لا تُرخصي لحمك وأنتِ الغالية
تشهد الأسواق ارتفاع كبير في أسعار لحوم المواشي
ونجد الناس يدفعون فيها غالي الأثمان
بينما نجد في سوق الحياة رخص شديد في لحوم النساء
فهي أصبحت معروضة دون ثمن انه مؤسف ما يحدث بالفعل
لكنه واقع مرير يجب الاعتراف به ولكن من السبب يا ترى ؟
إن تفشي هذه الظاهرة المريرة نحن جميعاً السبب فيها
وجميعنا مشتركين في الإثم والذنب.
نعم لن يحصل أي مقصر على معذرة من الله يوم يسأل كل راع عن رعيته
وكل والىِ عن من ولي عليه فعندما يرى الرجل محارمه
يلبسن أشباه الثياب فطول الفستان لا يتعدى نصف الفخذ
وارتفاعه أسفل الصدر و أسفل الظهر ويرضى بهذا
بحجة التطور والتحضر ومسايرة الركب فهو آثم و مسؤول عن ذلك أمام الله
أن المرأة دائماً في حاجة ماسه لمن يوجهها ولم يجعل الله
الولاية للرجل على المرأة من فراغ بل لعلمه جل شأنه أن الرجل
قد يحسن النظر والتصرف في كثير من الأمور التي تخص المرأة
قال الله تعالي { أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }
لذا أتمنى أخي المسلم أن لا تتخلى عن توجيهاتك لنسائك ومحارمك
فقد قال الله تعالى
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ(6
( سورة التحريم )
وقد قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم
[( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته)
والتوجيه يكون بأسلوب محبب وسلس عن طريق الترغيب في
ثواب الله والترهيب من عقابه ولا يكون بالأوامر المباشرة
مما قد يدفع الفتاة إلى التمسك أكثر بما ترى انه هو الصحيح
خصوصاً إذا كانت الفتاة في سن المراهقة
أختي المسلمة كم من فتاة كانت معجبة
بجمالها فتزينت وأظهرت ما تستطيع إظهاره من جسدها وجمالها ومفاتنها
ثم توجهت نحو تلك القاعة أو ذلك القصر لحضور هذه المناسبة أو تلك لكنها لم تتوقف
أمام القاعة لتسأل نفسها كم من العيون
بالداخل من عيون الجن والإنس ستتجول في ثنايا هذا الجمال
وماذا ستجني عند تلك النظرات فكم من فتاة
حظرت مناسبة وهي سعيدة بالاستعراض بجمالها
مختالة فخورة بما وهبها الله من جمال فتخرج
من قاعة المناسبة إلى اقرب مشفى بين الحياة الموت
أو قضت بقية حياتها لا تدري عمن حولها أو
ابتليت بطفح جلدي حول نعومة بشرتها إلى قيح وصديد
و بياضها إلى سواد و سعادتها إلى الم وحسره في قلبها وقلوب ذويها الذين يتمنون لو أنهم نصحوها
وتندم في حين لا ينفع الندم وتتمنى أن تعود
لها صحتها ويعود جمالها فتحفظه وتصونه من عين كل حاسد
ومن عين كل جن عاشق أختي المسلمة إن
هذا ليس من وحى الخيال بل هو من ارض
الواقع فكم من القصص من الواقع سمعنا وكم
من العبر مرت عينا و ما اعتبرنا هل لابد من أن نقع في الشيء لكي ننتهي
أختي أن جمالك هبه من الله فاشكري الله
على هذه النعمة وصونيه لكي يبارك الله فيه فإنما
بالشكر تدوم النعم وبالكفر تزول وشكر نعمة
الجمال بالمحافظة عليه أنا لا أقول كوني موسوسة
أو اجعلي الخوف من الحسد والعين قرين
لحياتك لكن تحصني واستري مفاتنك فالعين حق
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : العين تدخل الرجل القبر و تدخل الجمل القدر
واعلمي أختي المسلمة أن التطور والتحضر لا
يقاس بمدى ارتفاع ثوبك أو بمقياس ما يظهر من جسدك
بل برقي فكرك واتساع إدراكك وقبل ذالك كله مقدار اعتزازك بدينك في كل زمان ومكان
فلا إدعاء تطور يجعلنا نتنازل عنه ولا اتهام بالتخلف يبعدنا عنه وأعلمي أن لكل شي في ديننا ضوابط
وان للبس المرأة المسلمة أمام المحارم ضوابطه فلا يحق لها أن تُظهر أمام محارمها إلا مواضع الوضوء من يديها ورجليها وشعرها
ومع الأسف أصبحت الكثير من الأسر تتساهل في اللبس أمام المحارم مما تسبب في تفشي الكثير من السلبيات ذات العواقب الوخيمة.
فديننا لا يأمرنا بشي إلا وفيه الخير ولا ينهانا عن شي إلا لضرر منه علمنا ذلك أم لم نعلم
فلا ترخصي لحمك وأنتي الغالية
وأخيرا أختي ما هذه إلا تذكره فان الذكرى تنفع المؤمنين
أعجبنيـ فَ نقلتهُ لكمْ