اثر الصلاة على الدماغ
قال الله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِأَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28].
وقالأيضاً:
(أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِوَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا * وَمِنَاللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًامَحْمُودًا) الإسراء: 78-79.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
(يا بلالأقم الصلاة أرحنا بها) [سنن أبي داود].
الدراسة العلمية
لقد تبينبنتيجة العديد من الدراسات الأثر الكبير للصلاة والخشوع على آلية عمل الدماغواستقراره، وقد تبين أن المؤمن الذي يؤدي الصلاة وهو في حالة خشوع تحدث في جسمهتغيرات عديدة أهمها ما يحدث في الدماغ من تنظيم لتدفق الدم في مناطقمحددة.
تأثير الصلاة على نشاط المخ
تمت هذه الدراسة بواسطة د.نيوبرج (الأستاذ المساعد - قسم الاشعة- جامعة بنسيلفانيا- المركز الطبي) وذللك على مجموعةمن المصلين المؤمنين بالله من ديانات مختلفة. و ذلك باستخدام أشعة "التصوير الطبقيالمُحَوْسَب بإصدار الفوتون المفرد" الذي يظهر تدفق الدم في مناطق المخ بألوان حسبالنشاط فيها أعلاها الأحمر الذي يدل على أعلى نشاط بينما الأصفر والأخضر على أقلنشاط .
اظهرت البحوث ان المخ قبل التأمل والصلاة (اليسار) و أثناءالصلاة (اليمين) حيث اثبتت انه اثناء الاستغراق في الصلاة و التأمل فإن تدفق الدمفي المخ يزداد في منطقة الفص الجبهي.
الفص الجبهي Frontal Lobe , و هو مسؤولعن التحكم بالعواطف و الإنفعالات في الإنسان و شخصيته , و كذلك مهم لتعلم و ممارسةالمهارات الحسية الحركية المُعقدة.
واظهرت البحوث والتجارب ايضا ان انخفاضتدفق الدم في الفص الجداري في المنطقة التي تشعر الإنسان بحدوده الزمانية والمكانية. استخلص من هذه النتائج أنه أثناء التفكر والتدبر و التوجه الى الله يختفيحدود الوعي بالذات وينشأ لدى الإنسان شعور بالسلام والتحرر وأنه قريب من الله .
آيات قرآنية :
كثيرة هي الآيات التي تحدثت عن أهمية الصلاة والخشوع وذكرالله تعالى. وقد ربط القرآن بين الصبر والصلاة للتأكيد على أهمية عدم الانفعال. يقول تعالى:
(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَالَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) البقرة:45.
وهنالك آيات ربطت بينالطمأنينة والصلاة، يقول تعالى:
(فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُواالصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) النساء: 103.
وآيات أخرى تربط بين الصلاة والخشوع، مثل قولهتعالى:
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْخَاشِعُونَ) المؤمنون: 1-2.
نتائج:
يتضح من الآيات القرآنية والتجاربالعلمية أهمية الصلاة في حياة المؤمن، وأهمية الخشوع فيها وأهمية الاطمئنان بذكرالله تعالى. ومن هنا تنبع الحكمة من تأكيد الإسلام على خطورة تركالصلاة.
وإذا كانت التجارب تبين استقرار عمل الدماغ في حالة الصلاة حتىبالنسبة لغير المسلمين، وهؤلاء لا يقرءون القرآن في صلاتهم، فكيف بمن يصلي ويتوجهبصلاته إلى الله ويقرأ كتاب الله؟ لا شك بأن الاستقرار سيكون أعظم!
ونتذكرهذه الآية الكريمة والتي تؤكد على أهمية القنوت لله تعالى أي الخشوع والتوجه وتنقيةالقلب وتسليم الأمر لله تعالى، يقول الله تعالى:
(حَافِظُوا عَلَىالصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) البقرة: 238.
ونتذكر أيضاً دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام:
رَبِّ اجْعَلْنِيمُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْدُعَاءِ
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَيَقُومُ الْحِسَابُ