لا جديد.. ضيعها الهلال
تحليل خالد الشايع
فقد الفريق الكروي الأول بنادي الهلال فرصة بلوغ نصف نهائي دوري أبطال آسيا بعد تعادله مع ضيفه الوحدة الإماراتي (1ـ1) في إياب ربع النهائي مساء أمس الأربعاء على أرض ملعب الملك فهد الدولي بالرياض وهي النتيجة التي أهلت الفريق الضيف لمواجهة سباهان أصفهان الإيراني الذي تفوق على كاواساكي فرونتال الياباني بركلات الترجيح في الدور نصف النهائي.
ولم يشفع للهلاليين سيطرتهم على المباراة وأفضليتهم المطلقة.. اهتزت شباكهم مبكراً بهدف من المهاجم الإماراتي إسماعيل مطر (18) وعانى أصحاب الأرض كثيراً قبل إدراك التعادل بقدم الليبي طارق التايب قبل نهاية المبارة بـ(8) دقائق.. وكان المهاجم ياسر القحطاني أضاع ركلة جزاء بعد الهدف الإماراتي بعشر دقائق وهو ما كان سيكفي لإعادة ترتيب أوراق الفريق لو أن الكرة دخلت الشباك.. وارتكب المدرب الهلالي كوزمين العديد من الأخطاء حرمت فريقه التفوق الذي يستحقه.. أشرك القحطاني وحيداً في الهجوم على الرغم من حاجته للفوز.. ولم يزج بالصويلح إلا بعد أن اهتزت شباكه.. وتأخر كثيراً في الزج بطارق التايب ومحمد الشلهوب حتى الدقائق القاتلة.. وحتى عندما قرر التبديل لم يكن خياره نواف التمياط مناسباً للخروج من أرض الملعب.
بدأ الهلاليون المباراة مهاجمين.. مجبراً ضيوفهم على التراجع للذود عن مرماهم.. غير أن الهجمات الهلالية خلت من رائحة الخطورة حتى الدقيقة السابعة عندما أرسل البرازيلي تفاريس الكرة من على مشارف منطقة الجزاء تجاه المرمى الإماراتي بيد أن الحارس الميرغني كان حاضر الذهن.
حاول إسماعيل مطر قيادة كرة الرد غير أن تفاريس أيضاً كان له بالمرصاد.
لم يستمر الضغط الهلالي طويلاً، فمع مرور الوقت بدأ الضيوف يتحركون نحو الهجوم.. وكاد بشير يباغت الدفاع الهلالي بكرة انبرى فيها من بينهم بيد أن العملاق الدعيع كان يقظاً فأبعد الكرة في الوقت المناسب (12). وكاد الخثران يفتتح التسجيل عندما تحصل على الكرة داخل منطقة الجزاء غير أن تسديدته ضلت طريقها نحو المرمى (15).
ركز ذوو القمصان البيضاء على امتلاك منطقة الوسط.. إلا أن وجود خمسة لاعبين بالقرب من الدائرة لم يكن كافياً لتحقيق هدف المدرب.. بدأ الهلال بحاجة ماسة للاعب كمحمد الشلهوب أو طارق التايب او مهاجم أخر الى جوار القحطاني .. فيما كان الأسلوب الإماراتي محصوراً في الاستفادة من سرعة مطر ومحاولة مباغتة الدفاع الهلالي عبر الكرات المعاكسة. ولم يحتج مطر لأكثر من ثلاث كرات سريعة كي يزور الشباك الهلالية مبكراً.. في الثالثة اخترق الدفاع الهلالي قبل أن يسدد كرة أرضية زاحفة تجاوزت الدعيع لتهز الشباك الهلالية وسط مباركة المدافع المفرج (18). اختلطت أوراق الهلاليين الذين باتوا مطالبين بتسجيل هدفين أن أرادوا السفر إلى أصفهان الأسبوع المقبل.
فشل الهجوم الهلالي في اختراق الدفاع الإماراتي الذي بات أكثر قوة بعد هدف مطر.
أكثر قوة ليس تماماً.. نجح القناص ياسر القحطاني في التلاعب بالدفاع الوحداوي ويخترق منطقة الجزاء قبل أن يتعرض لإعاقة صريحة لم يتردد الحكم الكوري في احتسابها ركلة جزاء.. لم تدم الأفراح الهلالية كثيراً إذ اتجهت كرة ياسر التي أرسلها من نقطة الجزاء تجاه القائم الوحداوي الأيسر مباشرة قبل أن تخرج من الملعب ركلة جزاء هلالية ضائعة (28).
حررت الركلة الضائعة المباراة من قيودها.. وبدأ الفريقان يهددان المرمى بشكل أكبر، وكاد الوحدة يضيف هدفاً ثانياً.. مستغلاً اندفاع الهلاليين نحو مرماهم لإدراك التعادل.. لعب مطر كرة ذكية لرأس حيدر علي بيد أن الأخير لم يتطاول لها بالشكل الأمثل (33).
سيطر الهلال على المباراة بشكلٍ أفضل في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول.. وأهدر الغامدي كرة ثمينة عندما وصلته داخل منطقة الست ياردات الوحداوية بيد أنه أرسل الكرة إلى جوار القائم بدلاً من هز الشباك (35).. بعدها بأقل من دقيقتين سدد ياسر كرة قوية من خارج منطقة الجزاء ولكنه لم يوفق.
