أخوتي في الله
حديثنا لهذا اليوم عن
الروح + الجسد
أن من يحمل الجسد يحمل الروح؟ ام الروح هى التى تحمل الجسد ؟
..
وكانت الاجابه ان الروح هى التى تحمل الجسد
بدليل ان بموت الانسان يسقط الجسد بانتزاع الروح منه صح؟
طيب الجسد 1
والروح 1
والانثين فى انسان 1
اى ان 1+1=1 صح؟
وفي الفقرات التالية سنوضح
أن الروح لها متطلباتها والجسد له متطلباته ؟
فمتى يوازن الانسان بين متطلبات الاثنين اللذين هما اصلا واحد
دعونا نرى
صحيح اننا روح وجسد
وهذا يعني ان الانسان=روح وجسد
يعني واحد + واحد =واحد
خالفنا القواعد الرياضية وطبقنا القاعدة الالهية
الله خلق لنا جسداً واودع فيه شهوات
وخلق لنا روحاً تسمو نحو الاعلى فلو ربطنا الروح بشهوات الجسد الفانية سحبتها نحو الاسفل
ولو سمونا باجسادنا مع ارواحنا لعلونا بعلو الروح
وبرايي ان الروح هي المسوؤلة عن سعادة الانسان
فنحن حين ناكل نمتع افواهنا
وحين نستمع نمتع اذاننا وحين نشم نمتع انوفنا وهكذا--
ولكن ارواحنا لا تتمتع الا بالسمو نحو خالقنا
ولذلك تجد ان الكثيرين ممن اغفلوا الروح ولم يحسبوا لها حسابا وانغمسوا في ملذات الجسد لم يشعروا بالسعادة ابدا بل وبعضهم تطور به الامر الى الجنون او الانتحار مع انه متع جسده بكل ما يشتهيه
اما الروح فلو اعتنينا بها فهي ستنقلنا الى السعادة
فعندما نغذيها كما نغذي اجسامنا ستحملنا وتسعدنا دنيا واخرة
وغذاء الروح في قراءة القران
وفي سجدة صادقة وفي صلاة خاشعة
وفي سرور ندخله على قلب مسلم
وعلينا ان نوافق بين حظ الجسد وحظ الروح فكل منهما يحمل الاخر فان كان هناك توازن عشنا بسلام في الدنيا
وان سمحنا للجسد ان يشد الروح الى الاسفل استوحشنا في الدنيا وخسرنا في الاخرة لا سمح الله
وان استجبنا لنداء الله وعلقنا الجسد بها رفعته نحو الاعلى فاعرض عن سفاسف الامور واهتم بعلياءها فسمونا في الدنيا وفزنا في الاخرة باذن الله
ويبقى السؤال عن ماهيه الروح
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً
وسبب نزولها
وياتي الجواب في الحديث التالي
قالت قريش ليهود أعطونا شيئا نسأل هذا الرجل ، فقالوا : سلوه عن الروح ، فأنزل الله تعالى : { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا } . قالوا : أوتينا علما كثيرا التوراة ، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا . فأنزل الله تعالى : { قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي } إلى آخر الآية
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث:ابن دقيق العيد - المصدر: الاقتراح - الصفحة أو الرقم: 104
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فتركيبة الانسان اثنان رغم انه واحد اي ان الانسان عبارة عن جسد وروح حكمة الله في خلقه
وحكم على كل روح من خلقه بالموت نهاية مؤكدة للجميع وساوى فيه بين الجميع الغني والفقير والعاصي والمطيع الضعيف والقوي كل له نفس النهاية رغم اختلاف الاسباب وتفاوت الاعمار فلا بد لمفارقة الروح للجسد فقط فرق بين خروج الروحين من الجسدين اي روح الفقير والغني وروح العاصي والمطيع وغيرهما في المكافئة بين سعادة وهناء وشقاوة وعناء وخيبة وندم وحسرة.
جزاءا بما كسبا في حياتهما وما غوتهم طلبات اجسادهم
فالجسد يحب حياة الرخاء والمتعة بكل ما لذ وطاب بكل ما احله الله وما حرمه
لكن روح المؤمن الصادق تمنعه وتجعله يمتنع عما حرمه الله يصبر ويجاهد بكل قوته ليتغلب على شهوته ويتحكم فيها لا ان تتحكم هي فيه فقط لينال الدرجات العلا عند خالقه ويفوز الفوز العظيم
لقول الرسول صلى الله عليه وسلم" الدُّنيا سِجنُ المؤمنِ فإذا فارقَ الدُّنيا فارقَ السِّجنَ"
الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث:أبو نعيم - المصدر: حلية الأولياء - الصفحة أو الرقم: 8/199
خلاصة حكم المحدث: غريب من حديث عبد الله بن عمرو
لكن روح الكافر تزين له امور الدنيا في عينيه لتدفع به طلبات جسده الى الاستمتاع وارضاء شهوته حتى ان الله يزيدهم في عطائه حتى يعجل لهم طيباتهم في الدنيا لقوله تعالى "وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ "سورة الاحقاف الايه20
فيوم القيامة ينال جزائه من العذاب والعياذ بالله
ورغم كل هذا فهذه الروح التي هي تسكن اجسادنا وهي مادة اساسية لحياتنا لا نعرفها حق المعرفة وقد عجز المفكرون والعلماء عن تحديدها فقط ما وصفت به بكتاب الله وسنة رسوله الكريم لحكمة خالقنا لقول الله عز وجل "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً"سورة الأسراء الايه85
وقول رسولنا الكريم صلى الله عله وسلم:"إنَّ أحدَكمْ يُجمعُ خلقُهُ في بطنِ أمِّهِ أربعينَ يومًا نطفةً، ثمَّ يكونُ علقةً مثلَ ذلكَ، ثمَّ يكونُ مضغةً مثلَ ذلكَ، ثمَّ يبعثُ اللهُ إليهِ ملكًا، ويؤمرُ بأربعِ كلماتٍ، ويقالُ لهُ : اكتبْ عملَهُ، ورزْقَهُ، وأَجَلَهُ، وشقيٌّ أو سعيدٌ ؛ ثمَّ ينفخُ فيهِ الروحُ، فإنَّ الرجلَ منكمْ ليعملُ بعملِ أهلِ الجنةِ، حَتى ما يكونُ بينهُ وبينها إِلا ذِراعٌ ، فيسْبِقُ عليهِ الكتابُ ، فيعملُ بعملِ أهلِ النارِ فيدخلَهَا ، وإن أحدكمْ لَيعملُ بعملِ أهلِ النارِ حتى ما يكونُ بينهُ وبينها إِلا ذراعٌ ، فيسبقُ عليهِ الكتابُ فيعملُ بعملِ أَهلِ الجنةِ فيدخلَهَا
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث:السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 2179
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ومع كل هذا تبقى ارواحنا تحب وتبغض الغير دون ان ترى من غيرها خير او شر لقوله صلى الله عليه وسلم :" الأرواح جنود مجندة ؛ فما تعارف منها ائتلف ، و ما تناكر منها اختلف"
الراوي: أبو هريرة المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 692
خلاصة حكم المحدث: صحيح
كان يتفكر في حاله وفي أحواله
هل رغبات جسدي هي اساس اعمالي وهل هي المنجية من غضب الله وعذابه ام ان روحي هي اساس حياتي ووجودي وطاعتي
فدار بين الجسد والروح حوار......................
