صعب , والعجز مركب وطيء ,

آفة الرأي الهوى , والعجز مفتاح الفقر , وخير الأمور الصبر , حسن الظن ورطة , وسوء الظن

عصمة , إصلاح فساد الرعية خير من إصلاح فساد الراعي , من فسدت بطانته كان كالغاص

بالماء , شر البلاد بلاد لا أمير بها , وشر الملوك من خافه البريء .....


لا غنى كالعقل , ولا فقر كالجهل , ولا ميراث كالأدب , ولا ظهير كالمشاورة ..


والله ولي التوفيق

تسلم اخوي شبعنا على الحكم الرائعه
ودمت وداام عطااءك

أشكرك كل الشكر يا .. الراقية على مرورك
ولك مني أجمل تحية