[frame="2 80"][align=center] انفصل رأسها عن جسدها
حصة كبرى أخواتها ؟؟ اهتم بها والدها عندما بدآ عليها الذكاء والنبوغ المبكر ولم يمنع عنها شيئا فأعطاها عصارة حياته وواصل العمل طوال اليوم من أجل تربية الغار بشكل يحفظ لهن آدميتهن وكرامتهن من أعباء الزمن .
مرت الشهور والسنين وكبرت الصغيرة والتحقت بكلية المعلمات ..وتخرجت وباتت تنتظر التعيين .. وفجأة وصلت إليها بشرى التعيين فسعدت وفرحت وشعرت أ، الدنيا كلها تشاركها الفرحة .
ولكن بمجرد أن قرأـ الرسالة شعرت بالدوار وأن الدنيا تهتز تحت قدميها .. فالتعيين مقره في أحدى المدارس المتوسطة التي تبعد عن ‘قامتها بأكثر من 200كيلومتر
تساءلت والسؤال مشروع : كيف تذهب إلى عملها وهي بلا سائق ولا يوجد من يتفرغ لتوصيلها يومياً ؟
وكيف تستطيع أ، تساهم في تخفيف العبء عن أبيها الذي كبر سنه ، وأصبح في حاجة ماسة لمن يساعده مادياً ؟
كل هذه الأسئلة طاردتها طويلاً .. فقبلت العمل بالمنطقة النائية على مضض ، وذلك من خلال ما يسمى بشركات النقل المدرسي .
بعد صلاة الفجر تنزل إلى الشارع والخوف يسيطر عليها ، تنتظر الحافلة وتستقلها ليصول ويجول بها بين معظم أحياء المدينة لمدة ساعة ونصف ، حتى تمتلئ الحافلة بأكثر من عشرا مدرسات .
بعد ذلك يتجه السائق للطريق السريع على أمل أن يصل بسرعة قبل غيرة من السائقين .. السائق لا يعرف من العربية سوى اسمها ، وكل ما يستطيع ترديده هو جمله ( ما في معلوم ) .. ولذلك استخدم كل الوسائل المشروعة وغيرها للوصول إلى مأربه .
السرعة والتهور من أبرز معالم الرحلة حتى شعرن جميعاً باهتزاز وحركة غير طبيعية في الحافلة ولم يستجب لندائهن سوى بالضغط على البنزين أكثر وكأنه في ساق أو رالي سيارات بل استخدم عددا من الحركات البهلوانية ، كالمرور بين هذه السيارات أو تلك وهو مسرع ، صرخت المعلمات وبكت صغيرة مع إحداهن لعل قلبه يرق .. لكنه كالحجر لا يخشى شيئا .. يسير مندفعاً ومتهوراً ،حتى أنفجر إطار الحافلة الأمامي ، لتنحرف الحافلة يميناً ويساراً ، فتصطدم بعمود الإنارة وكانت الضحايا العديدة من البريئات ، ما بين قتلى وجرحى ومصابات بالشلل وغيره ،
أما حصة فقد أنفصل جسدها عن رأسها من أثر تهشم لوح زجاجي على رقبتها ، ليفصلها عن جسدها .
السيارة تحولت إلى حطام ، لكن لأبد من البحث عن رأسها شقوا السيارة نصفين وفككوا العديد من أجزائها ليجدوا رأس المسكينة ملتصقاً بأحد الكراسي
وهاهي نهاية القصة [/align][/frame]