الجسد: أنا الذي اجعل هذا الانسان يلهث وراء رغباتي وشهواتي
الروح: بل انا سر حياته في هذه الدنيا فبدونه لا يستطيع المسير فلا تهملني ايها الجسد فبدوني سوف يصيبك اليأس والحزن وعذاب الله في الاخرة
الجسد: وما أهميتك لدي غير لحظة وتزهق هذه الروح من جسدي وتذهبين .........وأرقد تحت التراب بدونك ....... فانا أكون طوال حياتي الهو والعب واتمتع بملذات الدنيا
الروح : بل انا معك في كل وقت وحين ولكن الظالم لنفسه العاصي لربه سوف يُلقى العذاب الشديد وسوف يشهد عليك جسدك بما فعلت في الدنيا من معاصي وآثام
فجسد المؤمن الخائف من ربه الذي يرجو رحمته يعمل جاهداً لتغذية روحه بالطاعة والعبادة واالذكر فانه سوف يخلد بالجنة فتنعم بها جسده وروحه
الجسد : وكيف ذلك وانا أتمتع بالدنيا بما لذ وطاب ومن زينتها وزخرفها؟
الروح : الجنة هي دار القرار ,,,,,,,,,, وكيف لجسدك ان يدخل الجنة وهو يعصي الله في الدنيا الفانية وكيف له ان ينعم بالحياة وهو وراء شهوات وملذات الحياة فانت ايها الجسد المسكين تسير الى المعاصي والشهوات ولكن مهما تلذذت بنعم الدنيا الفانية فأنني سوف اغادر جسدك و سوف تزهق روحي الى بارئها وسوف يُحرم هذا الجسد العاصي من النعيم في الاخرة فهناك جنة ونار فماذا انت فاعل عندما يقذف بجسدك الى نار جهنم
يقول الله تعالى
حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
الجسد :وهو خائف يرتعد وهل من نصيحة تنصحيني بها ايتها الروح
العمل الصالح
الروح: لا تظلم جسدك بكثرة المعاصي فالقلب هو سلطان البدن فإذا صلح صلح جميع الجسد، وإذا فسد فسد جميع الجسد، وصلاحه إنما هو بنور الإيمان واعمل الصالحات حتى ينجيك الله من عذاب يوما عظيم
الجسد :بصوتٍ حزين أيتها الروح وهل لي من توبة أم أنني سوف القى بنار جهنم مع كل الذنوب التي اقترفتها
الروح : قال تعالى قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الجسد :بدموعٍ غزيرة الان كيف لتكبري ومعصيتي أن يفعلان بي هكذا الان ايقنت وتاكدت بأن الروح والجسد تساوي 1+1=1
فأنت ايتها الروح جزء لا يتجزأ مني
لان بطاعتنا الى الله يُنجيان هذا الجسد المسكين يوم القيامة من عذاب اليم
ويدخلاه جنة عرضها كعرض السموات والأرض
الروح: لكل قصة وحوار بداية ونهاية وليكن حوارنا آوله تحذير من عذاب اللهوموعظة وآخره توبة وفوز بالجنان ,,,,,,,,,
ولنكن معاً أيها الجسد بطاعة الله حتى ندخل الجنة ونفرح بنعيمها
فيا ايها الجسد لا تثقل نفسك برغباتك في المعاصي بل أجعلها كلها برضا الله وخوفك منه واشبع روحك بطاعة الله وذكره والعمل بما يرضي
أنتهى حوار الجسد والروح بحديث شريف وبوصية من رسولنا الحبيب
إذا قام أحدكم عن فراشه ثم رجع إليه فلينفضه بصنفة إزاره ، ثلاث مرات ؛ فإنه لا يدري ما خلفه عليه بعده ، وإذا اضطجع فليقل : باسمك ربي وضعت جنبي ، وبك أرفعه ، فإن أمسكت نفسي فارحمها ، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ، فإذا استيقظ فليقل : الحمد لله الذي عافاني في جسدي ، ورد علي روحي ، وأذن لي بذكره
الراوي: أبو هريرة المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 716
خلاصة حكم المحدث: حسن
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك