محمد الدحيمي ... الشعر بكل مافيه ... روحه ... نبضه ... قلقه ... حرفنته ... حبكته ... جزالته ... فرادته ... كبرياؤه ... فنه الذي لا يعرف حدوداً ... أليس هذا هو الشاعر الذي حاورته الجنيّة في أحد قصائده ... ليس غريباً أن يعجز الإنس إذاً عندما يكتب قصيدته ويحاور بها ذائقتهم ووجدانهم وعقولهم ... ليس غريباً أن يليق به كل هذا الضوء وهذا البهاء وهذه النجومية الطاغية ...
[poem=font="Simplified Arabic,5,teal,bold,normal" bkcolor="burlywood" bkimage="" border="solid,4,teal" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ثلاثيني تعدّت والهقاوي خانها التعبير=أنوّخ هقوتي تاره... وأشد ركابها تاره
أنوّخها وأشد ركابها... وبعير بأثر بعير=وأشوف الوقت يطحنّي رحاه بجاير أقداره
وأبوي يقول... قدّر كل شي بهالزمن تقدير=ترى من هدّ داره... قل عند الناس مقداره
يابوك الحرّ حرٍ... والعصيفير اسمه عصيفير=وأنا خابرك حرٍ تفهم المقصود بإشاره
ترى طير الرخم يابوك ما هو من حرار الطير=ولو يعجبك في حومه... وجنحانه... ومنقاره
ولو جاك من اعاصير الزمان المرّ ( شبه اعصير )=ترفّع خلّ عنك هروج أبو نواس وأخباره
نسيت أيام كنا... لا ظمينا نشرب من البير=سقى ذاك القليب اللي تصافق ماه بحجاره
حفرناه بيدينا كلبونا... عودنا وصغير=زمان كان فيه الجار...يفدي بولده جاره
ليا اشتد الهجير نقول هين تاليته عصير=رجالٍ ماجزعنا من عجاج الوقت وغباره
وعزّ نفوسنا كنّه يقول... اللي يصير يصير=على العزّه مفاطيم... وعلى الأقدار صبّاره
تكون بفمك تمره والنصيب يسوقها للغير=كذا طبع الزمان أقشر... كذا الأيام دواره
زمانٍ عقّب النشمي على المركى بنافخ كير=وتشوف اللي يبيعون الدجاج اليوم صقّاره
وأنا رجلٍ لمح برقٍ... فهلّل وأكثر التكبير=وصلى عالرسول أحمد... نبي الله ومختاره
جهره النوض وأستبشر يباسه بالمطر والخير=بذاك الصيف... واثر أكثر بروق الصيف غداره
لقى ثروة شبابه بيد حظٍ بعشق التبذير=رمى بأحلى سنينه للهموم وكثرة أسفاره
غرس نخل الصفاري بأرض ناسٍ يزرعون شعير=وفي جني الرطب عيّوا عليه يجنّي ثماره
وأنا مانيب من يسكت على ضيم الغبينه مير=أشوف أن الحصاني هالزمان تناطح نماره
يقولون العرب خلّ التعجّل واحسن التفكير=وأنا راسي لعب فيه الزمان وشتت أفكاره
ولو هدتّك يا قلبي سنين الهم والتعزير=تحمّل ... لا تكدّر ... سد مآرب هدته ... فاره
بسيطة يا ذنوبي لو تخونك شرهة التفكير=عسى ضيم السنين اللي مضت بالعمر كفّاره
ثلاثيني تعدّت ... حلم ... ما حصّلت له تفسير=أنوّخ هقوتي تاره... وأشد ركابها تاره[/poem]