قرارات تتخذ بسرعة البرق.. وأخرى تسير على ظهر سلحفاة
«الفيحاء جيت» تكشف المزيد من الازدواجية والتخبط في لجان اتحاد الكرة!
فهد الروقي
على ما يشتهي «المثل العربي» رب ضارة نافعة سارت الأمور في الحدث الجلل، والعطب الخلل الذي كشفه بجلاء عقاب النصر الأخير حين نقلت مباراته ضد الفيحاء في الدور الأول من مسابقة كأس ولي العهد على خلفية ما حدث من شغب جماهيري في مباراة الرائد الدورية، والتي دونها حكم اللقاء عبد الرحمن القحطاني مصادر غير مؤكدة تشير إلى أنه نصراوي الهوى والميول، وقد استنصر لنفسه حين قذف من قبل ثلة بسيطة وهي قلة ولله الحمد لا تمثل المشجع النصراوي العاقل والمتزن - - ومن الممكن أن تكون غير مرتبطة أصلا بجماهير النصر إذ إن الرابط في مثل هذه الحالات يعتبر «قرينة» وليس إثباتا وبرهانا قطعيا ونظراً لوجود فئة مخربة في الساحة الرياضية فإن النصر الفريق قد يكون مستهدفا كغيره من الفرق ثم أن مثل هذه الظواهر لن تستبعد ما دام العقاب لا يطال المتسبب الأول بل يجعله في مأمن ويقع على طرف آخر قد يكون ضحية دون ذنب مقترف.
ولكن من الناحية القانونية دعونا نستعرض العقوبة كيفية وتطبيقها وقد حدث فيها تجاوز خطير إذ من الواجب أن تقع قبل هذا الوقت تحديدا على اعتبار أن المباراة الحدث مر عليها أكثر من عشرة أيام لحين إعلان العقوبة - في أواخر الموسم الماضي عوقب الهلال، ولاعبه طارق التائب بعد أحداث ملعب الشرائع بسويعات، وأعلن العقاب في صبيحة اليوم التالي للمباراة رغم أن الحدث في مكة المكرمة، ولجنة الانضباط في الرياض، وفي هذه الحادثة كانت أرض الحدث بجوار مقر اللجنة ولو استخدمت وسيلة مواصلات من العصر الحجري لوصلت في نفس الليلة ولأعلن العقاب في اليوم التالي.
وهذا يعني أن الخلل لا يخرج عن كونه إما متعمدا في التأخير وهذا لا يستطيع أحد نفيه أو إثباته حتى عشاق النيل من الذمم حين يكون الهلال طرفا فيه وإما أن يكون الخلل ناتجاً عن قصور في العمل وهنا لا بد من التصحيح وبدايته تكون بفتح ملف كبير بحجم مساحة الأخطاء التي ترتكبها اللجان العاملة في الاتحاد السعودي لكرة القدم وخصوصا في مسألة التباين العجيبة والانتقائية الغريبة في كيفية اتخاذ القرارات وتطبيقها ومن ثم جز عملية المطاطية التي تغلف غالبية اللوائح.
وللنظر في قرارت لجنة الانضباط المعنية في الأمر وفيما يخص جانب عقوبة نقل المباريات ففي ظهور هذا العقاب أول مرة الذي وقع على الهلال بعد العبارات العنصرية التي خرجت من مدرجاته في مباراة جمعته بالاتحاد نقلت أول مباراة له خارج أرضه وكانت ضد الطائي في حائل وفي نفس الموسم تكرر العقاب بعد مباراة الحزم في الرس ولكن بحرمانه من جماهيره وطبقت العقوبة في مباراة الخليج، وفي حوادث النصر عكست الآية فجاء الحرمان الجماهيري أولا ثم نقل اللقاء ثانيا وكان المستفيد من الحالتين الاتحاد رغم حالة التأخير العجيبة - مع العلم أن لائحة العقوبات في الحالات السابقة هي ذاتها المعتمدة من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم.
وعلى حسب تأكيدات رئيس لجنة الانضباط نابت السرحاني في أثناء تصاريحه لوسائل الإعلام تعليقا على عقوبة النصر الأخيرة، ثم أن التباين نفسه يحضر في العقاب الواحد ولفعل واحد فالهلال حرم من جماهيره في لقاء الخليج وبرر العقاب من قبل الأمين العام الحالي فيصل العبد الهادي ذلك لأن الشغب حدث في ملعب المنافس، وليس ملعبه ونفس العقاب طبق على النصر في مستهل هذا الموسم بعد لقائه بالاتفاق في الدمام في حين أن الهلال نقلت مباراته ضد الاتحاد - وهي خروج مغلوب في كأس خادم الحرمين - مع أن حادثة الشغب حدثت في ملعب الشرائع بمكة المكرمة، ولكم في عشوائية العمل وسوء التنفيذ برهان ثابت في عقوبة النصر الأخيرة، والبداية أن كل جهة ترمي بالإخفاق على الجهة الأخرى فلجنة الانضباط ترى أن التأخير جاء من لجنة الحكام، والأخيرة تؤكد أنها أرسلت التقرير لمكتب الوسطى في ذات الليلة ومكتب الوسطى يجزم بأنه أرسله للأمانة العامة في التو واللحظة والأمانة وعلى لسان الأمين برهنت على أنها لاتبقي لديها أية ورقة بل أرسلتها فورا للجنة الفنية والفنية حلفت بأغلظ الأيمان أن التقرير وصل للجنة الانضباط في ذلك اليوم، ولجنة الانضباط - أليست أحجية عجيبة تستطيع أن تتسلى بمحاولة حلها ولكن هيهات أن تنجح.
الغريب في الأمر أن الإدارة النصراوية، ورغم كل ذلك اللغط الحاصل تحاول جاهدة وبجل منسوبيها تحوير القضية إلى منحى آخر يختص بمسألة نكران حدوث عملية «رمي المواد الصلبة» على حكم المباراة مع أن عملية النفي غير منطقية لاستحالة تطبيق ذلك على أرض الواقع فعدم رؤية الحدث لايعني عدم وقوعه أما الاستشهاد بعدم تطرق الإعلام لذلك فهذا قد يكون سلاحاً ذا حدين، ويمثل ذلك القدرة على تغطية الأمور وهي من بركات المباريات الست في يوم واحد والركون إلى مزاجية مخرجي القناة الناقلة كدليل إثبات لعقوبة أو التغطية على خروج عن النص.