[align=center]
الأسباب التي توجت الملك عبدالله نجم العام 2007
سيف الصانع من دبي: في السعودية، حيث خلق الإنفتاح الثقافي والإعلامي، تيارات ثقافية تتحاور، وربما تتصارع، وتختلف وتتفق، يجد المراقب الذي يرصد هذه التغيرات عن قرب أن ثمة اتفاقًا بين هذه التيارات، على اختلاف توجهاتها ومشاربها الفكرية، على أن الملك عبدالله هو القائد السياسي الذي يتفقون عليه على الرغم من اختلافاتهم، وتعدد توجهاتهم، وربما تباينها.
ويختلف المراقبون في السبب والدافع الذي جعل الملك عبدالله يحظى لدى السعوديين بكل هذه الشعبية الجارفة. بعضهم يُعيد السبب إلى الكاريزما التي يتمتع بها كشخصية قيادية آسرة، في بلد تؤدي فيه الكاريزما دورًا رئيسًا وفاعلاً في تشكيل المكانة الشعبية، وعَمّق هذا الشعور تواضعه وتبسطه في تعاملاته المباشرة مع مواطنيه، إضافة إلى عمله الدؤوب، ونشاطه اللافت، وقيامه بخطوات إصلاح إستراتيجية في الداخل السعودي، حيث يرى هؤلاء أن الداخل السعودي هو الذي يحدد موقف السعوديين من زعمائهم.
بينما يرى آخرون أن هذه المكانة تعود إلى أنه زاوج في جهوده بين الشأن الداخلي والخارجي معًا. ففي الداخل اتخذ قرارات إستراتيجية مهمة، مثل إصدار نظام هيئة البيعة، وإصدار نظام القضاء الجديد، وإنشاء المدن الاقتصادية العملاقة في أكثر من منطقة من مناطق المملكة، وبالذات مناطق المملكة التي كانت تشكو من التهميش في خطط التنمية السابقة، والتي يتم العمل فيها الآن على قدم وساق .
(من الشرق الى الغرب... جولات لا تهدأ)...
على المستوى الخارجي، قام بخطوات كبيرة وفعالة لتنشيط الدور الخارجي للسعودية وإحيائه. زياراته الآسيوية لكل من الصين والهند والباكستان وماليزيا لم تكن مجرد زيارات مجاملة، بقدر ما تمخّـض عنها علاقات اقتصادية رسختها اتفاقيات بينية في أكثر من مجال. وبعد الشرق كان الغرب مقصده، فكانت رحلته إلى بريطانيا ثم إيطاليا، وألمانيا ونهاية بتركيا عززت من الروابط الاقتصادية والسياسية، وكرست الحضور السعودي هناك كدولة ذات تأثير ليس في المنطقة فحسب، وإنما في العالم. ولعل زيارة الملك عبدالله حاضرة الفاتيكان، بما يمثله من بعد إسلامي بلقبه الرسمي (خادم الحرمين الشريفين)، ولقاؤه البابا كان له أطيب الأثر في ترطيب الأجواء المتوترة بين الثقافتين الإسلامية والمسيحية، كما كرست هذه الزيارة في الوقت ذاته أجواء الحوار بين الثقافات، وساهمت مساهمة فعالة في إعطاء الغرب صورة مختلفة عن الصورة النمطية السلبية التي تشكلت في أذهان قطاعات كبيرة من الغربيين بعد أحداث 11/9 الدامية، وما تلاها من أحداث مماثلة في بعض المدن والعواصم في العالم، بشكل ساعد في تضييق الهوة بين الثقافتين الإسلامية والغربية، وأظهر ما يُسمى بـ (التطرف الإسلامي) في مظهر معزول، تضيق عزلته يوماً بعد يوم.
(الرياض محجة دبلوماسية )...
وخلال السنتين التي أمضاهما منذ استلامه مقاليد الحكم في البلاد، حفلت المملكة بكثير من النشاطات على مستوى الزوار الدبلوماسيين إلى العاصمة السعودية التي بدت وكأنها خلية نحل، تستقبل هذا الزعيم لتودع آخر، ويتقاطر عليها الزعماء من كل أنحاء العالم، طلباً لتعميق علاقاتهم مع المملكة . وخلال هذه السنتين أيضًا أسهمت السعودية بشكل واضح في حلحلة كثير من قضايا المنطقة الشائكة، مثل الجهود التي بذلتها الدبلوماسية السعودية للتوفيق بين الفصيلين الفلسطينيين فتح وحماس، ورغم أن هذه الجهود لم تحقق ما كان يصبو إليه الملك عبدالله، إلا أنها برأت مسؤولية السعوديين مما يحدث هناك. أحد الكتاب السعوديين علق على ذلك بالقول: لقد بذلنا ما كان يجب علينا بذله، والآن لا أحد يستطيع أن يتهم السعودية أنها توانت في دعم القضية العربية الأولى، ولكن لا يمكن أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم.
