من منا لا يعرف الشيخ والدعية سلمان بن فهد العودة ( أبو معاذ ) الذي جمع بين الفقه والفكر .
لكن الذي لايعرفه كثير من الناس عن الشيخ أنه شاعر من الدرجة الأولى ، لكنه لا يقول الشعر إلا نادرا وفي حالات خاصة ، ومنها هذه القصيدة التي نحن بصددها
امتحن الشيخ كغيره من المسلمين بشيء من الفتن فكان منها ما تسبب في اعتقاله بضع سنين ، وخلال تواجده بالسجن ابتلاه الله بموت ابنه البكر ، فلم يسمح له بحضور جنازته
فحزن لذلك أشد الحزن وقال في ذلك قصيدة يرثي بها ابنه هي من أروع قصائد الرثاء المعاصرة :
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/2.gif" border="double,5,darkblue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وداعا حبيبي لا التقاء إلى الحشر = وإن كان في قلبي عليك مثل لظى الجمر
صبرت لأني لم أجد لي مخلصا = إليك وما من حيلة لي سوى الصبر
تراءاك عيني في السرير موشحا = على وجهك المكدوم أوسمة الطهر
براءة عينيك استثارت مشاعري = وفاضت بأنهار من الدمع في شعري
وكفاك حينما تعــبثان بلحيتي = وحينا على كتفي وحينا على صدري
أرى فمك الحلو المعطر في فمي = كما اعتدت هذا الحب من أول البر
تحاصرني ذكراك يا ساكن القبر = وتجتاح أعماقي وإن كنت في الأسر
أراك جميلا رافـلا في جزيرة = بمعشبة فيحاء طيبة النشر
وتفرحني أطيافك الخضر إن بدت = مضمخة شكرا لأطيافك الخضر
وألعابك اشتاقــت إليك وهالها = غيابك عنها ميتا وهي لا تدري
يتامى يكسرن القلوب هوامــد = ولما يصل أسماعها فاجع السر
حبيبي في شعبان ألفيت زائرا = طروبا إلى لقياي مبتسم الثغر
فعدت بحجري والسرور يلفني = وشنفت سمعي تاليا سورة العصر
أراك تعزيني بها وتلومني على = جزع تخشاه من جانب الدهر
تمنيت لو تغني الأماني نظرة = إلى جسد ذاو يغرغر بالسدر
تمنيت حتى وقفة عند نعشه = ترد إلى نفسي الذي ضاع من صبري
تمنيت ما نالت ألوف توجهت = إلى ربها صلت عليك مع العصر
تمنيت كفا من تراب أحثها = على قبرك الميمون طيب من القبر
أبا طارق جل المصاب لفقدكم = ثمانية زهر كما الأنجم الزهر
كأنكم اخترتم زمان رحيلكم = بعيد صلاة الليل والصوم والذكر
غسلتم بصافي الدمع صافي قلوبكم = يشعشع فيها النور كالكوكب الدر[/poem]
رحم الله ابن الشيخ وأسكنه فسيح جناته .
وحفظ الله السيخ سلمان ووفقه لدمة دينه