وسار الحظ السيء مع الهلال جنباً لجنب عندما تصدت العارضة لكرة نواف التمياط التي أرسلها من على زاوية منطقة الجزاء الوحداوية أرسلها ببراعة مباشرة نحو العارضة ولم ينجح زملاؤه في استغلالها كما يجب (42).
أحكم الهلال قبضته على المباراة.. وزج المدرب بالمهاجم أحمد الصويلح كمهاجم ثانٍ إلى جوار القحطاني..
مهمة مستحيلة
بدأت مهمة الهلاليين مع بدء الشوط الثاني صعبة للغاية.. عليهم العودة للمباراة وتسجيل هدفين لبلوغ الدور نصف النهائي.
وما صعبها أكثر هو أن مدرب الوحدة زج بالمدافع توفيق عبدالرزاق بدلاً من محمود خميس لزيادة الكثافة العديدة للاعبيه أمام مرماهم.
وباغت الهلاليون البداية بتسديدة قوية من نواف التمياط إلا أن الميرغني كان حاضر الذهن (46). واصل أصحاب الضيافة سيطرتهم على الكرة أمام دفاع وحداوي مكثف.. وكاد ياسر يفك النحس برأسية أرسلها من داخل منطقة الجزاء ولكن الحارس كان يقف في المكان المناسب (53).
وجد ذوو القمصان الزرقاء صعوبة بالغة في تجاوز الكثافة العددية للاعبي الوحدة داخل منطقة الجزاء.. وبدا واضحاً أن الوسط الهلالي بحاجة ماسة لخدمات محمد الشلهوب أو طارق التايب.. الكرات العرضية الهلالية لم تكن توحي بأنها قادرة على هز الشباك. وحاول خالد عزيز إيجاد حل فردي من خلال التسديد من خارج منطقة الجزاء إلا أن كرته مرت إلى جوار القائم (62).
وكاد مطر يقضي على الأحلام الهلالية عندما تحصل على كرة داخل منطقة الجزاء ولكنها مرت بسلام. انتعش الجمهور الأزرق مع دخول الليبي طارق التايب بديلاً لخالد العنقري.. ولاح للهلاليين الفرج في كرة انفرد بها القناص القحطاني بالحارس الوحداوي بيد أن الحكم أوقفه بحجة دفع لا وجود له (67).
ازدادت الأخطاء الوحداوية بشكل كبير في نصف الساعة الأخير من المباراة.. ورمى مدرب الهلال كوزمين بآخر أوراقه.. أشرك الموهوب محمد الشلهوب قبل ربع ساعة من صافرة النهاية.. وقبلها تدخل الحارس الميرغني في الوقت المناسب ليتصدى لرأسية ياسر القحطاني التي أرسلها عرضية للصويلح (75).. وضاعت كرة هلالية خطيرة لا تضيع عندما سدد ياسر كرة أرضية تهادت وهي تمر إلى جوار القائم (77).
وبعدها تطاول الصويلح ببراعة على كرة الغامدي بيد أن الحارس الإماراتي كان موفقاً في التصدي لكرته (80).
وسنحت بارقة أمل للهلال عندما تلاعب الرائع طارق التايب بالدفاع الوحداوي قبل أن يرسل الكرة داخل الشباك قبل 8 دقائق من النهاية. وابتسم الحظ قليلاً لأصحاب الأرض مع طرد الحكم لعبدالله النوبي لمحاولته إضاعة الوقت. انحصر اللعب في الدقائق الخمس الأخيرة في منطقة الجزاء الوحداوية.. ولكن الضغط الهلالي لم يكن كافياً لهز الشباك مرة أخرى.. الإصرار على الكرات العرضية أبعد الهلال عن الآسيوية.
نصف النهائي
سيلاقي الوحدة فريق سباهان أصفهان الإيراني الذي هزم كاواساكي فورنتال الياباني في العاصمة اليابانية طوكيو.. بركلات الترجيح (5ـ4) بعد انتهاء المباراة بالتعادل السلبي وهي نفس نتيجة مباراة الإياب.
كما فقد شونبوك الكوري الجنوبي لقبه كبطل لدوري أبطال آسيا عقب خسارته على أرضه وبين جماهيره من مضيفه اورا وا رد الياباني بهدفين دون رد.. وكانت مباراة الذهاب انتهت بفوز الفريق الياباني أيضاً بهدفين لهدف.. وافتتح المهاجم الياباني الشهير تاناكا التسجيل مبكراً (3) قبل أن ينهي المدافع الكوري تشوي جين تشول آمال فريقه بتسجيله هدفاً في مرماه (66).
وسيكون على اوراوا ريد مواجهة فريق كوري آخر في نصف النهائي بعد فوز سيونجنام الهواشنما على الكرامة السوري بهدفين دون رد في مباراة الإياب التي جمعتهما في حمص.. وكانت مباراة الإياب انتهت بفوز سيونجنام بهدفين لهدف.. وسجل موتا الهدف الأول في الدقيقة (9).. وأضاف كيم دو هون الهدف الثاني (71).. وأضاع الكرامة ركلة جزاء أعادها الحكم مرتين. وفشل الفريق السوري في تكرار إنجاز البطولة الماضية التي تأهل فيها إلى المباراة النهائية.
وستلاقي اوراوا وسيونجنام في كوريا في مباراة الذهاب الأربعاء المقبل بينما ستكون مباراة الرد في اليابان 24 أكتوبر المقبل