هل (مات) سامي؟
عدنان جستنيه
02/09/2007
هناك مثل شعبي معروف يقول (أي شيء يزيد عن حده ينقلب ضده) وهو قول فيه كثير من الصواب والعقلانية ولعل الذي دعاني إلى تذكر هذا المثل هو ما لاحظته في الأيام القليلة الماضية من هالة (إعلامية) غير طبيعية عقب إعلان اللاعب (سامي الجابر) اعتزاله الكرة.
ـ لا أحد يستطيع أن ينكر نجومية اللاعب وما يتمتع به من شعبية ، جماهيره على مستوى ناديه فقط أما على مستوى المنتخب فالوضع يختلف تماما وهذه الجزئية تحتاح إلى إيضاح عبر إثباتات تؤكد الجوانب المفيدة التي استفاد منها المنتخب بوجوده والجوانب التي تضرر منها بسبب التمسك به في أوقات كان المنتخب في حاجة للاستعانة بالعناصر الشابة ونجوم من أندية أخرى أفضل منه.
ـ ما اطلعت عليه عن طريق ما ينشر في الصحافة الرياضية لاحظت أن البعض (بالغ) جدا بالحديث عن هذا الاعتزال بشكل تجاوز حدود المعقول وبطريقة تعطي انطباعا للقارئ بأن اللاعب قد (مات) أو أن هذه (الضجة) الصحفية ما هي إلا تأكيد لمقولة أن الشهرة التي حصل عليها تعود إلى أنه (مسنود) إعلاميا .
ـ حتى زميلنا القدير (مصطفى الآغا) على الرغم من أنه حقق سبقا إعلاميا لقناة الـ(MBC) الفضائية باستضافة اللاعب إلا أنه زودها (حبتين) في اليوم الثاني لدرجة أنه (استفز) الجماهير الاتحادية التي عاتبته على عدم الاهتمام باعتزال (حمزة إدريس) وغياب واضح عن تقديم تقارير (متخصصة) عن اللاعب والنجم الكبير (محمد نور).
ـ صحيح من المفترض على الصحافة والقنوات التلفزيونية أن تعطي اهتماما بهذا الخبر وتفرد له تغطية مميزة تتناسب مع حجم الحدث ولكن بالصورة التي شاهدتها فهي أشبه بتمثيلية (محبوكة) في كتابة سيناريو مادتها من عدة أطراف وباتفاق (مسبق) لأسباب خارجة عن إطار العمل الصحفي والإعلامي عموما.
ـ هذه وجهة نظري وأغلب ظني أن الكثير سوف يؤيدني بأن هذه (المبالغة) مهما بلغت الفوائد التي تحققت منها (ماديا وجماهيريا) فإنها بصريح العبارة لا تخدم اللاعب بأي حال من الأحوال وهو في اللمسات الأخيرة من مشواره الكروي وكأن هناك من يحاول الإساءة إليه بهذه الضجة الإعلامية التي كما أشرت سابقا بأنها تعمق مقولة أنه نجم مصنوع من ورق.
ـ كنت أتمنى من صحافتنا الرياضية أن تكون أكثر (ركادة) وأن لا تندفع وراء حدث من الممكن جدا أن يأخذ حيزا كبيرا من الاهتمام في يوم إقامة حفل (اعتزال) اللاعب ونفس الشيء ينطبق على قناة الرياضية السعودية التي للأسف الشديد مارست (طقطقة) إعلامية وذلك من أجل (تعويض) إخفاقها في إجراء حوار مع اللاعب بعدما حصل (صدى الملاعب) على (السبق).
ـ إنني أتساءل .. ماذا سوف تنشر الصحافة في يوم اعتزال اللاعب وفي الأيام التي تليه .. ؟ أعتقد أنها ستقدم مادة (مكررة) لمواضيع (بايتة).