لذلك، فإن ترشيح محطة (السي إن إن) الأميركية الملك عبدالله كأهم شخصية في المنطقة عام 2007 لم يفاجأ السعوديين، فقد كان متوقعًا، نظرًا للجهود التي بذلها سواء على المستوى الداخلي أم على المستوى الإقليمي، وكذلك الخارجي، والتي جعلت كل الترشيحات تتجه إليه دون أي منافسة تذكر.
(خالد الملك: العاهل السعودي صوت عربي اصيل)...
يقول الأستاذ خالد الملك رئيس تحرير جريدة الجزيرة عن العاهل السعودي : "إنه رجل الحكمة والمشورة، والملك الذي ينظر نحو المستقبل بتفاؤل كبير، حيث يتواجد في مواقع الأحداث، ويساعد حيثما تكون هناك فرصة لديه يمنحها في سبيل خدمة العالم دون أن يمنّ بذلك أو يتباهى به، لأن ذلك بنظره وقناعاته ومبادئه شرف لا يدعيه، ومسؤولية يشعر باعتزاز إذ يحققها، وهي مصدر سعادته، حيث تتناغم مع سياسة بلاده ورغبة شعبه، إنه صوت سعودي وعربي ومسلم مخلص وأصيل، فهو يوجد دائمًا كما يتمنى شعبه وأمته، وحيثما تتطلب منه الأحداث ذلك.. ومَن غير عبدالله بن عبدالعزيز يفعل ذلك، دلوني".
(عثمان العمير: عبد الله بن عبد العزيز بحر من العواصف والمفاجآت)...
يعلق عثمان العمير، ناشر "إيلاف"، ورئيس تحريرها، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة ماروك سوار المغربيه، على تجربة الملك عبد الله بن عبد العزيز، في الحكم خلال السنتين المنصرمتين قائلا:"قال الكاتب والمفكر البريطاني جون لوك الذي عاش حياة حافلة."لقد ولدت في بحر من العواصف".
وهذا ما يصح على الملك عبد الله الذي ولد وترعرع، وعاش في بحر من العواصف بل أن له شبيها، عاش في عصر الفيلسوف الانجليزي الذائع الصيت، وهو الملك وليم الثالث أو ويلم اوف اولرنج، الذى تمكن من تغيير جوهر بريطانيا عبر تشريعات وقوانيين شجاعه، كانت بالنسبة إلى هذا البلد العريق بمثابة طوق النجاة التي نقلته من عصر الدوران حول العاصفة الى تسييرها يمينًا وشمالاً.
عبد الله بن عبد العزيز: بحر من العواصف والمفاجآت.
فاجأنا في تعامله مع إيران، إذ أعاد للخليج المبادرة وجعل إيران تشعر أن خليجًا قويًا يعني أن إيران لن تكون ضعيفة. وفاجأنا بالذهاب إلى الفاتيكان ليبدأ علاقة مع اكبر دين في العالم نتمنى أن تتوج بعلاقات دبلوماسية.
أما مفاجأته في الداخل كما هو بالخارج فكثيرة لعل أهمها أن السعودي لا يخاف وان إعلامه صار أقوى منذ قبل وان أداءه في مختلف الأصعدة متفوق على نفسه.
(مادلين أولبرايت: ملك يفرض وجوده)....
وفي مذكرات وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت التي كانت بعنوان "السيدة الوزيرة" تصف لقاءها المؤثر بالملك عبدالله حيث تقول: "إنه كان ذا هيئة تفرض وجودها على نحو مؤثر بثيابه البيضاء"، وإنه كان معها لبقًا ومهذبًا. وتقول أولبرايت في حديث عن الملك عبدالله مشيرة لثقله السياسي الكبير في الساحة العربية والدولية، "قدر لكلماته الطيبة عني لقادة عرب أن تسهل عليَّ طريقي".
(افشين مولافي: ملك الشعب وصديق الفقراء)...
ويقول الكاتب والباحث الأميركي، أفشين مولافي، عن الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأنه (ملك الشعب) و(صديق الفقراء)، وبأنه يعمل على توفير الكرامة الاقتصادية لأبناء بلاده ورفعة شأن المملكة على الصعيد العالمي. وقال مولافي الذي يعمل لدى مركز أبحاث "مؤسسة أميركا الجديدة" عن الملك عبدالله أنه قائد إصلاحي، يعمل من داخل النظام لإصلاحه، ويمد يده للفئات المحرومة والمهمشة في البلاد، ويحاول إشراك جميع السعوديين في حملة تنمية للمملكة على كل الصعد.
