|
الساحه الدينية تهتم بجميع الامور الدينيه من فتاوى واذكار واحاديث |
|
أدوات الموضوع |
10 / 03 / 2016, 26 : 03 AM | #1 | ||
المستشارة والقآئمه بشؤون العنصر النسآئي
|
ثبات أبي بكر أمام فتنة الأولاد
ثبات أبي بكر أمام فتنة الأولاد المرء قد يقبل أن يضحي تضحيات كثيرة... إذا كان الأمر يخصه هو شخصيًا.. لكن إذا ارتبط الأمر بأولاده، فإنه قد يتردد كثيرًا.. فغالبًا ما يحب الرجل أولاده أكثر من نفسه.. كما أن ضعف الأولاد، ورقتهم، واعتمادهم على الأبوين.. يعطي مسوغات قد يظنها الرجل شرعية للتخلف عن الجهاد بالنفس والمال.. واقرأ قول الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) روى الترمذي.. أن رجلًا سأل ابن عباس رضي الله عنهما عن هذه الآية .. قال: هؤلاء رجال أسلموا من أهل مكة.. وأرادوا أن يأتوا النبي صلى الله عليه وسلم.. فأبى أزواجهم، وأولادهم أن يدعوهم أن يأتوا النبي صلى الله عليه وسلم.. فلما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك.. رأوا الناس قد فقهوا في الدين، هموا أن يعاقبوهم (أي يعاقبوا أولادهم).. فأنزل الله هذه الآية ..... والآية التالية مباشرة لهذه الآية في سورة التغابن تقول.. (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) هكذا بهذا التصريح، التقرير الواضح: إنما أموالكم وأولادكم فتنة.. فأين أبو بكر الصديق من هذه الآيات؟ القضية كانت في منتهى الوضوح في نظر الصديق.. وأوراقه كانت مرتبة تمامًا.. فالدعوة إلى الله، والجهاد في سبيله، ونصرة رسول الله (صلى الله عليه وسلم).. مقدمة على كل شيء.. والصديق مع رقة قلبه، وعاطفته الجياشة، ومع تمام رأفته مع أولاده.. كان لا يقدم أحدًا منهم.. مهما تغيرت الظروف على دعوته، وجهاده، وما فتن بهم لحظة... وأعلن الدعوة مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في مكة.. ودافع عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم).. حتى كاد أن يقتل... ولم يفكر أنه إذا مات سوف يخلف وراءه صغارًا ضعافًا.. محتاجين في وسط الكفار المتربصين.. كان يجاهد، ويعلم أنه إذا أراد الحماية للذرية الضعيفة ..أن يتقي الله عز وجل.. وأن ينطلق بكلمة الدعوة، وكلمة الحق أيًا كانت العوائق.. (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا) ولما هاجر الصديق مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم).. كان يبكي من الفرح... لأنه سيصحبه (صلى الله عليه وسلم).. في طريق مليء بالمخاطر.. مخلفًا وراءه ذرية في غاية الضعف.. ويعلم أن قريشًا ستهجم على بيته لا محالة.. وقد حدث.. وضرب أبو جهل لعنه الله أسماء بنت الصديق فسال الدم منها.. فما رأى الصديق كل ذلك.. كل ما رآه هو نصرة الرسول (صلى الله عليه وسلم).. ليس هذا فقط .. كنه حمل معه كل أمواله.. خمسة آلاف درهم حملها جميعًا لرسول الله (صلى الله عليه وسلم).. وماذا ترك لأهله؟ ترك لهم الله ورسوله.. يقين عجيب، وثبات يقرب من ثبات الأنبياء.. أبو قحافة والد الصديق كان طاعنًا في السن وقت الهجرة... وكان قد ذهب بصره.. دخل على أولاد الصديق.. وهو على وَجَل من أن الصديق قد أخذ كل ماله، وترك أولاده هكذا.. لكن الابنة الواعية الواثقة المطمئنة بنت الصديق أسماء .. وضعت يد الشيخ على كيس مملوء بالأحجار توهمه أنه مال.. فسكن الشيخ لذلك..! الشيخ الكبير لن يفهم هذه التضحيات.. ولن يفهمها أحد إلا من كان على يقين يقارب يقين الصديق... والصديق يوظف أولاده في عملية خطيرة.. عملية التمويه على الهجرة.. عملية قد تودي بحياتهم في وقت اشتاط الغضب بقريش، حتى أذهب عقلها.. عبد الله بن الصديق كان يتحسس الأخبار في مكة نهارًا.. ثم يذهب ليلًا إلى غار ثور يخبر الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأباه بما يحدث في مكة.. ويظل حارسًا على باب الغار حتى النهار.. ثم يعود أدراجه إلى مكة..! السيدة أسماء كانت حاملًا في الشهور الأخيرة من حملها.. ومع ذلك، فكان عليها أن تحمل الطعام إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبي بكر في غار ثور .. سالكة طريقًا وعرًا.. وصاعدة جبلًا صعبًا.. وذلك حتى إذا رآها أحد لا يتخيل أن المرآة الحامل تحمل زادًا إلى الرسول وصاحبه.. مهمة خطيرة، وحياتها في خطر.. لكن ما أهون الحياة إن كان الله هو المطلب، وإن كانت الجنة هي السلعة المشتراة... ومر بنا كيف