يا ويلكم من الله
محمد البكر
** شيء رهيب ومعيب ومهين وحقير ما يحدث بين الحين والآخر من قذف وتشهير واساءة وتجريم لاناس يتعدى ايذاؤهم الى اهلهم وذويهم وبيوتهم.
** شيء خطير جدا ما يحدث بيننا ونحن في مجتمع محافظ وحساس من القضايا التي تمس السمعة والشرف والامانة والاخلاق بحجة السبق الصحفي والتجارة بأعراض الناس لتحقيق مآرب واهداف دنيئة وحقيرة.
** كأننا في مجتمع فاضح ومفضوح بلا اخلاق ولا احساس ولا مسئولية وكأن علاقاتنا الاجتماعية متفككة ومتباعدة لا يؤثر بعضها على البعض الآخر.
** أي جريمة تلك التي نسميها السبق الصحفي بحق اناس لا ذنب لهم وبحق اسر تعيش بسلام وبحق عائلات وبيوت تتمنى كغيرها ان تعيش وتندثر مستورة بفضل الله.
** الذين لا يهمهم ستر الناس حتى بعد ادانتهم، لن يهمهم الحديث عن مصائب لم تحدث وادانات لم تثبت هؤلاء لن يهمهم ان يعتذروا لمن اساؤوا اليهم وقذفوهم وتعدوا على خصوصيتهم وكرامتهم.
** الذين يتسابقون على فضح الناس لا يمكن ان يكونوا اسوياء ولا حتى بشر، فكلنا يعلم ان الله ورسوله نعتوهم بالشياطين. فالذي يحب كشف عورات الناس واشاعة الفاحشة في الذين آمنوا هم الشياطين.
** ألا يخاف هؤلاء من الله سبحانه وتعالى ان يفضحهم ويشهر بهم كما فضحوا وشهروا بغيرهم دون ان يكون لديهم دليل ولو بسيطا على ما ذهبوا اليه، بل حتى لو كان لديهم ألم يقرأوا كتاب الله!؟ ألم يسمعوا بأحاديث رسوله (صلى الله عليه وسلم) التي تأمر دائما بالستر على المسلمين حتى لو ثبتت ادانتهم. فما بالكم والاستناد فيما يذهبون اليه هو قال فلان واكد علان!؟
** «الستار» كلمة تهز الجبال بقوتها. فلماذا يرفض البعض ان يكونوا ستارين لعباد الله؟! لماذا الاصرار على ان يزرعوا في انفسهم ريح الشيطان وظلمه وكأنهم لا يقرأون القرآن الكريم ولا سنة رسوله (صلى الله عليه وسلم)؟
** لن أتحدث عن كل ما جاء في كتاب الله من آيات تحض على الستر وتبين افضاله لانني على يقين من ان اي انسان مهما كان بسيطا يعلم ما قاله الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه في اكثر من آية وسورة في القرآن المجيد.
** ألا يخشى هؤلاء من عدل الله سبحانه وتعالى وان يعرضهم لمثل ما احدثوه في الآخرين من ضرر وفضائح مستهم ومست اهاليهم واسرهم.
** يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) : (لا يستر عبد عبدا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة) رواه مسلم. كما روى ابن ماجة عن الرسول عليه افضل الصلاة والتسليم (من ستر عورة اخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة).
** للأسف الشديد فإن ما وصلنا إليه هو أمر خطير حيث تحول بعضنا الى باحثين عن الفضائح بدلا من الفضائل وعن التشهير بالناس بدلا من محاولة الستر او حتى تحاشي الخوض في كل ما يمس الناس وكراماتهم وسلامة بيوتهم واستقرارها.
** التقنية التي يستفيد منها العالم في التعلم وتثقيف النفس وتسهيل قضاء الحاجات حولناها الى اسلحة بلا قيود او حدود او منطق او عقل يفكر، وكأن من نتناولهم في المنتديات والصحف الالكترونية والورقية والرسائل الهاتفية هم من كوكب آخر لا يعرفهم أحد ولا تربطهم بالآخرين اي علاقة.
** للاسف الشديد، اصبحت لدينا مجموعات متخصصة في البحث عن كل ما هو مثير حتى لو كان غير صحيح او دقيق، وللأسف الشديد ايضا فإن معظمنا يساهم في نشر هذه الفضائح التي قد لا نخرج منها الا بابتسامة سطحية متجاهلين ما تسببه تلك الرسائل من قوة تدميرية على الآخرين.
** تذكروا ان وراءكم حساب وعقاب وان هناك يوما سنقف فيه جيمعا أمام الله سبحانه وتعالى وحينها سيقتص الله ممن اساؤوا لصالح من أسيء لهم في الدنيا وحينها لن ينفع الندم واني لأدعو اليوم كل من ساهم في ترويج او نشر او تجميع كل ما يتعلق بقضية قديمة او حديثة بالعودة الى عقولهم ليعرفوا حجم ما اقترفوه من جرم تعدى حدود شخص او شخصين ليمس عائلات ومجتمعا لم يتعود على هذا النوع من التجاوز الاخلاقي والقانوني والديني.
29 / 03 / 2009, 49 : 12 AM
يا ويلكم من الله