(عبد الله بخيت : االوطن ..الدين ..الملك )...
وعن الانفتاح الثقافي والإعلامي الذين كانا أحد العناوين الرئيسة في عهد الملك عبدالله يقول الكاتب الصحافي عبدالله بن بخيت : "نحن الآن نعيش زمن البداية التي ضغط زنادها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فانطلقت رصاصة الوعي تثقب الجمود والظلام اللذين خيّما على عقولنا أزمنة طويلة. فارتفع من يستحق أن يرتفع وحط من عليائه من تسلق الوهم مرتفعًا. فالمملكة أصبحت الآن ملكًا لكل أهلها بتوجهاتهم وأفكارهم وأطيافهم كلها تحت مظلة الثوابت الثلاث التي لا نحيد عنها: الوطن الدين الملك، ولن تسمح المملكة التي يقودها عبدالله بن عبدالعزيز بعد اليوم أن يأتي من يختطف أيًا من هذه الثوابت ويضع نفسه مفسرًا وحارسًا ومالكًا لها" .
(عادل الطريفي: ملك السلام )...
ويقول الكاتب الصحافي في جريدة الرياض عادل الطريفي: "لو قيمنا الجهود الدبلوماسية لإحياء السلام وتحقيق الاستقرار عالميًا، لوجدنا أن الملك عبدالله يكاد يكون الشخصية الوحيدة التي تمكنت خلال هذا العام من استضافة أربع مفاوضات سلام شملت كلاً من العراق، وفلسطين، والسودان، وتشاد، ولبنان، وإيران. كل هذه المفاوضات التي حظيت باهتمام إقليمي ودولي كبيرين كانت بمبادرة شخصية منه، بل إن أهم مبادرة سلام دولية تم إحياؤها خلال هذا العام كانت "المبادرة العربية للسلام" .
(محمد آل الشيخ: ملك للجميع وأخ للجميع وأب للجميع)...
محمد آل الشيخ الكاتب في جريدة الجزيرة يقول عن سر الشعبية الجارفة التي يتمتع بها في الداخل السعودي إنه: (يقف بين أبناء شعبه دائمًا في الوسط، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، ومع ذلك فكل فئة تعتقد أنه معها. هو مَـلك للجميع، وأخ للجميع، وأبٌ للجميع). ويواصل: (عدله، تواضعه، عفويته، عفاف يده، إنسانيته، ذلك الصدق الذي يُشع من عينيه، والصرامة التي تجدها تكتنف تعابيره عندما يتحدث عن قضايا الوطن، وهموم الوطن، ومستقبل الوطن، جعله يحظى بمكانة في القلوب يندر أن يحظى بها زعيم في هذا الزمن الذي تعقدت قضاياه، وتشعبت مطالب إنسانه، فاختلط حابلها بنابلها، وصحيحها بسقيمها، وأصيلها مع هجينها".
(مشاري الذايدي: ملك يقهر التحديات)...
ويقول مشاري الذايدي الكاتب في الشرق الأوسط: "لكل عهد في السعودية، كما في أي بلد ومجتمع في العالم، ظروفه وتحدياته الخاصة، ففي عهد الملك العظيم عبد العزيز كان تحدي التوحيد والتأسيس، وفي عهد الملك سعود كان تحدي الاستمرار وبناء المؤسسات، وفي عهد الملك فيصل كان تحدي المواجهة مع أخطار الخارج وتدعيم المؤسسات، وفي عهد الملك خالد كان تحدي الطفرة، وفي عهد الملك فهد الحافل كان تحدي التنمية الكبير وبناء البنية التحتية، وتحدي الحفاظ على الكيان في حرب الخليج، وفي عهد الملك عبد الله الحالي، تحدي الإصلاح والتطوير وقيادة الوعي الجديد في عصر العولمة والاقتصادات العابرة والإنترنت والإرهاب والحرب والسلام".
ولن يجد المراقب صعوبة تذكر في اكتشاف أن مكانة الملك عبدالله لا تقف عند حدود السعودية فحسب، وإنما تتجاوزها إلى المنطقة العربية قاطبة. فحضور المملكة في عهده في المشهد العالمي أصبح حقيقة ماثلة للعيان. وجهوده الدبلوماسية جعلت منه محط أنظار كل من يتجهون إلى المنطقة، سواء بحثًا عن الاقتصاد، أو السياسة.
أسأل الله العلي القدير بمنه وكرمه أن يحفظه ذخراً للأسلام والمسلمين ويمد في عمره
..........[/align]