مشاعر "جورج بوش" المرهفة !
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمه الله
اخواني واخواتي بمنتداني الغالي حياكم الله
لقد قرات هذه المقاله للكاتب المتميز جمال سلطان فاردت ان انقلها لكم وذلك لتنظروا الي التناقض في هذه الدنيا
واليكم المقاله كما نشرت بدون اي تغير بها
أبدى الرئيس الأمريكي جورج بوش ألمه الشديد للحكم بالسجن والجلد على من
أسماها "فتاة القطيف" في المملكة العربية السعودية
بعد أن تعرضت للاغتصاب من مجموعة من المراهقين ضبطوها
وهي في وضع مخل مع شاب في إحدى السيارات ، في بلدة "القطيف" شرق المملكة ،
وقد تم ضبط المجموعة والحكم عليهم بالجلد والسجن المشدد أيضا
، وذلك بعد اعتراف السيدة بأنها على علاقة مع الشاب الذي تم ضبطها معه
رغم أنها متزوجة ،
لكن المحكمة رأت أن الاعتراف لم يرق للاعتراف بالزنا الكامل ، فاكتفت بجلدها تعزيرا
، الإعلام الغربي ومعه بعض الكتاب والمحامين السعوديين المتأمركين المدعومين ـ مع الأسف ـ
من شخصيات نافذة ، وقنوات فضائية عربية معبرة عن المصالح الأمريكية في المنطقة ،
الجميع تبنوا قضية هذه السيدة والتي حرصوا جميعا على وصفها بالفتاة ،
رغم أنها سيدة متزوجة !!،
والحكاية كلها سخيفة ، لكن ما شد انتباهي هو ذلك التصريح الذي صدر عن
الرئيس الأمريكي نفسه تعاطفا مع المرأة السعودية التي أدانها القضاء ،
وهو نفاق سياسي زائد عن الحد ،
ويصل إلى حد النكتة ،
بوش قال أنه تخيل أن تكون إحدى بناته ـ له بنتان ـ في وضع هذه الفتاة ،
وهذا ما جعله يشعر بالألم وتمنى أن يتم إنقاذ الفتاة ،
ولا أدري هل تخيل ابنته في السجن أم في الوضع المخل مع أحد الشباب خيانة لحرمة الزواج ،
لكني مندهش من هذه الروح الإنسانية الشفافة التي حلت على قلب بوش فجأة ،
وهذه الطيبة ورقة المشاعر التي جعلته ينسى مذابح جيشه في كل مكان ضد
النساء والأطفال ،
ثم يتذكر مشكلة امرأة جلدت لأنها ضبطت في وضع مخل مع أحد الشباب ،
إن ذاكرة العالم لم تنس بعد دماء المواطنة الأمريكية رتشيل كوري ،
التي سحقتها الجرافات الإسرائيلية في قطاع غزة قبل حوالي ثلاث سنوات عندما
كانت تتظاهر تضامنا مع نساء فلسطين اللاتي قررت سلطات الاحتلال هدم منازلهن
وتشريدهن وأطفالهن في الشارع ،
الجرافة الإسرائيلية اتجهت بكل برود أعصاب إلى الفتاة الأمريكية لتدوس على لحمها وعظمها وتسحق جسدها تحت جنازيرها ،
ويومها ضج العالم من وحشية الجريمة ،
إلا أن الرئيس بوش ابتلع لسانه ،
ولم يرق قلبه أبدا لهذه الفتاة البريئة ،
رغم أنها فوق ذلك مواطنته ومسؤوليته المباشرة ،
هل تخيلت يا سيد بوش يومها إحدى ابنتيك وهي تحت جنازير الجرافة الإسرائيلية ،
هل كنت ستتمتع بصوت عظامها وهو يطرقع بين حديد الجنازير ،
هل كنت ستنسى مشاهد اللحم الآدمي وهو يتمزق إربا بين الحديد ،
فقط تذكرت أيها الرقيق المشاعر المرأة السعودية التي جلدوها بعد اعترافها بالعلاقة
مع شاب خارج إطار الزواج ،
هل رقت مشاعرك المرهفة يوما لمئات النساء الأفغانيات اللاتي تحول لحمهن إلى مسحوق آدمي بفعل قنابل النصف طن التي قذفت بها المساجد والمنازل وحتى الخيام ،
هل رقت مشاعرك النبيلة لمشاهد مئات الأكياس البيضاء التي تحمل جثثا بشرية لنساء وأطفال ورجال عراقيين ، وهو المشهد الذي أصبح برنامجا يوميا تقريبا في الفضائيات بفضل جحافل الحضارة الأمريكية التي دمرت البلد العريق ،
إن رجالك وجيوشك وقنابلك تنشر الخراب والدمار كل يوم بل كل ساعة في جنبات الأرض جميعا ، ولا ترحم كبيرا ولا صغيرا ولا طفلا ولا امرأة ، حتى حظيت الولايات المتحدة في عهدك الميمون بمستوى من الكراهية في العالم كله لم يسبق له مثيل ،
يا رقيق المشاعر ، يا مرهف الأحاسيس ، لم يعد بوسعك أن تسوق هذه النكات في بلادنا بالذات ، ولو كان في الأرض عدل اليوم ، لكان مقامك هناك ، برفقة هتلر وموسوليني ومجرمي الخمير الحمر