من وجهة نظري البسيطة تحديد الشجاعة بشكل مطلق قد لا نتفق فيه على رمز معين , وحصر الشجاعة بمجاهد أو غيره لايتوافق مع هذا العصر , بالأمس كانت الشجاعة تختصر في الفارس المقدام فقط , لكن الآن الوضع مختلف جدرياً ..
فعلى الصعيد السياسي لايمكن للملك فيصل رحمه الله أن يخرج السيف من غمده ويجاهد أمام دول عظمى لكنه في المقابل أشجع رجل عربي سياسي , يثبت الأقوال بالأفعال ولا يخشى بالله لومة لائم ..
وعلى الصعيد الجهادي عمر المختار لا أظن أنه سيأتي بعده خلف فقد حارب أقوى دولة عظمى بذلك الوقت بعزيمة وثبات وبعقيدة صافية سليمة يفتقدها المجاهدون الآن ..
وعلى الصعيد الأدبي أيضاً هناك من الشعراء والكتاب من أبرز الشجاعة بقلمه وانطق الحرف بالحق ولو كان ذلك سبيلهُ للتهلكة , كأحمد مطر مثلاً ذلك الشاعر العراقي الذي عانا الغربة بسبب سطوت قلمه على الطغاة من الحكام العرب .
وهكذا الأمور تبدو لي بأن الشجاعة تبرز في مجالها المخصص ولا يوجد للشجاعة الأوحدية في زماننا المتقدم ..
موضوع قيم , تسلم يد كاتبه