[align=center]
-------------------------------------------------
معذرة ......لقد أسأت فهم حديثك..وأخذتة بمعنى آخر..لذلك كان لابد من مراجعتك لأنني حريص على أن تظل علاقتنا متينة راسخة البنيان وقائمة على الصراحة والوضوح.. هذة العبارات هل قلتها لأحد ما لسوء فهم حصل بينكما إما أنها كلمات صعبة عليك ولاعتراف بخطاك صعب؟؟
دعنا نتكلم بصراحة أننا كلنا نعانى من هذةالمشكلة ولكنه تنقسم إلى قسمين:الأول مع انفسناحين نسئ فهم معاني كلمات الناس،والثاني مع الناس حين يسيئون فهم كلماتنا ومواقفنا وأفعالنا.
ومما لاشك فية أنة لا يستطيع الإنسان التخلص من هذا العيب إلا إذا وضع يدية على الأسباب الحقيقية لسوء الفهم وعندها يمكن التخلص من هذا العيب ،ولكن يجب أن تعرف إن الفهم الفردي للعبارات والأفعال والسلوكيات من المشاكل الشخصية التي تعترض الذهن الانسانى وتسبب سوء الفهم وهذا الفهم الفردي يعتمد في المقام الأول على مستوى التفكير للفرد ومدى إدراك للمحسوسات من حولة...وكلما تفشى الجهل الانسانى والجهل بالطبيعة الإنسانية ازداد سوء الفهم انتشارا بين الناس.
ومشكلة سوء الفهم يمكن أن تنتج عن اختلاف معاني الكلمات بين الناس حسب خبراتهم وتجاربهم ومدلول كل كلمة بالنسبة لهم.....كلمة"النار" على سبيل المثال ترتبط عند الطفل بالشئ المؤذى الذي يجب الابتعاد عنة وتجنبة وعند المرآة وسيلة مهمة لطهي الطعام لا غنى عنها....وعند عالم الكيمياء وسيلة ضرورية لإتمام بعض التجارب ...ودعني أخبرك أننا جميعا نشهد تقدما في العلاقات الإنسانية وهذا التقدم سيودى إلى إزالة الفروق في المفاهيم شيئا فشيئا...وعليك أن تكون واضحا في معاني كلماتك ومدلولها وأن تختار الكلمات التي لا تحتمل أكثر من معنى.. وأن تكون تصرفاتك وسلوكياتك واضحة ولا تحتمل أكثر من تفسير.وكن آخى واثق أنة من العسير انسجام العالم بالطبيعة الإنسانية مع الجاهل بها في جو من الفهم المتبادل لان كلا منهما في واد ..فالجاهل بالطبيعة الإنسانية سلبي قليل لمرونة والحركة، ولا ينتظر منه أن يستطيع الوصول إلى العالم بالطبيعة الإنسانية في واديه.... ولن يحدث التفاهم المطلوب وإزالة سوء الفهم إذن إلا من جانب العالم بالطبيعة الإنسانية الذي يمتلك المرونة الكافية كي يخرج من وادية ويهبط إلى وادي الجاهل بالطبيعة الإنسانية ،وهذا يتمكن من أن يحقق جزءا من التفاهم والقضاء على سوء التفاهم الذي يؤدى إلى اصطدام الناس بعضهم ببعض ويمنع التوافق والانسجام.
أما إذا أبديت يا أخي بعض الاشمئزاز من سوء فهم الناس بك واستنكفت عن الهبوط لمستواهم لإيضاح الصورة الحقيقية فستظل أنت وهم على خلاف يجعل الأعصاب دائمة التوتر والنفوس غير مستقرة على الإطلاق.
وكن صريح مع نفسك كيف يمكن أن يحدث التفاهم بين المرن والجامد إن لم يحصل من الجانب المرن؟ أي إذا وجدت الناس يسيئون فهمك فكيف ستمنعهم من ذلك إلا بإيضاح الصورة والبحث في الأسباب التي أدت بهم إلى ذلك وتجنبها تماما.
هناك مشكلة تؤدى إلى سوء الفهم المتبادل وهى عدم ثبوت وسيلة التفاهم التي تمكن الواحد منا أن يوضح معاني كلماتة، فمثلا إذا تكلمت مع الناس وجها لوجة فعليك اختيار النغم المناسب لمعنى الكلمة والكلمة الواضحة الصادقة الدافئة وتدعمها بالنظرة الدافئة والإيماءات والحركات والإشارات المساعدة وما إلى ذلك، أما إذا تكلمت في الهاتف فلن تملك إلا صوتك للتعبير عن معاني كلماتك، وإذا استخدمت الرسائل المكتوبة فلابد أن تعبر كلماتك بوضوح عما تريدة تماما دون أن يسئ أحد تفسير معاني كلماتك!!
ومن أطرف ما قالة أحد أساتذة التحليل النفسي عن تأثير الكلمة هو أن نغم الجمل وقسمات الوجه وحركة اليدين قد تغير معاني الكلمات... وقد تقول لإنسان إني أحبك ولكن طريقتك وأنت تقول أوحت إلية بأنك تلقى على مسامعه تهديدا بالقتل !وكم منا أراد أن يعبر عن وجهة نظر أو رأى أو يفصح عنه ولكن وسائل التعبير خانته ولم يصل إلى شئ مما أراد..
وتأكد أخي أن من الممكن أن تكون مشكلة سوء الفهم سهلة حين يكون سبب سوء الفهم هو"الظن" ولكن يصبح شئ آخر عندما يلتفت السامع إلى حركات الإعراب وقواعد النحو بدلا من الانتباه إلى ما يضم الكلام من فكر!! وتأكد أن العلاج بيدك أنت وإصلاح عيب سوء الفهم ،فمسئوليتك أنت تجاه نفسك بألا تسئ فهم الآخرين ،وأن تأخذ الأمور على المأخذ الحسن باستمرار فالمتهم برئ حتى تثبت إدانته ،فما بالك حين تسئ الفهم وتصدر أحكامك دون أن تسأل المتهم عن دفاعه..بل قدلايعلم ذلك المتهم حتى جرائمة التي قمت بإعدادها له ولا تترك فرصة للآخرين كي يسيئوا الفهم بك.....كن واضحا....اعرف أسباب سوء الفهم وأعمل على عدم تكرارها مستقبلا.
وأخيرا همسة منى لك... كن مستمعا جيدا تفهم ما يدور حولك فلا تتسرع في الأحكام بل استمع أولا وثم أطلق أحكامك...
[/align]