تبرع أبو بكر بكل ماله في تبوك... وما ترك شيئًا لأولاده .. فلما سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ماذا أبقى لأهله؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله...! ثم ها هو الصديق يقدم فلذة كبده عبد الله بن أبي بكر .. ها هو يقدمه شهيدًا في سبيل الله.. علمه حب الجهاد، وحب الموت في سبيل الله.. فأصيب في الطائف بسهم، ولم يمت في ساعتها، بل بقى أيامًا وشهورًا.. ويقال: إنه خرج بعد ذلك إلى اليمامة في حروب المرتدين، واستشهد هناك.. الثابت أنه استشهد في خلافة الصديق .. وكأن الله أراد أن ينوع عليه الابتلاءات حتى يُنقى تمامًا من أي خطيئة.. بل إنه قال كلمة عجيبة لما رأى قاتل ابنه عبد الله وكان قد أسلم بعد أن قتله.. قال: الحمد لله الذي أكرمه بيديك (يعني أكرمه الشهادة) ولم يُهْلِكّ بيده (أي الموت كافرًا) فإنه أوسع لكما. سعيد لأن ابنه قد مات شهيدًا في سبيل الله.. وأيضًا لأن هذا الرجل لم يقتل على يد عبد الله، فكانت أمامه فرصة للإسلام، أي رجل هذا؟! لكن إن كان لنا أن نفهم كل هذه التضحيات.. فإن له موقفًا مع ولد من أولاده يتجاوز كل حدود التضحيات المعروفة.. والمألوفة لدى عامة البشر.. الصديق في غزوة بدر يكون في فريق، فريق المؤمنين.. وابنه البكر عبد الرحمن بن أبي بكر في الفريق الآخر، فريق المشركين.. ولم يكن قد أسلم بعد.. وإذا بالصديق يبحث عن فلذة كبده، وثمرة فؤاده ... ليقتله.....! نعم ليقتله ! وقف كفر الابن حاجزًا بين الحب الفطري له.. وبين حب الله عز وجل.. فقدم الصديق حب الله دون تردد، ولا تفكير.. وضوح الرؤية.. نعم وضوح الرؤية إلى هذه الدرجة.. لكن بفضل الله لم يوفق الصديق في أن يجد ابنه.. لأن الله مَنّ عليه بعد ذلك بالإسلام.. أسلم يوم الحديبية.. ولما أسلم قال لأبيه: لقد أهدفت لي يوم بدر، فملت عنك، ولم أقتلك. أي رأيتك هدفًا سهلًا في بدر.. وكان عبد الرحمن بن أبي بكر من أمهر الرماة في فريق المشركين.. فقال أبو بكر في ثبات وثقة: ولكنك لو أهدفت إليّ، لم أمل عنك. !! وسبحان الله.. وكأن الله أراد أن يشبه أبا بكر بإبراهيم عليه الصلاة والسلام أكثر وأكثر.. فقد ضرب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إبراهيم مثلًا للصديق بعد تخيير الحكم في أسارى بدر.. أراد الله أن يشبه أبا بكر بالخليل إبراهيم .... الذي ابتلي البلاء المبين بذبح ابنه.. فيبتلي الصديق كذلك بالبحث عن ابنه ليذبحه بيده، أيّ مثل رائع ضربه الصديق لهذه الأمة؟! كيف تغلّب على هذا المعوق الخطير الذي كثيرًا ما خلف أناسًا عن السير في طريق الدعوة.. وعن السير في طريق الجهاد؟ (شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا) لكن هذا لم يأت من فراغ، بل هو نتيجة لاتباع رسول الله (صلى الله عليه وسلم).. والسبق إلى الخيرات، والشعور بأهمية الدعوة، واستحقار أمر الدنيا.. وتعظيم الآخرة، كان كل ذلك وراء هذا اللون العجيب من الثبات. فتنة ضياع النفس وثباته أمامها النفس غالية.. وإن ذهبت النفس فلا عودة لها إلى يوم القيامة.. لكن الصديق واضح الرؤية.. وثاقب النظر.. له قواعد ثابتة تحكم حياته.. من هذه القواعد.. (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ) ومنها .. (لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) ومنها.. (إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ) ومنها .. (وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ المَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) ومنها.. (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الغُرُورِ) وإذا نظرت إلى هذه القواعد مجتمعة .. أدركت جانبًا لا بأس به من حياة الصديق..
|
||
10 / 03 / 2016, 02 : 08 AM | #2 | ||
تميراوي عريق
|
رد: ثبات أبي بكر أمام فتنة الأولاد
جزاك الله خير والله يوفقك يارب
|
||
10 / 03 / 2016, 37 : 08 AM | #3 |
تميراوي عريق
|
رد: ثبات أبي بكر أمام فتنة الأولاد
جزاك الله خير وبارك الله فيك
|
10 / 03 / 2016, 46 : 12 PM | #4 | ||
مشرف
|
رد: ثبات أبي بكر أمام فتنة الأولاد
جزاك الله خير وبارك الله فيك
|
||
12 / 03 / 2016, 07 : 11 PM | #5 | ||
المستشارة والقآئمه بشؤون العنصر النسآئي
|
رد: ثبات أبي بكر أمام فتنة الأولاد
وإياكم يارب
|
||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|