اَلْحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى جَمِيعِ الْاَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ وَمِسْكِ خِتَامِهِمْ رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِاِحْسَانٍ اِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَبَعْد؟ فَاِنَّ رِسَالَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتْ بِامْتِحَانَاتٍ وَابْتِلَاءَاتٍ بَيَّنَتْ وَاَظْهَرَتْ مَنْ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَنِفَاقٌ وَمَنْ فِي قُلُوبِهِمْ اِيمَانٌ رَاسِخٌ؟ وَبَيَّنَتْ وَاَظْهَرَتْ اَيْضاً مَنْ كَانَ يُعَادِي الْاِسْلَامَ وَيُعْلِنُ عَلَيْهِ الْحَرْبَ الْفِكْرِيَّةَ وَالْحَرْبَ السِّلَاحِيَّةَ؟ وَنَحْنُ بِحَاجَةٍ اِلَى اَنْ نَقِفَ عِنْدَ كُلِّ نُقْطَةٍ مِنْ هَذِهِ الْاَحْدَاثِ الَّتِي حَدَثَتْ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِنَاْخُذَ مِنْهَا الْعِبْرَةَ وَالْعِظَةَ؟ وَاَكْثَرُ الْمُسْلِمِينَ مَعَ الْاَسَفِ يَجْهَلُونَ اَحْدَاثَ الرِّسَالَةِ وَالسِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ وَمِنْهَا لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَان؟ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ لَايَفْهَمُ مَعْنَاهَا؟ وَحَتَّى بَائِعُ الْحَلْوَى فَاِنَّهُ يَتَّصِلُ بِي وَيَسْاَلُنِي مَتَى لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَان مِنْ اَجْلِ اَنْ يَصْنَعَ الْحَلْوَى وَلَابَاْسَ بِذَلِك؟ ثُمَّ يَتَّصِلُ بِي اِنْسَانٌ آخَرُ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَصُومَ نَهَارَهَا وَيَقُومَ لَيْلَهَا وَلَايَفْقَهُ غَيْرَ ذَلِكَ مِنْ هَذِهِ اللَّيْلَة؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّ اَفْضَلِيَّةَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ لَمْ يَرِدْ فِيهَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ بَلَغَ دَرَجَةَ الصِّحَّةِ فِي اَفْضَلِيَّةِ هَذِهِ اللَّيْلَة؟ وَيَقُولُ الْمُحَقّقُون كُلُّ مَاوَرَدَ فِي اَفْضَلِيَّةِ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَان اَقْوَاهُ ضَعِيف؟ بِمَعْنَى اَنَّ اَقْوَى حَدِيثٍ وَرَدَ فِي اَفْضَلِيَّتِهَا هُوَ حَدِيثٌ ضَعِيف؟ نَاهِيكَ عَنِ الْاَحَادِيثَ الْمَوْضُوعَةِ وَالْمَكْذُوبَةِ اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فِي اَفْضَلِيَّةِ هَذِهِ اللَّيْلَة وَهَذَا مَاعَلَيْهِ الْمُحَقّقُونَ كَذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ لِقِيَامِ لَيْلِهَا وَصِيَامِ نَهَارِهَا؟ وَنَحْنُ لَانَنْهَى عَنْ ذَلِكَ وَلَانَاْمُرُ بِهِ اَيْضاً؟ لِاَنَّ بَعْضَ الْعُلَمَاءِ يَقْبَلُونَ سَرَيَانَ مَفْعُولِ الْاَحَادِيثِ الضَّعِيفَةِ فِي فَضَائِلِ الْاَعْمَالِ الْمَنْدُوبَةِ وَالْمُسْتَحَبَّةِ فَقَطْ وَمِنْهَا صِيَامُ النَّافِلَةِ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَقِيامِ النَّافِلَةِ فِيهَا اَيْضاً وَلَهُمْ اَدِلَّةٌ قَوِيَّةٌ عَلَى ذَلِكَ لَامَجَالَ لِذِكْرِهَا الْآن؟ وَلَوْ كَانَ صِيَامُهَا اَوْ قِيَامُ لَيْلِهَا سُنَّةً مُؤَكَّدَةً لَنَبَّهْنَا اِلَى هَذَا؟ وَلِذَلِكَ نَحْنُ نَتَعَامَلُ مَعَ صِيَامِ هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَقِيَامِهَا كَمَا نَتَعَامَلُ مَعَ السُّنَّةِ غَيْرِ الْمُؤَكَّدَةِ وَالَّتِي نُصَلّيهَا اَرْبَعَ رَكَعَاتٍ قَبْلَ فَرْضِ صَلَاةِ الْعَصْرِ الرُّبَاعِيَّةِ اَيْضاً وَرَكْعَتَيْنِ غَيْرَ مُؤَكَّدَتَيْنِ قَبْلَ فَرْضِ الْعِشَاءِ الرُّبَاعِيِّ اَيْضاً وَاِنْ كَانَتْ سُنِّيَّةُ هَذِهِ الرَّكَعَاتِ اَقْوَى مِنْ سُنِّيَّةِ الصِّيَامِ اَوِ الْقِيَامِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَان وَنَهَارِهَا؟ نَعَمْ اَخِي هَذِهِ نَاحِيَة؟ وَاَمَّا مِنَ النَّاحِيَةِ الْاُخْرَى فَاِنَّ الْبَعْضِ الْآخَرَ مِنَ النَّاسِ يُغَالِي وَيَقُول مَنْ يَتَحَدَّثُ عَنْ هَذِهِ الذّكْرَى وَمَا حَدَثَ فِيهَا مِنْ تَحْوِيلِ الْقِبْلَةِ كَمَا سَيَاْتِي فَهُوَ اِنْسَانٌ مُبْتَدِعٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَالضَّلَالَةُ وَصَاحِبُهَا فِي النَّار؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ يَجْعَلُ مَنْ يَتَحَدَّثُ عَنْ هَذِهِ اللَّيْلَةِ فِي مُنَاسَبَتِهَا اَوْ مَوْعِدِهَا مُبْتَدِعاً وَاَنَّهُ مِنْ اَهْلِ الضَّلَالَةِ وَاَهْلُ الضَّلَالَةِ يَكُونُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي النَّار؟ فَاِذَا احْتَدَّ النّقَاشُ حَوْلَ هَذِهِ اللَّيْلَة فَرُبَّمَا وَصَفُوا الَّذِينَ يَحْتَفِلُونَ اَوْ يَذْكُرُونَ هَذِهِ اللَّيَالِي بِالْكُفْرِ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ تَعَالَى؟ وَاَقُولُ لِهَؤُلَاء هَذَا هُوَ التَّطَرُّفُ فِي الدِّينِ وَفِي الْفِكْرِ بِعَيْنِه وَنَحْنُ دَائِماً دِينُنَا دِينُ الْوَسَطِيَّةِ كَمَا سَنَعْلَمُ الْآنَ اِنْ شَاءَ الله؟ وَاَقُولُ لِهَؤُلَاءِ اَيْضاً اِنَّ الْبِدْعَةَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ هِيَ اَنْ نَخْتَرِعَ لَهَا صَلَاةً مُعَيَّنَةً وَهَذَا مَا حَدَثَ فِعْلاً فِي تَارِيخِنَا الْاِسْلَامِيّ اَنَّ بَعْضَ الْمُتَعَبِّدِينَ اخْتَرَعَ لَهَا صَلَاةً خَاصَّةً وَانْتَحَلَ لَهَا دُعَاءً خَاصّاً وَابْتَدَعَ اَيْضاً مِنْ اَجْلِهَا قِرَاءَةَ سُورَةِ يَاسِين ثَلاثَ مَرَّاتٍ مَرَّةً عَلَى نِيَّةِ الرِّزْقِ وَمَرَّةً عَلَى نِيَّةِ الصِّحَّةِ وَمَرَّةً عَلَى نِيَّةِ طُولِ الْعُمْر اِلَى آخِرِ مَاهُنَالِك؟ نَعَمْ نَحْنُ لَانُنْكِرُ اَنَّ هَذِهِ بِدْعَة وَحَتَّى الدُّعَاءَ الَّذِي انْتَحَلُوهُ فَاِنَّ فِيهِ مِنَ الْاَخْطَاءِ وَالْاَغْلَاطِ مَافِيه؟ وَمَادُمْنَا نَحْنُ دِينُ الْوَسَطِيَّةِ فَلَا مَانِعَ اَنْ نُبَيِّنَ حَقِيقَةَ الْحَدَثِ وَاَنْ نَرْبِطَ كَلَامَنَا بِهَذَا الْحَدَثِ لِيَكُونَ مَخْلُوطاً مَقْبُولاً عِنْدَ النَّاس؟ فَمَثَلاً لَوْ اَنَّنَا فِي شَهْرِ رَجَبَ اَوْ شَعْبَانَ تَكَلَّمْنَا عَنْ غَزْوَةِ بَدْرٍ فَمَاذَا سَيَقُولُ النَّاس؟ طَبْعاً سَيَقُولُونَ لِي لِمَاذَا تَخْلِطِينَ بَيْنَ غَزْوَةِ بَدْرٍ وَشَهْرِ رَجَبَ اَوْ شَعْبَانَ خَلْطاً غَيْرَ مَقْبُول؟ لِمَاذَا لَاتَخْلِطِينَهَا اَوْ تَرْبِطِينَهَا بِوَقْتِهَا الْاَصْلِيِّ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ خَلْطاً اَوْ رَبْطاً مَقْبُولاً؟ مِثَال آخَر؟ لَوْ تَحَدَّثْنَا مَثَلاً فِي رَجَبَ عَنْ غَزْوَةِ تَبُوك فَاِنَّهَا سَتَلْقَى قَبُولاً وَرَوَاجاً فِكْرِيّاً اِيمَانِيّاً جِهَادِيّاً حَسَناً عِنْدَ النَّاس ِلِاَنَّهَا حَدَثَتْ فِعْلاً فِي شَهْرِ رَجَب؟ وَاَمَّا اَنْ تَاْتِيَ اَخِي بِغَزْوَةِ بَدْرٍ وَتَتَكَلَّمَ عَلَيْهَا ِفي رَجَب اَوْ فِي جُمَادَى الْاُولَى اَوِ الْآخِرَة؟ لِاَنَّ رَبْطَ الْكَلَامِ بِالْحَدَثِ فِي ذِكْرَى وُقُوعِهِ فِيهِ تَاْثِيرٌ اَكْبَرُ عَلَى النَّفْسِ الْبَشَرِيَّة؟ فَحِينَمَا نَتَكَلَّمُ لَيْلَةَ النِّصْفِ عَنْهَا فَهَذَا لَايُعْتَبَرُ بِدْعَة وَاِنَّمَا نَرْبِطُ الْحَدِيثَ بِالْحَدَثِ فِي ذِكْرَى وُقُوعِهِ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ الَّتِي جَاءَ الْاَمْرُ الْاِلَهِيُّ فِيهَا بِتَحْوِيلِ الْقِبْلَة فَيَكُونُ الْحَدَثُ بِذَلِكَ الرَّبْطِ اَشَدَّ قَبُولاً عِنْدَ النَّاس؟ وَاَمَّا قَوْلُ بَعْضِ اَدْعِيَاءِ الْعِلْمِ اَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَحْتَفِلُونَ بِهَذِه ِاللَّيْلَةِ فِي الصَّدْرِ الْاَوَّلِ مِنَ الْاِسَلَام؟ فَاِنَّنَا نَقُولُ لَهُمْ نَعَمْ وَلَكِنَّنَا لَمْ نَسْمَعْ عَنْ وُجُودِ نَهْيٍ شَرْعِيٍّ عَنْ رَبْطِ الْحَدَثِ بِالْكَلَامِ وَالْكَلَامِ بِالْحَدَثِ فِي الذّكْرَى السَّنَوِيَّةِ الْهِجْرِيَّةِ لِوُقُوعِه؟ وَمَاالَّذِي يَمْنَعُنَا اَصْلاً مِنْ اَنْ نَنْتَهِزَ الْفُرَصَ الْمُنَاسِبَةَ مِنْ اَجْلِ اَنْ نَجْذِبَ النَّاسَ اِلَى هَذَا الدِّين؟ هَلْ يُوجَدُ عِنْدَكُمْ مَانِعٌ شَرْعِيٌّ يَمْنَعُنَا مِنْ ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى مَثَلاً{وَمَنْ اَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللهِ اَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا؟ اُولَئِكَ مَاكَانَ لَهُمْ اَنْ يَدْخُلُوهَا اِلَّا خَائِفِين؟ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيم} قَالُوا؟ وَلَكِنْ لَايَجُوزُ تَخْصِيصُ هَذِهِ اللَّيْلَةِ بِصِيَامٍ اَوْ قِيَام؟ وَنَقُولُ لَهُمْ؟ وَمَنْ قَالَ لَكُمْ اَنَّ هَذِه ِاللَّيْلَةَ لَيْسَتْ مِنَ الْاَيَّامِ الْبِيضِ الَّتِي نَدَبَ رَسُولُ اللهِ اِلَى صِيَامِهَا فِي كُلِّ شَهْرٍ قَمَرِيّ؟ وَقَدْ وَرَدَ عَنْ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام اَنَّ اَكْثَرَ شَهْرٍ كَانَ يَصُومُهُ نَفْلاً هُوَ شَهْرُ شَعْبَان وَفِيهِ تُرْفَعُ الْاَعْمَالُ اِلَى الله وَاُحِبُّ اَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَاَنَا صَائِم؟ قَالُوا؟ اِذَا صَامَ الْمُتَطَوِّعُ الْاَيَّامَ الْبِيضَ بِتَمَامِهَا فَاِنَّهُ لَايَكُونُ مُخَصِّصاً لِصِيَامِ هَذِهِ اللَّيْلَة؟ وَنَقُولُ لَهُمْ كَلَامُكُمْ صَحِيح وَلَكِنَّ صِيَامَهُ صَحِيحٌ حَتَّى وَلَوْ كَانَ بِتخْصِيصِ هَذِهِ اللَّيْلَة بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِمَا مَعْنَاه[اَلْمُتْطَوِّعُ اَمِيرُ نَفْسِهِ فَاِنْ شَاءَ صَامَ وَاِنْ شَاءَ اَفْطَر( فَمَاذَا تَقُولُونَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الصَّحِيح؟ وَمَاذَا تَقُولُونَ اَيْضاً فِي الْمَرْاَةِ الَّتِي خَصَّصَتْ هَذِهِ اللَّيْلَةَ مُبْتَدِئَةً بِصِيَامِ نَهَارِهَا بَعْدَ انْقِطَاعِ دَمِ حَيْضِهَا قَبْلَ اَذَانِ فَجْرِهَا ثُمَّ بَدَا لَهَا اَنْ تُوَاصِلَ بِصِيَامِ الْيَوْمِ الْاَخِيرِ الْاَبْيَضَ السَّادِسِ عَشَرَ فَمَنَعَهَا زَوْجُهَا؟ اَلَا يَحِقُّ لِلزَّوْجِ اَنْ يَمْنَعَ زَوْجَتَهُ مِنْ صِيَامِ النَّافِلَةِ مِنْ اَجْلِ اِلْزَامِهَا بِطَاعَتِه؟ وَاَنْتُمْ تَعْلَمُونَ جَيِّداً اَنَّ طَاعَةَ الزَّوْجِ فِيمَا يُرْضِي اللهَ هِيَ فَرْض؟ وَالْفَرْضُ اَقْوَى مِنَ النَّافِلَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَالْاَدْهَى مِنْ ذَلِكَ وَالْاَمَرّ؟ اَنَّكَ تَجِدُ بَعْضَ الْمُتَطَرِّفِينَ دِينِيّاً وَفِكْرِيّاً يُقِيمُونَ الدُّنْيَا وَلَايُقْعِدُونَهَا مِنْ اَجْلِ مَنْعِ الرِّثَاءِ عَلَى الْمَقَابِر؟ وَيَاوَيْلَهُ وَيَاسَوَادَ لَيْلِهِ وَلَنْ يَتَخَلَّصَ مِنْ اَلْسِنَتِهِمُ الْقَذِرَةِ اَبَداً عَالِمٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ يَرْثِي لِحَالِ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الْمَقَابِرِ ثُمَّ يَدْعُو لِلْمَيِّتِ بِمَا تَيَسَّرَ مِنَ الدُّعَاء؟ وَاَقُولُ لِهَؤُلَاء؟ هَلْ هِيَ بِدْعَة؟ اَوْ خِدْعَة؟ تَخْدَعُونَ النَّاسَ بِهَا؟ وَلَاتُرِيدُونَ اَنْ تَعْتَرِفُوا بِغَبَائِكُمْ وَجَهْلِكُمْ اَمَامَ النَّاسِ اَبَداً؟ فَنَحْنُ حِينَمَا نَحُثُّ النَّاسَ عَلَى تَقْوَى اللهِ وَالنَّارِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ عَلَى الْمَقَابِر؟ اَلَايَتَّفِقُ ذَلِكَ مَعَ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلُام[كُنْتُ قَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْمَقَابِرِ؟ اَلَا فَزُورُوهَا؟ فَاِنَّهَا تُذَكِّرُكُمْ بِالْآخِرَة(مَاذَا تَقُولُونَ فِي رِثَاءِ الْمَقَابِرِ الَّذِي فَعَلَهُ رَسُولُ اللهِ حِينَمَا تُوِفّيَ وَلَدُهُ اِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَام وَكُسِفَتِ الشَّمْسُ حَتَّى رَبَطَ النَّاسُ كُسُوفَهَا بِمَوْتِ وَلَدِهِ؟ فَوَقَفَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ يَرْثِي وَلَدَهُ اِبْرَاهِيمَ بِدَمْعِ الْعَيْنِ وَحُزْنِ الْقَلْبِ وَالتَّسْلِيمِ بِقَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ وَاَخْبَرَهُمْ اَنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ لَايَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ اَحَدٍ وَلَالِحَيَاتِهِ فَاِذَا رَاَيْتُمْ ذَلِكَ الْكُسُوفَ اَوِ الْخُسُوفَ فَصَلُّوا وَادْعُوا اللهَ حَتَّى يَنْجَلِي{وَلِذَلِكَ اَقُولُ لِهَؤُلَاءِ كَمْ نَحْنُ وَاَنْتُمْ بِحَاجَةٍ اِلَى الِانْفِتَاحِ الْفِكْرِيِّ عَلَى رُوحِ التَّشْرِيعِ وَجَوْهَرِهِ وَلَكِنْ ضِمْنَ الْاِطَارِ التَّشْرِيعِيِّ الْاِسْلَامِيِّ وَدُونَ مُخَالَفَةٍ لِمَضْمُونِه؟نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام؟ وَجُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ مِنْ اَهْلِ السُّنَّةِ رَحِمَهُمُ الله عَلَى اَنَّ هَذِهِ اللَّيْلَةَ حَدَثَ فِيهَا تَحْوِيلُ الْقِبْلَةِ مِنَ الْمَسْجِدِ الْاَقْصَى اِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَا رَوَى الْبُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَال قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَنَحْنُ نَتَّجِهُ فِي صَلَاتِنَا اِلَى الْمَسْجِدِ الْاَقْصَى مَابَيْنَ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْراً اِلَى سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْراً؟ بِمَعْنَى اَكْثَرَ مِنْ 16 شَهْر وَاَقَلَّ مِنْ 17 شَهْر؟ وَدَائِماً فَاِنَّ الْعَرَبَ يَجْبُرُونَ الْكَسْرَ؟ ثُمَّ نَزَلَتِ الْآيَةُ الَّتِي تَاْمُرُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اَنْ يَتَحَوَّلَ فِي وِجْهَتِهِ مِنَ الْمَسِجِدِ الْاَقْصَى اِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بَعْدَ اَنْ اَخْبَرَ اللهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اَنَّ هَذَا الْاَمْرَ سَيُحْدِثُ ضَجَّةً بَيْنَ النَّاسِ؟ وَاَنَّ الْاَعْدَاءَ سَيَنْتَهِزُونَ الْفُرْصَةَ مِنْ اَجْلِ التَّشْوِيشِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ؟ وَاَنَّ هَذَا التَّشْوِيشَ قَدْ يُؤَثّرُ فِي قُلُوبِ بَعْضِ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَنَزَلَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى{سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَاوَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا (وَالسُّفَهَاءُ جَمْعٌ مُفْرَدُهُ سَفِيه؟ وَالسَّفِيهُ هُوَ الَّذِي عِنْدَهُ طَيْشٌ فِي التَّصَرُّف؟ فَهَلْ هَؤُلَاءِ كَانَتْ عُقُولُهُمْ سَفِيهَة؟ بِالطَّبْعِ لَا؟ بَلْ اِنَّ عُقُولَهُمْ كَانَتْ كَبِيرَة وَكَانَتْ وَاعِيَة لِمَا يُقَالُ لَهَا؟ وَلَكِنَّ الْحِقْدَ وَالتَّطَرُّفَ اَحْيَاناً يَجْعَلَانِ الْاِنْسَانَ يَعْمَى عَنِ الْحَقِيقَةِ فَيَضَعَانِ الْغَشَاوَةَ عَلَى قَلْبِهِ وَعَيْنَيْهِ؟ لِاَنَّ الْحِقْدَ هُوَ الَّذِي يَتَمَلَّكُ قَلْبَهُ غَالِباً فَيَدْخُلُ اِلَى قَلْبِهِ فَيَجْعَلُهُ لَايَحْكُمُ عَلَى الْاَشْيَاءِ بِمَنْطِقِ الْعَدْلِ وَالْعَقْلِ وَاِنَّمَا بِمَنْطِقِ الْهَوَى وَالرَّغَبَاتِ الشَّخْصِيَّةِ الْخَاصَّة؟ وَلِذَلِكَ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى لِرَسُولِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ( وَهُمُ الْيَهُودُ وَالْمُنَافِقُونَ وَالْمُشْرِكُونَ{مَاوَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِم(مَاالَّذِي جَعَلَهُمْ يَتَحَوَّلُونَ عَنْ قِبْلَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ اِلَى قِبْلَةِ بَيْتِ اللهِ الْحَرَام(نَعَمْ اَخِي؟ وَقَبْلَ اَنْ يَتَكَلَّمَ هَؤُلَاءِ بِهَذَا الْكَلَامِ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ؟ وَقَدْ كَانَ بِاِمْكَانِهِمْ بَعْدَ نُزُولِهَا اَنْ يُدَلّسُوا عَلَى اِيمَانِ النَّاسِ بِكُفْرِهِمْ بِكُلِّ سُهُولَة؟ لِاَنَّهُمْ كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ اَلَّا يَسْاَلُوا رَسُولَ اللهِ وَلَايُحْدِثُوا أيَّ شَوْشَرَةٍ اَوْ ضَجَّةٍ ثمَّ يَقُولُوا لِلنَّاسِ بَعْدَ اَنْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة اُنْظُرُوا اِلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ يُخْبِرُكُمْ عَنْ شَيْءٍ اَنَّهُ سَيَحْدُثُ وَلَمْ يَحْدُثْ وَلَكِنْ خَابَ فَاْلُهُمْ وَظَنُّهُمْ وَكَيْدُهُمْ رَغْماً عَنْهُمْ؟ لِاَنَّ اللهَ عَلِمَ اَنَّهُمْ سَيَقُولُونَ ذَلِكَ؟ وَعِلْمُ اللهِ لَايَتَغَيَّرُ وَاِلَّا كَانَ جَهْلاً؟ وَحَاشَ لِلهِ لِاَنَّهُ لَايُمْكِنُ لِقُوَّةٍ مَهْمَا كَانَتْ خَارِقَةً اَوْ جَبَّارَةً اَنْ تَتَحَكَّمَ فِيهِ اَوْ تَتَحَكَّمَ بِاِرَادَتِه؟ وَلِذَلِكَ جَاؤُوا بِاَنْفُسِهِمْ رَغْماً عَنْهُمْ فَقَالُوا{مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمْ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا(وَهُنَا بَدَاَتْ حَمْلَةُ التَّشْوِيشِ الْيَهُودِيَّةِ الْمُنَافِقَةِ الْمُشْرِكَةِ مَعاً عَلَى الْقُرْآنِ وَعَلَى رَسُولِ الْقُرْآنِ وَعَلَى الْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ عَامَّةً بِقَوْلِهِمْ{مَاوَلَّاهُمْ(فَكَانَ الْيَهُودُ يَقُولُونَ مَابَالُ مُحَمَّدٍ يَتَّجِهُ اِلَى قِبْلَتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَيُخَالِفُ دِينَنَا؟ فَلَمَّا اتَّجَهَ رَسُولُ اللهِ اِلَى بَيْتِ اللهِ الْحَرَام مَاذَا قَالُوا؟ قَالُوا مُحَمَّدٌ هَذَا لَايَثْبُتُ عَلَى شَيْءٍ اَبَداً؟ فَمَرَّةً يُصَلّي اِلَى قِبْلَتِنَا؟ وَمَرَّةً يُخَالِفُنَا اِلَى قِبْلَةِ اِبْرَاهِيمَ فِي بَيْتِ اللهِ الْحَرَام؟ فَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى اَنَّ مُحَمَّداً يَخْتَرِعُ اَشْيَاءَ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ مَااَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلْطَان؟ وَاَمَّا الْعَرَبُ الْمُشْرِكُونَ وَهُمْ كُفَّارُ قُرَيْشٍ فِي مَكَّة فَقَدْ كَانُوا يَقُولُونَ كَيْفَ يَدَّعِي مُحَمَّدٌ هَذَا اَنَّهُ عَلَى مِلَّةِ اِبْرَاهِيمَ وَهُوَ يُخَالِفُ قِبْلَتَهُ مُتَجَاهِلاً بَيْتَ اللهِ الْحَرَامِ الَّذِي كَانَ اِبْرَاهِيمُ يَتَّجِهُ اِلَيْهِ؟ فَلَمَّا اتَّجَهَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اِلَى بَيْتِ اللهِ الْحَرَام مَاذَا قَالُوا ؟قَالُوا هَذَا دَلِيلٌ عَلَى اَنَّ مُحَمَّداً سَيَعُودُ اِلَى دِينِ قَوْمِهِ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ بِزَعْمِهِمْ سَيُشْرِكُ بِاللهِ وَيَتْرُكُ مَاعَلَيْهِ مِنَ الْاِسْلَامِ؟ فَنَزَلَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى{سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَاوَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا؟ قُلْ لِلهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِب(وَكَانَ اَهْلُ الْكِتَابِ مِنَ الْيَهُودِ يَتَّجِهُونَ فِي صَلَاتِهِمْ اِلَى بَيْتِ الْمَقْدِس؟ وَاَمَّا اَهْلُ الْكِتَابِ مِنَ النَّصَارَى الْمَسِيحِيِّينَ فَكَانُوا يَتَّجِهُونَ اِلَى الشَّرْقِ لِاَنَّهُ مَشْرِقُ الْاَنْوَارِ عِنْدَهُمْ؟ فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ وَاَحْدَثُوا هَذِهِ الْبَلْبَلَةَ؟ رَدَّ عَلَيْهِمْ سُبْحَانَهُ بِقَوْلِهِ{قُلْ لِلهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِب(فَمَا مَعْنَى هَذَا الْكَلَامِ فِي الْآيَةِ الْكَرِيمَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ هُوَ بِمَعْنَى اَنَّ التَّوَجُّهَ اِلَى اَيِّ جِهَةٍ مِنْ هَذِهِ الْجِهَاتِ لَيْسَ مَعْنَاهُ اَنَّ الْمُصَلّي الْمُسْلِمَ يَعْبُدُ هَذِهِ الْجِهَةَ؟ وَاِنَّمَا يَعْبُدُ اللهَ بِطَاعَتِهِ فِي التَّوَجُّهِ اِلَيْهَا وَعَدَمِ مُخَالَفَةِ اَمْرِهِ؟ فَنَحْنُ الْمُسْلِمِينَ لَانَتَّجِهُ اِلَى الْكَعْبَةِ مِنْ اَجْلِ عِبَادَتِهَا؟ وَاِنَّمَا مِنْ اَجْلِ طَاعَةِ اللهِ الْمَعْبُودِ بِحَقٍّ سُبْحَانَهُ وَالَّذِي اَمَرَنَا بِالتَّوَجُّهِ اِلَيْهَا؟ وَكَذَلِكَ نَحْنُ الْمُسْلِمِينَ لَانُعَظّمُ الْكَعْبَةَ مِنْ اَجْلِ عِبَادَتِهَا؟ وَاِنَّمَا نُعَظّمُهَا وَنُعَظّمُ شَعَائِرَ اللهِ وَحُرُمَاتِهِ جَمِيعاً لِاَنَّ اللهَ اَمَرَنَا بِذَلِكَ التَّعْظِيمِ مِنْ اَجْلِ عِبَادَتِهِ هُوَ سُبْحَانَهُ بِذَاتِهِ الْعَلِيَّةِ لَا مِنْ اَجْلِ عِبَادَةِ مَااَمَرَنَا بِتَعْظِيمِه؟ وَنَحْنُ اَيْضاً حِينَمَا نُعَظّمُ مَقَامَ اِبْرَاهِيمَ بِمَا فِيهِ مِنْ مَوْضِعِ قَدَمِ صِدْقِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام لَانُعَظّمُهُ مِنْ اَجْلِ عِبَادَتِهِ؟ وَاِنَّمَا مِنْ اَجْلِ عِبَادَةِ الَّذِي اَمَرَنَا بِالتَّعَبُّدِ عِنْدَ هَذَا الْمَقَامِ سُبْحَانَهُ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ اِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى( نعم اخي؟ وَالْمَلَائِكَةُ عَلَيْهِمُ السَّلَام وَاِبْلِيسُ مَعَهُمْ اَيْضاً لَمْ يَاْمُرْهُمُ اللهُ بِتَعْظِيمِ آدَمَ وَالسُّجُودِ لَهُ مِنْ اَجْلِ عِبَادَتِهِ؟ وَاِنَّمَا مِنْ اَجْلِ عِبَادَةِ الَّذِي اَمَرَهُمْ بِالسُّجُودِ لَهُ؟ مِنْ اَجْلِ تَعْظِيمِ اَمْرِهِ بِطَاعَتِهِمْ لَهُ سُبْحَانَهُ بِالسُّجُودِ لِمَنْ اَمَرَهُمْ بِتَعْظِيمِهِ؟ اِحْتِرَاماً لِآدَمَ الَّذِي خَلَقَهُ بِيَدَيْهِ سُبْحَانَهُ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{قَالَ يَااِبْلِيسُ مَامَنَعَكَ اَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ( نعم اخي؟ فَاِذَا قَالَ اللهُ اتَّجِهُوا اَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ اِلَى الْمَشْرِقِ؟ فَاِنَّنَا نَتَّجِهُ اِلَى الْمَشْرِق؟ وَاِذَا قَالَ سُبْحَانَهُ اتَّجِهُوا اِلَى الْمَغْرِبِ؟ فَعَلَيْنَا اَنْ نُطِيعَ اَمْرَهُ اَيْضاً وَنَتَّجِهَ اِلَى الْمَغْرِب؟ نعم اِتَّجِهُوا اِلَى الْمَسْجِدِ الْاَقْصَى؟ اِتَّجِهُوا اِلَى بَيْتِ اللهِ الْحَرَام؟ سَمْعاً وَطَاعَةً وَلَبَّيْكَ يَارَبّ؟ فَنَحْنُ اِذاً نَعْبُدُ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ؟ وَلَانَعْبُدُ الْاَمْكِنَةَ وَلَا الْجِهَاتِ؟ وَلَا نَعْبُدُ الْاَزْمِنَة{قُلْ لِلهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ اِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم( وَالصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ هُوَ مَنْهَجُ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَكُلُّ مَااَوْحَى اللهُ بِهِ تَعَالَى اِلَى رُسُلِهِ الْكِرَام يُعْتَبَرُ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً؟ وَالصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ هُوَ الَّذِي لَاالْتِوَاءَ فِيهِ وَلَااعْوِجَاجَ وَلَاانْكِسَارَ؟ وَيُوصِلُ اِلَى الْهَدَفِ مِنْ اَقْرَبِ مَسَافَةٍ كَالْخَطّ الْهَنْدَسِيِّ الْمُسْتَقِيمِ تَمَاماً؟ نَعَمْ اَخِي؟ مَنْهَجُ اللهِ تَعَالَى هُوَ وَحْيُهُ بِرِسَالَاتِهِ الَّتِي اَرْسَلَهَا وَبَلَّغَهَا اِلَى الرُّسُل؟ وَلَوْ اَنَّ النَّاسَ اتَّبَعُوهَا؟ لَسَلَكُوا فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ مَسْلَكاً حَسَناً خَيِّراً مُسْتَقِيماً؟ ثُمَّ يَقُولُ سُبْحَانَهُ{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ اُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدَا(نَعَمْ اَخِي {وَكَذَلِكَ(وَكَلِمَةُ كَذَلِكَ فِيهَا تَشْبِيهٌ؟ بِمَعْنَى كَمَاهَدَيْنَاكُمْ اِلَى الْقِبْلَةِ؟ وَكَمَا هَدَيْنَاكُمْ اِلَى الْاِسْلَامِ{كَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ اُمَّةً وَسَطَا(وَوَسَطُ الشَّيْءِ بِمَعْنَى اَنَّ هَذَا الشَّيْءَ يَكُونُ فِي الْوَسَطِ؟ وَمَاعَدَاهُ يَكُونُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ؟ وَلَاتَتَّحَقَّقُ الْوَسَطِيَّةُ اِلَّا اِذَا كَانَ الْعَدَدُ فَرْدِيّاً؟ فَمَثَلاً لَدَيْنَا الْعَدَد7 اَلْفَرْدِيّ؟ وَنُرِيدُ تَوْزِيعَهُ بِالتَّسَاوِي اِلَى جِهَةِ الْيَمِينِ وَاِلَى جِهَةِ الْيَسَار؟ فَمَاذَا نَفْعَل؟ نَاْخُذُ مِنْهُ 3 اَرْقَام وَنَضَعُهَا فِي جِهَةِ الْيَمِين؟ ثُمَّ نَاْخُذُ مِنْهُ 3 اَرْقَام اُخْرَى وَنَضَعُهَا اِلَى جِهَةِ الشِّمَال؟ فَيُصْبِحُ الْمَجْمُوع 6؟ فَلَايَبْقَى مِنَ الْعَدَد سَبْعَة اِلَّا رَقْم 1؟ نَسْتَطِيعُ اَنْ نَضَعَهُ فِي الْوَسَطِ بَيْنَ الْيَمِينِ وَالشِّمَال؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَاَمَّا مَعَ الْعَدَدِ الزَّوْجِي 8 ؟فَهَلْ نَسْتَطِيعُ اَنْ نَتَعَامَلَ مَعَهُ بِالْوَسَطِيَّة؟ وَهَلْ هُنَاكَ مَكَانٌ اَصْلاً لِلْوَسَطِيَّةِ فِي هَذَا الْعَدَدِ الزَّوْجِيّ؟ فَاِذَا اَخَذْنَا مِنْهُ وَبِالتَّسَاوِي 4 اَرْقَام اِلَى جِهَةِ الْيَمِين؟ وَ4 اَرْقَام اِلَى جِهَةِ الشِّمَال؟ فَمَاذَا يَبْقَى لِلْوَسَطِيَّة؟ فَلَا وَسَطِيَّةَ اِذاً فِي الْعَدَدِ الزَّوْجِيّ؟ بِسَبَبِ الْخَلَلِ فِي تَوْزِيعِ اَرْقَامِه؟ لِاَنَّ الْوَسَطِيَّة لَاتَتَّفِقُ مَعَ الْخَلَلِ وَلَوْ بِمِقْدَارِ وَاحِد بِالْمِائَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ اَللهُ تَعَالَى جَعَلَ لَنَا الْوَسَطِيَّةَ فِي كُلِّ شَيْء حَتَّى فِي الْعَقِيدَة؟ فَمَا هِيَ الْوَسَطِيَّةُ فِي الْعَقِيدَة؟ اِنَّهَا اَخِي بِمَعْنَى اَنَّ الْاِسْلَامَ لَيْسَ فِيهِ اِلْحَادٌ؟ وَلَيْسَ فِيهِ تَعَدُّدُ الْآلِهَةِ اَيْضاً؟ وَالْاِلْحَادُ هُوَ عَدَمُ وُجُودِ الْخَالِقِ وَلَااِلَهَ؟ بِمَعْنَى لَايُوجَدُ اِلَهٌ فِي هَذَا الْكَوْنِ بِزَعْمِ الْمُلْحِدِين وَهَذَا هُوَ الْاِلْحَاد؟ وَاَمَّا تَعَدُّدُ الْآلِهَةِ؟ فَهُوَ عِبَادَةُ اِلَهَيْنِ اَوْ ثَلَاثَة اَوْ اَكْثَر؟ وَهُوَ اَيْضاً رَفْضُ عِبَادَةِ الْاِلَهِ الْوَاحِدِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَنْ هَؤُلَاءِ الْمُعَدِّدِينَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ كُفَّارِ النَّصَارَى وَقُرَيْش فِي مَكَّة وَغَيْرُهُمْ{اَجَعَلَ الْآلِهَةَ اِلَهاً وَاحِداً؟ اِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَاب(فَالْوَسَطِيَّةُ هُنَا اخي هِيَ سَهْمٌ مُحْرِقٌ يُطْلِقُهُ الْمُسْلِمُ اِلَى مُنْتَصَفِ الْهَدَفِ؟ لِيُحْرِقَ مَا حَوْلَهُ مِنَ الْاِلْحَادِ؟ وَ مَا حَوْلَهُ اَيْضاً مِنَ الدَّجَلِ وَالزَّنْدَقَةِ فِي تَعَدُّدِ الْآلِهَةِ وَالْاَقَانِيمِ الثَّلَاثَةِ الْمَزْعُومَةِ عِنْدَ الْكُفَّارِ مِنَ النَّصَارَى؟ لِيَبْقَى بَعْدَ ذَلِكَ ثَابِتاً فِي وَسَطِ الْهَدَفِ وَ فِي وَسَطِيَّةٍ تَجْعَلُهُ يَعْتَقِدُ بِالْاُلُوهِيَّةِ؟ وَلَكِنَّهَا اُلُوهِيَّةٌ وَاحِدَة لَا اِلَهَ اِلَّا الله وَ{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ اِلَّا اللهُ لَفَسَدَتَا( وَكَلِمَة فِيهِمَا بِمَعْنَى فِي الْاَرْضِ وَفِي السَّمَاء؟ فَالْوَسَطِيَّةُ الْمَطْلُوبَةُ اَخِي هُنَا فِي الْعَقِيدَةِ وَالْاِيمَانِ لَيْسَتْ فِي اِلْغَاءِ الْاُلُوهِيَّةِ كَمَا يَفْعَلُ الْمُلْحِدُون؟ وَلَيْسَتْ فِي تَعَدُّدِ الْاُلُوهِيَّةِ كَذَلِكَ كَمَا يَفْعَلُ الْمَثَلّثُونَ مِنْ خَنَازِيرِ الصُّلْبَانِ خَوَنَةِ عَقِيدَةِ التوحيد وَحُقُوقِ الْاِنْسَان وَغَيْرُهِمْ؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَالْوَسَطِيَّةُ كَذَلِكَ تَكُونُ فِي الْاَخْذِ بِالْمَادَّةِ وَالرُّوحِ مَعاً فِي آنٍ وَاحِد؟ فَمَثَلاً بَعْضُ النَّاسِ يُوغِلُونَ فِي الْمَادِّيَّات؟ وَيَعْتَقِدُونَ اَنَّ تَوْفِيرَهَا لِلشُّعُوبِ وَالْاُمَمِ يُؤَدِّي بِهَا اِلَى الرَّفَاهِيَّة؟ وَلَكِنَّهُمْ يُهْمِلُونَ النَّاحِيَة الرُّوحِيَّة؟ وَهَذِهِ التَّجْرِبَةُ اَثْبَتَتْ فَشَلَهَا فَشَلاً ذَرِيعاً فِي الْعَالَمِ كُلّه؟ بَلْ تَبَيَّنَ لِلْعَالَمِ كُلِّهِ اَنَّ هَذِهِ الْاَنْظِمَةَ الْمَادِّيَّةَ الْمَحْضَة تُخَالِفُ فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ اللهُ النَّاسَ عَلَيْهَا؟ وَبِذَلِكَ انْهَارَتْ وَزَالَتْ كَمَا حَدَثَ لِلاتِّحَادِ السُّوفْيِيتِي السَّابِق؟ وَاَمَّا الْبَعْضُ الْآخَرُ مِنَ النَّاسِ؟ فَاِنَّهُمْ يُبَالِغُونَ كَثِيراً جِدّاً فِي الرُّوحَانِيَّات؟ بِمَعْنَى اَنَّهُمْ يُهْمِلُونَ الْمَادِّيَّات؟ وَهَذَا خَطَاٌ شَنِيعٌ جِدّاً اَيْضاً؟ لِاَنَّ اَكْثَرَ اَرْكَانِ الْاِسْلَامِ وَشَعَائِرِ اللهِ كَالزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَالصَّوْمِ الَّذِي لَا يُرْفَعُ اِلَى اللهِ اِلَّا بِصَدَقَةِ الْفِطْرِ وَالزَّوَاجِ وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ وَكُلُّهَا قَائِمَةٌ عَلَى الْمَادِّيَّاتِ كَمَا هِيَ اَيْضاً قَائِمَةٌ عَلَى الرُّوحَانِيَّاتِ بِالتَّزَامُنِ وَفِي نَفْسِ الْوَقْت؟ وَنَحْنُ نَقُولُ لِلنَّاسِ جَمِيعاً خُذُوا بِالرُّوحِ؟ وَخُذُوا بِالْمَادَّةِ اَيْضاً؟ لَكِنْ عَلَيْكُمْ اَنْ تَعْتَقِدُوا اَنَّ الْمَادَّةَ مُسَبِّحَةٌ لِلهِ بِيَدِ صَاحِبِهَا الَّتِي تُسَبِّحُ لِلهِ اَيْضاً بِاَصَابِعِهَا مِنْ اَجْلِ الْوُصُولِ اِلَى مَرْضَاتِهِ سُبْحَانَهُ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِنْ مِنْ شَيْءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَاتَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ(فَاَنْتَ اَخِي هُنَا يَجِبُ عَلَيْكَ اَنْ تَمْزِجَ بَيْنَ الْمَادِّيَّةِ وَبَيْنَ الرُّوحَانِيَّةِ؟ بِمَعْنَى اَنَّكَ تَاْخُذُ مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا مَعَ تَمَسُّكِكَ بِقِيَمِ السَّمَاء؟ فَنَحْنُ نَاْكُلُ وَنَشْرَبُ وَنَتَزَوَّجُ وَنَكْسَبُ الْمَالَ اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ؟ وَلَكِنْ عَلَى شَرْط؟ اَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مُرْتَبِطاً بِقِيَمِ السَّمَاء؟ بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ تَعَالَى مَثَلاً اَبَاحَ لَنَا اَنْ نَتَزَوَّجَ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ بِالشَّرْطِ الْمَعْرُوفِ وَهُوَ عَدَمُ وُجُودِ الْخَوْفِ مِنَ اللَّاعَدْلِ بَيْنَ الزَّوْجَات؟ لَكِنَّهُ حَرَّمَ عَلَيْنَا الزِّنَى وَتَوَابِعَهُ مِنَ اللّوَاطِ وَالسِّحَاقِ وَنِكَاحِ الْمَحَارِمِ وَالْبَهَائِمِ وَاَيْدِينَا؟ ثُمَّ اَبَاحَ لَنَا بَلْ حَضَّنَا عَلَى الْعَمَل؟ وَلَكِنْ اَمَرَنَا فِي الْوَقْتِ نَفْسِهِ اَنْ يَكُونَ الْعَمَلُ مَشْرُوعاً؟ فَحِينَمَا تَمْتَزِجُ الْمَادَّةُ الْمُسَبِّحَةُ بِالرُّوحِ الْاِنْسَانِيَّةِ مَعَ الْعَقْلِ الْمُدَبِّرِ الْمُفَكِّرِ اَيْضاً؟ فَهُنَا يَحْدُثُ التَّوَازُنُ عِنْدَ الْاِنْسَان؟ لِاَنَّ الْاِنْسَانَ عِبَارَةٌ عَنْ عَقْلٍ وَمَادَّةٍ وَرُوح؟ وَنَحْنُ مَطْلُوبٌ مِنَّا اَنْ نُغَذّيَ النَّوَاحِيَ الثّلَاثَة؟ وَمِنْهَا الْعَقْلُ الَّذِي نُغَذّيهِ بِالْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَة والثقافة؟ وَنُغَذّي الرُّوحَ اَيْضاً بِالْعِبَادَاتِ وَالْقِيَمِ الرُّوحِيَّةِ وَالْمُثُل ِالْعُلْيَا؟ كَذَلِكَ نُغَذّي مَادَّةَ اَجْسَامِنَا بِمَا نَتَنَاوَلُ مِمَّا اَبَاحَهُ اللهُ تَعَالَى بِالْوَسَطِيَّةِ كَذَلِكَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلّ{كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَاتُسْرِفُوا اِنَّهُ لَايُحِبُّ الْمُسْرِفِين(كَذَلِكَ يَجِبُ عَلَيْكَ اَخِي اَنْ تَهْتَمَّ بِصِحَّتِكَ بِالْوِقَايَةِ ثُمَّ تُعَالِجَ نَفْسَكَ مِنَ الْاَمْرَاضِ اِذَا اضْطُّرِرْتَ؟ فَاِذَا حَدَثَ هَذَا التَّوَازُنُ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ؟ كَانَ الْاِنْسَانُ مُسْتَقِيماً؟ وَتَعَالَ مَعِي الْآنَ اَخِي اِلَى النُّظُمِ الِاقْتِصَادِيَّةِ الْوَضْعِيَّةِ؟ فَاِنَّكَ تَرَى اَنَّ الْاِسْلَامَ اَخَذَ الْوَسَطِيَّةَ فِي نِظَامِهِ الِاقْتِصَادِي؟ فَهُنَاكَ مَثَلاً اَلرَّاسْمَالِيَّة الَّتِي تُبِيحُ لِلْاِنْسَانِ اَنْ يَكْسَبَ الْمَالَ مِنْ أيِّ طَرِيقٍ كَان؟ وَهُنَاكَ النّظَامُ الشُّيُوعِي الَّذِي يُحَرِّمُ الْمُلْكِيَّةَ الْفَرْدِيَّة؟ فَيَاْتِي الْاِسْلَامُ وَسَطاً بَيْنَ هَذَا وَذَاكَ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ اُمَّةً وَسَطاً (فَهُوَ يُبِيحُ الْمُلْكِيَّةَ الْفَرْدِيَّةَ وَلَايُلْغِيهَا؟ لَكِنْ لَايَجْعَلُهَا مُطْلَقَة؟ بَلْ يُقَيِّدُهَا؟ وَاِيَّاكَ اَخِي اَنْ تَقُولَ اَنَّ الْاِسْلَامَ اَخَذَ مِنْ هَذَا اَوْ ذَاكَ لا؟ لِاَنَّ الْاِسْلَامَ هُوَ نِظَامٌ مُسْتَقِلٌّ قَائِمٌ بِذَاتِهِ لَايَتَاَثَّرُ بَرَاْسِمَالِيَّةٍ وَلَاشُيُوعِيَّةٍ وَلَابِاقْتِصَادٍ مُوَجَّهٍ وَلَاغَيْرِ مُوَجَّه؟ وَاِنَّمَا هُوَ نِظَامُ رَبِّ الْعَالَمِين؟ لَكِنَّ ذَلِكَ لَايَمْنَعُ اَنْ يَلْتَقِيَ نِظَامُ الْاِسْلَامِ بِالصُّدْفَةِ الْمُفَاجِئَةِ فِي بَعْضِ الْجُزْئِيَّاتِ مَعَ الرَّاْسِمَالِيَّة اَوِ الشُّيُوعِيَّةِ اَوْ غَيْرِهَا؟ لَكِنْ لَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّهُ يُؤَيِّدُهَا؟ فَهُوَ نِظَامٌ قَائِمٌ بِذَاتِهِ كَمَا ذَكَرْنَا؟ وَهُنَاكَ احْتِمَالٌ كَبِيرٌ جِدّاً اَنَّ الْمُسْتَشْرِقِينَ مِنَ الشُّيُوعِيِّينَ وَالرَّاْسِمَالِيِّينَ هُمْ مَنِ اقْتَبَسُوا عَنِ الْاِسْلَامِ شَيْئاً مِنْ اَنْظِمَتِهِ الِاقْتِصَادِيَّةِ الْعَادِلَةِ وَالَّتِي تَضْمَنُ السَّعَادَةَ لِلْبَشَرِيَّةِ جَمِيعاً ثُمَّ عَدَّلُوا فِيهَا وَجَعَلُوهَا مُوَجَّهَةً حَسَبَ اَهْوَائِهِمْ وَرَغَبَاتِهِمُ الَّتِي تَخْدِمُ الْمَصْلَحَةَ الْاَنَانِيَّةَ الشَّخْصِيَّةَ بِشَعَارَاتٍ بَرَّاقَةٍ لَامِعَةٍ ضَحِكُوا بِهَا عَلَى جَمِيعِ الشُّعُوبِ ثُمَّ اضْطّهَدُوهَا فَاسْتَجَابَتْ لَهُمُ الشُّعُوبُ الْمَغْلُوبَةُ عَلَى اَمْرِهَا وَاقْتَنَعَتْ بِهَا لِاَنَّ فِيهَا شَيْئاً مِنَ الْعَدْلِ الْمُقْتَبَسِ مِنَ الْاِسْلَامِ وَلَكِنَّهُمْ اَنْكَرُوا الْاِسْلَامَ وَتَكَلَّمُوا بِاسْمِ الدِّيمُوقْرَاطِيَّةِ وَحُقُوقِ الْاِنْسَان وَلَكِنَّهُمْ جَعَلُوهَا حِبْراً عَلَى وَرَق وَنَبَذُوا مَصْلَحَة الشُّعُوبِ الضَّعِيفَةِ وَدَعَمُوا بِهَا بِقُوَّةٍ مَصَالِحَهُمُ الْخَاصَّةَ وَفَسَادَهُمْ وَاسْتِعْلَاءَهُمْ فِي الْاَرْضِ وَرَفَاهِيَتَهُمْ وَسَعَادَتَهُمْ عَلَى حِسَابِ تَعَاسَةِ الْبَشَرِيَّةِ وَشَقَائِهَا وَدَمَارِهَا وَلَكِنَّ اللهَ كَانَ وَسَيَبْقَى دَائِماً لَهُمْ بِالْمِرْصَادِ سُبْحَانَه بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَاد{ نَعَمْ اَخِي؟ وَحِينَمَا يُعَالِجُ الْاِسْلَامُ هَذِهِ الْاَوْضَاعَ الِاقْتِصَادِيَّةَ الْمُوَجَّهَةَ وَغَيْرَ الْمُوَجَّهَةِ وَغَيْرَهَا من الاوضاع؟ فَاِنَّهُ لَايُلْغِي الْمُلْكِيَّةَ الْفَرْدِيَّةَ؟ لِاَنَّهُ لَوْ اَلْغَى الْمُلْكِيَّةَ الْفَرْدِيَّةَ وَاَخَذَ جَمِيعَ الْاَمْوَالِ مِنَ الْاَغْنِيَاءِ وَاَعْطَاهَا لِلْفُقَرَاءِ؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ سَيُعْلِنُ الْاِسْلَامُ الْفَقْرَ عَلَى هَؤُلَاءِ الْاَغْنِيَاءِ بِاِفْلَاسِهِمْ مِنَ الْاَمْوَال؟ وَسَيُولَدُ اُنَاسٌ فُقَرَاءُ لَايَجِدُونَ مَنْ يَصْرِفُ عَلَيْهِمْ مِنْ هَذِهِ الْاَمْوَالِ الْمُصَادَرَةِ مِنَ الْاَغْنِيَاءِ اِلَى الُفَقَراء؟ وَسَتَعُودُ مُشْكِلَةُ الْفَقْرِ كَمَا كَانَتْ مِنْ قَبْلُ؟ وَسَيَبْنِي الْاِسْلَامُ سَعَادَةَ هَؤُلَاءِ الْفُقَرَاءِ عَلَى حِسَابِ تَعَاسَةِ اُولَئِكَ الْاَغْنِيَاء؟ وَكَاَنَّكَ يَازَيْدُ مَاغَزَيْت؟ وَهَذَا هُوَ الْاُسْلُوبُ الشُّيُوعِيُّ اللَّئِيمُ الظَّالِمُ الَّذِي لَايَرْضَاهُ الْاِسْلَامُ اَبَداً فِي التَّعَامُلِ مَعَ الْبَشَرِ مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِين؟ لِاَنَّهُ دِينُ الْفُقَرَاء؟ وَهُوَ اَيْضاً دِينُ الْاَغْنِيَاءِ مَعاً؟ ولذلك فان الله تعالى عاتب داوود عليه السلام عتابا شديدا قاسي اللهجة جدا؟ وقال له لماذا استمعت الى شكوى صاحب النعجة الواحدة الضعيف المغلوب على امره؟ ولم تستمع الى صاحب النعجات التسعة والتسعين الغني القوي الثري؟ فقد يكون مظلوما؟ وقد يكون صاحب النعجة الواحدة من الاقلية العلوية التي ظلمت الاكثرية من اصحاب النعجات التسعة والتسعين من اهل السنة؟ بدليل قوله تعالى{وهل اتاك نبا الخصم اذ تسوروا المحراب؟ اذ دخلوا على داوود ففزع منهم؟ قالوا لاتخف خصمان بغى بعضنا على بعض؟ فاحكم بيننا بالحق ولاتشطط؟ واهدنا الى سواء الصراط؟ ان هذا اخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة؟ فقال اكفلنيها وعزني في الخطاب؟ قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك الى نعاجه؟ وان كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض الا الذين آمنوا؟ وقليل ما هم؟ وظن داوود انما فتناه؟ فاستغفر ربه؟ وخر راكعا واناب؟ ياداوود انا جعلناك خليفة في الارض؟ فاحكم بين الناس بالحق؟ ولاتتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله؟ ان الذين يضلون عن سبيل الله؟ لهم عذاب اليم بما نسوا يوم الحساب(نعم ايها الاخوة؟ اكتب اليكم هذه الكلمات؟ ودمع العين يحرق قلبي؟ ويدي ترتجف؟ ولم استطع ان اضبطها بالضمة ولا بالفتحة ولا بالكسرة ولابالسكون؟ خوفا من الله ان يصيبني شيء من غضبه ولعنته؟ كوني من ابوين من هذه الطائفة البغيضة؟؟ وَبِالنَّتِيجَةِ فَاِنَّ تَحْرِيمَ الْمُلْكِيَّةِ الْفَرْدِيَّةِ؟ لَيْسَ حَلَّاً مُنْصِفاً عَادِلاً مَعَ جَمِيعِ الْبَشَر؟ وَالْاِسْلَامُ حَرِيصٌ جِدّاً عَلَى اَخْذِ مَصْلَحَةِ جَمِيعِ الْبَشَرِ بِعَيْنِ الِاعْتِبَار وَمِنْ دُونِ اسْتِثْنَاء وَفِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ بِمَنْ فِيهِمْ مِنْ اَبْيَضِهِمْ وَاَسْوَدِهِمْ وَاَصْفَرِهِمْ وَاَحْمَرِهِمْ وَمُسْلِمِهِمْ وَغَيْرِ مَسْلِمِهِمْ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَا اَرْسَلْنَاكَ اِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ(مِنَ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ مَعاً ايضا؟ وَالْخُلَاصَةُ اَنَّ الْاِسْلَامَ اَقَرَّ الْمُلْكِيَّةَ الْفَرْدِيَّةَ وَاعْتَرَفَ بِهَا؟ لَكِنْ عَلَى شَرْط؟ اَنْ يَكُونَ الْكَسْبُ حَلَالاً؟ وَاَنْ يَكُونَ الْاِنْفَاقُ حَلَالاً وَفِي الْحَلَالِ اَيْضاً؟ وَاَنْ تُقَيَّدَ هَذِهِ الْمُلْكِيَّةُ بِقُيُودٍ فِيهَا الْمَصْلَحَةُ الِاجْتِمَاعِيَّةُ لِلْفَرْدِ وَالْمُجْتَمَعِ الْاِنْسَانِيِّ وَالْجِنِّيِّ مَعاً فِي آنٍ وَاحِد؟ نَعَمْ اَخِي لَقَدِ اعْتَرَفَ الْاِسْلَامُ بِالْمُلْكِيَّةِ الْفَرْدِيَّةِ؟ وَلَكِنَّهُ حَرَّمَ كُلَّ مَايُسِيءُ اِلَيْهَا اَوْ يَجْعَلُ الْمَالِكَ يَسْتَغِلُّهَا اَبْشَعَ اسْتِغْلَالِ عَنْ طَرِيقِ اَكْلِ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ مِنَ الرِّبَا الْمُحَرَّمِ وَالسَّرِقَةِ وَالْمَيْسِرِ وَالْغِشِّ وَالرَّشْوَةِ وَالِاحْتِكَارِ وَشَهَادَةِ الزًّورِ وَقَوْلِهِ اِلَى آخِرِ مَا هُنَالِك؟ نَعَمْ اَخِي{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ اُمَّةً وَسَطاً{بِمَعْنَى اَنَّ الْوَسَطِيَّةَ يَنْبَغِي اَنْ يَسْرِيَ مَفْعُولُهَا عَلَى كُلِّ شَيْءٍ؟ بِلَا اِفْرَاطٍ وَلَاتَفْرِيط؟ وَخَاصَّةً عَلَى الْحُكْمِ وَالسِّيَاسَة؟ فَاِنَّ الْوَسَطِيَّةَ هُنَا مَطْلُوبَةٌ اَيْضاً وَبِقُوَّةٍ شَدِيدَةٍ هَائِلَة؟ فَالْاِسْلَامُ اَمَرَ بِطَاعَةِ وَلِيِّ الْاَمْرِ وَهُوَ الْحَاكِم؟ وَلَكِنَّهَا لَيْسَتْ طَاعَةً مُطْلَقَة؟ وَاِنَّمَا هِيَ مُقَيَّدَة بِعَدَمِ مُخَالَفَةِ اَمْرِ الْحَاكِمِ الْمُطْلَقِ وَهُوَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اَطِيعُوا اللهَ وَاَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاُولِي الْاَمْرِ مِنْكُمْ(وَطَاعَةُ الرَّسُولِ مُقَدَّمَةٌ عَلَى طَاعَةِ وَلِيِّ الْاَمْرِ الْحَاكِمِ فِي قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[لَاطَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ الْخَالِق(سَوَاءً كَانَ هَذَا الْمَخْلُوقُ حَاكِماً اَوْ مَحْكُوماً؟ وَلِذَلِكَ وَكَمَا اَنَّهُ لَا يَجُوزُ لِلشَّعْبِ اَنْ يَتَجَرَّاَ عَلَى وَلِيِّ الْاَمْرِ جُرْاَةً وَقِحَةً غَيْرَ اَدَبِيَّة؟ وَنَقْداً جَارِحاً قَادِحاً غَيْرَ بَنَّاءٍ وَلَانَاصِحٍ اَمِينٍ مُخْلِصٍ لِوَجْهِ اللهِ وَلَاصَالِحٍ وَلَامُصْلِح؟ كَذَلِكَ لَايَجُوزُ لِوَلِيِّ الْاَمْرِ كَذَلِكَ اَنْ يَسْتَبِدَّ بِالشَّعْب؟ وَهَذِهِ هِيَ الْوَسَطِيَّةُ الشَّرْعِيَّةُ الْمَطْلُوبَةُ بِعَيْنِهَا؟ وَلَوْ اَنَّ النَّاسَ سَلَكُوا هَذَا الطَّرِيقَ الْوَسَطِيَّ فِي هَذَا الْمَنْهَجِ الرَّبَّانِيِّ؟ لَمَا وَجَدْنَا مَايَحْدُثُ فِي اَيَّامِنَا مِنْ شِقَاقَاتٍ وَمِنْ خِلَافَاتٍ وَمِنْ مُنَاحَرَاتٍ وَمِنْ حُرُوبٍ اَهْلِيَّةٍ بَيْنَ شَعْبِ الْبَلَدِ الْوَاحِدِ وَالْاُمَّةِ الْوَاحِدَة لِمَاذَا؟ لِاَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يُرِيدُ اَنْ يَتَّبِعَ هَوَاهُ بَعِيداً عَنْ مَنْهَجِ اللهِ الْاِسْلَامِيِّ؟ مِمَّا يَجْعَلُهُ قَاسِيَ الْقَلْبِ بَعِيداً جِدّاً عَنِ الْاِيمَانِ بِالرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الَّذِي وَسِعَتْ رَحْمَتُهُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْعَالَمِين؟ وَقَرِيباً جِدّاً مِنْ شَيْطَانِ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ وَالْفِتْنَةَ وَالنَّمِيمَةِ وَالْفَسَادِ فِي الْمُجْتَمَعِ الْاِنْسَانِيّ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[وَاللهِ لَايُؤْمِنُ اَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعاً لِمَا جِئْتُ بِهِ(مِنْ هَذَا الْمَنْهَجِ الْاِسْلَامِيِّ الرَّبَّانِيِّ الْعَظِيم؟ وَلَوْ اَنَّ جَمِيعَ هَؤُلَاءِ اتَّفَقُوا عَلَى اَنَّ الْمَرْجِعِيَّةَ هِيَ مَنْهَجُ اللهِ الْاِسْلَامِيّ؟ لَوَجَدْتَّ النَّاسَ اَخِي يَعِيشُونَ فِي اَمْنٍ وَطَمَاْنِينَةٍ وَسَلَامٍ وَرَخَاء؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَمَا الَّذِي يُنْقِذُنَا مِمَّا نَحْنُ فِيهِ الْآنَ وَيُنْقِذُ النَّاسَ جَمِيعاً اِلَّا اَنْ نَعُودَ اِلَى مَنْهَجِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حَتَّى نَكُونَ اُمَّةً وَاحِدَةً لَاتُفَرِّقُهَا الْحِزْبِيَّةُ وَلَا الطَّائِفِيَّةُ وَلَاالْعُنْصِرِيَّة وَاِنَّمَا تَسْتَظِلُّ بِرَايَةٍ وَاحِدَةٍ لَاتَرْفُضُ مَنْ يُخَالِفُهَا فِي الدِّين؟ وَاِيَّاكَ اَخِي اَنْ تَعْتَقِدَ اَنَّ رَايَةَ الْاِسْلَامِ لَاتَقْبَلُ اَنْ يَسْتَظِلَّ تَحْتَهَا غَيْرُ الْمُسْلِمِين وَلَاتَحْمِي اِلَّا الْمُسْلِمِينَ وَتَمْنَعُ التَّعَايُشَ السِّلمِيَّ مَعَ غَيْرِهِمْ لَا وَاَلْفُ لَا؟ فَلَقَدْ عَاشَ غَيْرُ الْمُسْلِمِينَ تَحْتَ رَايَةِ الْاِسْلَامِ فِي عَدَالَةٍ وَفِي اَمْنٍ وَفِي سَلَامٍ وَطَمَاْنِينَةٍ لَمْ يَشْهَدِ التَّارِيخُ لَهَا نَظِيراً اَبَداً؟ اِنَّهُ مَنْهَجُ اللهِ تَعَالَى الَّذِي هُوَ دِينُ الْاِنْسَانِيَّةِ جَمِيعاً؟؟ ثُمَّ يَقُولُ سُبْحَانَه{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ اُمَّةً وَسَطَاً{لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدَا( نَعَمْ اَخِي{لِتَكُونُوا شُهَدَاء(نَعَمْ اَخِي اُمّةُ مُحَمَّدٍ شُهَدَاءُ عَلَى النَّاس؟ وَمَتَى نَكُونُ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاس؟ اِذَا بَلَّغْنَاهُمْ رِسَالَةَ الْاِسْلَامِ سُلُوكاً وَقَوْلاً؟ وَاَمَّا قَوْلاً فَقَطْ؟ وَاَمَّا اَنْ اَكُونَ خَطِيباً اَوْ مُدَرِّساً وَلَايَهُمُّنِي مِنْ ذَلِكَ اِلَّا مَعَاشِي الشَّهْرِي ثُمَّ اُؤَدِّي وَظِيفَتِي وَاَمْشِي فَلَا وَاَلْفُ لَا؟ وَلَابُدَّ اَنْ يَقْتَرِنَ قَوْلِي بِعَمَلِي وَفِعْلِي؟ حَتَّى اَنْجُوَ مِنْ مَحْظُورِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَالَاتَفْعَلُون؟ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ اَنْ تَقُولُوا مَالَاتَفْعَلُون{اَتَاْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ اَنْفُسَكُمْ وَاَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ اَفَلاَ تَعْقِلُون(فَلَابُدَّ اَخِي مِنْ وُجُودِ الْقُدْوَةِ الْحَسَنَةِ الصَّالِحَةِ الَّتِي يَقْتَدِي بِهَا النَّاسُ؟ لِيَطْمَئِنُّوا اِلَى سَلَامَةِ مُعْتَقَدِهِمْ وَ دِينِهِمْ؟ نَعَمْ اَخِي؟ مَتَى نَكُونُ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاس؟ حِينَمَا نَدْعُوهُمْ اِلَى هَذَا الدِّينِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَة؟ حِينَمَا نُبَيِّنُ لَهُمْ فَضَائِلَ هَذَا الدِّين؟ حِينَمَا تَكُونُ اَخْلَاقُنَا وَسُلُوكُنَا تَطْبِيقاً عَمَلِيّاً لِهَذَا الدِّين؟ وَمِنَ الْجَائِزِ اَنْ يَكُونَ الْمُتْكَلّمُ بَلِيغاً؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ السُّلُوكَ يَهْدِي النَّاسَ اَكْثَرَ مِنَ الْكَلَام؟ وَكَمَا يُقَال مِينْ مَنْ كَانْ يَسْتَطِيع اَنْ يَتَكَلَّمْ؟ وَالْكَلَامُ كَمَا يُقَالُ بِبَلَاش مَاعَلَيْهِ جُمْرُك[وَاِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْراً كَمَا يَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام( وَكُلُّ ذَلِكَ لَيْسَ مُهِمّاً بِقَدْرِ مَاهُوَ مُهِمٌّ جِدّاً جِدّاً جِدّاً اَنْ يُطَابِقَ الْقَوْلُ الْعَمَلَ وَالسُّلُوك؟ وَلِذَلِكَ دَخَلَ الْاِسْلَامُ اِلَى آسْيَا وَاَنْدُونِيسْيَا وَمَالِيزْيَا وَغَيْرِهَا بِالسُّلُوكِ لَابِالْقَوْل؟ نَعَمْ بِسَبَبِ سُلُوكِ التُّجَّارِ الْمُسْلِمِينَ الْاُمَنَاء؟ وَوَاللهِ الَّذِي لَااِلَهَ اِلَّا هُوَ مَاقَالُوا لَهُمْ اَسْلِمُوا وَلَاعَرَضُوا عَلَيْهِمُ الْاِسْلَام؟ وَاِنَّمَا ذَهَبُوا لِلتِّجَارَةِ فَقَطْ؟ لَكِنْ تَعَجَّبَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ وَقَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ؟ هَذِهِ الْاَمَانَةُ؟ وَهَذَا الصِّدْقُ؟ لَيْسَ مَوْجُوداً عِنْدَنَا؟ فَمَا قِصَّةُ هَذَا الصِّدْقِ؟ وَمَا قِصَّةُ هَذِهِ الْاَمَانَةِ الَّتِي نَرَاهَا عِنْدَ التُّجَّارِ الْمُسْلِمِينَ هَؤُلَاء؟ فَمَا كَانَ مِنْهُمْ اِلَّا اَنْ سَاَلُوهُمْ؟ مَاالَّذِي يُجْبِرُكُمْ عَلَى هَذَا الصِّدْق؟ وَمَاالَّذِي يُجْبِرُكُمْ عَلَى هَذِهِ الْاَمَانَة؟ وَهَلْ تُحَقّقُونَ مِنَ الْاَرْبَاحِ الْهَائِلَةِ بِهَذِهِ الطّرِيقَة؟ فَقَالَ التُّجَّارُ لَا وَلَكِنْ لِاَنَّ دِينَنَا يَاْمُرُنَا بِهَذِهِ الْاَمَانَةِ وَهَذَا الصِّدْق؟ فَقَالُوا مَادِينُكُمْ؟ فَقَالُوا دِينُنَا الْاِسْلَام؟ فَقَالُوا اِشْرَحُوا لَنَا هَذَا الدِّين؟ فَشَرَحُوهُ لَهُمْ؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ اَنُّهُمْ كَانُوا تُجَّاراً وَلَمْ يَكُونُوا فُقَهَاء؟ وَاِنَّمَا كَانَتْ مَعْلُومَاتُهُمْ عَلَى قَدِّهِمْ كَمَا يُقَال؟ وَمَعَ ذَلِكَ مَاكَانَ مِنَ النَّاسِ هُنَاكَ اِلَّا اَنْ دَخَلُوا فِي دِينِ اللهِ اَفْوَاجَا؟ حَتَّى اَصْبَحَتْ نِسْبَةُ الْمُسْلِمِينَ فِي اَيَّامِنَا هُنَاك 98بِالْمِائَة مِنَ الْمُسْلِمِين؟ نَعَمْ اَخِي؟ لَا بِالسَّيْفِ؟ وَلَا بِالْقَنَابِلِ؟ وَلَا بِالْمُفَخَّخَاتِ؟ وَلَابِالسَّيَّارَاتِ الْمُفَخَّخَةِ؟ وَلَا بِالْاَحْزِمَةِ النَّاسِفَةِ؟ وَلَا بِالْبَرَامِيلِ الْمُتَفَجِّرَةِ؟ وَلَا بِالطَّائِرَاتِ الْجَبَانَةِ الْغَادِرَةِ؟ وَلَا بِالْاَسْلِحَةِ الْكِيمَاوِيَّةِ؟ وَلَابِغَيْرِ ذَلِكَ؟ بَلْ بِالصِّدْقِ وَالْاَمَانَةِ فَقَطْ؟ اِعْتَنَقَ هَؤُلَاءِ الْاِسْلَامَ اَفْوَاجاً هَائِلَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ مَا هُوَ الَّا السُّلُوكُ الْاِسْلَامِيُّ الْاَخْلَاقِيُّ الَّذِي يَجْعَلُ النَّاسَ جَمِيعاً يَعْشَقُونَ الْاِسْلَام؟ وَلِذَلِكَ اَخِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَنَكُونُ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَنَقُولُ يَارَبَّنَا؟ نَحْنُ بَلَّغْنَا النَّاسَ رَسَائِلَكَ الْمُفَخَّخَة؟ وَقُمْنَا بِتَفْجِيرِهِمْ بِالسَّيَّارَاتِ الْمُفَخَّخَةِ؟ وَالْاَحْزِمَةِ النَّاسِفَة؟ عَفْواً اَخِي اَقْصِدُ؟ وَنَقُولُ يَارَبَّنَا؟ نَحْنُ بَلَّغْنَا رِسَالَتَكَ الْاِسْلَامِيَّةَ الْقُرْآنِيَّةَ الرَّحِيمَةَ كَمَا اَمَرْت؟ نَعَمْ اَخِي؟ اَللهُ تَعَالَى جَعَلَ لَنَا السِّيَادَةَ فِي الْاَرْض؟ نَعَمْ اَخِي؟ اِنَّهَا سِيَادَةُ الْعَدَالَةِ؟ وَلَيْسَتْ سِيَادَةَ التَّحَكُّمِ وَالظُّلْم؟ وَنَحْنُ الْيَوْمَ؟ وَقَدْ بَلَغْنَا مِنَ الضَّعْفِ الْمُخْزِي مَايَجْعَلُنَا نَذْهَبُ اِلَى مَجْلِسِ الْاَمْنِ وَالْاُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ وَاَصْدِقَاءِ سُورِيَّا الْمُنَافِقِينَ مِنْ خَنَازِيرِ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَة مِنَ الْاَمْرِيكَان وَالْفَرَنْسِيِّين وَالرُّوسِ وَغَيْرِهِمْ؟ فَاِذَا اخْتَلَفْنَا فِيمَا بَيْنَنَا؟ فَبَدَلَ اَنْ نَكُونَ نَحْنُ سَادَةَ الْعَالَمِ؟ فَاِنَّنَا نَذْهَبُ اِلَى عَدُوِّنَا لِيَكُونَ سَيِّداً عَلَيْنَا؟ وَهَذَا هُوَ سَبَبُ الضَّعْفِ الْمُخْزِي الَّذِي وَصَلْنَا اِلَيْه؟ لِاَنَّنَا لَمْ نَحْتَرِمْ دِينَنَا؟ وَلَمْ نُقَدِّسْ دِينَنَا؟ وَلَمْ نَحْتَرِمْ شَعَائِرَنَا؟ فَبَدَلَ اَنْ نَكُونَ فِي الْقِمَّةِ؟ صِرْنَا هَمَلاً فِي الْحَضِيض؟ وَلِذلِكَ{بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِاَنَّ لَهُمْ عَذَاباً اَلِيمَا؟ اَلَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ اَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِين؟ اَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ؟ فَاِنَّ الْعِزَّةَ لِلهِ جَمِيعَا{وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلَا{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَاتَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ اَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِين؟ اَتُرِيدُونَ اَنْ تَجْعَلُوا لِلهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِينَا(فَهَلْ دِينُنَا الْاِسْلَامِيُّ هُوَ عِزَّتُنَا بِاَمْرِيكَا وَرُوسْيَا وَالصِّين وَفَرَنْسَا وَغَيْرِهَا؟ اَمْ هُوَ عِزَّتُنَا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالْمُؤْمِنِين؟ وَهَلْ فَرَنْسَا وَرُوسْيَا وَاَمْرِيكَا وَالصِّين وَغَيْرُهُمْ مِنْ جَمِيعِ بِلَادِ الْعَالَمِ يَسْتَطِيعُونَ اَنْ يَسْتَمِدُّوا عِزَّتَهُمْ مِنْ غَيْرِ اللهِ صَاحِبِ الْعِزَّةِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ سُبْحَانَه؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ اِنَّ الدُّبْلُومَاسِيَّةَ تَفْرِضُ عَلَيْنَا اَنْ نَتَّخِذَهُمْ اَوْلِيَاء؟ وَكَيْفَ سَتَصِلُ اِلَيْهِمْ كَلِمَةُ الْاِسْلَامِ اِذَا لَمْ نَتَّخِذْهُمْ اَوْلِيَاء؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي رَئِيسَ الدَّوْلَةِ الْاِسْلَامِيَّة؟ اِذَا كُنْتَ مُضْطَّرّاً اَنْ تَتَّخِذَ مِنْهُمْ اَوْلِيَاءَ؟ فَلَايَجُوزُ لَكَ ذَلِكَ اِلَّا عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِلَّا اَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاة؟ وَيُحَذّرُكُمُ اللهُ نَفْسَه(وَمَعَ ذَلِكَ يَحْرُمُ عَلَيْكَ اَنْ تَتَّخِذَ مِنْهُمْ اَوْلِيَاءَ فِي كُلِّ الْحَالَات؟وَحَتَّى وَلَوْ اَلْجَاَتْكَ التَّقِيَّةُ اِلَى ذَلِكَ فَاِنَّهُ يَحْرُمُ عَلَيْكَ اَيْضاً اَنْ تَتَّخِذَ مِنْهُمْ اَوْلِيَاءَ اِلَّا تَحْتَ اِشْرَافِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ بَقِيَّةِ الدُّوَلِ الْاِسْلَامِيَّةِ وَبِرِضَاهُمْ اَيْضاً وَفَكِّ ارْتِبَاطِكَ مَعَ الْكُفَّارِ فِي حَالَةِ عَدَمِ رِضَا الْمُؤْمِنِين بِدَلِيلِ مَحْظُورِ قَوْلِهِ تَعَالَى{مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِين(فَاِذَا لَمْ تَفْعَلْ ذَلِكَ اَخِي رَئِيسَ الدَّوْلَةِ؟ فَاِنَّكَ بِذَلِكَ سَتُسَاعِدُ عَلَى اِنْشَاءِ مُعَسْكَرَاتٍ عَالَمِيَّةٍ مُتَصَارِعَةٍ يُعَادِي بَعْضُهَا بَعْضاً وَيَقْتُلُ بَعْضُهَا بَعْضاً حَتَّى اَنَّ اَهْلَ الْبَلَدِ الْوَاحِدِ يَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً اَيْضاً كَمَا يَحْدُثُ عِنْدَنَا فِي سُورِيّا بَيْنَ اَهْلِ الْمُعَسْكَرِ الرُّوسِيِّ وَالصِّينِيِّ وَالْاِيرَانِيِّ الْمُوَالِي بِصِدْقٍ وَاِخْلَاصٍ لِلنَّظَامِ الْمُجْرِمِ وَالسُّورِيِّينَ الَّذِينَ يَدْعَمُونَهُ؟ وَبَيْنَ اَهْلِ الْمُعَسْكَرِ الْآخَرِ الْاَمْرِيكِيِّ وَالْفَرَنْسِيِّ وَالْبَرِيطَانِيِّ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْمُوَالِينَ لِلشَّعْبِ السُّورِيِّ الْمُعَارِضِ بِكَذِبٍ وَدَجَلٍ وَنِفَاقٍ عَلَى مَايَبْدُو لِي؟ وَالْمُصِيبَةُ الْاَكْبَرُ اَنَّ الشَّعْبَ السُّورِيَّ الْمُعَارِضَ الضَّعِيفَ الْمَغْلُوبَ عَلَى اَمْرِهِ؟ لَايَجِدُ ذَرَّةً مِنْ وَلَايَةِ الْمُؤْمِنِينَ لِمَظْلُومِيَّتِه وَنُصْرَتِهِ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَم؟ بَلْ لَايَجِدُ اِلَّا الْخِيَانَةَ وَالتَّقَاعُسَ وَالتَّخَاذُلَ عَنْ حِمَايَتِهِ وَلَوْ بِمُضَادَّاتِ طَيَرَانٍ مَزْرُوعَةٍ فِي اَرْضِه؟ فَعَنْ أيِّ مُؤْمِنِينَ نَتَحَدَّثُ نَحْنُ؟ وَمَاهُوَ مِقْيَاسُ الْاِيمَانِ عِنْدَكُمْ اَيُّهَا الْخَوَنَةُ الْمُجْرِمُونَ مِنْ اَدْعِيَاءِ الْاِسْلَامِ السُّنَّة وَاَنْتُمْ لَاتُحَرِّكُونَ سَاكِناً اَبَداً مِنْ اَجْلِ نُصْرَةِ اِخْوَانِكُمْ؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ اَنَّكُمْ لَسْتُمْ مُؤْمِنِين؟ وَاَنَّ الْاِيمَانَ بَرِيءٌ مِنْكُمْ؟ لِاَنَّ رَسُولَ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَقُول[اَلْمُؤْمِنُ مَنْ اَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَاَمْوَالِهِمْ وَاَعْرَاضِهِمْ( فَمَنْ مِنَ الشَّعْبِ الْاَرَاكَانِي وَالْعِرَاقِي وَالسُّورِي الْمَظْلُومِينَ جَمِيعاً وَغَيْرُهُمْ كَثِيرٌ جِدّاً؟ مَنْ مِنْ هَؤُلَاءِ اِلَى الْآنَ اسْتَفَادَ شَيْئاً مِنْ اِيمَانِكُمْ وَهُوَ اَمَانُكُمْ عَلَى دِمَائِهِمْ وَاَمْوَالِهِمْ وَاَعْرَاضِهِمْ بِمَفْهُومِ الْاِيمَانِ الَّذِي ذَكَرَهُ رَسُولُ الله؟؟؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ هِتْلَرْ حِينَمَا صَنَّفَ النَّاسَ فِي زَمَانِهِ جَعَلَ الْيَهُودَ فِي الْاَدْنَى وَالْعَرَبَ فِي الْقِمَّة؟ وَاَمَّا الْيَوْم فَقَدْ اَصْبَحَ اَحْفَادُ الْقِرَدَةِ وَاِخْوَانُهُمْ مِنْ خَنَازِيرِ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَة يَتَحَكَّمُونَ فِي كُلِّ شَيْءٍ فِي اُمُورِ حَيَاتِنَا؟ فِي الشَّارِدَةِ؟ وَفِي الْوَارِدَة؟ وَكُلَّمَا فَتَحْنَا لَهُمْ بَاباً؟ فَتَحُوا عَلَيْنَا اَبْوَاباً؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَالْخُلَاصَةُ اَنَّنَا اِذَا كُنَّا مُسْلِمِينَ حَقّاً؟ فَاِنَّنَا نَكُونُ اَرْقَى النَّاسِ خُلُقاً وَسُلُوكاً وَعِلْماً وَمَعْرِفَةً؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الدَّوْلَةَ الْاُمَوِيَّةَ وَالدَّوْلَةَ الْعَبَّاسِيَّةَ؟ وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ جَمِيعِ الْخِلَافَاتِ وَالنَّعَرَاتِ وَالتَّحَكُّمِ الظَّالِمِ اَحْيَاناً وَالْفِتَنِ الَّتِي كَانَتْ سَائِدَةً فِي ذَلِكَ الْعَصْرِ؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ كَانَتِ الْحُرِّيَّةُ الْمُطْلَقَةُ لِلْعُلَمَاء؟ وَلِذَلِكَ بَلَغَ الْمُسْلِمُونَ اَوْجَ عِلْمِهِمْ وَمَعْرِفَتِهِمْ بِفَضْلِ هَذِهِ الْحُرِّيَّةِ؟ حَتَّى اَنَّ هَارُونَ الرَّشِيدَ اَهْدَى سَاعَةً لِلْمَلِكِ الْفَرَنْسِيّ شَارِلْمَان؟ فَاِذَا بِهِ يَخَافُ مِنْهَا وَيَتَوَهَّمُ اَنَّ فِيهَا شَيْطَاناً يُحَرِّكُ عَقَارِبَ السَّاعَة؟ وَهَذَا اِنْ دَلَّ عَلَى شَيْء؟ فَاِنَّمَا يَدُلُّ عَلَى التَّقَدُّمِ وَالرُّقِيِّ الْحَضَارِيِّ الَّذِي كَانَ سَائِداً عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ؟ كَانَ بِالتَّزَامُنِ مَعَ الْجَهْلِ الْمُخْزِي الَّذِي كَانَ سَائِداً عِنْدَ خَنَازِيرِ الصُّلْبَانِ فِي ذَلِكَ الْوَقْت؟ وَاَمَّا الْيَوْمَ فَقَدْ انْقَلَبَتِ الْآيَةُ رَاْساً عَلَى عَقِب؟ حَتَّى اَنَّنَا اَصْبَحْنَا نَسْمَعُ عَنْ وُجُودِ الْجِنِّ فِي بَيْتٍ تَتَكَسَّرُ اَوَانِيهِ وَصُحُونُهُ الزُّجَاجِيَّةُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهَا لِاَنَّهَا صِنَاعَةٌ وَطَنِيَّة؟ وَقَدِ اتَّصَلَتْ بِي سَيِّدَةٌ وَاَخْبَرَتْنِي فِعْلاً اَنَّ الزُّجَاجَ فِي بَيْتِهَا يَتَكَسَّرُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ دُونَ اَنْ يَلْمَسَهُ اَوْ يُحَرِّكَهُ اَحَد؟ ثُمَّ قَالَتْ فَسَاَلْتُ عَنْ ذَلِكَ بَعْضَ الْعُلَمَاءِ؟ فَقَالُوا لِي يُوجَدُ الْجِنُّ فِي بَيْتِكِ وَهُوَ الَّذِي يَقُومُ بِتَكْسِيرِ الزُّجَاج وَنَخَافُ اَنْ يُؤْذِيَكِ فَاقْرَئِي عَلَيْهِ شَيْئاً مِنَ الْقُرْآنِ حَتَّى يَهْرُبَ وَقُولِي بِاسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم؟ وَاَقُولُ لِهَؤُلَاءِ الدَّجَّالِين؟ لِمَاذَا لَاتَقُولُ اَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم قَبْلَ بِاسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم؟ وَمَنْ قَالَ لَكُمْ اَنَّ الْجِنَّ الْمُؤْمِنَ يَهْرُبُ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآن؟ بَلْ تَقْرَاُ عَلَيْهِ شَيْئاً مِنَ الْقُرْآنِ حَتَّى يَاْتِيَ وَيَنْجَذِبَ اِلَى بَيْتِهَا وَيَسْتَمِعَ اِلَى قِرَاءَتِهَا بِشَغَفٍ وَحُبٍّ وَعِشْقٍ لِمَا يَسْمَعُ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{قُلْ اُوحِيَ اِلَيَّ اَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا اِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَبَا؟ يَهْدِي اِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا اَحَدَا(وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ وُجُودَ الْجِنِّ بِمُؤْمِنِيهِمْ وَكَافِرِيهِمْ؟ وَلَكِنْ مَاهُوَ الْمَانِعُ اَنْ يَكُونَ السَّبَبَ هُوَ الْغِشُّ فِي الصِّنَاعَةِ الْمَحَلّيَّةِ الْوَطَنِيَّةِ ؟وَمَاعَلَاقَةُ الْجِنِّ حَتَّى يَحْشُرُوا اَنْفَهُمْ فِي الزُّجَاجِ وَهُمْ لَايَاْكُلُونَ اِلَّا مِنْ عِظَامِ الدَّجَاجِ مَثَلاً؟ فَاِذَا اَكَلْتَ اَخِي مِنَ الدَّجَاجِ وَذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ وَحَمَدْتَّ اللهَ بَعْدَ انْتِهَائِكَ مِنَ الطَّعَام؟ فَاِنَّ الْعِظَامَ الَّتِي تَرَكْتَهَا وَلَمْ تَاْكُلْهَا؟ تَعُودُ دَجَاجَةً كَمَا كَانَتْ بِبَرَكَةِ اللهِ؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَاْكُلَهَا الْجِنُّ الْمُؤْمِنُونَ؟ ثُمَّ تَعُودُ دَجَاجَةً كَمَا كَانَتْ؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَاْكُلَهَا الشَّيَاطِين؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَارْزُقْ اَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ؟ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ؟ فَاُمَتِّعُهُ قَلِيلاً؟ ثُمَّ اَضْطَرُّهُ اِلَى عَذَابِ النَّارِ؟ وَبِئْسَ الْمَصِير(وَاَمَّا اِذَا لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ؟ فَاِنَّ الشَّيَاطِينَ تُشَارِكُهُ فِي الْاَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالْجِمَاعِ؟ وَلَايَشْبَعُونَ اِلَّا مِنَ الطعام الّذِي ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ؟ وَبِالنَّتِيجَةِ لَاتُعُودُ الْعِظَامُ دَجَاجَةً كَمَا كَانَتْ؟ وَيَبْقَى الْجِنُّ الْمُؤْمِنُونَ جَائِعِينَ مَحْرُومِينَ مِنَ الطَّعَامِ؟ وَلَايَاْكُلُونَ مِنْ طَعَامٍ عَدِيمِ الْبَرَكَةِ مِنَ الله؟ اِلَى اَنْ يَرْزُقَهُمُ اللهُ مِنْ بَيْتٍ مُسْلِمٍ آخَرَ يَذْكُرُ اسْمَ الله؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ النَّاسَ فِي اَيَّامِنَا؟ انْقَلَبُوا رَاْساً عَلَى عَقِب؟ فَصَارَ الْجُهَلَاءُ عُلَمَاء؟ وَصَارَ الْعُلَمَاءُ جُهَلَاء وَالْعَيَاذُ بِاللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَاَمَّا الصِّنَاعَةُ الْاَجْنَبِيَّةُ؟ فَحَدِّثْ وَلَاحَرَجَ اَخِي؟ عَنِ التَّطَوُّرِ الْحَضَارِيِّ الصِّنَاعِيِّ وَالِالِكِتْرُونِيِّ الَّذِي يَزْدَادُ يَوْماً بَعْدَ يَوْمٍ عِنْدَ هَؤُلَاءِ مِنْ غَيْرِ الْمُسْلِمِين؟ وَلَانَرَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ اِلَّا الْغِشَّ الْمُخْزِي وَاِتْقَانَ جِحَا الْمُضْحِكِ الْمُبْكِي فِي جَمِيعِ صِنَاعَاتِهِمْ اِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبِّي؟ نَعَمْ اَخِي؟ نَحْنُ الْمُسْلِمِينَ لَنَا قِيمَتُنَا عِنْدَ اللهِ عَلَى شَرْط؟ اَنْ نَاْخُذَ بِهَذِهِ الْهَوِيَّةِ هُوِيَّةِ الْاِيمَانِ وَالْاِسْلَامِ الَّتِي تَرْقَى بِالْاِنْسَانِيَّةِ اِلَى اَعْلَى الدَّرَجَات؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَاكَانَ يَرْضَى اَنْ يَرَى يَهُودِيّاً يَسْتَجْدِي وَيَتَسَوَّلُ وَيَسْاَلُ النَّاسَ؟ فَقَالَ لَهُ مَاشَاْنُكَ؟ فَقَالَ كَبُرْتُ فِي السِّنِّ؟ وَاَكَلْتُمْ شَبَابِي وَاَنْتُمْ تَاْخُذُونَ الْجِزْيَةَ مِنِّي؟ فَقَالَ لَهُ نَعَمْ مَعَكَ حَقّ؟ نَحْنُ اَكَلْنَا شَبَابَكَ؟ وَضَيَّعْنَا شَيْبَتَكَ حِينَمَا اَخَذْنَا مِنْكَ الْجِزْيَة؟ وَمَازِلْنَا اِلَى الْآنَ نَاْخُذُهَا مِنْكَ بِاسْتِمْرَار؟ فَمَاذَا فَعَلَ عُمَر؟ هَلْ اَجَّلَ قَضَاءَ حَاجَةِ الْيَهُودِيِّ اِلَى الصَّبَاحِ كَمَا يَفْعَلُ الْمُسْلِمُونَ فِي اَيَّامِنَا مَعَ اَمْثَالِهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ تَاْجِيلِ قَضَاءِ حَاجَتِهِمْ شُهُوراً وَدُهُوراً؟ لَا وَرَبِّي؟ بَلْ اَخَذَ بِيَدِ الْيَهُودِيِّ اِلَى بَيْتِهِ فَوْراً وَاَطْعَمَهُ وَاَكْرَمَهُ؟ ثُمَّ قَالَ لَهُ اِذْهَبْ فِي الصَّبَاحِ الْبَاكِرِ اِلَى خَازِنِ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ؟ فَذَهَبَ الْيَهُودِيُّ فَوَجَدَ عُمَرَ قَدْ سَبَقَهُ وَسَبَقَ الْخَازِنَ اِلَى هُنَاكَ؟ فَقَالَ عُمَرُ لِلْخَازِنِ؟ اِفْرِضْ لِهَؤُلَاءِ وَاَمْثَالِهِمْ مَايَكْفِيهِمْ؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم؟ اَنَّهُ لَوْ سَمَّى الْيَهُودُ جَمِيعَ اَبْنَائِهِمْ بِاسْمِ عُمَرَ؟ مَاكَافَؤُوهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى فَضْلِهِ وَمَعْرُوفِهِ مَعَهُمْ؟ فَبِاللهِ عَلَيْكَ اَخِي؟ اُنْظُرْ اِلَى الدُّوَلِ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ فِي اَيَّامِنَا؟ فَاِنَّكَ تَرَى اَنَّهُ حَتَّى فِي الدُّوَلِ الَّتِي تَدَّعِي الدِّيمُوقْرَاطِيَّةَ وَحُقُوقَ الْاِنْسَانِ؟ فَاِنَّهَا لَاتَخْلُو اَبَداً مِنْ اُنَاسٍ يَمُوتُونَ جُوعاً؟ بَلْ اِنَّ الْكِلَابَ يَعِيشُونَ اَفْضَلَ مِنْ عِيشَتِهِمْ؟ حَتَّى اَنَّ اِفْرِيقِيَّاً تَمَنَّى اَنْ يَكُونَ كَلْباً مُدَلَّلاً مِنْ كِلَابِ خَنَازِيرِ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ فِي اَمْرِيكَا عَلَى سَرِيرِ اَمْرِيكِيّ؟ بِسَبَبِ الرَّفَاهِيَةِ الْعَالِيَةِ جِدّاً لِلْكِلَابِ الْمُدَلَّلَةِ عِنْدَهُمْ؟ بَلْ اِنَّ امْرَاَةً بَرِيطَانِيَّةً ثَرِيَّةً جِدّاً؟ دَفَعَتْ جَمِيعَ اَمْوَالِهَا؟ مِنْ اَجْلِ بِنَاءِ مُنْتَجَعٍ لِاِيوَاءِ الْقِطَطِ الْمُدَلَّلَة؟ بَلْ جَلَبَتْ لَهُمْ اَمْهَرَ الْاَطِبَّاءِ الْبَيْطَرِيِّين؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلاَءِ الظَّالِمِينَ الْمُجْرِمِين؟ اِنَّ الرَّحْمَةَ بِالْحَيَوَانِ مَطْلُوبَة؟ وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ ذَلِك؟ لَكِنْ كُلُّ شَيْءٍ لَهُ حُدُود؟ فَلَايَجُوزُ اَنْ تَكُونَ هَذِهِ الرَّحْمَةُ مَقْصُورَةً فَقَطْ عَلَى الْحَيَوَانِ؟ وَعَلَى حِسَابِ مَوْتِ النَّاسِ مِنَ الْجُوعِ وَالْعَطَشِ وَالْبَرْدِ الْقَارِسِ وَالْحُرُوبِ الْمُدَمِّرَة؟ فَمَا هِيَ هَذِهِ الطَّامَّةُ وَ الْمُصِيبَةُ الْكُبْرَى؟ هَلْ تَتَبَجَّحُونَ وَتَتَفَاخَرُونَ بِرَحْمَةِ جِحَا؟ هَلْ تَرْحَمُونَ الْحَيَوَانَ وَتَقْتُلُونَ الْاِنْسَان؟ هَلْ اَصْبَحَ مَقَامُ الْكَلْبِ عِنْدَكُمْ اَعْلَى مِنْ مَقَام ِالْاِنْسَانِ يَاخَنَازِيرَ الصُّلْبَان؟ اَسْاَلُ اللهَ اَنْ يَعَضَّكُمْ وَيُقَطِّعَكُمْ بِاَسْنَانِهِ وَيَرْمِيَكُمْ لِلْجِرْذَان؟ وَاَلَّا تَتَعَافَوْا مِنْ سُعَارِهِ وَلَا مِنْ سُعَارِ الْجِنْسِ الْمِثْلِيِّ اِلَى الْغِلْمَان؟ وَاَنْ يَكُونَ سُعَاراً قَاتِلاً يَجْعَلُكُمْ لَاهِثِينَ كَالْكِلَابِ حَتَّى تَتَقَطَّعَ اَنْفَاسُكُمْ وَتَزْهَقَ اَرْوَاحُكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ اِلَى جَحِيمِ النِّيرَان؟ اِنْ لَمْ تَدْخُلُوا الْاِسْلَامَ ؟الَّذِي يُعَلِّمُكُمْ اَوّلاً وَقَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ اَنّْ تَرْحَمُوا الْاِنْسَانَ قَبْلَ الْحَيَوَان؟نَعَمْ اَخِي اِنَّهُ شَرْعُ اللهِ الْاِسْلَامِيُّ الْمُتَوَازِنُ الَّذِي يَرْحَمُ الْحَيَوَانَ وَلَكِنْ بِحُدُود؟ وَيَحْتَرِمُ الْاِنْسَانَ لِاَنَّهُ اِنْسَانٌ فَقَطْ بَغَضِّ النَّظَرِعَنْ دِينِهِ وَطَائِفَتِهِ وَانْتِمَائِهِ اِلَى أيِّ حِزْبٍ اَوْ تَيَّارٍ فِكْرِيّ؟ نَعَمْ اَخِي؟ ثُمَّ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى{وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدَا(نَعَمْ اَخِي؟ اَلرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ سَيَشْهَدُ عَلَيْنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ اَنَّهُ بَلَّغَنَا الرِّسَالَةَ؟ وَاَدَّانَا الْاَمَانَةَ؟ وَنَصَحَنَا وَنَصَحَ الْاُمَّةَ؟ فَمَاذَا فَعَلْنَا بِهَذِهِ الرِّسَالَة؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ؟ وَاُخَاطِبُ الْجَمِيعَ الْآن؟ مَاذَا فَعَلْنَا بِهَذِهِ الرِّسَالَةِ الْآنَ؟ وَنَحْنُ لَانَرَى أيَّ اَخْلَاقٍ اِسْلَامِيَّةٍ عِنْدَ الْبَاعَةِ؟ وَلَاعِنْدَ الْمُشْتَرِينَ؟ وَلَاعِنْدَ السَّادَةِ؟ وَلَاعِنْدَ الْمَسْؤُولِينَ؟ وَلَاعِنْدَ الْكِبَارِ؟ وَلَاعِنْدَ الصِّغَارِ؟ وَلَاعِنْدَ الْفُقَرَاءِ؟ وَلَاعِنْدَ الْاَغْنِيَاء؟ وَكَاَنَّنَا لَانَنْتَسِبُ اِلَى هَذَا الدِّينِ بِشَيْءٍ اَبَداً؟ اِلَّا اِذَا مَاتَ مِنَّا اِنْسَان؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ نَتَذَكَّرُ الْقُرْآنَ؟ الَّذِي هَجَرْنَاهُ مِنْ قَدِيمِ الزَّمَان؟ حَتَّى اَنَّ النَّاسَ اَصْبَحُوا لَا يَشْعُرُونَ حِينَمَا يَسْمَعُونَ الْقُرْآنَ اِلَّا بِنَغْمَةِ الْمَوْتِ وَالْاَلْحَانِ الْجَنَائِزِيَّة؟ فَتَرَاهُمْ يَصْرُخُونَ بِاَعْلَى صَوْتِهِمْ عِنْدَ سَمَاعِ الْقُرْآنِ عَبْرَ مُكَبِّرَاتِ الصَّوْتِ فِي الْجَوَامِعِ وَفِي سَيَّارَاتِ دَفْنِ الْمَوْتَى شُو فِي شُو فِي ؟ مَيِّتْ فِي مَيِّتْ؟ نَعَمْ اَصْبَحْنَا نَرَى الْقُرْآنَ حَاضِراً دَائِماً عِنْدَ مُسْلِمِينَ{اَمْوَاتٌ غَيْرُ اَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ اَيَّانَ يُبْعَثُون(وَاَمَّا اَنْ نَرَى الْقُرْآنَ حَاضِراً فِي مَنْهَجِ حَيَاتِنَا وَلَوْ بِجُزْئِيَّةٍ صَغِيرَةٍ مِنْهُ{فَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُون(وَالْاَدْهَى مِنْ ذَلِكَ وَالْاَمَرّ؟ اَنَّنَا اَخِي اَصْبَحْنَا لَانَسْمَعُ اِلَّا الدَّعَوَاتِ الْخَبِيثَةَ كَاَصْحَابِهَا الْخُبَثَاءِ تَمَاماً؟ وَهُمْ يُنَادُونَ بِاَعْلَى اَصْوَاتِهِمْ؟ وَبِاَنْكَرَ مِنْ صَوْتِ الْحَمِير؟ مِنْ اَجْلِ فَصْلِ الدِّينِ عَنِ الْحَيَاة؟ نَعَمْ؟ اَلدِّينُ لَيْسَ لَهُ عَلَاقَةٌ بِالْحَيَاةِ عَلَى رَاْيِ هَؤُلَاء؟ بَلْ يَجِبُ اَنْ يَبْقَى فِي الْجَامِعِ وَفِي الْكَنِيسَة؟ وَاَنْ تُقْفِلَ عَلَيْهِ بِقِفْلِكَ وَمِفْتَاحِكَ اَخِي؟ وَاِيَّاكَ ثُمَّ اِيَّاكَ اَخِي؟ اَنْ تَسْمَحَ لِلدِّينِ اَنْ يَخْرُجَ مِنَ الْجَامِعِ اَوْ مِنَ الْكَنِيسَة؟ بَلْ دَعْهُ يَمُوتُ خَنْقاً فِيهِمَا؟ حَتَّى نَرْتَاحَ مِنْ قُيُودِ الْفَضِيلَةِ وَالشَّرَفِ وَالْعَفَافِ؟ الَّتِي يَكْتُمُ الدِّينُ عَلَى اَنْفَاسِنَا بِهَا؟ وَيَجْعَلُهَا تَتَقَطَّعُ حَتَّى نَخْتَنِقَ مِنْهَا؟ ثُمَّ دَعْنَا نَنْطَلِقُ اِلَى حُسَيْنِيَّاتِ عَفْواً اَقْصِدُ حَسْنَاوَاتِ الْاِبَاحِيّةِ الْمُطْلَقَةِ لِكُلِّ الْمُحَرَّمَاتِ؟ بِمَا فِيهَا مِنَ الْمُخَدِّرَاتِ وَالْاِجْرَامِ وَالْعُهْرِ وَالْفَسَادِ وَالدَّعَارَةِ؟ وَجَسَدِي مُلْكٌ لِي؟ وَلَيْسَ مَصْدَراً لِلشَّرَف؟ بَلْ هُوَ مَصْدَرٌ لِقَذَارَتِي الْجِنْسِيَّة؟ يَجْلِبُ اِلَيْهِ الْعَاهِرِينَ وَالْعَاهِرَاتِ؟ حَتَّى يُصْبِحَ مِرْحَاضاً؟ تُلْقَى فِيهِ جَمِيعُ الْقَاذُورَاتِ الْجِنْسِيَّةِ؟ اِيَّاكَ اَخِي اَنْ تَسْمَحَ لِلدِّينِ اَنْ يَخْرُجَ مِنْ اَجْوَاءِ الْجَامِعِ الرُّوحَانِيَّةِ؟ اَوْ مِنْ طُقُوسِ الْكَنِيسَةِ؟ نَحْنُ لَانُرِيدُهُ اَنْ يُلَطّفَ الْاَجْوَاءَ خَارِجَهُمَا اَبَداً؟ وَلَانُرِيدُهُ اَنْ يُنَظّمَ الْحَيَاةَ الْاِبَاحِيَّةَ الْفَوْضَوِيَّةَ الَّتِي نَعِيشُهَا بِخِسَّةٍ وَنَدَالَةٍ وَحَقَارَةٍ وَقَذَارَةٍ وَنَجَاسَةٍ وَوَسَاخَةٍ وَحَيَاةٍ دَنِيئَةٍ لَامَثِيلَ لَهَا؟ بَلْ هِيَ اَحْقَرُ مِنْ حَيَاةِ الْبَهَائِمِ وَالْخَنَازِير؟ اِيَّاكَ اَخِي؟ لِاَنَّ الدِّينَ يَجْلِبُ الطَّهَارَة؟ وَنَحْنُ لَانُرِيدُ اَنْ نَتَطَهَّرَ اَبَداً؟ بَلْ{اَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ؟ اِنَّهُمْ اُنَاسٌ يَتَطَهَّرُون( وَاَقُولُ لِهَؤُلَاء؟ هَلْ اَصْبَحَتِ الطَّهَارَةُ عِنْدَكُمْ جَرِيمَة؟ هَلْ اَصْبَحَتِ الْقَذَارَةُ عِنْدَكُمْ مِنَ الْاَخْلَاقِ الْحَضَارِيَّة؟ وَاللهِ مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْاَوَّلِينَ؟ وَلَا ِفي الْاَخْلَاقِ الصِّنَاعِيَّةِ؟ وَلَا الزِّرَاعِيَّةِ؟ وَلاَ التِّجَارِيَّةِ؟ وَلَا حَتَّى الْبُرُوجْوَازِيَّةِ وَ الِاشْتِرَاكِيَّةِ وَالشُّيُوعِيَّةِ وَالْعَلْمَانِيَّةِ؟ وَلَاحَتَّى الْمَاسُونِيَّة؟ قَاتَلَكُمُ الله؟ وَلَعْنَةُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ اَجْمَعِينَ اَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ الْاَوْغَادُ الْحُثَالَةُ الْاَقْذَار؟ اِنْ لَمْ تَتُوبُوا؟ لِاَنَّكُمْ وَبِسَبَبِكُمْ اَنْتُمْ؟ نَرَى الْمَصَائِبَ الَّتِي تَنْزِلُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ تَتْرَى؟ لِاَنَّهُمْ لَايَبْصُقُونَ فِي وُجُوهِكُمْ؟ وَلَايَنْهَالُونَ عَلَيْكُمْ ضَرْباً بِاَحْذِيَتِهِمْ؟ وَلِذَلِكَ نَرَى الشَّحْنَاءَ والبغضاء بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ بِسَبَبِكُمْ اَيُّهَا الشَّيَاطِين؟ وَبِسَبَبِ الْمُسْلِمِينَ اَيْضاً؟ لِاَنَّهمْ لَايُبْغِضُونَ مَا حَرَّمَهُ الله؟ بَلْ يَعْشَقُونَهُ مِنْ صَمِيمِ قُلُوبِهِمْ؟ وَلِذَلِكَ نَرَى مِنْ غَضَبِ الْمُنْتَقِمِ الْجَبَّارِ؟ مَايَمْحَقُ الْبَرَكَةَ وَيُلْغِيهَا مِنْ حَيَاتِنَا كُلَّهَا وَيَرْفَعُ الْاَسْعَار؟ بَلْ يَرْفَعُ سِعْرَ فَاتُورَةِ الْحِسَابِ الَّتِي عَلَى الْمُسْلِمِينَ جَمِيعاً اَنْ يَدْفَعُوا ثَمَنَهَا غَالِياً جِدّاً مِنْ دِمَائِهِمْ وَاَمْوَالِهِمْ وَاَعْرَاضِهِمْ؟ بِسَبَبِ كَثْرَةِ ذُنُوبِهِمْ وَمَعَاصِيهِمْ؟ نَعَمْ؟ هَلْ نَسِيتُمْ اَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ بِهَذِه ِالسُّرْعَةِ الْكَبِيرَة؟ كَمْ كُنْتُمْ تَتَّبِعُونَ عَوْرَاتِ النَّاسِ بِالثَّرْثَرَةِ وَالْغِيبَةِ وَالنَّمِيمَةِ وَالْقَذْفِ وَرَمْيِ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الشَّرِيفَاتِ الْعَفِيفَاتِ بِمَا هُنَّ مِنْهُ مِنَ الزِّنَى بَرِيئَات؟ هَلْ نَسِيتُمْ قَوْلَهُ تَعَالَى بِهَذِه ِالسُّرْعَةِ الْهَائِلَة{اِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم( وَحَتَّى الرِّجَالُ لَمْ يَسْلَمُوا مِنْ اَلْسِنَتِكُمُ الْقَذِرَة بِقَذْفِهِمْ بِتُهْمَةِ اللِّوَاط؟ وَحَتَّى الْمُصَلّينَ التَّائِبِينَ الَّذِينَ يَذْهَبُونَ اِلَى الْمَسَاجِدِ مِنْ اَجْلِ الصَّلَاةِ؟ فَاِنَّهُمْ اَيْضاً لَمْ يَسْلَمُوا مِنْ سُخْرِيَتِكُمْ وَاسْتِهْزَائِكُمْ فِي قَوْلِكُمْ لَهُمْ صَلِّ الْعِشَاء وَافْعَلْ مَاتَشَاء فَاَنْتَ تُنَجِّسُ الْجَامِعَ بِدُخُولِكَ اِلَيْه؟ بِاللهِ عَلَيْكُمْ؟ اَلَيْسَتْ جَرِيمَةُ هَذَا الصَّدِّ لِلتَّائِبِينَ عَنِ الْمَسَاجِدِ وَعَنْ دِينِ اللهِ؟ اَكْبَرُ مِنْ جَرِيمَةِ الْقَتْلِ عِنْدَ الله؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَالْفِتْنَةُ اَكْبَرُ مِنَ الْقَتْل(اَلَيْسَ اتِّهَامُكُمْ لِي بِاَنِّي اَقُولُ مَااَقُولُ فِي جَمِيعِ مُشَارَكَاتِي مِنْ اَجْلِ التَّقِيَّة؟ اَكْبَرُ مِنْ جَرِيمَةِ الْقَتْلِ عِنْدَ الله؟ وَمَاالَّذِي يَدْفَعُنِي اِلَى التَّقِيَّة؟ هَلْ اَنَا اَخَافُ مِنْكُمْ؟ اُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم؟ اَنَّ قَوْمِي النُّصَيْرِيِّينَ؟ هُمْ اَشَدُّ النَّاسِ اِجْرَاماً فِي الْعَالَمِ كُلّهِ؟ وَمَعَ ذَلِكَ لَااَخَافُ مِنْهُمْ؟ هَلْ نَسِيتُمْ بِهَذِهِ السُّرْعَةِ؟ اَنَّكُمْ كُنْتُمْ تُحَارِبُونَ اللهَ بِاَرْبَى الرِّبَا عَلَناً قَبْلَ اَنْ يُحَارِبَكُمْ بَشَّار؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اَرْبَى الرِّبَا عِنْدَ اللهِ هُوَ التَّطَاوُلُ عَلَى عِرْضِ الرَّجُلِ الْمُسْلِم(وَلِذَلِكَ لَاتَسْتَغْرِبُوا اَبَداً؟ وَلَاتَتَفَاجَؤُوا؟ اِذَا رَاَيْتُمْ اَعْرَاضَكُمْ تُنْتَهَكُ؟ فِي عُقْرِ دِيَارِكُمْ؟ لِاَنَّ رَسُولَ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَقُول[وَمَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ امْرِىءٍ مُسْلِمٍ(بِالْغِيبَةِ وَالثَّرْثَرَةِ وَالتَّطَاوُل ِعَلَى عِرْضِهِ بِلِسَانِهِ اَوْ عَيْنَيْهِ اَوْ فَرْجِهِ[تَتَبَّعَهُ اللهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ فِي بَيْتِهِ وَقَعْرِ دَارِه(نَعَمْ لَقَدْ حَلَّ مَا يَحِلُّ بِنَا؟ بِسَبَبِ رَفْضِنَا لِهَذَا الدِّينِ الْعَظِيم؟ حَتَّى اَصْبَحْنَا لَانَرْضَى اَنْ يَتَدَخَّلَ بِاَيِّ شَاْنٍ مِنْ شُؤُونِ حَيَاتِنَا؟ حَتَّى تَرَكَ عِنْدَنَا فَرَاغاً كَبِيراً؟ مَلَاَهُ شَيَاطِينُ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ فَوْراً؟ بِتَدَخُّلِهِمْ فِي الشَّارِدَةِ وَالْوَارِدَةِ مِنْ اُمُورِ حَيَاتِنَا؟ فَارْتَمَيْنَا فِي اَحْضَانِهِمْ؟ وَانْتَزَعُونَا بِالْقُوَّةِ؟ وَخَلَعُونَا مِنْ اَحْضَانِ دِينِنَا؟ خُلْعاً رِضَائِيّاً تَمَّ بِرِضَانَا؟ نَعَمْ تَمَّ بِرِضَانَا نَحْنُ وَشَغَفِنَا وَحُبِّنَا لِعَدُوِّنَا اِبْلِيسَ الَّذِي يُرِيدُ اَنْ يَخْنُقَنَا وَيَكْتُمَ اَنْفَاسَنَا فِي شَهِيقِ وَزَفِيرِ جَحِيمِ جَهَنَّمَ؟ بَعْدَ اَنْ خَنَقْنَا دِينَنَا بِاَيْدِينَا وَتَخَلَّصْنَا مِنْهُ وَحَكَمْنَا عَلَيْهِ بِالسَّجْنِ الْمُؤَبَّدِ فِي الْجَامِعِ اَوِ الْكَنِيسَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَكُلُّ هَذَا الْخِزْيِ وَالْعَارِ الَّذِي فَعَلْنَاهُ وَجَلَبْنَاهُ لِاَنْفُسِنَا؟ بِسَبَبِ عَدَاوَتِنَا الشَّدِيدَةِ لِهَذَا الدِّينِ الْعَظِيم؟ كُلُّ ذَلِكَ يُؤَثّرُ عَلَى رَابِطَتِنَا الِاجْتِمَاعِيَّةِ؟ وَيُؤَثّرُ اَيْضاً عَلَى رَابِطَتِنَا الثَّقَافِيَّة؟ وَيُؤَثّرُ عَلَى اَخْلَاقِنَا؟ وَيُؤَثّرُ عَلَى نُفُوسِنَا؟ وَيُؤَثّرُ عَلَى الصِّلَةِ فِيمَا بَيْنَنَا؟ فَمَتَى نَعُودُ اِلَى عُقُولِنَا؟ وَمَتَى نُدْرِكُ اَنَّهُ لَايُوجَدُ قَاسِمٌ مُشْتَرَكٌ وَاحِدٌ يَجْمَعُنَا اَبَداً اِلَّا هَذَا الدِّين بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{هُوَ الَّذِي اَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَاَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ؟ لَوْ اَنْفَقْتَ مَافِي الْاَرْضِ جَمِيعاً مَااَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ؟ وَلَكِنَّ اللهَ اَلَّفَ بَيْنَهُمْ( نَعَمْ اَيَّهَا الْاِخْوَة؟ عَلَيْنَا اَنْ نَعُودَ اِلَى عُقُولِنَا وَرُشْدِنَا؟ فَاِذَا عُدْنَا اِلَى عُقُولِنَا؟ فَلَابُدَّ اَنْ نَعُودَ اِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ فَلَايَبْغِي بَعْضُنَا عَلَى بَعْض؟ وَلَايَتَكَبَّرُ بَعْضُنَا عَلَى بَعْض؟ وَلَايَرَى الْغَنِيُّ نَفْسَهُ عَلَى الْفَقِير؟ وَلَايَحْقِدُ الْفَقِيرُ عَلَى الْغَنِيّ؟ وَلَايَرَى الْحَاكِمُ نَفْسَهُ عَلَى الْمَحْكُومِ؟ وَلَايَحْتَقِرُ الْمَحْكُومُ الْحَاكِمَ؟ وَلَا كَذَا وَلَا كَذَا؟ فَاِذَا عُدْنَا اِلَى هَذَا الْمَنْبَعِ الصَّافِي؟ حُلَّتْ كُلُّ الْمَشَاكِل؟ وَلِذَلِكَ لَيْسَ اَمَامَنَا اِلَّا حَلٌّ وَاحِدٌ لَاثَانِيَ لَهُ اَبَداً؟ وَهُوَ اَنْ نَعُودَ اِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى سَرِيعاً سَرِيعاً؟ لِنَعُودَ خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلنَّاس؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام؟ كَمْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ اِلَى ثَقَافَتِنَا الدِّينِيَّة؟ كَمْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ اِلَى التَّفَقُّهِ فِي دِينِنَا؟ كَمْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ اِلَى خُطَبِ الْجُمُعَةِ الَّتِي تُثَقّفُنَا دِينِيّاً؟ كَمْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ اِلَى دُرُوسِ الْعِلْمِ الَّتِي تُفَقّهُنَا فِي اُمُورِ دِينِنَا؟ وَمَعَ الْاَسَفِ؟ فَقَدْ جَافَيْنَا ثَقَافَتَنَا الدِّينِيَّةَ؟ وَجَافَيْنَا التَّفَقُّهَ فِي الدِّين؟ وَنَحْنُ حِينَمَا نَكُونُ مُتَوَازِنِينَ؟ فَاِنَّنَا نَعِيشُ حَيَاةَ التَّوَازُن؟ فَمَثَلاً اَلْاِسْلَامُ لَايُحَرِّمُ الرِّيَاضَة؟ وَلَكِنْ يُحَرِّمُ الْمُبَالَغَةَ فِيهَا؟ وَلَوْ قُلْنَا الْآنَ لِلنَّاسِ؟ هَلُمُّوا اِلَى مُبَارَاةٍ فِي كُرَةِ الْقَدَمِ؟ فَاِنَّكَ اَخِي تَرَى النَّاسَ زُرَافَاتٍ وَوِحْدَاناً؟ يَتَوَافَدُونَ اَوْ يُهْرَعُونَ مِنْ اَجْلِ حُضُورِهَا؟ وَاَمَّا اِذَا قُلْنَا لِلنَّاسِ؟ هَلُمُّوا اِلَى مُحَاضَرَةٍ دِينِيَّةٍ؟ اَوْ حَتَّى مُحَاضَرَةٍ ثَقَافِيَّةٍ؟ فَاِنَّكَ اَخِي تَجِدُ الْقَلِيلَ الْقَلِيلَ مَنْ يَحْضُرُهَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَالْمُصِيبَةُ الْكُبْرَى الَّتِي نَحْنُ وَاقِعُونَ فْيهَا الْآن؟ هِيَ مَايُسَمَّى بِقَتْلِ الْوَقْت؟ وَحَتَّى فِي رَمَضَان؟ فَاِنَّكَ اَخِي لَاتَسْمَعُ مِنَ النَّاسِ اِلَّا عِبَارَةَ هَلُمُّوا مِنْ اَجْلِ قَتْلِ الْوَقْتِ؟ فِي السَّهَرِ الْمُحَرَّمِ وَالْفَوْضَى وَعَدَمِ الْفَائِدَةِ؟ فِيمَا يُسَمَّى بِالْخِيَامِ الرَّمَضَانِيَّة؟ وَاَقُولُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاء؟ وَهَلْ اَنْتَ عِنْدَكَ الْوَقْتُ الْكَافِي؟ لِتَقُومَ بِمَا اَوْجَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ نَحْوَ رَبِّكَ؟ وَنَحْوَ نَفْسِكَ؟ وَنَحْوَ اُسْرَتِكَ؟ وَنَحْوَ مُجْتَمَعِك؟ وَهَلْ كَلَامُكَ عَنْ قَتْلِ الْوَقْتِ؟ هُوَ كَلَامٌ اِيمَانِيّ؟ مَعَاذَ اللهِ اَنْ تَكُونَ كَلِمَةُ قَتْلِ الْوَقْتِ كَلِمَةً اِيمَانِيَّة؟ اِنَّهَا الْكَلِمَةُ الَّتِي تَجْلِبُ الدَّمَار؟ حِينَمَا لَانَعْرِفُ لِلْوَقْتِ قِيمَتَه؟ فَاِذَا بِنَا قَدْ اَصْبَحْنَا جُثَّةً هَامِدَةً؟ مُلْقَاةً فِي الْقُبُورِ؟ بِسَبَبِ جَلْطَةٍ اَوْ سَكْتَةٍ قَلْبِيَّةٍ مُفَاجِئَةٍ مِنْ قَلْبِ الصِّحَّة؟ دُونَ اَنْ نُعْطِيَ الْوَقْتَ حَقَّه؟ بَلْ وَدُونَ اَنْ نُعْطِيَ اَحَداً حَقَّهُ اَيْضاً؟ فَعَلَيْنَا اَخِي اَنْ نَتَفَقَّهَ فِي دِينِنَا؟ وَحِينَمَا نَتَفَقَّهُ فِي دِينِنَا؟ فَسَنَرَى اَكْبَرَ مُتْعَةٍ؟ وَخَاصّةً حِينَمَا تَجْلِسُ اَخِي فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ تَعَالَى؟ لِتَتَفَقَّهَ فِي دِينِكَ؟وَتَتَثَقَّفَ ثَقَافَةً دِينِيَّةً حَقِيقِيَّة؟ وَهَذِهِ الثَّقَافَةُ تُسَاوِي كُلَّ مُتَعِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؟ وَاَمَّا اَنْ تَجْلِسَ اَخِي عَلَى الشَّدَّةِ؟ وَعَلَى الضَّامَا؟ وَعَلَى التَّدْخِينِ سَاعَتَيْنِ وَثَلَاثَ سَاعَاتٍ وَاَرْبَعَةٍ؟ فَاَيْنَ اَنْتَ مِنْ قَبْضَةِ الله؟ هَلْ تَسْتَطِيعُ الْهَرَبَ مِنْهَا وَالْاِفَلَات؟ وَمَا قِيمَتُكَ هُنَا اَخِي بِاللهِ عَلَيْك قُلْ لِي؟ هَلْ تَشْعُرُ بِقِيمَةِ نَفْسِك؟ اَيْنَ اَنْتَ فِي بَيْتِك؟ اَيْنَ اَنْتَ مَعَ اَهْلِكَ وَاَوْلَادِك؟ وَاَدْهَى مِنْ ذَلِكَ وَاَمَرّ؟ اَنَّ الْآبَاءَ وَالْاَوْلَادَ دَائِماً؟ يَشْتَكُونَ لِي مِنْ اَوْلَادِهِمْ؟ بِقَوْلِهِمْ عَنْ اَوْلَادِهِمْ؟ اَنَّهُمْ كَبِرُوا فَاَصْبَحُوا مَغْضُوبِين؟ وَاَقُولُ لِهَؤُلَاءِ الْآبَاءِ وَالْاُمَّهَات؟ وَلَانُرِيدُ اَنْ يَتَجَرَّاَ الْاَوْلَادُ عَلَى آبَائِهِمْ وَاُمَّهَاِتِهِمْ؟ حَتَّى لَايَبُوؤُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ مِنَ الْمُنْتَقِمِ الْجَبَّارِ شَدِيدِ الْعِقَابِ سُبْحَانَه؟ وَلَكِنْ مَاذَا اَسْتَطِيعُ اَنْ اَفْعَل؟ هَلْ اَبْقَى سَاكِتَةً اِلَى الْاَبَد؟ هَلْ اُخْفِي الْحَقِيقَةَ الْمُرَّةَ عَنِ النَّاس؟ هَلْ اُخْفِيهَا عَنْ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ اِلَى الْاَبَد؟ وَهِيَ اَنَّهُمْ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ مُخَلَّدِينَ فِيهَا اِلَى اَبَدِ الْآبِدِينَ؟ حَتَّى يَفْهَمَهَا النَّصَارَى جَيِّداً اِذَا مَاتُوا عَلَى دِينٍ غَيْرِ دِينِ الْاِسْلَامِ السُّنِّي ؟وَاَقُولُ دِينُ الْاِسْلَامِ السُّنِّي؟ لِاَنَّ كُلَّ مَنْ يُخَالِفُ اَهْلَ السُّنَّةِ مِنْ بَقِيَّةِ الطَّوَائِفِ كَالشِّيعَةِ وَقَوْمِي النُّصَيْرِيِّينَ فَهُوَ ضَلَالَةٌ وَبِدْعَةٌ وَكُفْرٌ وَزَنْدَقَةٌ وَدَجَلٌ ؟ وَالضَّلَالَةُ وَصَاحِبُهَا فِي نَارِ جَهَنَّم؟ فَلَابُدَّ اِذاً اَيُّهَا الْاِخْوَةُ مِنْ قَوْلِ الْحَقِيقَةِ مَهْمَا كَانَتْ مُرَّة؟ وَهِيَ اَنَّكُمْ اَنْتُمْ اَيُّهَا الْآبَاءُ وَالْاُمَّهَات؟ نَعَمْ اَنْتُمُ السَّبَبُ فِي جَعْلِ اَوْلَادِكُمْ مَغْضُوبِينَ؟ لِاَنَّكُمْ اَهْمَلْتُمُوهُمْ؟ وَاَهْمَلْتُمْ شَاْنَهُمْ وَتَرْبِيَتَهُمْ تَرْبِيَةً اِسْلَامِيَّةً صَحِيحَة؟ فَاَنْتَ اَيُّهَا الْاَبُ مَطْلُوبٌ مِنْكَ اَنْ تُخَصِّصَ وَقْتاً كَافِياً مِنْ اَجْلِ الْجُلُوسِ عَلَى طَاوِلَةِ الْقِمَارِ وَاللَّعِبِ؟ اَمْ مِنْ اَجْلِ اِرْشَادِ اَوْلَادِكَ؟ يَااَخِي حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ لَدَيْكَ اَعْمَالٌ مَادِّيَّةُ تَجْلِبُ لَكَ مِنَ الْاَرْبَاحِ الْهَائِلَةِ مِنْ اَجْلِ تَاْمِينِ مُسْتَقْبَلِ اَوْلَادِكَ فِي الدُّنْيَا؟ فَمَاذَا يَنْفَعُكَ اِذَا كُنْتَ اَنْتَ وَاَوْلَادُكَ وَقُوداً لِنَارِ جَهَنَّمَ؟ بِسَبَبِ اِهْمَالِكَ لِمُسْتَقْبَلِهِمْ وَمُسْتَقْبَلِكَ وَمَصِيرِكَ وَمَصِيرِهِمْ فِي الْآخِرَة؟ اَيْنَ اَنْتَ مِنَ الْمَحْظُورِ الْهَائِلِ الْمُخِيفِ الْمُرْعِبِ وَالْقَاصِمِ لِظَهْرِكَ وَظَهْرِ اَوْلَادِكَ وَظَهْرِ اُمِّهِمْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا اَنْفُسَكُمْ وَاَهْلِيكُمْ نَاراً؟ وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ؟ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ؟ لَايَعْصُونَ اللهَ مَااَمَرَهُمْ؟ وَيَفْعَلُونَ مَايُؤْمَرُون(اَيْنَ اَنْتَ مِنْ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام [عَلّمُوا اَوْلَادَكُمْ وَبَنَاتِكُمْ سُورَةَ النُّوِرِ وَمَعَانِيَهَا وَتَفْسِيرَهَا وَاَحْكَامَهَا الْفِقْهِيَّة؟ وَكَيْفَ سَتُعَلّمُ اَوْلَادَكَ سُورَةَ النُّورِ وَاَنْتَ لَاتَفْقَهُ شَيْئاً مِنْ سُورَةِ النُّور؟ وَفَاقِدُ الشُّيْءِ لَايُعْطِيهِ لِاَوْلَادِهِ وَلَالِغَيْرِهِمْ؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تَتَعَلَّمَهَا اَنْتَ اَوّلاً؟ ثُمَّ تُعَلّمَهَا لِاُمِّهِمْ حَتَّى تُعَلّمَهُمْ اِيَّاهَا؟ لِاَنَّ فِيهَا آدَاباً اجْتِمَاعِيَّةً تَمْنَعُ اَوْلَادَكَ غَالِباً اَنْ يَكُونُوا مَغْضُوبِينَ؟ بَلْ يُصْبِحُونَ مَرْضِيِّينَ لِرَبِّهِمْ وَلِرَسُولِهِمْ وَلِاَبِيهِمْ وَاُمِّهِمْ بِاِذْنِ الله؟ وَمَعَ الْاَسَفِ؟ فَاِنَّكَ اَخِي تَرَى اَكْثَرَ النَّاسِ فِي هَذِهِ الْاَيَّام؟ يَفْقَهُونَ مِنْ عِلْمِ التَّجْوِيدِ وَالْقِرَاءَاتِ الْعَشْرِ الْمُتَوَاتِرَةِ؟ وَيَتَبَاهَوْنَ بِذَلِكَ وَيَتَفَاخَرُونَ بِهِ اَمَامَ النَّاسِ لِغَيْرِ وَجْهِ الله؟ وَلَكِنَّكَ اِذَا سَاَلْتَهُمْ عَنْ تَفْسِيرِ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ اَوْ حُكْمٍ فِقْهِيٍّ اَوْ شَيْءٍ يَتَعَلَّقُ بِفِقْهِ عَقِيدَةِ التَّوْحِيدِ؟ فَاِنَّهُمْ لَايَفْقَهُونَ مِنْهُ شَيْئاً اَبَداً؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذَا الْجَهْلِ فِي الدِّينِ الَّذِي وَصَلْنَا اِلَيْهِ؟ وَالَّذِي عَمَّ وَطَمَّ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ تَعَالَى؟ وَهُوَ الَّذِي اَوْصَلَنَا اِلَى هَذَا الْبَلَاءِ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ؟ حَتَّى اَصْبَحْنَا يَقْتُلُ بَعْضُنَا بَعْضَا؟؟؟ نَعَمْ اَخِي؟ اَللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَخْتَبِرُنَا بِالتَّكْلِيفِ؟ لِيُظْهِرَ مَافِي مَكْنُونِ اَنْفُسِنَا عَلَى حَقِيقَتِه؟ وَاللهُ تَعَالَى يَعْلَمُ ذَلِكَ مِنَّا مُسْبَقاً؟ وَلَيْسَ بِحَاجَةٍ اَنْ يَعْلَمَ اِلَّا مِنْ اَجْلِ ظُهُورِ كُلِّ اِنْسَانٍ مِنَّا عَلَى حَقِيقَتِهِ؟ لِيُحَاسِبَهُ حِسَاباً عَادِلاً لِمَنْ يَسْتَحِقّهُ؟ اَوْ حِسَاباً فِيهِ شَيْءٌ مِنَ الْاِحْسَانِ لِمَنْ يَسْتَحِقُّهُ اَيْضاً؟ عَلَى اَسَاسِ حُرِّيَّةِ الِاخْتِيَارِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ الَّتِي اَعْطَاهَا اللهُ لِهَذَا الْاِنْسَان؟ وَاِلَّا فَاِنَّهُ سُبْحَانَهُ فِي الْاَصْلِ{يَعْلَمُ السِّرَّ وَاَخْفَى(مِنَ السِّرِّ وَلَوْ كَانَ دَبِيبَ النَّمْلِ؟ وَلِذَلِكَ يَقُولُ سُبْحَانَه{وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا اِلَّا لِنَعْلَم(وَاَقُولُ لَكَ اَخِي وَفَكِّرْ مَعِي جَيِّداً؟ اَنَّهُ قَبْلَ الِابْتِلَاءِ وَالِاخْتِبَار؟ اَمَا كَانَ اللهُ يَعْلَم؟ بَلَى كَانَ يَعْلَمُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَاِنَّمَا يُرِيدُ سُبْحَانَهُ هُنَا اَنْ يُظْهِرَ مَكْنُونَاتِ النُّفُوسِ وَخَفَايَاهَا؟ لِيَتَرَتَّبَ الثَّوَابُ وَالْعِقَابُ عَلَى مَا ظَهَرَ مِنَ الْاِنْسَان؟ وَهَذَا هُوَ مُقْتَضَى الْعَدَالَةِ الَّتِي اَلْزَمَ اللهُ بِهَا نَفْسَهُ اِنْ صَحَّ التَّعْبِيرُ؟ قَبْلَ اَنْ يُلْزِمَنَا اِيَّاهَا؟ فَاِذَا كَانَ قَاضِي الدُّنْيَا يَعْلَمُ مَنْ هُوَ الْقَاتِلُ الَّذِي قَتَلَ اِنْسَاناً مَا؟ بَلْ رَآهُ بِعَيْنَيْهِ يَطْعَنُهُ بِسِلَاحٍ مَا اَوْ يَخْنُقَهُ حَتَّى اَزْهَقَ رُوحَه؟ فَهَلْ يَجُوزُ لِلْقَاضِي هُنَا اَخِي اَنْ يَحْكُمَ عَلَى الْقَاتِلِ بِعِلْمِهِ الْمُجَرَّدِ وَمِنْ دُونِ وُجُودِ الشُّهُودِ اَوِ الْاَدِلَّةِ الْقَطْعِيَّة؟ بَلْ لَايَجُوزُ لَهُ اَنْ يُنَصِّبَ مِنْ نَفْسِهِ قَاضِياً فِي هَذِهِ الْقَضِيَّة اَيْضاً؟ وَاِنَّمَا يُنَصِّبُ مِنْ نَفْسِهِ شَاهِدَ اِثْبَاتٍ اَوْ نَفْيٍ؟لِاَنَّهُ رُبَّمَا يَكُونُ مُتَوَهِّماً اَنَّ هَذَا هُوَ الْقَاتِلُ لِمُجَرَّدِ اَنْ رَآهُ مَوْجُوداً فِي مَكَانِ الْجَرِيمَةِ وَهُوَ مِنْهَا بَرِيء وَالْقَاتِلُ اِنْسَانٌ آخَر وَلَكِنَّ الْاَمْرَ اخْتَلَطَ عَلَى الْقَاضِي فَظَنَّ اَنَّهُ هُوَ الْقَاتِلُ لَا ذَاكَ؟ فَاِذَا كَانَ لَايَجُوزُ ذَلِكَ لِقَاضِي الدُّنْيَا بِمُقْتَضَى الْعَدَالَةِ الْمَطْلُوبَةِ فِي الْوُصُولِ اِلَى حَقِيقَةِ الْمُتَّهَمِ بِالْقَتْلِ هَلْ هُوَ مُذْنِب اَوْ غَيْر مُذْنِب؟ فَكَيْفَ يَجُوزُ لِقَاضِي الْقُضَاةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اَنْ يَحْكُمَ عَلَى عِبَادِهِ بِعِلْمِهِ الْمُجَرَّدِ وَمَا ظَهَرُوا عَلَى حَقِيقَةِ اِجْرَامِهِمْ بَعْد؟ بَلْ كَيْفَ يَجُوزُ لَهُ اَنْ يَحْكُمَ عَلَيْهِمْ سُبْحَانَهُ بِقَانُونِ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ وَلَمْ يَظْهَرُوا عَلَى حَقِيقَتِهِمْ بَعْدُ اَيْضاً؟ وَكَيْفَ يَسْرِي مَفْعُولُ الْعَدَالَةِ فِي مَحْكَمَةِ قَاضِي الدُّنْيَا وَلَايَسْرِي فِي مَحْكَمَةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ سُبْحَانَه؟ فَاِذَا اَنْكَرَ الْمُجْرِمُ جَرِيمَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَطَلَبَ مِنَ اللهِ شُهُوداً عَلَى جَرِيمَتِهِ{فَكَفَى بِاللهِ شَهِيدَا(فَاِذَا اعْتَرَضَ الْمُجْرِمُ عَلَى اللهِ بِقَوْلِهِ يَارَبّ اَنْتَ قَاضِي الْقُضَاة؟ فَكَيْفَ سَتَحْكُمُ عَلَيَّ بِمُجَرَّدِعِلْمِكَ فِي دُنْيَا لَمْ يَكُنْ قَضَاؤُكَ فِيهَا قَضَاءً مُبْرَماً فِي كُلِّ شَيْء؟ بَلْ كَانَ فِيهِ حُرِّيَّةُ اخْتِيَارٍ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْاَشْيَاء؟ وَكَيْفَ سَاَكْتَفِي بِشَهَادَتِكَ وَحْدَكَ مِنْ اَجْلِ تَحْقِيقِ الْعَدَالَة؟ وَاَنْتَ لَمْ تَكْتَفِ يَارَبّ اِلَّا بِشَهَادَةِ اَرْبَعَةٍ مِنَ الشُّهُودِ وَعَلَى مُسْتَوَى جَرِيمَةٍ قَابِلَةٍ لِلتَّوْبَةِ كَالزِّنَى؟ فَكَيْفَ سَاَكْتَفِي بِشَاهِدٍ وَاحِدٍ عَلَى مُسْتَوَى جَرِيمَةٍ مِتُّ عَلَيْهَا وَقَدْ اَصْبَحَتْ غَيْرَ قَابِلَةٍ لِلتَّوْبَةِ كَالْاِشْرَاكِ بِك؟ فَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى؟ وَهَلْ تَرْضَى بِشُهُودٍ عَلَيْكَ مِنْ نَفْسِك؟ فَيَقُولُ الْمُجْرِمُ الْكَافِرُ نَعَمْ؟ فَمَاذَا يَحْدُثُ بَعْدَ ذَلِك {حَتَّى اِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَاَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون؟ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُّمْ عَلَيْنَا؟ قَالُوا اَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي اَنْطَقَ كُلَّ شَيْء( وَهَذِهِ مَسْاَلَة؟ وَاَمَّا الْمَسْاَلَةُ الْاُخْرَى؟ فَاِنِ احْتَجَّ الْكَافِرُ عَلَى اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقَوْلِهِ يَارَبّ؟ كَيْفَ تُرِيدُ مِنِّي اَنْ اَكُونَ عَادِلاً غَيْرَ ظَالِمٍ مُحْسِناً غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ وَلَا اَثِيمٍ؟ وَلَمْ تُعْطِنِي مَسَاحَةً كَافِيَةً وَاسِعَةً مِنْ حُرِّيَّةِ الِاخْتِيَارِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرّ؟ فَيَقُولُ اللهُ خَسِئْتَ يَا لَئِيم؟ فَاِنِّي لَمْ اَجْعَلْ لِاَحَدٍ عَلَيْكَ سَبِيلاً؟ حَتَّى الشَّيْطَان لَمْ اَجْعَلْ لَهُ عَلَيْكَ سَبِيلاً؟ وَلَمْ اَسْمَحْ لَهُ اَنْ يَضْغَطَ عَلَيْكَ اَبَداً اَوْ يَتَدَخَّلَ فِي حُرِّيَّةِ الِاخْتِيَارِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ الَّتِي اَعْطَيْتُكَ اِيَّاهَا بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْاَمْرُ اِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ؟ وَوَعَدْتُّكُمْ فَاَخْلَفْتُكُمْ؟ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ؟ اِلَّا اَنْ دَعَوْتُكُمْ؟ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي؟ فَلَا تَلُومُونِي؟ وَلُومُوا اَنْفُسَكُمْ( ثُمَّ يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَه؟ وَلَقَدْ اَعْطَيْتُ لِنَفْسِي مَسَاحَةً هَائِلَةً لَاحُدُودَ لَهَا مِنْ حُرِّيَّةِ الِاخْتِيَارِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرّ؟ وَالَّتِي تَسْمَحُ لِي بِاِبَاحِيَّةٍ هَائِلَةٍ لَاحُدُودَ لَهَا اَيْضاً مِنَ الشَّرِّ بِجَمِيعِ اَنْوَاعِهِ بِمَا فِيهِ مِنْ قَتْلٍ وَاِجْرَامٍ وَاَكْلٍ لِاَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ{وَلَوْ اَرَدْنَا اَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا اِنْ كُنَّا فَاعِلِين؟ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَاِذَا هُوَ زَاهِق( وَمَنْ هَذَا الْاَحْمَقُ الَّذِي يَسْتَطِيعُ اَنْ يَقِفَ فِي وَجْهِي وَيَمْنَعَنِي مِنْ مُمَارَسَةِ الشَّرِّ وَالظُّلْمِ وَالْعُدْوَانِ عَلَى عِبَادِي لَوْ اَرَدْتُّهُ وَاَنَا عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير وَاَحْمِلُ مِنَ الْخَوَارِقِ وَالْمُعْجِزَاتِ مَا يَشِيبُ مِنْهُ الطّفْلُ الرَّضِيع{وَاِنَّمَا اَمْرُهُ اِذَا اَرَادَ شَيْئاً اَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون( وَمَعَ ذَلِكَ كُلِّهِ لَمْ اَفْعَلْ مِنْ ذَلِك شَيْئاً؟ وَلَمْ اَقُمْ بِاسْتِغْلَالِ حُرِّيَّةِ اخْتِيَارِي اَبْشَعَ اسْتِغْلَالٍ كَمَا فَعَلْتُمْ اَنْتُمْ؟ وَاِنَّمَا{كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَة[يَاعِبَادِي اِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي؟ وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّماً فَلَا تَظَالَمُوا[اِنَّ اللهَ قَدْ كَتَبَ الْاِحْسَانَ فِي كُلِّ شَيء{فَيَا اَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَاتَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ؟ اِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَاكُنْتُمْ تَعْمَلُون( وَلِذَلِكَ{مَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا اِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ؟ وَاِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً اِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى الله(وَيَقُولُ الْعُلمَاءُ؟ اِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ هُنَا هِيَ اَوَّلُ نَسْخٍ حَصَلَ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيم؟ حَيْثَ نَسَخَ اللهُ الصَّلَاةَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ بِمَعْنَى اَلْغَاهَا هُنَاكَ وَاَثْبَتَهَا فِي بَيْتِ اللهِ الْحَرَام؟ بِمَعْنَى اَمَرَ بِهَا وَاَقَرَّهَا في البيت الحرام؟ وَهَذَا اَوَّلُ نَسْخٍ حَدَثَ فِي الشَّرِيعَةِ الْاِسْلَامِيَّة؟ وَذَلِكَ حَتَّى يُعَلّمَنَا اللهُ بِهَذَا النَّسْخِ دَرْساً قَوِيّاً؟ وَهُوَ اَنَّهُ لَايَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ اَنْ يَرْجِعَ اِلَى الْوَرَاءِ؟ وَاِنَّمَا هُوَ دَائِماً فِي تَقَدُّم؟ وَكَمَا يُقَال لَاخُطْوَةَ اِلَى الْوَرَاء؟ فَاَنْتَ اَخِي تَسِيرُ فِي طَرِيقٍ تَعْلَمُ اَنَّهُ طَرِيقُ الْحَقِّ وَالِاسْتِقَامَة؟ فَاِيَّاكَ اَنْ تَتَرَاجَعَ عَنْه؟ وَلَايَمُوتُ حَقٌّ وَرَاءَهُ مُطَالِبٌ اَبَداً يَااَيُّهَا الشَّعْبُ السُّورِيُّ الْمُؤْمِنُ الْعَظِيم؟ وَيَكْفِيكُمْ عِزَّةً اِيمَانِيَّةً وَفَخْراً وَثِقَةً بِاَنْفُسِكُمْ اَنَّكُمْ عَلَى الْحَقّ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[لَاتَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ اُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ قَائِمِينَ لَايَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَهُمْ بِالشَّام( وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْجِهَادَ مُعْلَنٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الشَّرِيف؟ وَلَسْتُمْ بِحَاجَةٍ اِلَى اِعْلَانِ الْجِهَادِ مِنْ اَحَد؟ ثُمَّ يَقُولُ سُبْحَانَهُ{وَمَاكَانَ اللهُ لِيُضِيعَ اِيمَانَكُمْ(وَنُتَابِعُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ اَخِي اَيْضاً مَعَ حَمْلَةِ التَّشْوِيشِ الَّتِي كَانَ يَقُودُهَا اَهْلُ الْكِتَابِ مَدْعُومِينَ بِالْمُنَافِقِينَ وَكُفَّارِ قُرَيْش ضِدَّ الْمُسْلِمِين؟ وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ اَنَّ هُنَاكَ مِنَ النَّاسِ مَنِ افْتَعَلَ هَذَا التَّشْوِيشَ عَنْ حُسْنِ نِيَّة؟ بِسَبَبِ جَهْلِهِمْ وَحُبِّهِمْ لِلِاطّلَاعِ وَالْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ؟ فَقَالُوا يَارَسُولَ الله مَابَالُ اَقْوَامِنَا الَّذِينَ كَانُوا يَتَّجِهُونَ بِصَلَاتِهِمْ اِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَمَاتُوا قَبْلَ التَّوَجُّهِ اِلَى بَيْتِ اللهِ الْحَرَام؟ وَهَذَا التَّشْوِيشُ اَخِي كَانَ لِلْيَهُودِ وَالْمُنَافِقِينَ مِنْهُ النَّصِيبُ الْاَكْبَرُ الَّذِي افْتَعَلُوهُ حِقْداً عَلَى الْاِسْلَامِ وَاَهْلِهِ؟ فَنَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَمَاكَانَ اللهُ لِيُضِيعَ اِيمَانَكُمْ( وَهَلْ تَدْرِي اَخِي مَامَعْنَى الْاِيمَانُ هُنَا فِي هَذِهِ الْآيَة؟ اِنَّهُ الصَّلَاة؟ نَعَمْ مَعْنَاهُ الصَّلَاةُ اِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ وَالَّتِي لَنْ يُضِيعَ اللهُ ثَوَابَهَا عَلَى الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ مَاتُوا وَلَمْ يَتَسَنَّ لَهُمْ اَنْ يَتَّجِهُوا اِلَى بَيْتِ اللهِ الْحَرَام؟ لِاَنَّهُمْ كَانُوا غَيْرَ مُكَلَّفِينَ بِاَمْرٍ اِلَهِيٍّ لَمْ يَصْدُرْ بَعْدُ فِي الِاتِّجَاهِ اِلَيْه؟ فَانْظُرْ اَخِي يَرْحَمُكَ اللهُ بَعْدَ ذَلِكَ اِلَى قِيمَةِ الصَّلَاة؟ وَكَمْ لَهَا مِنَ هَذِهِ الْقِيمَةِ؟ وَكَمْ اَخَذَ تَحْوِيلُ الْقِبْلَةِ مِنْ آيَاتٍ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ؟ مِنْ اَجْلِ التَّنْبِيهِ اِلَى قِيمَةِ الصَّلَاةِ عِنْدَ الله؟ نَعَمْ اَخِي؟ اِنَّهَا فَرِيضَة الصَّلَاةِ الَّتِي لَاتُوجَدُ فَرِيضَةٌ مِنَ الْفَرَائِضِ تُسَاوِيهَا اَوْ تَعْدِلُهَا اَبَدا؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّ السَّعِيدَ حَقّاً هُوَ مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا بِوَقْتِهَا وَبِمَظْهَرِهَا وَبِرُوحِهَا وَبِحَقّهَا وَبِخُشُوعِهَا وَلَمْ يُضَيِّعْهَا بِاتِّبَاعِ شَهَوَاتِهِ وَاَهْوَائِه؟ وَاِنَّ الشَّقِيَّ بَلْ هُوَ مِنْ اَشْقَى الْاَشْقِيَاءِ؟ مَنْ تَرَكَ هَذِهِ الْفَرِيضَة؟ لِاَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ اهْتَمَّ اهْتِمَاماً كَبِيراً جِدّاً وَمُبَالَغاً فِيهِ جِدّاً بِجُزْئِيَّةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ جُزْئِيَّاتِهَا وَهُوَ التَّوَجُّهُ اِلَى الْقِبْلَةِ وَهُوَ شَرْطٌ مِنْ شُرُوطِ صِحَّةِ الصَّلَاة؟ وَقَدْ اَخَذَ الِاهْتِمَامُ بِهَذِهِ الْجُزْئِيَّةِ هَذِهِ الْاَهَمِّيَّةَ الْكُبْرَى مِنَ الْآيَةِ رَقْم142 اِلَى الْآيَة رَقْم 152 فِي صَفْحَةٍ طَوِيلَةٍ فِي اَفْضَلِ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ كُلّهِ وَاَطْوَلِهَا وَهِيَ سُورَةُ الْبَقَرَة؟ بَلْ فِيهَا اَطْوَلُ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ كُلِّهِ وَهِيَ آيَةُ الْمُدَايَنَة؟ بَلْ فِيهَا اَفْضَلُ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ كُلّهِ وَهِيَ آيَةُ الْكُرْسِيّ؟ فَمَا بَالُكَ اَخِي بِبَقِيَّةِ جُزْئِيَّاتِهَا؟ وَمَابَالُكَ وَقَدْ اَكَّدَ عَلَيْهَا وَعَلَى الزَّكَاةِ اَكْثَرَ مِنْ ثَمَانِينَ مَرَّةً فِي الْقُرْآنِ بِقَوْلِهِ{وَاَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاة( بَلْ جَعَلَ سُبْحَانَهُ تَرْكَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ عَلَى رَاْسِ قَائِمَةِ فَاتُورَةِ الْحِسَابِ وَفِي اَعْلَاهَا وَالَّتِي سَيَدْفَعُهَا الْمُجْرِمُونَ ثَمَناً بِاهِظاً جِدّاً مِنْ اَجْلِ حَرْقِهِمْ وَتَعْذِيبِهِمْ فِي جَحِيمِ جَهَنَّمَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَنْهُمْ فِي سُورَةِ الْمُدَّثّر{ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ؟ مَاسَلَكَكُمْ فِي سَقَر؟ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلّينَ؟ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِين(وَمَعَ ذَلِكَ وَالْعَيَاذُ بِالله؟ فَاِنَّنَا نَسْمَعُ قَوْلاً مُنْكَراً شَنِيعاً عَظِيماً جِدّاً مِنْ بَعْضِ النَّاسِ الْجُهَّالِ وَهُوَ قَوْلُهُمْ وَاللهِ الشِّي مَا بِصَّلَى وَكَمْ نَرَى مِنَ الْمُصَلّينَ الَّذِينَ لَاتَزِيدُهُمُ الصَّلَاةُ اِلَّا فَسَاداً عَلَى فَسَاد؟ وَاَقُولُ لِهَذَا وَاَمْثَالِهِ نَعَمْ؟ وَكَمْ نَرَى مِنّ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ اِلَى الْقُرْآنِ وَيَقْرَؤُونَهُ وَلَايَزِيدُهُمْ سَمَاعُهُ اِلَّا كُفْراً عَلَى كُفْر؟ بَلْ لَايُرِيدُونَهُ اَنْ يَتَدَخَّلَ فِي أيِّ جُزْئِيَّةٍ مِنْ حَيَاتِهِمْ مَهْمَا كَانَتْ صَغِيرَة بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَاهُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ؟ وَلَايَزِيدُ الظَّالِمِينَ اِلَّا خَسَارَا{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَاتَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُون؟ فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَاباً شَدِيداً؟ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ اَسْوَاَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُون؟ ذَلِكَ جَزَاءُ اَعْدَاءِ اللهِ النَّار( وَاَقُولُ لِهَذَا وَاَمْثَالِهِ اَيْضاً اَنْتَ جَاهِلٌ؟ وَاَنْتَ عَدُوُّ الدِّينِ مَعَ الْاَسَف؟ لِاَنَّ الصَّلَاةَ رُكْنٌ اَسَاسِيٌّ مِنْ اَرْكَانِ الْاِسْلَام؟ وَاَمَّا اِذَا لَمْ يَتَخَلَّقِ الْمُسْلِمُ بِاَخْلَاقِ الصَّلَاةِ وَآدَابِهَا خَارِجَ الْمَسْجِدِ وَلَمْ تُؤَثّرْ فِيهِ؟ فَهَذَا ذَنْبُهُ هُوَ وَلَيْسَ ذَنْبَ الصَّلَاة؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ عَنْ عِبَادِهِ فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيّ{اِنْ اَطَاعُونِي فَاَنَا حَبِيبُهُمْ؟ وَاِنْ عَصَوْنِي فَاَنَا طَبِيبُهُمْ( فَمِنَ الْجَائِزِ اَنَّ الطَّبِيبَ سُبْحَانَهُ يَصِفُ لَهُ الدَّوَاءَ وَلِكِنَّ الْمُصَلّي الْمَرِيضَ لَايَسْتَعْمِلُهُ حَسَبَ الْاِرْشَادَات ِالْمَطْلُوبَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر(وَمِنَ الْجَائِزِ اَنْ تَكُونَ اَجْهِزَةُ اسْتِقْبَالِ الْاَوَامِرِ الْاِلَهِيَّة وَالنَّوَاهِي عِنْدَهُ مَرِيضَة فِيهَا خَلَل؟ اَوْ مُعَطَلَة وَبِحَاجَةٍ اِلَى فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ جِدّاً مِنَ النَّقَاهَةِ وَالْعِلَاجِ؟ مِنْ اَجْلِ تَرْكِ الْاِدْمَانِ عَلَى مُخَدِّرَاتِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر الَّتِي يُزَيِّنُهَا عَدُوُّنَا الشَّيْطَانُ لِصَاحِبِهَا وَيَضْحَكُ عَلَيْهِ وَيَسْتَهْزِىءُ بِهِ وَيَسْخَرُ مِنْهُ وَيَسْتَخِفُّ بِعَقْلِهِ حَتَّى يَجْعَلُهُ سُلْطَانَ زَمَانِهِ فِي التَّكَيُّفِ مَعَهَا؟ فَكَيْفَ تُرِيدُ مِنْ هَذَا الْمُصَلّي اَنْ يَتَعَافَى مِنْ ذَلِكَ كُلّهِ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَضُحَاهَا؟ وَلْنَفْرِضْ اَنَّهُ لَمْ يَتَعَافَ مِنَ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ حَتَّى مَات؟ فَهَلْ يَكُونُ الذَّنْبُ عَلَى الطَّبِيبِ وَالصَّيْدَلَانِي الَّذِي يَصِفُ لَهُ الدَّوَاءَ وَيُرَكِّبُهُ؟ اَمْ يَكُونُ الذَّنْبُ عَلَيْهِ هُوَ بِسَبَبِ اسْتِهْتَارِهِ فِيمَا اَمَرَهُ اللهُ مِنَ الْحِفَاظِ عَلَيْهِ مِنْ صِحَّتِهِ وَاَخْلَاقِهِ وَعَقِيدَتِهِ وَدِينِه؟ بَلْ يَكُونُ الذَّنْبُ عَلَيْهِ هُوَ؟ لِاَنَّهُ اَسَاءَ اسْتِعْمَالَ الدَّوَاءِ طَوَالَ فَتْرَةِ الْعِلَاجِ الطَّوِيلَة وَلَمْ يَاْخُذْهُ بِانْتِظَام؟ وَكَيْفَ سَيَاْخُذُهُ بِانْتِظَامٍ وَاَنْتَ تُرِيدُ مِنْهُ اَنْ يَاْخُذَ الدَّوَاءَ دَفْعَةً وَاحِدَةً مُسْتَعْجِلاً شِفَاءَهُ مِنَ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ فِي يَوْمٍ وَلَيْلَة؟ هَلْ تُرِيدُ مِنْهُ اَنْ يَقْتُلَ نَفْسَهُ بِالدَّوَاءِ دَفْعَةً وَاحِدَة؟ اَمْ تُرِيدُهُ اَنْ يَاْخُذَ الدَّوَاءَ بِانْتِظَام مِنْ اَجْلِ اَنْ يَتَعَافَى مِنَ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ رُوَيْداً رُوَيْداً؟ كَيْفَ وَاَنْتَ تُرِيدُ مِنَ الْمُصَلّي اَنْ يُقْلِعَ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ دَفْعَةً وَاحِدَةً وَفِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ حَتَّى يَقْتُلَ نَفْسَهُ بِالتَّنَطُّعِ وَالتَّشَدُّدِ وَالتَّزَمُّتِ وَقَدْ هَلَكَ الْمُتَنَطّعُون؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ لَمْ يَنْفَعْ مَعَهُ اسْتِعْمَالُ الدَّوَاء؟ وَاَقُولُ لَكَ؟ مَاذَا لَوْ لَمْ يَنْفَعْ مَعَ الْمَرِيضِ الْمَيْؤُوسِ مِنْ حَالَتِهِ اسْتِعْمَالُ الدَّوَاء؟ هَلْ يَتَوَقَّفُ الطَّبِيبُ عَنْ اِعْطَائِهِ الدَّوَاءَ الْمُخَفّفَ مِنَ الْآلَامِ وَالْاَوْجَاعِ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَمُوتَ بِسَلَام؟ مَاذَا لَوْ لَمْ يَنْفَعِ اسْتِعْمَالُ الدَّوَاءِ مَعَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ الْمُحَارِبِينَ الْاَعْدَاء؟ هَلْ هُنَاكَ آيَةٌ فِي الْقُرْآن ِتَاْمُرُ بِالتَّوَقُّفِ عَنْ اِعْطَائِهِمْ دَوَاءَ الْاَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ بِالَّتِي هِيَ اَحْسَن؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى دَوَاءِ الْاَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ مِنْ اَجْلِ تَرْهِيبِ الْعَدُوِّ مِنْ عَذَابِ الله فِي كَلِمَاتٍ قَلِيلَةٍ فِي سُورَةِ الْاِنْسَان؟ وَمِنْ اَجْلِ تَرْغِيبِهِ بِالْجَنَّةِ اَيْضاً فِي كَلِمَاتٍ كَثِيرَةٍ فِي نَفْسِ السُّورَةِ وَمَا فِيهَا مِنْ نَعِيمٍ مُقِيم؟ اِنَّهُ اُسْلُوبُ التَّرْغِيبِ الَّذِي يَتَغَلَّبُ عَلَى اُسْلُوبِ التَّرْهِيبِ فِي هَذِهِ السُّورَة؟ اِنَّهَ الدَّوَاءُ الَّذِي اَمَرَنَا الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ بِاِعْطَائِهِ لِلْعَدُوِّ الْاَسِيرِ الْمُحَارِبِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْاِنْسَان بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ دِينِهِ؟ فَقَطْ لِاَنَّهُ اِنْسَان{اِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ؟ لَانُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَاشُكُورَا؟ اِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيرَا؟ فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ؟ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورَا؟ وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرَا(وَاَتْرُكُ لَكَ اَخِي بِقِيَّةَ الْكَلِمَاتِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ حَتَّى تَتَعَلَّمَ مِنْهَا تَغْلِيبَ التَّرْغِيبِ عَلَى التَّرْهِيبِ مِنْ اَجْلِ مُحَاوَلَةِ هِدَايَةِ الْعَدُوِّ الْاَسِير اِلَى الْحَقّ؟ وَاِيَّاكَ اَخِي اَنْ تَفْهَمَ مِنْ كَلَامِي اَنِّي لَا اَمِيلُ اِلَى التَّرْهِيب لَا؟ بَلْ هُوَ مَطْلُوبٌ عَلَى الْمُحَارِبِينَ الَّذِينَ لَمْ يَقَعُوا فِي الْاَسْرِ عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَاِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَاب؟ حَتَّى اِذَا اَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاق؟ فَاِمَّا مَنّاً بَعْدُ؟ وَاِمَّا فِدَاءً؟ حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ اَوْزَارَهَا( وَالْعَجِيبُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ اَخِي؟ اَنِّي كُلَّمَا قَرَاْتُهَا؟ لَااَفْهَمُ مِنْهَا اَبَداً اَنَّ هَدَفَ الْاِسْلَامِ هُوَ قَتْلُ الْاَعْدَاء؟ وَاِنَّمَا اَفْهَمُ مِنْهَا اَنَّ هَدَفَ الْاِسْلَامِ هُوَ تَاْدِيبُ الْاَعْدَاءِ فَقَطْ ؟ لَكِنْ اَحْيَاناً لَايَتْرُكُ لَنَا الْاَعْدَاءُ خَيَاراً يَحْفَظُ حَيَاتَنَا وَحَيَاتَهُمْ مَعاً اِلَّا اَنْ نُؤَدِّبَهُمْ مُضْطّرِّينَ بِالْقَتْلِ غَيْرِ الْمُسْرِف لهم حَتَّى نَحْمِيَ اَنْفُسَنَا مِنْ هُجُومِهِمْ وَوَحْشِيَّتِهِمْ وَغَدْرِهِمْ؟ لِاَنَّهُ لَوْ كَانَ هَدَفُ الْاِسْلَامِ هُوَ قَتْلُ الْاَعْدَاءِ الْمُحَارِبِينَ ظُلْماً؟ لَاَمَرَ بِاِبَادَتِهِمْ جَمِيعاً؟ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَاْمُرْ بِذَلِكَ؟ وَاِنَّمَا اَمَرَ بِالْاِحْسَانِ الْمُطْلَقِ اِلَى الْاَعْدَاءِ الْجَرْحَى وَالْاَسْرَى بِالْعِلَاجِ وَالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالْكَلَامِ الطَّيِّب؟ بَلْ لَايُرِيدُ اَنْ يُحَمِّلَهُمْ مِنَّةَ اَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِمْ اِلَّا مِنَّةَ وَجْهِ الْمَنَّانِ الْحَنَّانِ سُبْحَانَهُ وَاَعْيُنِهِ الَّتِي نَظَرَتْ اِلَيْهِمْ بِالرَّحْمَةِ كَمَا نَظَرَتْ اِلَى سَفِينَةِ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{تَجْرِي بِاَعْيُنِنَا( بَلْ لَايُريدُ شُكْراً مِنْهُمْ عَلَى مَايَعْتَبِرُهُ الْاِسْلَامُ وَاجِباً شَرْعِيّاً تِجَاهَهُمْ{لَانُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَاشُكُورَا( وَهَذا هُوَ بِالضَّبْط مَا جَعَلَ الْاِسْلَامَ يَدْخُلُ اِلَى قَلْبِي حَتَّى دَمَعَتْ عَيْنَايَ وَعَشِقْتُهُ مِنْ شِدَّةِ رَحْمَتِهِ وَتَسَامُحِهِ حَتَّى مَعَ الْعَدُوّ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنِّي لَااَمِيلُ اِلَى الِاقْتِصَارِ عَلَى التَّرْهِيبِ فَقَطْ دُونَ اسْتِعْمَالِ اُسْلُوبِ التَّرْغِيبِ حَتَّى مَعَ الْعَدُوِّ الْمُحَارِبِ الَّذِي لَمْ يَقَعْ فِي الْاَسْرِ وَلَوْعَبْرَ مُكَبِّرَاتِ الصَّوْتِ مَثَلاً وَدُونَ كَلَلٍ اَوْ مَلَل؟ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَاِنَّهُ مِنْ اَعْظَمِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَوْ لَمْ يَسْتَفِدْ شَيْئاً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{كُنْتُمْ خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَاْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر؟؟وَلِذَلِكَ لَادِينَ لِمَنْ لَاصَلَاةَ لَه؟ وَلْيَسْمَعِ الْجَمِيعُ هَذِهِ الْكَلِمَة؟ لَادِينَ لِمَنْ لَاصَلَاةَ لَهُ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ تَعَالَى؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ اِيمَانَكُمْ(وَنَفْهَمُ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ اَيْضاً؟ اَنَّهُ لَااِيمَانَ لِمَنْ لَاصَلَاةَ لَهُ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ اِيمَانَكُمْ(نَعَمْ اِسْتَمِعُوا يَامَنْ اَنْتُمْ فِي دَاخِلِ الْمَسْجِد؟ وَاسْتَمِعُوا يَامَنْ اَنْتُمْ فِي خَارِج ِالْمَسْجِدِ تَعْكُفُونَ عَلَى اَصْنَامٍ لَكُمْ وَرِجْسٍ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ مِنَ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَالْاَنْصَابِ وَالْاَزْلَام وَالْخَطِيبُ يَخْطُبُ الْجُمُعَةَ وَيُصَلّي بِالنَّاسِ وَاَنْتُمْ لَاهُونَ سَاهُونَ غَافِلُونَ عَمَّا يَنْتَظِرُكُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْاَلِيم؟ فَاسْتَمِعُوا عَبْرَ مُكَبِّرَاتِ الصَّوْتِ؟ عَسَى وَلَعَلَّ اَنْ تَعْمَلُوا بِقَوْلِهِ تَعَالَى{فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْاَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّور(وَاِذَا كَانَتْ وَمَازَالَتْ فِيكُمْ بَقِيَّةٌ مِنَ الْاِيمَانِ؟ فَاِنَّ اللهَ يُخَاطِبُكُمْ بِقَوْلِهِ { يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْاَنْصَابُ وَالْاَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون(نَعَمْ اَيُّهَا الْغَافِلُون؟ اِسْتَمِعُوا اِلَى رَبِّكُمْ فِي هَذِهِ الْآيَةِ وَهُوَ يُعَبِّرُ عَنِ الصَّلَاةِ بِتَعْبِيرِ الْاِيمَان؟ آهٍ ثُمَّ آهٍ ثًمَّ آه؟ وَيَاحَسْرَتَى عَلَى هَذَا الْوَضْعِ الْمُخْزِي الَّذِي وَصَلَ اِلَيْهِ الْمُسْلِمُون؟ حَتَّى اَنَّنِي اَرَى الْآنَ وَاَنَا فِي الْمَسْجِدِ فِي الْغُرْفَةِ الْخَاصَّةِ بِالنِّسَاءِ وَمِنْ نَافِذَتِهَا؟ مَنْ يُدَخِّنُ خَارِجَ الْمَسْجِدِ وَهُوَ مُسْتَنِدٌ بِظَهْرِهِ عَلَى جُدْرَانِهِ وَعَلَى ظَهْرِ الْجَامِعِ وَمِنْ اَمَامِ الْجَامِعِ وَهُوَ يَسْتَمِعُ اِلَى خَطِيبِ الْجُمُعَةِ عَبْرَ مُكَبِّرَاتِ الصَّوْتِ الْخَارِجِيَّةِ دُونَ اَنْ يُؤَثّرَ فِيهِ هَذَا الْكَلَامُ اَبَداً؟ لِمَاذَا اَيُّهَا الْمُسْتَهْتِرُ بِصِحَّتِهِ وَدِينِهِ لَاتُلْقِي سَمْعَكَ اِلَى خَطِيبِ الْجُمُعَةِ وَلَوْ دَقِيقَة؟ فَاِذَا كَانَ عَلَى خَطَاٍ فَوَاجِهْهُّ بِالدَّلِيلِ الْقَاطِعِ وَقُلْ لَهُ اَنْتَ عَلَى خَطَاْ؟ لِمَاذَا لَا تُلْقِي اِلَيْهِ سَمْعَكَ وَقَلْبَكَ اَيُّهَا الشَّقِيُّ وَهُوَ يَقُولُ لَك هَلِ السِّيجَارَةُ عِنْدَكَ اَفْضَلُ مِنَ الْحُضُورِ اِلَى دَاخِلِ بُيُوتِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ مَتَى سَنَرَاكَ تَسْتَمِعُ اِلَى خَطِيبِ الْجُمُعَةِ عَبْرَ مُكَبِّرَاتِ الصَّوْتِ الدَّاخِلِيَّةِ وَلَيْسَ الْخَارِجِيَّة؟ هَلِ الْجُلُوسُ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ وَفِي الْمَلَاهِي وَالْمَقَاهِي اَفْضَلُ عِنْدَكَ مِنَ الْجُلُوسِ فِي بُيُوتِ الله؟ فَيَا عَجَباً؟ هَلْ اَنْتَ مُسْلِمٌ اَوْ غَيْرُ مُسْلِم؟ اِذاً لِمَاذَا لَاتُصَلّي؟ اَلَا تُؤْمِنُ بِالْقُرْآنِ وَمَا وَرَدَ فِيهِ مِنْ اِعَادَةِ اَمْرِ اللهِ وَتَكْرَارِهِ اَكْثَرَ مِنْ ثَمَانِينَ مَرَّةً لَكَ وَلِغَيْرِكَ بِاِقَامَةِ الصَّلَاةِ وَاِيتَاءِ الزَّكَاة؟ وَاللهِ اِنَّ اَمْرَكَ لَعَجِيبٌ حَقّاً؟ هَلْ سَتَقُولُ لِي اَنَّكَ لَسْتَ مُسْلِماً؟ وَاَقُولُ لَكَ حَتَّى وَلَوْ لَمْ تَكُنْ مُسْلِماً وَالْعَيَاذُ بِالله؟ فَمَنْ قَالَ لَكَ اَنَّ كَنِيسَةَ النَّصَارَى الْمَسِيحِيِّينَ لَيْسَ فِيهَا صَلَاة؟ وَمَنْ قَالَ لَكَ اَنَّ الْيَهُودَ لَايُصَلُّون؟ وَمَنْ قَالَ لَكَ اَنَّهُ لَاتُوجَدُ صَلَاةٌ عِنْدَ الْبُوذِيِّينَ فِي الدِّيَانَاتِ الْاَرْضِيَّة؟ نَعَمْ فَلَايُوجَدُ دِينٌ سَمَاوِيٌّ وَلَا اَرْضِيٌّ؟ وَلَايُوجَدُ مِلَّةٌ مِنَ الْمِلَلِ اِلَّا وَ فِيهِ وَفِيهَا اَيْضاً صَلَاة؟ فَالَّذِي لَايُصَلّي هُوَ نَكِرَةٌ مَجْهُولٌ غَيْرُ مَعْرُوف؟ وَهُوَ نَغْمَةٌ شَاذَّةٌ جِدّاً فِي هَذَا الْكَوْن؟ لِاَنَّهُ لَايَنْتَسِبُ اِلَى أيِّ مِلَّةٍ مِنَ الْمِلَل؟ وَهَلْ تَدْرِي اَيُّهَا الْجَاهِلُ؟ اَنَّهُ لَوْلَا صَلَاةُ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فِي كَنَائِسِهِمْ؟ وَلَوْلَا الْجِزْيَةُ الَّتِي اَمَرَهُمُ اللهُ بِدَفْعِهَا؟ لَاَمَرَنَا سُبْحَانَهُ بِقِتَالِهِمْ وَقَتْلِهِمْ بِسَبَبٍ وَمِنْ دُونِ سَبَبٍ اَيْضاً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَاِنْ تَابُوا(عَنْ قِتَالِكُمْ{وَاَقَامُوا الصَّلَاةً وَآتَوُا الزَّكَاة(وَالزَّكَاةُ فِي حَقِّ الْمُسْلِمِين؟ وَالْجِزْيَةُ فِي حَقِّ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى{فَاِخْوَانُكُمْ فِي الدِّين(وَالْاُخُوَّةُ فِي الدِّينِ تَكُونُ فِي حَقِّ الْمُسْلِمِين فِيمَا بَيْنَهُمْ؟ وَالْاُخُوَّةُ الْاِنْسَانِيّةُ فِي حَقِّ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى مع المسلمين؟ فَهَيَّا يَااَخِي اِلَى الصَّلَاة؟ هَيَّا اِلَى بُيُوتِ اللهِ تَعَالَى؟ اَمَا تَخْشَى وَاَنْتَ الْآنَ تَلْهُو؟ وَمِنَ الْجَائِزِ اَنْ تَاْتِيَكَ سَكْتَةٌ قَلْبِيَّةٌ اَوْ جَلْطَةٌ قَلْبِيَّةٌ اَوْ دِمَاغِيَّةُ وَاَنْتَ تُدَخِّنُ لَاسَمَحَ الله؟ فَكَيْفَ سَتُقَابِلُ رَبَّك؟ وَهَلْ سَتَقُولُ لَهُ يَارَبّ لَقَدْ مِتُّ عَلَى مَعْصِيَتِك؟ اَمَا عَلِمْتَ اَنَّ كُلَّ اِنْسَانٍ مِنَّا يَبْعَثُهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ قَبْرِهِ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ؟ فَالشَّهِيدُ يُحْيِيهِ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَامَاتَ عَلَيْهِ مِنْ جُرُوحِهِ وَلَوْنُهَا لَوْنُ دَمٍ وَرِيحُهَا رِيحُ مِسْك؟ وَالَّذِي يَاْكُلُ الرِّبَا لَايَقُومُ مِنْ قَبْرِهِ اِلَّا مَجْنُوناً عَلَى صُورَةٍ مُرْعِبَةٍ مُخِيفَةٍ جِدّاً وَرَدَتْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اَلَّذِينَ يَاْكُلُونَ الرِّبَا لَايَقُومُونَ اِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطَهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسّ(وَهُوَ جُنُونُ الطَّمَعِ وَالْفَرَحِ بِالْمَالِ الْحَرَامِ الرِّبَوِيِّ الَّذِي يَجْلِبُ حَلَاوَةً شَيْطَانِيَّةً تَضْغَطُ عَلَى الْقَلْبِ بِقُوَّةٍ شَيْطَانِيَّةٍ هَائِلَةٍ تَجْعَلُهُ يَطِيرُ عَقْلُهُ مِنَ الْفَرَحِ وَتَجْلِبُ لَهُ السَّكْتَةَ الْقَلْبِيَّةَ وَمَوْتَ الْفَرْحَة؟ فَاِذَا بِرُوحِهِ تَطِيرُ اَيْضاً اِلَى عَذَابِ خَالِقِهَا؟ فَيَبْعَثُهُ اللهُ عَلَى مَامَاتَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَالَةِ الْهِسْتِيرِيَّةِ الشَّيْطَانِيَّةِ الْقَاتِلَةِ الَّتِي لَايَمُوتُ فِيهَا هُنَاكَ وَلَايَحْيَا؟ وَلَكِنَّهُ عَذَابٌ اَبَدِيٌّ مُسْتَمِرٌّ يُحْرِقُ قَلْبَهُ وَعَقْلَهُ وَجَسَدَهُ بِاَشَدِّ الْعَذَابِ؟ كَمَا اَحْرَقَ قُلُوبَ النَّاسِ عَلَى اَمْوَالِهِمْ وَاَعْرَاضِهِمْ وَاَنْفُسِهِمْ وَجُوعِهِمْ وَعَطَشِهِمْ وَمَسْغَبَتِهِمْ؟ وَجَلَبَ لَهُمْ مِنَ التَّعَاسَةِ وَالشَّقَاءِ مَايُؤَهِّلُهُ لِيَكُونَ مُحَارِباً لِلهِ وَرَسُولِه؟ نَعَمْ اَخِي؟ كُلُّ اِنْسَانٍ مِنَّا سَيَبْعَثُهُ اللهُ عَلَى مَا عَمِلَ مِنْ خَيْرٍ اَوْ شَرّ؟ فَيَا اَيُّهَا الزَّانِي؟ وَيَااَيُّهَا اللُّوطِي؟ اَمَا تَخْشَى اَنْ تَمُوتَ وَاَنْتَ تَزْنِي؟ ثُمَّ يَبْعَثَكَ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ مَنْ تُمَارِسُ الْفَاحِشَةَ مَعَهُ اَوْ مَعَهَا وَاَنْتُمَا عَلَى هَذِهِ الْحَالَةِ الْمُخْزِيَةِ الْمُقْرِفَة؟ وَنَحْنُ لَانَدْرِي مَاذَا تَكُونُ خَاتِمَتُنَا؟ فَيَااَيُّهَا الْاِخْوَةُ فِي كُلِّ مَكَان؟ اَمَا آنَ لَنَا اَنْ نَعُودَ اِلَى اللهِ؟ وَالْحَمْدُ لِلهِ فَاِنَّ مَدِينَةَ طرطوس في سوريا مَدِينَةٌ هَادِئَة؟ وَنَحْنُ دَائِماً نَسْعَى لِتَبْقَى هَادِئَة؟ وَلِتَكُونَ نَمُوذَجاً لِلْمَحَبَّة وَلِلْحَضَارَةِ وَلِلتَّآلُفِ بَيْنَ اَهْلِهَا جَمِيعاً؟ وَلَكِنْ عَلَيْنَا اَنْ نَشْكُرَ اللهَ عَلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ؟ وَاِلَّا فَاِنَّهُ سَيَغْضَبُ عَلَيْنَا وَيُدَمِّرُنَا تَدْمِيراً كَمَا فَعَلَ بِبَقِيَّةِ الْمُدُنِ السُّورِيَّة؟ وَشُكْرُ الله هُوَ اَنْ نَسْتَجِيبَ لِاَمْرِ اللهِ؟ وَاَنْ نَبْتَعِدَ عَنِ الْكَسْبِ الْحَرَام؟ وَاَنْ نَبْتَعِدَ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ يَقْطَعُ الصِّلَةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الله؟ كَفَانَا انْدِحَاراً؟ كَفَانَا تَاَخُّراً اِلَى الْوَرَاء؟ وَهَيَّا لِنَسِيرَ اِلَى الْاَمَام؟ وَهَيَّا اِلَى طَاعَةِ اللهِ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ اَيُّهَا الشَّبَاب؟ اَيُّهَا الرِّجَال؟ اَيُّهَا الْبَنَات؟ اَيُّهَا النِّسَاء؟ اَيُّهَا الْمَسْؤُولُون؟ اَيُّهَا الشَّعْب؟ اَيّتُهَا الرَّعِيَّة؟ هَيَّا؟ هَيَّا لِنَعُودَ اِلَى الله؟ فَوَاللهِ لَيْسَ لَنَا مِنْ مُنْقِذٍ وَمُعِينٍ وَمُغِيثٍ وَمَدَدٍ سِوَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَالْكُلُّ سَيَزُول؟ وَالْكُلُّ سَيَفْنَى؟ وَكُلُّ شَيْءٍ سَيُدَمَّرُ؟ وَيَبْقَى اللهُ وَحْدَهُ ذُو الْجَلَالِ وَالْاِكْرَام؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ؟ لَايَخْفَى عَلَى اللهِ مِنْهُم ْشَيْءٌ؟ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْم(هَلْ لِلْحُسَيْن؟ هَلْ لِعَلِيّ؟ هَلْ لِلْاَئِمَّةِ الِاثْنَيْ عَشَرِيَّة؟ هَلْ لِمُوسَى؟ هَلْ لِعِيسَى؟ هَلْ لِمَرْيَم؟ هَلْ لِفَاطِمَة؟ هَلْ لِمُحَمَّد؟ كَلَّا وَرَبِّ هًؤُلَاءِ جَمِيعاً؟ بَلْ{لِلهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّار(وَالَّذِي قَهَرَ هَؤُلَاء جَمِيعاً بِالْمَوْتِ سُبْحَانَه؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ هَؤُلَاءِ لَايَسْتَحِقُّونَ اَنْ نَعْبُدَهُمْ؟ لِاَنَّهُمْ مَقْهُورُون بِالْمَوْت؟ وَاِنَّمَا نَعْبُدُ الْقَاهِرَ فَوْقَ عِبَادِهِ الْحَيَّ الَّذِي لَايَمُوت؟ وَالَّذِي قَهَرَ هَؤُلَاءِ جَمِيعاً بِالْمَوْتِ سُبْحَانَهُ{هُوَ الْحَيُّ لَااِلَهَ اِلَّا هُوَ؟ فَاعْبُدُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّين(نَعَمْ مُخْلِصِينَ الْعُبُودِيَّةَ لَهُ لَالِغَيْرِهِ مِنْ مَخْلُوقَاتِه؟ فَكَيْفَ نَعْبُدُ عَلِيّاً وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْن؟ كَيْفَ نَعْبُدُ هَؤُلَاءِ وَقَدْ اَمَرَهُمُ اللهُ جَمِيعاً بعِبَادَتِهِ هُمْ شَخْصِيّاً؟ قَبْلَ اَنْ يَاْمُرَنَا بِعِبَادَتِه؟ فَكَيْفَ نَعْبُدُهُمْ؟ وَقَدْ اَمَرَهُمُ اللهُ اَنْ يَكُونُوا مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَحْدَهُ بِلَاشَرِيكَ لَهُ؟ قَبْلَ اَنْ يَاْمُرَنَا نَحْنُ بِذَلِكَ اَيْضاً؟ نَعَمْ اَيَّها الْاِخْوَة؟ اَطِيعُوا اللهَ فِي كُلِّ شَيْءٍ؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ نَرْحَمَ وَطَنَنَا؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ نَرْحَمَ اُمَّتَنَا؟ مِنْ اَجْلِ اَلَّا يَبْغِيَ بَعْضُنَا عَلَى بَعْض؟ مِنْ اَجْلِ اَلَّا يَعْتَدِيَ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ وَلَوْ بِضَرْبَةِ كَفّ؟ اِنَّهَا الْمُصِيبَةُ الْكُبْرَى؟ حِينَمَا وَصَلْنَا اِلَى هَذَا الشِّقَاقِ؟ وَاِلَى هَذَا النُّفُورِ؟ وَاِلَى هَذِهِ الْبَغْضَاءِ؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ نَقُولُ يَارَبّ؟ لِمَاذَا لَاتَرْحَمُنَا؟ لِمَاذَا لَانَتَّهِمُ اَنْفُسَنَا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ قَبْلَ اَنْ نَتَّهِمَ الله؟ لِمَاذَا وَقَدْ قَالَ سُبْحَانَه{وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِين(فَلِمَاذَا لَايَنْصُرُنَا الله؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ بِسَبَبِ وُجُودِ شَرْخٍ كَبِيرٍ جِدّاً فِي عَلَاقَتِنَا مَعَ الله؟ وَفِي تَعَامُلِنَا مَعَ اللهِ وَرَسُولِهِ؟ وَفِي تَعَامُلِنَا مَعَ اَنْفُسِنَا اَيْضاً؟ فَاِذَا لَمْ نُسْرِعْ اِلَى اِصْلَاحِ هَذَا الشَّرْخِ الْوَاسِعِ فِي عَلَاقَتِنَا مَعَ هَؤُلَاءِ؟ فَاِنَّهُ سَيُؤَدِّي اِلَى هَدْمِ الْبُنْيَانِ مِنْ اَسَاسِهِ؟ وَنَحْنُ لَانُرِيدُ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنْ نَهْدِمَ دَوْلَتَنَا؟ وَلَا اَنْ نَهْدِمَ بِلَادَنَا؟ وَلَا اَنْ نَهْدِمَ شَعْبَنَا؟ وَلَا اَنْ نَهْدِمَ كَيَانَنَا؟ بَلْ يَجِبُ اَنْ نَجْتَمِعَ عَلَى كَلِمَةِ الْحَقِّ؟ وَعَلَى كَلِمَةِ الْعَدْلِ؟ حَتَّى نَكُونَ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ؟ وَحَتَّى نَرْضَى بِمَا قَسَمَ اللهُ تَعَالَى لَنَا؟ وَلِهَذَا{قَد نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ؟ فَلَنُوَلّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا؟ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَام(وَاِنْ شَاءَ الله؟ اِنْ اَحْيَانَا اللهُ اِلَى عَامٍ قَادِم؟ فَاِنَّنَا سَنَاْتِي عَلَى تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَة؟ وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدِ رَسُولِ اللهِ وَاَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَعَلَى جَمِيعِ الْاَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِين؟ وَسَلَامُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ مِنْ اُخْتِكُمْ فِي الله آلَاء؟ وَآخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين