نصح بتأجيل الغسيل والكي والاستغناء عن تشغيل تكييف بعض الغرف
"المسند": هبوب نسيم البر نهاراً وراء ارتفاع درجة حرارة جدة لـ49م
عبدالحكيم شار- سبق- الرياض: أرجع الأستاذ المشارك بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم، والمشرف على "جوال كون" المتخصص بالطقس والفلك، "الدكتور عبدالله المسند"؛ "هبوب نسيم البر على مدينة جدة؛ إلى ارتفاع درجة الحرارة فيها إلى 49م"، مشيراً إلى أن من نعمة الله أن الحرارة العالية في جدة اليوم لم تجتمع برطوبة عالية، وإلا لكان الإحساس بدرجة الحرارة لا يُطاق البتة.
كما دعا "المسند" في ظل موجة الحر لتقليل استهلاك الطاقة الكهربائية لضمان استمرارية تشغيل التيار الكهربائي وعدم انقطاعه؛ حتى لا تنقطع الكهرباء بشكل جزئي أو كلي.
وحول ارتفاع درجة الحرارة بجدة اليوم؛ أوضح أن: "الرياح الشرقية الصحراوية الجافة وشديدة الحرارة اندفعت وبقوة نحو مكة وجدة وينبع ورابغ وما حولها، كدست كتلاً من الهواء الجاف، والحار لدرجة أن درجة الرطوبة في أجواء مدينة جدة الساحلية بلغت فقط "4%"! وذلك عند منتصف النهار، مضيفاً: "بعبارة أخرى: الرياض، والقصيم شديدتا الجفاف أصبحتا أكثر رطوبة من جدة الساحلية بـ"8%" و"12%" عند منتصف النهار على التوالي".
وشرح الدكتور "المسند" في مقالته التي أرسلها لـ"سبق"؛ ظروف ارتفاع درجة الحرارة تلك بقوله: "عند الساعة الثامنة صباح اليوم الخميس سجلت درجة الحرارة في جدة 36م، واتجاه الرياح شمالية غربية، بسرعة قاربت 10كم في الساعة، بعدها تغير اتجاه الرياح إلى شمالية شرقية "صحراوية وجافة وحارة"، وبسرعة 26كم في الساعة، وذلك عند الساعة التاسعة صباحاً؛ فقفزت درجة الحرارة بشكل كبير لتبلغ 44م، بزيادة 8 درجات في غضون 60 دقيقة فقط.
وذكر أن: "هذه الإيقاعات السريعة، والتغيرات الكبيرة في درجة الحرارة؛ قليلة التكرار في فصل الصيف".
وأضاف: "ثم واصلت درجة الحرارة "في الظل" ارتفاعها حتى بلغت 49م عند منتصف النهار؛ حيث استمرت لأقل من ثلاث ساعات، عندها تغيرت وجهة هبوب الرياح من شمالية شرقية إلى غربية، فانهارت درجة الحرارة 6 درجات مئوية دفعة واحدة خلال 60 دقيقة فقط، ولتسجل 43م وتعود الأجواء، والأهواء لوضعها الطبيعي".
ولفت "المسند" إلى أن "نظام الرياح يختلف بين النهار والليل في المناطق الساحلية؛ فعلى سبيل المثال المدن الساحلية تحظى بآلية نسيم البحر "الرياح الهابة من البحر" والتي تُخفض من درجة حرارة السواحل نهاراً؛ لكون البحر أبرد من اليابس في النهار، في حين نسيم البر "الرياح الهابة من البر" تُلطف الأجواء ليلاً على المدن الساحلية؛ لكون البحر أعلى درجة حرارة من البر، وذلك في فترة الليل فقط".
ونوه بأن: "هذا النظام الذي فطره الله- سبحانه وتعالى- في الأجواء الساحلية قد يتغير أحياناً لعوامل جوية كثيرة، فيهب نسيم البر في النهار على المدن الساحلية صيفاً فترتفع درجة الحرارة؛ كما حصل في جدة اليوم الخميس، ومن نعمة الله أن الحرارة العالية في جدة اليوم لم تجتمع برطوبة عالية وإلا لكان الإحساس بدرجة الحرارة لا يُطاق البتة".
وبين "المسند" أن جدة قد سجلت قبل خمس سنوات أقصى درجة حرارة، والتي وصلت 52م، مشيراً إلى أنه: "وفقاً للسجلات المناخية التاريخية لـ38 سنة ماضية سجلت مدينة جدة أشد موجة حر في تاريخها المسجل؛ إذ ناهزت درجة حرارة الهواء ظهراً وفي الظل نصف درجة الغليان 51.8م و 52م و 50.4م، وذلك في يوم 21 و 22 و 24 يونيو 2010م على التوالي".
وحث الدكتور "المسند" المواطنين الاقتصاد في استهلاك الطاقة الكهربائية؛ حتى لا تنقطع الكهرباء بشكل جزئي أو كلي، وقال: "في ظل موجة شديدة الحرارة تمر فيها المنطقة؛ الأمل معقود في تفهم المواطنين والمقيمين في الحد من استهلاك الطاقة الكهربائية في المنازل على وجه التحديد، وذلك عبر الاستغناء عن تشغيل تكييف بعض الغرف- بشكل مؤقت- وتأجيل الغسيل والكي، واستخدام الطاقة الكهربائية المفرط حتى قُبيل منتصف الليل ما أمكن؛ حتى لا تنقطع الكهرباء بشكل جزئي أو كلي، والله تعالى يقول: "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ".
وأردف: "كما آمل من شركة الكهرباء التعاون مع الإعلام المرئي السعودي الحكومي، والخاص على الأقل خلال الموجات الحارة، وذلك عبر فكرة نقل مؤشر استهلاك الطاقة الرقمي وعرضه عبر شاشة التلفزيون تحذيراً وتنبيهاً".