الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاهم وبعد؟ بعضُ الاخوة ارسلَ اِلى اختي رحمها الله اَنْ تشرحَ تلكَ الآيةََ الكريمة وهي صعبةٌ جداً؟ لاَنَّها كانت ظاهرةً تاريخيَّة مَضَتْ؟ وَلَكِنْ مَعَ ذلكَ فَحَرِيٌّ بالمؤمنِ اَنْ يَطَّلِعَ مِنْ خلالِ القرآنِ الكريم على ثقافةِ العرب ِوالمسلمين في اَوَّلِ الاسلام؟ بل اَنْ يطلع على ثقافةِ الاُممِ كلِّهَا اِن ِاستطاعَ الى ذلكَ سبيلاً وحتى يستطيعَ اَنْ يُدَافِعَ عَن ِالاسلام؟ وهذهِ الآيةُ مِنْ سورةِ النساء رقم 25؟واَنتَ اخي حينمَا تنظُرُ الى رقمِ الآية هل تنظرُ اِليهِ مِنْ اَعْلَى اَوْ مِنْ اَسْفَل؟ بَلْ مِنْ اسفل؟ اُنْظُرْ اخي اَوَّلاً الى الرقم 24 ؟ثُمَّ جَاءَتْ بَعْدَهُ الآ ية؟ ثم الرقم 25 ؟فيكونُ رقمُ الآية 25 وهي قولهُ تعالى{ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً اَنْ يَنْكِحَ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ فَمِمَّا مَلَكَتْ اَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ المُؤْمِنَاتِ؟ واللهُ اَعْلَمُ بِاِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ؟ فَانْكِحُوهُنَّ بِاِذْنِ اَهْلِهِنَّ؟ وَآتُوهُنَّ اُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ اَخْدَانٍ؟ فَاِذَا اُحْصِنَّ فَاِنْ اَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ؟ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ؟ وَاَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رحيم} اِنَّهَا آيةٌ طبعاً فَهْمُهَا على الناسِ صعبٌ لعدمِ وجودِ الرِّقِّ الذي كانَ سائداً في المجتمعاتِ القديمة؟ وكثيراً مَا يُوَجَّهُ الطَّّعْنُ الى الاسلام مِنْ خلالِ الرِّقّ؟ وكيفَ اَنَّ الاسلامَ اَقَرَّ الرِّقَّ؟ وكيفَ نَظَّمَهُ؟ الى غيرِ ذلكَ ِمنَ الاعْتِرَاضَات؟ والجوابُ على هذا اَنَّ الاسلامَ لم يَاْتِ بالرقّ؟ بل جاءَ الاسلامُ والرقُّ موجود؟ فما معنى الرِّق؟ والرِّقُّ معناه اَنَّ اِنساناً يَمْلِكُ انساناً آخرَ يَبِيعُهُ اَوْ يشتريهِ ويتصرَّفُ بهِ كما يتصرفُ بمتاعِه؟ وهذا الرقُ كانَ موجوداً منذُ العصورِالقديمةِ عندَ الاُممِ السَّابقة؟ وكانَ الرَّقِيقُ يُعانُونَ المَشَقَّاتِ ويعانونَ المتاعِب؟ وحتى الآنَ في الدولِ الغربيَّةِ التي تفتخِرُ بحقوقِ الانسان واَنَّهَا كذا وكَذَا فَقَدْ كانُوا ياْخُذُونَ الافريقيِّينَ وَيُكَدِّسُونَهُمْ في البواخِرِ الى امريكا واوروبا لِيَكُونُوا عبيداً مَمْلُوكِينَ عِنْدَ هؤلاءِ وهؤلاء؟ وَ لَوْ كانُوا يَسْتَحُونَ فِعْلاً لَمَا قالُوا هذا الكلامَ عَنِ الاسلام؟ فَمَثَلاً اَيْنَ سُكَّانُ امريكا الاَصْليُّون؟ بل اين سكان البرازيل الاصليون وهم الهنودُ الحُمْر؟ اين همُ الآن؟ لقد اَبْعَدُوهُمْ الى الاَدْغَالِ مَنْبُوذِين لا حقوقَ لَهُمْ يَذْكُرُونَهَا اَوْ يعترفونَ بهَا بعدَ اَنْ اَبَادُوا مِنْهُمْ خَلْقاً كثيراً؟ وَاَمَّا الاسلامُ فَقَدْ جاءَ والرِّقُّ موجود؟ فكيفَ عاملَ الاسلامُ الرَّقِيقَ؟ وكيفَ تعاملَ معه؟ هذا ما سنعرفُهُ مِنْ خِلالِ تَسْلِيطِ بَعْضِ الضَّوءِ على هذهِ الآياتِ الكريمةِ في هذهِ المشاركةِ اِنْ شاءَ الله {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً(أي قُدْرَةً وَسَعَة) اَنْ ينكحَ المحصناتِ المؤمنات(ليسَ عندَهُ المالُ الكافي لِيَتَزَوَّجَ مِنَ الحَرَائِر)ثمَّ لاحِظْ معي جيِّداً اخي وَرَكِّزْ على كلمةِ ((مُحْصَنَات)) حتى يَسْهُلَ عليكَ فهمُ الآية؟ وكلمةُ المُحْصَنَات تَاْتِي في القرآنِ الكريم بِمَعَانٍ مُتَعَدِّدَة؟ وَتُسَمَّى اللَّفْظَ المُشْتَرَك؟ بمعنى اَنَّهَا كلمةٌ واحدة؟ ولكنَّهَا تَدُلُّ على مَعَانٍ مُتَعَدِّدَة؟ ولكنَّك اَخِي تستطيعُ اَنْ تُمَيِّزَ بَيْنَ معنىً وَآخر في هذهِ الكلمةِ وَاَشْبَاهِهَا حَسَبَ سِيَاقِ الكلامِ القرآني؟ فَمَثَلاً نقولُ نحنُ في اللغة عَيْن؟ وكلمة عين قد تُطْلَقُ على هذهِ الْجَارِحَةِ الموجودةِ في وجْهِي ووجهِكَ والتي اَرَى وتَرَى بِهَا اخي؟ وَتُطْلَقُ الْعَيْنُ ايضاً على نبعِ الماء؟ وتطلق العين كذلكَ على ذاتِ الشيء كقولِنَا مَثَلاً جاء زيدٌ عَيْنُهُ أيْ بِذَاتِه وليسَ معناها اَنَّهُ قَلَعَ عَيْنَهُ وَبَعَثَ بِهَا فَجَاءَتْ اِلَيْنَا؟ وَتُطْلَقُ العين كذلكَ على الذَّهَبِ والفِضَّة؟ وَنُطْلِقُهَا اَيضاً على الجاسوس؟ فكيفَ نُمَيّز؟ طبعاً حَسَبَ سِيَاقِ الكلامِ القرآني؟ حينما تقولُ اَرَى بِعَيْنِي اَوْ رَاَيْتُ بِعَيْنِي فَمَا المقصودُ مِنَ الْعَيْن؟ طبعاً هِيَ الجَارِحَةُ التي في وجهي ووجهكَ؟ وحينَمَا تقولُ شَرِبْتُ مِنَ الْعَيْنِ فَالْعَيْنُ هنا هي نَبْعُ الماء؟ والقرآنُ كمَا يُقَال هُوَ حَمَّالُ اَوْجُه في بعضِ الكلمات أي اَنَّ الكلمةَ الواحدةَ تَحْتَمِلُ عِدَّةَ اَوْجُه اَوْ معاني؟ وَنَجِدُ ذلكَ واضحاً ايضاً في اللغةِ الانكليزية اِذَا نَظَرْنَا الى قواميسِها فَمَثَلاً كلمة(رالي) تاتي بمعنى سباق سيارات على الطرق العامة وتاتي بمعنى لََمِّ الشَّتَاتِوالشَّمْل؟ وتاْتِي بمعنى يُنْجِدُ؟ وَتَاْتِي بمعنى يَعْبَثُ؟ وتاتي بمعنى يَحْتَشد؟ بل تاتي عندهم بمعنى الفعل والاسم في آنٍ واحدٍ في لغتِهم بسببِ فَقْرِاشْتِقَاقَاتِهم في مفرداتِهم الابجديَّة اللاتينيَّة وغناها وبكثرة في مفردات اللغة العربية القرآنية واشتقاقاتِها؟ واَمَّا بالنسبةِ للمحصنات فَتَاْتِي بمعنى الحرائر كما جاءَتْ في اَوَّلِ الآية؟ والحَرَائِرُ جَمْعٌ؟ مُفْرَدُهُ حُرَّة؟ وهي غَيْرُ الْمَمْلُوكَة وهي التي لا يَمْلِكُهَا اَحَد؟ وَقَدْ تُطْلَقُ اَوْ تَاْتِي بمعنى العفيفات كما جاءَتْ فِي وَسَطِ الآية في قولهِ تعالى مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ؟ فَبِعَقْلِكَ اخي تستطيعُ اَنْ تُمَيِّزَ بينَ معنىً وآخرَ للكلمةِ الواحدةِ سواءً كانَتْ اجنبية او عربية؟ فَحِينَمَا يَذْكُرُ سبحانَهُ في سورةِ النساءِالْمُحَرَّمَاتِ في الزواج بسببِ النَّسَب والرَّضَاع والمُصَاهَرَة فَاِنَّهُ عزَّ وجلَّ يَبْدَاُ بقولهِ حُرِّمَتْ عليكم اُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُم وَاَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ الى اَنْ قَالَ سبحانه وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ فهل تستطيعُ اخي تفسيرَ هذهِ الآيةِ بالْعَفَائِفِ اَوِ الحَرَائِرِالعازبات واَنَّ اللهَ حَرَّمَ الزواجَ مِنْهُنَّ وهل يقولُ بهذا الكلامِ عاقل طبعا لا ولَكِنَّ السِّيَاقَ هنا يَقْتَضِي تفسيرَهَا بمعنى اَنَّ ذِهْنَكَ اخي يجبُ اَنْ يَنْصَرِفَ فوراً الى المُتَزَوِّجَاتِ ذَوَاتِ الاَزْوَاج أيْ عِندَهَا زوجٌ اَوْ طَلَّقَهَا وما زالَتْ في الْعِدَّة فلا يجوزُ الزَّواجُ مِنْهُنَّ في هاتينِ الحالتين لِاَنَّ اللهَ حَرَّمَ الزَّوَاجَ مِنْهُنَّ بِنَصِّ هذهِ الآيةِ وآيةِ الخِطْبَةِ التي في سورةِ البقرة لَكِنْ يجوزُ التَّعْرِيضُ بِالْخِطْبَةِ لِصَاحِبَةِ العِدَّةِ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا تَلْمِيحاً لا تَصْرِيحاً؟؟ طَيِّبْ حينما يقولُ اللهُ في هذهِ الآية ومن لم يستطع منكم طولا ان ينكح المحصنات المؤمنات فَعَلَى ذِهْنِكَ اَخِي اَنْ يَنْصَرِفَ فَوْراً الى معنى الْحُرَّة غيرِ الْمَمْلُوكَة؟ وحينما يقولُ اللهُ عزَّ وجلّ وَالذينَ يَرْمُونَ (المحصنات) ثُمَّ لَمْ يَاْتُوا بِاَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَة}فَعَلَيْكَ اخي اَنْ تَفْهَمَ مِنْهَا مَعْنَى الْعَفِيفَاتِ الشَّرِيفَات سواءٌ كانَتْ مُتَزَوِّجَة اَوْ غَيْرَ متزوجة فلايجوزُ اَنْ تَرْمِيَهَا اَوْ تَقْذِفَهَا بِالزِّنى؟ قد يقولُ قائل هُنَا ذَكَرَ سبحانَهُ العفيفات فَمَا بَالُ العَفِيفِين اِذَا قَذَفَهُمْ بِالزِّنَى اَوِ اللِّوَاطِ اَوِ السِّحَاق؟ وَاَقُولُ نَعَمْ كَذَلِكَ مَنْ قَذَفَ رَجُلاً فَالْحُكْمُ الشَّرْعِيّ كَاَنَّهُ قَذَفَ اَوْ رَمَى امْرَاَةً وَاِنَّمَا ذَكَرَ سبحانَهُ النِّساءَ بِتَسْلِيطِ الضَّوْءِ عَلَيْهِنَّ دونَ الرِّجال لِاَنَّ المَرْاَةَ تَتَاَذَّى بِالْقَذْفِ اَكْثَرَ مِنَ الرَّجُل وَاِلَّا فَاِنَّ اللهَ ذَكَرَ قَذْفَ الرِّجالِ لِبَعْضِهم او قذفَ النساءِ للرجال في آيةٍ اُخرَى في نفس سورة النور المباركة ببركة الصديقة عائشة بنت الصديق من آل ابي بكر رضي الله عنهم اجمعين بقولهِ { لَوْلا جَاؤُوا عليهِ بِاَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاِذْ لَمْ يَاْتُوا بِالشهداءِ فَاُولَئِكَ عِنْدَ اللهِ هُمُ الكاذبون} والمؤمنُ لا يَكْذِبُ اَبَداً وقد يزنِي وقد يسرق وقد يشرب الخمر ويبقى على ايمانهِ اذا لم يَكُنْ اِبَاِحِيّاً يُبِيحُ مَا حَرَّمَ الله وَلَكِنَّ القاذفَ عِندَ اللهِ مِنَ الكاذبينَِ وَلَوْ كانَ صادقاً لِاَنَّهُ تَعَدَّى حدودَ اللهِ وَبَخَسَهَا بِاَقَلَّ مِنْ النصاب الربَّاني المطلوب شرعا وهو اَرْبَعَةٌ من الشهود فَاسْتَحَقَّ الْجَلْدَ بِمِقْدَارِ ثمانينَ بِالاِضَافَةِ الى حِرْمَانهِ مِنَ بعضِ حقوقهِ المَدَنِيَّةِ ومنها عَدَمُ قَبُولِ شهادتِهِ اِذَا لم يَتُبْ الى الله؟ قد يقولُ قائل وكيفَ يتعاملُ اللهُ مَعَهُ بهذهِ القَسْوَة حتى ولو كانَ صادقاً؟ واقولُ كمَا تعاملَ رسولُ اللهِ مَعَ المُنَجِّمِينَ في قولهِ كَذَبَ الْمُنَجِّمُونَ وَلَوْ صَدَقُوا؟ وكَمَا تَعَامَلَ عليهِ الصلاةُ والسلام مَعَ الشيطان حينما قالَ لاَبو هريرة لقد صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوب حينما اَرْشَدَ الشيطانُ اَبَا هُرَيْرَة الى قراءةِ آيةِ الكرسي قبلَ النَّوم وغيرِها في الحديثِ المشهور؟ وكَمَا تعاملَ اللهُ مَعَ اليهودِ والنصارى الكاذبينَ جميعاً حينَما صَدَقُوا في قولِهم{وَقَالَتِ اليهودُ ليستِ النصارى على شيءٍ وقالتِ النصارى ليستِ اليهودُ على شيء الى آخرِ الآية مِنْ سورةِ البقرة؟ نعم اخي وحينَما يقولُ اللهُ سبحانَهُ اَيضاً {اليومَ اُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وطعامُ الذينَ اُوتُوا الكتابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَ(المُحْصَنَاتُ) مِنَ المؤمناتِ و(المحصناتُ) مِنَ الذينَ اُوتُوا الكتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ والآية مِنْ سورةِ المائدة} فَعَلَيْكَ اخي اَنْ تفهمَ المقصودَ هنا بِالمحصناتِ اَنَّهُنَّ العَفِيفَاتُ العازبات مِنَ المؤمناتِ وَمِنْ اَهْلِ الكتابِ مِنَ اليهودِ والنصارى اَيضاً؟ واللهُ تعالى كمَا تعلمون ايُّها الاخوة حَضَّ رسولَهُ عليهِ الصلاةُ والسلام على الزَّواج والافضلُ للانسانِ حتى ولو كانَ في حالةٍ عاديَّةٍ لا يحتاجُ الى الزواج ولا يخافُ على نفسهِ اَنْ يَقَعَ في الزنا والحرام وَمَعَ ذلكَ فَالافضَلُ لَهُ اَنْ يتزوَّج لاَنَّ مَنْ سَيَتَزَوَّجُهَا قد تخافُ على نفسِهَا الوُقُوعَ في الحرام اِذَا لم يَتَقَدَّمْ اَحَدٌ لِخِطْبَتِهَا؟ وَاَمَّا اِذَا كانَ يخافُ على نفسهِ الوُقُوعَ في الحرام فَهُنَا يُصْبِحُ الزواجُ واجباً مفروضاً عليهِ بعدَ اَنْ كانَ مَنْدُوباً اَوْ مُسْتَحَبّاً؟ قد يقول قائل ماذا لو كانَ فقيراً؟ والجوابُ على ذلكَ اَنَّ الدولةَ و المجتمعَ واولياءَ الاُمُور والاغنياء يَتَحَمَّلُونَ جميعُهُمْ قِسْماً كبيراً جِدّاً مِنْ اَوْزَارهِ وخطايَاه اِذَا وَقَعَ في الحرام دونَ اَنْ يَنْقُصَ مِنْ خطايَاهُ شيئاً بدليلِ اَنَّ اللهَ سبحانه حينما اَمَرَ الفقراءَ بالزواج لم يَقُلْ لهم(( اِنْكِحُوا)) وَاِنَّمَا وَجَّهَ الخِطَابَ الى اَوْلِياءِ الاُمُورِ والاغنياء آمِراً لهم سبحانَهُ بِتَزْوِيجِ الفقراءِ بقولِه ((وَاَنْكِحُوا)) الاَيَامَى مِنْكُمْ والصَّالِحينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَاِمَائِكُمْ اِنْ يكونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ وَاسِعٌ عليم}وَلَكِنَّهُ سبحانَهُ وتعالى حينَمَا اَمَرَ الاغنياءَ بالزَّواج اَوِ التَّعَدُّد قالَ لَهُمْ((فَانْكِحُوا)) مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاع}ويَا هناءَتَهُ ويا سعادتَهُ عِنْدَ اللهِ ذلكَ الغنيُّ الذي يَصْرِفُ اَموالَهُ مِنْ اَجلِ اَنْ يَجْمَعَ ابْنَ الاسلام مَعَ ابْنَةِ الاسلامِ على فراشٍ واحدٍ بالحلال اَوْ يَجْتَمِعَ عليهِ مِنَ النساء مثنى وثلاث ورباع حتى تَكْثُرَ ذُرِّيَّتُهُ واولادُهُ حتى يُصْبِحُوا جميعُهم شجرةً كبيرةً مِنَ التوحيدِ الخالصِ للهِ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ اَصْلُهَا ثابتٌ وفرعُها في السماءِ تُؤْتِي اُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِاِذْنِ ربِّهَا في الوقتِ الذي يَتَعَرَّضُ لَهُ المُوَحِّدُونَ لِحَمْلَةٍ شَرِسَةٍ مِنَ الاِبَادَةِ الجماعيَّةِ لاتُوَفِّرُ حتى الاطفالَ والنساء ولايُعَوِّضُ خسائرَهَا الكبيرةَ بِاِذْنِ الله اِلا العودةُ الى تشريعِ تَعَدُّدِ الزوجات فَاَرْجُو مِنْ اهلِ السنَّةِ والجماعة المُوَحِّدينَ اَنْ يَتَنَبَّهُوا الى الخطرِ الاَكبَرِ في التَّحَامُلِ على تعدُّدِ الزوجات ومحاربتهِ مِنْ اَجْلِ اِلْغَائهِ مِنْ قِبَلِ اُؤلئِكَ المُثَقَّفِينَ الحُثَالةِ الذينَ يزعُمون اَنَّهُمْ يعرفونَ مصلحةَ المجتمعِ اَكْثَرَ مِنَ الذي خَلَقَهُ والعَيَاذُ بالله واُقْسِمُ باللهِ العظيم اَنَّ المنتقمَ الجبَّار سيجعلُهم يتحمَّلُونَ مِنَ اللَّوْعَاتِ وَالْغَصَّاتِ والآهاتِ والحَسَرَات والوَجَعِ والاَلَمِ مَا لا يُطِيقُونَ جَزَاءً وِفَاقَاً كَمَا تَحَمَّلَ اُولَئِكَ النِّسْوَةُ العَانِسَاتُ المَسَاكِين مِنَ لَوْعَةِ البقاءِ بِلا زواج والعطشِ الجِنْسِيِّ الفَظِيع الذي كانَ يُمْكِنُ اَنْ يَرْتَوِيَ مَعَهُنَّ كُلُّهُنَّ وعَلَى الرَّغْمِ مِنْ كَثْرَتِهِنَّ بِاجْتِمَاعِ اَرْبَعِ نِسْوَةٍ على رجلٍ واحد مِنَ اَجْلِ حَلِّ مُشْكِلَةِ العُنُوسَةِ المَاْسَاوِيَّةِ في مجتمعٍ يَزِيدُ فيهِ عَدَدُ النِّساءِ على الرجالِ بكثير بسببِ اِبَادَةِ الرجالِ وقتلِهِم في الحروب؟؟ ولذلكَ يقولُ اللهُ تعالى{ ومن لم يستطع منكم طولا} اَيْ ليسَ عِنْدَهُ طاقَةٌ ماليَّة اَنْ يَتَزَوَّجَ الْحَرَائِرَ فَلْيَتَزَوَّجِ الاِمَاءَ بدليلِ قولهِ تعالى {فَمِمَّا مَلَكَتْ اَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ المؤمنات}قد يقولُ قائل؟ هل مُلْكُ اليمينِ اَقْوَى اَوْ عَقْدُ الزَّوَاجِ اقوى؟ والجوابُ على ذلك طبعاً ملك اليمين اقوى وبِكُلِّ تَاْكِيد؟ لاَنَّهُ اِذَا مَلَكَهَا حَلَّ لَهُ اَنْ يُبَاشِرَهَا كالزَّوْجَة وَيُجَامِعَهَا وَمِنْ دُونِ عَقْدِ نِكَاحٍ اَوْ زَوَاج وَهُوَ يَمْلِكُ رَقَبَتَهَا اَيضاً في آنٍ واحد بل يجوزُ لَهُ اَنْ يَبِيعَهَا ويَشْتَرِيَها لاَنَّ ملك اليمين اقوى مِنَ الزواجِ بكثير جِدّاً فَاَنْتَ اخي في الزواج لا تَمْلِكُ الْحُرَّةَ وَاِنَّمَا تملكُ التَّمَتُّعَ بِهَا بِمُوجِبِ العَقْدِ وَبِحُدُودِ مَا شَرَعَهُ اللهُ عز وجل ؟والفتى الحُرّ هُوَ الشَّابُّ القويّ؟ وَاَمَّا الفتاةُ فهيَ الشابَّةُ الحرّة؟ وَاَمَّا اِذَا اَرَدْنَا بِالْفَتَى والفتاةِ الْمَمْلُوكِين فَهُمْ في هذهِ التَّسْمِيَةِ مَشْمُولُونَ سواءٌ كانُوا ضُعَفاءَ اَوْ اقوياء بدليلِ قولهِ عليه الصلاة والسلام [لايَقُلْ اَحَدُكُمْ عَبْدِي وَاَمَتِي وَاِنَّمَا يقولُ فَتَايَ وَفَتَاتِي] وَهُنَا بَدَاَ عليهِ الصلاةُ والسلام بِالْمَرْحَلَةِ الاُولى مِنَ تحريرِ العبيدِ بقولهِ لايقل احدكم عبدي؟ لاَنَّ كلمةَََ عبدي فِيهَا مَهَانَة وفيها مَذَلَّة؟ولا يَقُلْ اَمَتِي؟ ولايجوزُ اَنْ نقولَ في اللغةِ العربيَّة عَبْدَة؟ وَاِنَّمَا نَقولُ اَمَة؟ وحتّى الحُرَّة يجوزُ اَنْ نُنَادِيَهَا بقولِنا يا اَمَةَ الله؟ ولا نقولُ يا عَبْدَةَ الله؟ واِنَّمَا نقولُ يا عَبْدَ الله بالنسبةِ لِلْحُرِّايضاً؟ بَدَاَ اِذاً التَّنَفُّسُ الاَوَّلُ بِالنِّسْبَةِ لاِعَادَةِ الكرامةِ الى هؤلاءِ النَّاسِ الذينَ سَلَبَهُمُ الظلمُ والاضطهادُ اَعْظَمَ شيءٍ عندَ الانسانِ وهو كرامتُهُ وحُرِّيَّتُهُ؟ ثُمَّ اسْتَمَرَّ هذا التنفسُ شيئاً فشيئاً في كفَّارَةِ اليمين؟ والقتلِ الخَطَاْ؟ والظِّهَار؟ واقْتِحَامِ العَقَبَة في سورةِ البَلَد؟ الى اَنْ جَاءَ يومٌ على النَّاسِ واتَّفَقُوا جميعاً على اِلْغَاءِ الرِّقِّ عالميّاً في عصرِ السلطان العثماني محمد الفاتح اِنْ لَمْ اَكُنْ مُخْطِئَة؟ والفَضْلُ في ذلكَ كُلُّ الفضلِ للاسلامِ وَحْدَه وحِكْمَةِ خالقِهِ سبحانَهُ الذي اَلْغَاهُ شيئاً فشيئاً حتى لا تَثُورَ طَبَقَةُ العبيدِ على طبقةِ الاَسْيَاد فِيمَا لَوْ اَلْغَاهُ سبحانَهُ دَفْعَةً واحدة فَسُبْحَانَ مَنْ يَصِفُ الدَّوَاءَ المناسبَ لِلْمَرَضِ المناسب وَ بِجُرْعَاتٍ مناسبة وَلَوْ كانَتْ مُنْخَفِضَةً اَوْ قليلة اَحياناً حتَّى يَحْصَلَ الشِّفَاءُ التَّامّ مِنْ دُونِ انْتِكَاسٍ اَوْ عودةٍ الى ينابيعِ المَرَضِ من مكانٍ آخروَ بِاَقْوَى مِمَّا كانَ عليه اِنَّهُ الاسلامُ الذي يَضْرُبُ المَرَضَ وَيَنْشُرُهُ بِالْمِنْشَارِ مِنْ دُونِ ظُهُورِ اَيَّةِ عُقْدَةٍ تُعَرْقِلُ عَمَلَه وَلَكِنَّ النَّاسَ مَعَ الاَسَف هُمُ الذينَ يَزْرَعُونَ الشَّوْكَ في طريقِهِ وَيَجْعَلُونَهُ يُعَانِي كثيراً فِي حَلِّ المشاكل؟ وَمَعَ ذلكَ اَقُول لَوْ عَادَ العَدُوُّ الى فَرْضِ الرِّقِّ مِنْ جديد فَاِنَّ الصَّيْدَلِيَّةَ القُرْآنِيَّةَ جاهزةٌ دائماً مِنْ اَجْلِ شِفَاءِ جميعِ الاَمْرَاض حتَّى تَعُودَ الاَحْكَامُ الشَّرْعِيَّة المُتَعَلِّقَة بِالرِّقّ سَارِيَةَ المَفْعُولِ كَمَا كَانَتْ؟؟ ثُمَّ يقولُ سبحانَهُ بعدَ ذلك {فَمِمَّا مَلَكَتْ اَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ المؤمنات} وقد قالَ كثيرٌ مِنَ الفُقَهَاء لايجوزُ لَهُ اَنْ يَتَزَوَّجَ الامَةَ اِلا اِذَا كانَتْ مؤمنة؟ وقالَ بعضُهُم هذا الاَمْرُ الاِلَهِي اِرْشَادِي بمعنى اَنَّهُ غير اِلْزَامِي وَلَكَنِ الاَفْضَلُ اَنْ تَكُونَ مؤمنة؟ وَمَعَ الاَسَف فَهُنَاكَ اخْتِلاطَات عِنْدَ بَعْضِ الناس فِيمَا هُوَ اِلْزَامِي؟ وفيما هو اِرْشَادِي؟ فَكَمَا تعلمونَ اَيُّهَا الاُخوة هناكَ اَحكامٌ شرعيَّة؟ وظواهِرُ كَوْنِيَّة؟ والظَّاهِرَة الكونية اِذَا اَخْبَرَ اللهُ تعالى عنها فلابُدَّ اَنْ تكونَ وَاقِعَة فَاِذَا جاءَ نصرُ اللهِ والفتحُ فلابُدَّ اَنْ يَاْتِيَكَ يا رسولَ اللهِ النَّصْرُ مع الفَتْح؟ قد يقولُ قائلٌ مِنْ اصحابِ هذهِ الاختلاطاتِ في فَهْمِ القرآن حينما يقولُ اللهُ تعالى {الخبيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ؟ والخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَات؟ والطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِين؟ والطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَات} فَاِنَّنَا نَرَى اَحياناً اَنَّ الطَّيِّبَةَ تَزَوَّجَتْ مِنْ خَبِيث؟ ونرى احيانا اُخرى وبالعكس اَنَّ الطَّيِّبَ قد تَزَوَّجَ مِنْ خَبِيثَة؟ فكيفَ يتَّفِقُ ذَلكَ مع الآيةِ الكريمة؟ والجوابُ على ذلكَ اَنَّ هذا مِنْ بابِ التَّكْلِيف الارشادي غيرِ القَهْرِيّ كَقَوْلِ اللهِ سبحانَه {اَقِيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكَاة} فَبَعْضُ النَّاسِ يقيمونَ الصلاة والبعضُ الآخرُ يتركونهَا؟ وآتوا الزكاة كذلك؟ لاَنَّ اَمْرَ التكليفِ قد يخالفُهُ الناس بِحُكْمِ حُرِّيَّةِ الاختيار التي اَعْطَاهَا اللهُ لهم والتي يَتَحَمَّلُ صاحبُها المسؤولية الكاملة عن تداعياتِها في الجنة اَوْ في حريقِ جهنم؟ وَاَمَّا اِذَا اَخْبَرَ الله عَنْ ظاهرةٍ كونيَّة فَلابُدَّ اَنْ تكونَ قَدْ وَقَعَتْ اَوْ سَتَقَعُ في المستقبل؟ لاَنَّ اللهَ سبحانه يعلمُ اَنَّ هذا الشيءَ سَيَقَعُ وليسَ في وقوعِهِ كَذِبٌ اَوْ مُخَالَفَةٌ للواقع وَحَاشَ للهِ ذلك فَحِينَمَا يقولُ اللهُ تعالى الخبيثات للخبيثين والطيبات للطيبين فَاِنَّهُ سبحانَهُ يُرْشِدُنَا الى الكَفَاءَةِ مِنْ اَجْلِ الزواج وَاَنْ تَتَزَوَّجَ الطَّيِّبَةُ مِنَ الطَّيِّب وَاَنْ يَتَزَوَّجَ الخَبِيثُ مِنَ الخبيثة لاَنَّهُ اِذَا قالَ لَهَا يوماً مِنَ الاَيَّام يَا خَبِيثَة اَوْ عَيَّرَهَا بِشَيءٍ فَاِنَّهَا تقولُ لَهُ اَنْتَ اَيضاً خَبِيث وَكُلُّنَا في الهَوَا سَوَا كَمَا يُقَال والعكس صحيح فَتَنْحَلُّ المشاكلُ وَالْعُقَدُ الزَّوْجِيَّةُ بهذهِ الطريقةِ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَقَعَ التَّكَافُؤُ والاسْتِمْرَارُ في الحياةِ الزَّوْجِيَّةِ لاَنَّ الطيِّبَةَ لا تستطيعُ اَنْ تعيشَ مَعَ الخبيث وكذلك الطيب لا يستطيعُ العيشَ مع الخبيثة؟ ومعَ الاسف تَاْتِينَا شكاوى كثيرةً مِنَ النساءِ وتقولُ الواحدةُ منهنَّ اَنَا اُصَلِّي واَصُومُ واَزَكِّي ولَكِنَّ زوجي لايصلي ولايصوم وهو سَكَرْجِي حَشَّاش الى آخر ما هنالك؟ طَيِّبْ لماذا تَزَوَّجْتِ مِنْهُ؟ فتقولُ واللهِ اَهْلِي اَجْبَرُونِي على ذلك بمعنى اَنَّ الخَطَاَ مِنَ الاَهْلِ بسببِ عَدَمِ الكفاءَة؟ و المصيبةُ في اَيَّامِنَا هذهِ اَنَّ الشَّرَفَ والْحَسَبَ الآن يُقَدِّرُونَهُ بِالمال وَاَنَّ الشَّرَفَ لا قِيمَةَ لَهُ بِدُونِ المال ولذلكَ يَقَعُ النَّاسُ في هذهِ المَفَاسِد؟ وَاَمَّا حينَما يكونُ هنالِكَ تَكَافُؤٌ في الزَّواج فَهَذَا كَفِيلٌ بِاسْتِمْرَارِ هذا الزَّواج؟؟ ثُمَّ يقولُ اللهُ تعالى {واللهُ اَعْلَمُ بِاِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْض} لاحِظْ مَعِي جَيِّداً اخي في هذهِ الآيةِ وما فيها مِنْ اِعْطَاءِ زَخْمٍ قويّ مِنْ اَجْلِ تَكْرِيمِ الفِتْيَانِ العبيدِ والفَتَيَاتِ الاِمَاء وذلكَ في قولهِ تعالى {بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْض} بعضُ النَّاسِ يَظُنُّ اَنَّ الْعَبْدَ المَمْلُوكَ هُوَ صاحبُ اللَّونِ الاَسْوَد؟ واَقُولُ لا؟ اِنَّ العبدَ هو المَمْلُوكُ سواءٌ كانَ اَسْودَ اَوْ ابيض او احمر او اسمر او اصفر؟ فَالاَصْلُ واحِد وبعضُكم مِنْ بَعْض فلا تَتَكَبَّرْ اَيُّها الحُرُّ على الفتاةِ الاَمَةِ اَوِ الفتى العَبْد وَتَذَكَّرُوا اَنَّكُمْ جميعاً اُخْوَة لاَنَّكُمْ تَنْتَسِبُونَ الى اُمٍّ واحدةٍ والى اَبٍ واحدٍ وَهُمَا آدمُ وحَوَّاءُ عليهما الصلاة و والسلام (وَلِمَنْ اَرَادَ فِقْهَ اللغةِ العربيَّة لايجوزُ اَنْ نَضَعَ التَّنْوِينَ على الاَلْوَانِ جميعِهَا ولا يَصِحُّ اَنْ نقولَ (اَبْيَضاً اَوْ اَحْمَراً اَوْ اَسْوداً) وهذا خَطَاٌ لُغَوِيٌّ فَاحِش لاَنَّ جميعَ الالوان هي اَسْمَاءٌ ممنوعةٌ مِنَ الصَّرْف)فَكُلُّنَا اِذاً لِآدَمَ وآدَمُ مِنْ تراب؟ ولذلكَ بعضُ النَّاسِ يَتَشَدَّدُونَ بقولِهم لا يجوزُ اَنْ تقولَ لِغَيْرِ المسلمِ يا اخي؟ وَمَنْ قالَ لَكُمْ ذلك؟ هو اَخُوكُمْ رَغْماً عنكم وَلَكِنْ في الانسانيَّةِ فقط؟ وَلْنَفْرِضْ اَنَّ لكَ اَخاً مِنْ ابٍ واحد واُمٍّ واحدة ولكنَّهُ غيرُ مؤمن ومَعَ ذلكَ هل تستطيعُ اَنْ تقولَ عنْهُ اَنَّهُ ليسَ اَخاً لكَ؟ اَحياناً يكونُ التَّشَدُّدُ في غيرِ مَوْضِعِه بدليلِ قولِ عمرَ رضي الله عنه لرسولِ الله عليه الصلاة والسلام عَنْ حُلَّةِ الحرير التي اَعْجَبَتْهُ فَاَشَارَ على رسولِ اللهِ اَنْ يَشْتَرِيَهَا فقالَ الرسولُ الكريمُ اِنَّمَا يَلْبَسُ هذا مَنْ لا خَلاقَ له(مَنْ لا نَصِيبَ لَهُ مِنْ رحمةِ الله)قالَ الرَّاوِي للحديث فَاشْتَرَاهَا عُمَرُ فَاَهْدَاهَا اَخاً لَهُ في مَكَّة وكانَ اَخُوهُ هذا مشركاً؟؟ ثُمَّ يقولُ اللهُ سبحانَهُ {فَانْكِحُوهُنَّ بِاِذْنِ اَهْلِهِنَّ} والاَهْلُ هُمُ الاَسْيَاد؟ واللهُ تعالى عَبَّرَ عَنِ الاَسْيَادِ بِالاَهْلِ في هذهِ الآية؟ وفي هذا اَيضاً تَكْرِيمٌ عظيمٌ لهؤلاءِ المملوكينَ مِنْ الفتياتِ الاِماء والفتيان العبيد؟ بمعنى يا ايُّها الاَهْلُ الاَسْيَاد تَعَامَلُوا مَعَ الفتاةِ الامة اَوِالفتى العبدِ المملوك عِنْدَكُمْ كَاَنَّهُ فَرْدٌ مِنْ اَهْلِكُمْ بَلْ اَكْرِمُوهُمْ كَمَا تُكْرِمُونَ اَفْرَادَ اُسْرَتِكُمْ وَاَهْلِكُمْ؟؟ ثُمَّ يقولُ تعالى {وَآتُوهُنَّ اُجُورَهُنَّ بِالمَعْرُوف} والاُجُورُ هِيَ المُهُور؟ وَهُنَا ايضاً تَكْرِيمٌ عظيمٌ لهؤلاءِ مِنْ هذا الدِّينِ العظيم؟ وهنا ايضاً قد يَاْتِي المَهْرُ بمعنى الصَّدَاق؟ وَقد ياتي بمعنى النِّحْلَة وهي العَطِيَّة؟ وقد ياْتِي بمعنى الاَجْر كَمَا في هذه الآيةِ الكريمة؟ وَلَكِنَّ الفَرْقَ واضحٌ وَعَكْسِيٌّ هنا اَنَّ عِدَّةَ اَلفَاظ تَدُلُّ على معنىً واحدٍ وهو المَهْر ويُسَمِّيهَا علماءُ اللغة بالمُرَادِفَاتِ المَثِيلات في المعنى؟ على عكسِ مَا مَرَّ مَعَنَا وهيَ كلمةُ محصنات والتي هي لَفْظَةٌ مُشْتَرَكَة لِعِدَّةِ معانِي مُخْتَلِفَة غيرِ مُرَادِفَة اَوْ مُتَمَاثِلَة؟ وَاَمَّا قولُهُ تعالى {بِالْمَعْرُوف} فَهُوَ بمعنى اِيَّاكَ اَنْ تَسْتَغِلَّ ضَعْفَ هذهِ الفتاة ِالاَمَة فَتَبْخَسَهَا حَقَّهَا اَوْ بَعْضاً مِنْهُ؟ واياك ان تستغل ضَعْفَ اليتيمةِ التي تحتَ كفالتِكَ اَيضاً وتَبْخَسَهَا شيئاً مِنْ مَهْرِهَا بدليلِ قولهِ تعالى في سورةِ النِّساء {وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الكتابِ في يَتَامَى النِّسَاءِ اللاتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ اَنْ تَنْكِحُوهُنّ} لاَنَّ ظلمَ اليتيمةِ الواحدةِ الحُرَّةِ اَوِ المَمْلُوكَةِ عِنْدَ الله وهوَ بَخْسُهَا حَقَّهَا مِنَ المَهْرِ اَوِ النَّفَقَةِ الزَّوْجِيَّة اَوْ اَمْوَالِهَا التي تحتَ كَفَالَةِ وَلِيِّهَا الذي يريدُ الزَّوَاجَ منها؟ اَوْاِعْطَاؤُهَا حَقَّهَا نَاقِصاً؟ هواَشَدُّ جُرْماً بكثيرٍ مِنْ ظُلْمِ الرُّبَاعِ مِنَ النساءِ الاَرْبَع بدليلِ قولِهِ سبحانَهُ في بدايةِ سورةِ النساء{وَاِنْ خِفْتُمْ اَلَّا تُقْسِطُوا في اليتامى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاع}واِلا فَاِنَّ اللهَ لايرضى بالظُّلمِ اَيضاً للنِّسَاءِ الاَرْبَع بدليلِ قولِهِ تعالى{فَاِنْ خِفْتُمْ اَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً اَوْ مَا مَلَكَتْ اَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ اَدْنَى اَلَّا تَعُولُوا} وَاِلَّا فَاِنَّ اللهَ لايَرْضَى بِالظُّلمِ اَيْضاً لِلزَّوْجَةِ الوَاحِدَة؟ والواجبُ فِي هذهِ الحالةِ الاقْتِصَارُ على مُلْكِ اليَمِين لاَنَّهُنَّ لا يُشْتَرَطُ العَدْلُ بَيْنَهُنَّ اِلَّا اِذَا رَضِيَتِ الزَّوْجَاتُ اَوْ رَضِيَتْ اِحْدَاهُنَّ بِالتَّنَازُلِ عَنْ حَقِّهَا اَوْ جُزْءٍ مِنْ حَقِّهَا اَوْ اِعْطَاءِ لَيْلَتِهَا لِضَرَّتِها بدليلِ قولهِ تعالى {وَاِنِ امْرَاَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً اَوْ اِعْرَاضاً فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا اَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْر} وَهَذَا اِذَا كَانَ النُّشُوزُ مِنْ طَرَفِ الزَّوْج؟ وَاَمَّا اِذَا كانَ النُّشُوزُ مِنْ طَرَفِ الزَّوْجَة فَاللهُ تعالى يقول{وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ في المَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ(ضَرْباً غَيْرَ مُبَرِّحٍ وليسَ القصدُ مِنْهُ التَشَفِّي وَالانتقام وَلايَخْدِشُ لَحْمَهَا وَلايَكْسِرُ عَظْمَهَا)فَاِنْ اَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سبيلاً اِنَّ اللهَ كانَ عَلِيّاً كبيرا(أي اَنَّهُ سبحانهُ سَيَنْتَقِمُ مِمَّنْ ظَلَمَهُنَّ وَتَعَدَّى حُدُودَ اللهِ فِيهِنّ)قد يقول قائل اِنَّ الفتى العبد اَوِالفتاةَ الاَمَةَ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُهُمَا مِنَ الاموالِ وهما جميعاً كالْجَمَلِ بِمَا حَمَلَ مُلْكَانِ من املاكِ سَيِّدِهِمَا المشروعة؟ فكيفَ نُعْطِي هذهِ الفتاةَ الاَمَة من المهر او الاجور كما ذكرت الاية الكريمة؟ وبالنتيجة سيكونُ مَرَدُّ هذا المَهْر اَوِ الاَجْرِ اِلَى سَيِّدِهَا؟ والجوابُ على ذلك؟ اِخْتَلَفَ العلماءُ في هذهِ المَسْاَلَةِ الى رَاْيَيْن؟ وَانْقَسَمُوا فَريقَيْن؟ الفريقُ الاَوَّل يقولُ اَنَّهَا تُعْطَى المَهْرَ وَتَتَمَلَّكُهُ ثُمَّ يَتَمَلَّكُهُ سَيِّدُهَا(اَرْجُو اَنْ يكونَ هذا الكلامُ واضحاً ومفهوماً)وذلكَ مِنْ اَجْلِ اَنْ نُشْعِرَهَا بِنَوْعٍ مِنَ حُرِّيَّةِ التَّمَلُّك؟ وَاَمَّا الفريقُ الثاني ومنهم اِمَامُ دارِ الهجرة مالك رضي الله عنه فَلَهُ رَاْيٌ اَوْسَعُ مِن ذلك حيثُ يقول فِعْلاً اِنَّ الفتى العبد والفتاة الامة وما ملكت يداهما لسيدهما اِلا مهرَ الفتاةِ الامة لاَنَّ الله تعالى يقول {وآتوهن اجورهن بالمعروف} فحينما امر سبحانه بِاِيفَاءِ اَوْ وفاءِ المهورِ لَهُنَّ فهذا دليلٌ على اَنَّهُنَّ يَتَمَلَّكْنَ المهر؟ قد يقولُ قائل ماذا عَنْ نبيِّ اللهِ يُوسُفَ عليهِ الصلاةُ والسلام؟ واَقُولُ ِانَّ الرسولَ يجبُ اَنْ يكونَ حُرّاً؟ ولَكِنَّ العُبُودِيَّةَ غيرَ المشروعةِ طَرَاَتْ عليهِ بِالسَّطْوِ وَالسَّلْبِ وَالْقَنْصِ وَالنَّخَاسَةِ؟ وقد كانَ في الاَصْلِ حُرّاً عليهِ الصلاةُ والسلام؟ وهذا اَكْبَرُ دليلٍ على اَنَّ الرِّقَّ كانَ موجوداً مُنْذُ قديمِ الزَّمان؟ لا كَمَا يقولُ الذينَ لا يخجلونَ ولا يستحونَ وبِكُلِّ وقاحة اَنَّ الاسلامَ هو الذي افْتَعَلَ مُشْكِلَةَ الرَّقِيق؟ لاَنَّهم يعلمونَ تماماً اَنَّ الاسلامَ جاءَ لِيُحَرِّرَ النَّاسَ جميعاً مِنْ عُبُودِيَّةِ عِبَادٍ اَمْثَالِهِمْ الى عبوديةِ رَبِّ العباد لِاَنَّ مَنْ رَضِيَ اَنْ يَعْبُدَ رَبَّ العالمين لايرضَى اَنْ يعبدَ مخلوقاً مِثْلَهُ كَعِيسى بن مريمَ عليهما الصلاةُ والسلام وغيرَهما؟ ولَكِنَّ الاسلامَ احْتَاجَ الى فترةٍ زَمَنِيَّةٍ حتى يَجِدَ حَلّاً هادِئاً سِلْمِيّاً تَدْرِيجِيّاً لِمُشْكِلَةِ الرَّقِيق لِئَلا تَشْتَعِلَ الثَّوراتُ الْحَمْرَاءُ في المجتمعِ والفوضى واَعْمَالِ الشَّغَبِ والسَّلْبِ والنَّهْبِ والقتلِ مِن هؤلاءِ اِذَا اَطْلَقُوا لَهُمُ العَنَانَ كَمَا حَصَلَ مَعَ وَحْشِيّ غَفَرَ اللهُ لَهُ وقد كانَ عبداً لِسَيِّدَتِهِ هِنْد وَكَاَنَّهُ كانَ يَحْلُمُ ولم يُصَدِّقْ مَا سَمِعَتْهُ اُذُنَاهُ مِنَ اِعْطَائِهِ الحُرِّيَّة وَلامَا شَمَّهُ اَنْفُهُ مِنْ نَفَسِهَا وَنَسْمَتِهَا وعَبِيقِهَا حتى تَمَكَّنَ مِنْ قَتْلِ بَطَلِ الاَبْطَالِ حمزةَ رضيَ اللهُ عنه اَضِفْ الى ذلكَ اَنَّ الحروبَ واَعمالَ الشَّغَبِ والقتلِ والاجرام كانَتْ تَحْصَلُ بينَ العَرَبِ لِاَتْفَهِ الاسباب كمَا حصلَ في حرب داحِس والغَبْرَاء ومِنْ اجلِ ناقةٍ راحَ ضَحِيَّتَهَا الاُلُوفُ مِنَ العرب فَمَا بَالُكَ اخي اِذَا حَشَرَ الرَّقِيقُ اَنْفَهُمْ وَاسْتَغَلُّوا الوَضْعَ مِنْ اَجْلِ اِعْلانِ حُرِّيَّتِهِمْ فَبِالتَّاْكِيد سَتَحْصَلُ حروبٌ طاحِنَة اللهُ وحدَهُ يعلمُ كيفَ يُطْفِئُهَا؟ قد يقولُ قائل اِذَا عَاشَرَ الرجلُ فَتَاتَهُ الاَمَةَ مُلْكَ يَمِينِه فَوَلَدَتْ لَهُ هل يكونُ وَلَدُهُمَا عبداً لَهُ؟ والجوابُ على ذلكَ لا؟ لاَنَّهُ ليسَ مِنَ اللائقِ اَبَداً اَنْ يَمْلِكَ الاَصْلُ الفَرْعَ ولا اَنْ يملكَ الفرعُ الاصل والاَصْلُ هو الاَبُ والاَجْدَاد وَاِنْ عَلَوْا والفَرْعُ هو الاَبْنَاءُ واَبْنَاءُ الابناءِ وَاِنْ نَزَلُوا فَاَوْلَادُهُ مِنْهَا يكونونَ اَحْرَاراً شَرْعاً؟ وَتُسَمَّى فَتَاتُهُ الاَمَةُ مُلْكُ يَمِينِهِ بِاُمِّ وَلَد؟ قد يقول قائل؟ وَاُمُّ الوَلَدِ هذهِ هل تُعْتَقُ وتَحْصَلُ على حُرِّيَّتِها اِذَا وَلَدَتْ لَه والجوابُ على ذلكَ لا اِلا اِذَا ماتَ عنها اَوْ اَعْطَاهَا حُرِّيَّتَهَا بِنَفْسِه فَتُعْتَقُ وَلَوْ كانَ مَازِحاً؟وَالرِّقُّ كَمَا تعلمونَ ايُّهَا الاخوة هو ظاهرةٌ اقْتِصَادِيَّةٌ فِيهَا مُعَامَلاتٌ وتجارةٌ وَرِبْحٌ الى غيرِ ذلك ولذلكَ لم يَعْمَلِ الاسلامُ على اِلْغَائِهِ مَرَّةً واحدةً اَوْ دَفْعَةً واحدةً وَاِنَّمَا بِالتَّدَرُّجِ كَمَا ذَكَرْنَا لِئَلا يُصَابَ النَّاسُ بِالاِرْهَاقِ الاقتصاديّ وغيرِه؟ قد يقول قائل وماذا لو اَرَادَ السَّيِّدُ اَنْ يُزَوِّجَ اَمَتَهُ مُلكَ يمينهِ الى غيرِه والجوابُ على ذلكَ لا حَرَجَ عليهِ ولا عليْهَا ولَكِنْ عليهَا اَنْ تَسْتَبْرِىءَ رَحِمَهَا مِنْ سَيِّدِهَا بِحَيْضَةٍ اَوْ حَيْضَتَيْن على رَاْيِ بعضِ العلماء؟ وَلَكِنِ انْظُرْ اخي الى المشاكلِ المُعَقَّدَة التي تحصلُ لاَوْلادِهَا مِنْ غَيْرِهِ اِذَا تَزَوَّجَتْ بِغَيْرِهِ يُصْبِحُونَ جميعاً مملوكينَ لِسَيِّدِهَا الاَوَّل الذي زَوَّجَهَا غَيْرَه(بمعنى اَنَّ هذا الرجلَ اَنْجَبَ اولاداً مملوكينَ لِغَيْرِهِ مع الاسف)وكما يقولُ الفقهاء اَلولدُ يَتْبَعُ اُمَّهُ مِنْ حيثُ الرِّقّ؟ وَيتبعُ خيرَ الاَبَوَيْنِ دِيناً مِنْ حيثُ الدِّين وهو الاسلام؟ ولذلكَ كانَ مِنْ الاَفضَلِ اَنْ يَتَزَوَّجَ الحُرُّ مِنَ الحُرَّةِ لِئَلا تحصلَ اَمثالُ هذهِ المشاكلِ الاجتماعيَّة المَاْسَاوِيَّة؟ وَلَكِنْ جاءَتْ هذهِ الآيةُ وهيَ موضوعُ هذهِ المشاركة في حالةِ الضَّرُورَةِ القُصْوَى في زواجِ الحُرِّ مِنَ الفتاةِ الاَمَةِ المَمْلُوكَة؟مِنْ اَجْلِ عَدَمِ الوقوعِ في الحرام؟ وهي قولُهُ تعالى {ومن لم يستطع منكم طولا} لاحِظْ معي اخي جيِّداً اَنَّ كُلَّ هذهِ المشاكلِ والمآسي التي قد تحصلُ لِلاَوْلادِ بسببِ هذا الزواج مِنَ الفتياتِ الاماءِ المؤمنات هِيَ اَهْوَنُ بكثيرٍ عِنْدَ اللهِ مِنَ الوُقُوعِ في الزِّنَى وغيرِهِ مِنَ الفواحش؟ بمعنى آخر اَنَّ اسْتِعْبَادَ اَوْلادِكَ عِنْدَ سَيِّدِ زوجتِكَ(وَهِيَ في نفسِ الوقتِ فَتَاتُهُ الاَمَة المملوكة) اَهْوَنُ عِندَ اللهِ بكثيرٍ مِنِ اسْتِعْبَادِ شَهْوَتِكَ لكَ حتَّى تَقَعَ في الحرامِ والفواحشِ والعياذُ بالله تعالى)وَلذلكَ حَرَّمَ اللهُ تعالى مُجَرَّدَ الاقترابِ مِنَ الزنى قبلَ اَنْ يُحَرِّمَ الزنى نفسَه؟ لاَنَّ مَنْ حامَ حولَ الحِمَى يوشكُ اَنْ يقعَ فيه؟ وَحِمَى اللهِ كما تعلمونَ ايُّها الاُخوة في حديثٍ صحيحٍ لرسولِ اللهِ هي مَحَارمُه؟ والزِّنَى مِنَ المُحَرَّمَاتِ التي تَهْتِكُ وَتَنْتَهِكُ حُرُمَاتِهِ سبحانه بدليلِ قولهِ تعالى {وَلا تَقْرَبُوا الزنى اِنَّهُ كانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سبيلا} ثُمَّ يقولُ اللهُ تعالى بعدَ ذلك {وآتُوهُنَّ اُجُورَهُنَّ بالمعروفِ (مُحْصَنَاتٍ) غَيرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ اَخْدَان} وَعَوْداً على بَدْءٍ الى كلمةِ (محصنات) مِنْ جديد؟ وهنا اخي اَتَتْ بمعنى عَفِيفَات؟ بمعنى كما اَنَّهُ لا يجوزُ لكَ اَنْ تَعْتَدِيَ على عِرْضِ اَوْ شَرَفِ الْحُرَّة كذلكَ لايجوزُ اَنْ تعتديَ على شَرَفِ الفتاةِ الاَمَة؟ ولذلكَ يقولُ اللهُ سبحانه {وآتُوهُنَّ اُجُورَهُنَّ بالمعروفِ محصنات} أي عفيفات بالزواج من غير سَيِّدِهِنَّّ اَوْ بِمُلْكِ سَيِّدِهِنّ {غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ اَخْدَان} وَالسِّفَاح هو الزنى؟ واتِّخَاذُ الاَخْدَان هو الزنى اَيضاً؟ والسِّفَاحُ يكونُ لِلْكُلّ وهو الزنى العَلَنِيّ الموجودُ منذُ قديم الزمان الى الآن في المحلاتِ العُمُومِيَّة كما نسمعُ عندَ جيرانِنا في البلادِ القريبةِ مِنَّا ولا اُحِبُّ تَسْمِيَتَهَا؟ بمعنى اَنَّهُ يَاْتِي ويزني كلُّ واحدٍ بِهَا والعياذُ بالله؟ وهذا مِنْ اَقْبَحِ مَا تَصِلُ اليهِ الانسانيَِّةُ مِنِ احْتِقَارِ المَرْأة؟ وَاَمَّا اتِّخَاذُ الاَخْدَان فهو بمعنى اَنَّهَا تُعَاشِرُ بالحرام شخصاً واحداً فقط دونَ غَيْرِه {فَاِذَا اُحْصِنَّ(أي تَزَوَّجْنَ) فَاِنْ اَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى المُحْصَنَاتِ مِنَ العَذَاب} وَانْظُرْ اخي الى القرآن؟ وانظر الى سماحةِ الاسلامِ وعدالتِهِ ورحمتِهِ بهؤلاءِ الضُّعَفَاء؟ وكيفَ يُرَاعِي طبيعةََ الحالةِ الاجتماعيَّةِ الضَّعِيفَةِ المَهِينَةِ لِهَؤُلاءِ الفِتْيَانِ العبيد والفَتَيَاتِ الاِمَاء؟ ولذلكَ {فَاِنْ اَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ {وهي الزنا} فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى المُحْصَنَاتِ مِنَ العَذَاب} وَعَوْداً عَلَى بَدْءٍ مَرَّةً اُخْرَى الى كلمةِ (المحصنات) والتي اَتَتْ هنا بمعنى الْحَرَائِرِالعَازِبَات؟ لاَنَّكَ اخي اِذَا اَرَدْتَّ اَنْ تُفَسِّرَ المُحْصَنَاتِ هنا بِالمُتَزَوِّجَات؟ فَاِنَّكَ سَتَقَعُ في اِشْكَالٍ كبير؟ وهو عقوبَةُ الرَّجْمِ حتَّى الموت بِالنِّسْبَةِ للمتزوجات؟ وهذا العَذَاب وهو الرَّجْم هل تستطيعُ اخي اَنْ تَاْتِيَ بِنِصْفِهِ دونَ اَنْ يُؤَدِّيَ الى الموت؟ اِلا اِذَا تَرَكْتَ صاحبَهُ يَنْجُو وقد بَقِيَ فيهِ رَمَقٌ ضَعِيفٌ مِنَ الحياة؟ فَحِينَمَا يقولُ اللهُ عز وجل {فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى المُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَاب} فَالْمَقْصُودُ بِالْمُحْصَنَاتِ هُنَا غَيْرُ المتزوجات مِنَ الْحَرَائِر؟ وَعُقُوبَتُهُنَّ كما هو معروف الْجَلْدُ مِائَةَ جلدة بدليلِ قولهِ تعالى {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَة} وفي هذهِ الحالة تكونُ عقوبةُ الفتياتِ الاِمَاء على النِّصْفِ مِنْ عقوبةِ الحرائرِ غيرِ المتزوجات وهي الجَلْدُ خَمْسِينَ جَلْدَةً بدليلِ الآيةِ موضوعِ المشاركة التي اَقُومُ بشرحِها وَمَا تَوْفِيقِي اِلا بالله؟ قد يقولُ قائل ماذا لو كانَتِ الفتاةُ الاَمَةُ المؤمنةُ غيرُ مُتَزَوِّجَة وَارْتَكَبَتِ الزِّنَى فَمَا هِيَ عُقُوبَتُهَا في هذهِ الحالة؟ والجوابُ على ذلكَ اَنَّهَا تُعَاقَبُ عُقُوبًةً يُسَمِّيهَا الفقهاء تَعْزِيرِيَّة؟ بمعنى اَنَّهَا تُعَزَّر؟ وتكونُ عقوبتُها اَقَلَّ مِنَ الْحَدّ؟ والخلاصةُ اَنَّهَا لَوْ كانَتْ حُرَّة فَاِنَّهَا تُجْلَدُ مِائَةَ جَلْدَة؟ وَلَوْ كانَتْ حُرَّة مُتَزَوَّجَة فَاِنَّهَا تُرْجَمُ حتَّى الموت بِشَهَادَةِ اَرْبَعَةِ شهود؟ اَوْ بِاِقْرَارِهَا على نفسِها؟ اَوْ بِسُكُوتِهَا بعدَ الاِدْلاَءِ باَربَعِ شهاداتٍ مِنْ زوجِهَا اِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِين وَبِلَعْنَةِ اللهِ عليهِ اِنْ كانَ مِنَ الكاذبينَ في الشَّهَادَة الخامسة؟ وَاَمَّا الفتاةُ(الاَمَةُ)المؤمنة فَلا يجوزُ رجمُهَا حتَّى الموتِ اَبَداً حتى ولو كانَتْ مُتَزَوِّجَة؟ وَاِنَّمَا تُجْلَدُ خمسين جلدةً؟ وَتُعَزَّرُ اِذَا كانَتْ عَازِبَة؟ لاَنَّ الرَّجْمَ لايُمْكِنُ تَنْصِيفُهُ؟ وَاِنَّمَا يُمْكِنُ تَنْصِيفُ الجَلْدِ بِكُلِّ سهولة؟ وهذهِ هي عدالةُ ربِّ الاسلام ليسَ فيها ظُلْمٌ لاحَدٍ اَبَداً؟ وتعالى اللهُ عَمَّا يقولُ الظَّالمونَ عُلُوّاً كبيرا في قولِهم(يَلِّي مَا اِلُو ضَهِرْ يَا وَيْلُو)هذا هو مَنْطِقُ الْجَبَّارِينَ الطُّغَاةِ المُسْرِفِين؟ وَاَمَّا دِينُنَا؟ وَاَمَّا دينُ الاسلامِ فَاِنَّهُ يَرْفَعُ رؤوسَنَا الى اَعْلَى عِلِّيِّين؟ لا مِنَ التَّعَجْرُفِ والغرور والتكبُّرِ والعُلُوِّ في الارضِ الذي يُرَافِقُهُ اِهْلاكُ الحَرْثِ والنَّسْلِ مِنْ اجلِ الفَسَادِ في الارض؟ و لَكِنْ مِنْ اجلِ رحمةِ الاسلامِ التي وَسِعَتْ كُلَّ شيءٍ حتَّى شَمَلَتْ هؤلاءِ الضُّعَفَاء؟ فَالذِي ليسَ لَهُ ظَهْرٌ اَوْ سَنَدٌ يَحْمِيهِ فَاِنَّ الرَّاْفَةَ تكونُ بهِ اَكْثَرَ في دينِ الاسلام؟ وَكُلَّمَا نَقَصَ مَرْكَزُهُ الاجتماعِيّ كانَتِ عُقُوبَتُهُ اَخَفَّ كما مَرَّ معنا في الآية وهي خمسونَ جَلْدَة؟ وَكُلَّمَا زَادَ مَرْكَزُهُ الاجتماعِيُّ وَكَانَ كبيراً كانَتْ عُقُوبَتُهُ بِالْعَكْسِ اَشَدّ بدليلِ قولهِ تعالى {يَانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَاْتِ مِنْكُنَّ بفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا العَذَابُ ضِعْفَيْن وكانَ ذلكَ على اللهِ يَسِيرَا؟ وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ للهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَا اَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَاَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيمَا} وَحَاشَاهُنَّ صلى اللهُ عليهِنَّ وسلَّمَ تسليماً كثيراً؟ وحاشَ للهِ اَلا يَعْصِمَهُنَّ من هذهِ الفاحشة ويُذْهِبَ عَنْهُنَّ الرِّجْسَ وَهُنَّ مِنْ اَهْلَ البيتِ وَيُطَهِّرَهُنَّ تطهيراً؟ وَلَكِنَّ اللهَ تعالى اَرَادَ صَرْفَهُنَّ عَنِ الرِّجْسِ وَالسُّوءِ والفَحْشَاء كَمَا صَرَفَ عنهُ مِنْ قََبْلُ نَبِيَّهُ يوسُفَ الصِّدِّيقَ بدليلِ قولهِ تعالى {كذلكَ لِنَصْرِفَ عنهُ السُّوءَ والفَحْشَاءَ اِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُخْلَصِين} وَكَمَا صَرَفَهُ اَيضاً عَنْ مَرْيَمَ الصِّدِّيقَةِ الطاهرةِ بدليلِ قولهِ تعالى{ يَا مَرْيَمُ اِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ على نِسَاءِ العالمين} وَمَعَ ذلكَ لَمْ تَسْلَمْ عليها السلام مِنْ اَلْسِنَةِ الاِفْكِ والزُّور والبُهْتَان؟ حينما سَلَقَهَا اَحْفَادُ القِرَدَةِ والخنازير بِاَلْسِنَةٍ حِدَادٍ اَشِحَّةٍ على الخير والصِّدقِ وقولِ الحقّ؟ و كما حصلَ ذلكَ ايضاً مَعَ الصِّدِّيقَةِ بنتِ الصِّدِّيق؟ وَيَكْفِيهِمَا شَرَفاً اَنَّ اللهَ اَنْزَلَ بَرَاءَتَهُمَا في القرآنِ الكريم؟ وَلَوْ كانَ هذا القرآنُ مِنْ عِنْدِ غيرِ اللهِ لَمَا نَزَلَتْ بَرَاءَةُ يهوديّ مِنْ تُهْمَةِ السَّرِقَةِ فيهِ ايضاً؟ قد يقولُ قائل لماذا اِذاً اسْتَعْمَلَ اللهُ تعالى اُسْلُوبَ التَّهْدِيدِ الفَظِيع بِمُضَاعَفَةِ العذابِ مَعَ نِسَاءِ النَّبِي؟ والجوابُ على ذلكَ بِسُؤَالِ؟ لماذا استعملَ اللهُ تعالى اَيضاً اُسلوبَ التهديدِ الاَفْظَعِ مَعَ نَبِيِّنَا محمد رسولِ اللهِ في قولهِ تعالى {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الاَقَاوِيل لَاَخَذْنَا مِنْهُ بِاليَمِين ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الوَتِين فَمَا مِنْكُمْ مِنْ اَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِين} وَهَلِ انْتَقَصَ اللهُ تعالى مِنْ قَدْرِ نَبِيِّهِ في تهديدِ هذهِ الآية؟ مَعَاذَ الله؟ وَلَكِنَّهُ اَرَادَ سبحانه اَنْ يُسّلِّطَ الضَّوءَ على اسْتِبْعَادِ ذلكَ بِالكُلِّيَّةِ عَنْ نبيِّهِ وازواجهِ صلى الله عليهِ وعليهِنَّ وسلَّمَ تسليماً كثيرا؟ وما اَسْخَفَ عقولَ بعضِ النَّاسِ حينَمَا يَنْتَقِصُونَ مِنْ قَدْرِ ازواجِ النبي بسببِ فهمٍ خاطىءٍ لهذهِ الآية؟ واقولُ لهؤلاء اَلَسْتُمْ تَزْعُمُونَ اَنَّكُمْ مِنْ عبادِ الرَّحْمَن؟ حَسَناً اللهُ تعالى يقولُ عَنْ عِبَادِ الرحمن في سورةِ الفُرْقَان اَنَّهُمْ لا يَزْنُون؟ فَهَلِ انْتَقَصَ مِنْ قَدْرِهِمْ شيئاً حِينَمَا قالَ بعدَ ذلكَ مباشرةً {وَمَنْ يَفْعَلْ ذلكَ يَلْقَ اَثَاما يُضَاعَفْ لَهُ العذابُ يومَ القيامة(كَمَا ضَاعَفَهُ جَدَلاً افْتِرَاضِيّاً بعيداً جدّاً عن عفافِ وشرفِ وحشمةِ اَزْوَاجِ النَّبِي رضوانُ اللهِ عليهِنّ) وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانَا} هل قالَ اللهُ عَنْ هؤلاء اَنَّهُمْ عِبَادُ الشَّيطان؟ اَلَيْسَ اَزواجُ النَّبِيِّ مِنْ عِبَادِ الرَّحْمَن؟ بَلَى وَرَبِّي؟ اَلَسْنَ مِنْ اُمَّهَاتِ المؤمنين عبادِ الرحمن؟ بلى والله بدليلِ سورةِ الاحزابِ في قولهِ تعالى {وَاَزْوَاجُهُ اُمَّهَاتُهُم} فَالضَّعِيفُ في الاسلام اِذاً وهي الفتاةُ الاَمَة اَوِ الفَتَى العَبْدُ المَمْلُوكُ تَكُونُ الرَّاْفَةُ فيهِ اَكْثَرَ؟ ويراعي الاسلامُ فيهِ حالةَ ضَعْفِه؟ وقد يكونُ مُرْغَمَاً على ارْتِكَابِ الفاحشةِ كَمَا حَصَلَ مَعَ نَبِيِّ اللهِ يُوسُفَ الصِّدِّيق حينَما {رَاوَدَتْهُ التي هُوَ في بيتِهَا عَنْ نفسِه(وهي سيِّدَتُهُ امرأةُ العزيزِ سَيِّدُهِ اَيضاً) وَغَلَّقَتِ الاَبْوَابَ وَقالَتْ هَيْتَ لَك} وَاَمَّا القَوِيُّ الكبيرُ صَاحِبُ السُّلْطَانِ اَوِ المَرْكَزِ الاجتماعيِّ فَيُقَامُ عليهِ الحَدُّ في الاسلامِ حتَّى وَلَوْ كانَ مَنْ يَرْتَكِبُ هذهِ الفاحشة اَمِيراً لِلْمُؤْمِنِين؟ اَوِ ابْناً لَهُ كما سَيَاْتِي؟ وَلذَلِكَ لَمَّا كانَ عُمَرُ رضيَ اللهُ عنهُ يَتَعَسَّسُ في الليل(وكلمة يتعسس هي كلمةٌ عربية؟ وقد كانَ يُقَالُ لِلْحَارسِ اللَّيِْلِيِّ قديماً عَسِّي اَوْ عَسَسْ؟ وَمَعَ الاَسَف اَكْثَرُ النَّاسِ في اَيَّامِنَا اَصبَحُوا يَتَعَسَّسُونَ في الليلِ على القِمَارِ والسُّكْرِ وَالعَرْبَدَةِ حتَّى طلوعِ الفَجْرِ؟ ودونَ اَنْ يُصَلُّوا صلاةَ الصُّبْحِ؟ ثمَّ يَسْتَيْقِظُونَ وَقَدْ تَفُوتُهُمْ اَيضاً صلاةُ الجُمُعَةِ والظُّهرِ فيمَا عَدَاهَا؟ واللهِ الذي لا اله الا هو اِنَّكُمْ سوفَ تَرَوْنَ نُجُومَ الظهرِ في نارِ جهنَّمَ اِنْ لم تتوبوا الى اللهِ توبةً نَصُوحَا؟ وَيَكْفِيكُمْ قولهُ تعالى في سورةِ مريم بِالنِّسبةِ لِمَنْ لايُصَلِّي الى قِبْلَةِ المسلمين ولا هو مِنْ اَهْلِهَا {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ اَضَاعُوا الصَّلاةَ واتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيَّا} هل تَدْرُونَ مَا هُوَ ((الغَيُّ)) اَيُّهَا المساكين؟ اِقْرَؤُوا قولَهُ تعالى في سورةِ الاَعْرَاف {سَاَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الذينَ يَتَكَبَّرُونَ في الاَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ؟ وَاِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا؟ وَاِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلا؟ وَاِنْ يَرَوْا سَبيلَ ((الْغَيِّ)) يَتَّخِذُوهُ سَبيلا} وَالْغَيُّ هُوَ الضَّلالُ؟ وَهُوَ مَاْخُوذٌ مِنَ الغِوَايَة؟ وهيَ غِوَايَةُ الشَّيْطَانِ مِنْ اَجْلِ اَنْ تَصْرِفُوا اَمْوَالَكُمْ وَترْمُوهَا عِنْدَ مَزَابِلِ صُدُورِ الرَّاقِصَاتِ وبينَ اَرْجُلِهِنّ وَتُصْبِحُ المُصِيبَةُ مُصِيبَتَيْن وَاللَّعْنَةُ لَعْنَتَيْن بَلْ قُلْ لَعْنَات وغضبٌ مِنَ اللهِ المنتقمِ الجَبَّارِ القَهَّار لا يُطْفِئُهُ اِلَّا الصَّدَقَةُ عَلَى مُسْتَحِقِّيهَا؟ فَلا اَنْتُمْ اَقَمْتُمُ الصلاةَ؟ ولا اَنتُمْ آتَيْتُمُ الزَّكَاة {فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى؟ وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى؟ ثُمَّ ذَهَبَ الى اَهْلِهِ يَتَمَطَّى(أي يَرْقُصُ كالعاهراتِ مِنْ نَشْوَةِ الخَمْرِ في الدنيا قبلَ اَنْ يَرْقُصَ على بِلاطِ جهنم يومَ القيامةِ مِنْ شِدَّةِ حَرِّهَا بدليلِ قولهِ تعالى {قُلْ نارُ جَهَنَّمَ اَشَدُّ حَرّاً لَوْ كانُوا يَفْقَهُون فَلْيَضْحَكُوا قليلاً(في الليالي الحمراءِ الصَّاخِبة المَاجِنَةِ الخليعة)وَلْيَبْكُوا كثيراً جزاءً بمَا كانُوا يعملون(في نارِ جهنم الصَّاخِبَةِ اَيضاً بِاِيقَاعَاتِ الاسْتِغَاثَةِ وَالصَّيْحَاتِ القَوِيَّةِ مِنَ الاَلَمِ وَالتَّعْذِيب مِنْ فوقِهم ومن تحتِهم والخليعةِ اَيضاً مِنَ الثِّيَاب اِلا مِنْ الثيابِ النَّارِيَّةِ التي تحترقُ عليهم وتَكْوِيهِمْ في نارٍ وجحيمٍ تكادُ تَنْفَجِرُ مِنَ الطَّرَبِ والنَّشْوَةِ الجَهَنَّمِيَّةِ الجنسِيَّةِ السَّادِيَّةِ بِتَعْذِيبِهِمْ{وتقولُ هَلْ مِنْ مَزِيد} عفواً اَقْصِدُ مِنَ الغَيْظ كَمَا قالَ اللهُ في سورةِ الملك؟ فَهَلْ يُسَاوِي هذَا النَّعِيمُ الزَّائِفُ الذي تعيشونَ عليهِ في الحرام لَحْظَةَ عذابٍ واحدةً قصيرةً جِدّاً في نارِ جهنَّم التي يَتَحَطَّمُ كلُّ شيءٍ يُلْقَى فيها {ولا يُقْضَى عليهم فيموتوا ولا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عذابِهَا} ويا ليتَ نارَ اللهِ المُوقَدَةِ الحُطَمَةِ التي تُحْرِقُ القلوبَ والاَفْئِدَة؟ يا ليتَهَا تحتوي على مَنْفَذٍ واحدٍ اَوْ مَخْرَجٍ اَوْ مُتَنَفَّس؟ بَلْ اِنَّهَا مَضْغُوطَةٌ بِقُدْرَةِ المنتقمِ الجَبَّارِ قَابِلِ التَّوْبِ شديدِ العقابِ ذي الطَّوْلِ لا الهَ اِلا هوَ بدليلِ قولهِ تعالى {اِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ في عَمَدٍ مُمَدَّدَة) وبينَمَا كانَ يَتَعَسَّسُ رضيَ اللهُ عنهُ رأى رجلاً مَعَ امْرَاَةٍ يرتكبانِ فاحشةَ الزِّنَى؟ فَصَلَّى الصُّبْحَ بِالنَّاسِ؟ ثمَّ الْتَفَتَ اِلَيْهِمْ وهو مُضْطَرِبٌ رضيَ اللهُ عنهُ فقالَ؟ ماذا تقولونَ لو اَنَّ عُمَرَ قالَ لَكُمْ اَنِّي رَاَيْتُ بِاُمِّ عَيْنِي فلاناً وفلانةً يَزْنِيَان؟ فَقَامَ عليٌّ كَرَّمَ اللهُ وجْهَهُ فقالَ لَهُ مَهْ(اُسْكُتْ) يا اميرَ المؤمنين؟ اِيَّاكَ اَنْ تَذْكُرَ اسْمَيْهِمَا؟ فَوَاللهِ لَوْ ذَكَرْتَ اسميهما وَلَمْ تَاْتِ بِاَرْبَعَةٍ مِنَ الشُّهُودِ لَجَلَدْنَاكَ ثمانين جَلْدَة بدليلِ قولهِ تعالى في سورةِ النور كمَا مَرَّ مَعَنَا بِمَا اَغْنَانَا عَنْ اعادتِهِ هنا؟ فَانْظُرْ اخي الى اميرِ المؤمنين؟ وقائدِ الجيوشِ الفاتحة؟ والذي كانَ يخافُ منهُ الاعداءُ؟ ويَحْسَبُونَ لَهُ اَلْفَ حِسَاب؟ وكيفَ اَنَّ اللهَ لا يُعْفِيهِ مِنَ العقوبةِ اَبَداً؟ وَلكنَّهُ خَفَّفَ العقوبةَ على الفتاةِ الاَمَةِ الضَّعِيفة؟ وقد اَهْلَكَ اَقْوَاماً في الماضي كثيرين؟ لِاَنَّهُمْ كانُوا اِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضعيفُ اَقَامُوا عليهِ الحَدّ والعقوبَة؟ واِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّريفُ تَرَكُوهُ بلا عقوبة؟ واِنِّي والذي نفس مُحَمَّدٍ بِيَدِه كَمَا قالَ عليهِ الصلاةُ والسلام لو اَنَّ فاطِمَةَ بِنْتَ محمدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا؟ فَهَلِ انْتَقَصَ اَبُوهَا شيئاً مِنْ قَدْرِ فاطمةَ هَاهُنَا اَيضاً يَامَنْ تَزْعُمُونَ حُبَّ فاطمة صلى اللهُ عليها وعلى ابيها وعلى ازواجهِ وذُرِّيَّتِهِ وآلهِ واصحابهِ رغْماً عنكم وعلى جميعِ الانبياءِ والمرسلين وسلَّمَ تسليماً كثيرا؟ ولذلكَ {فَاِنْ اَتَيْنَ بفاحشةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى المُحْصَنَاتِ مِنَ العَذَابِ} وَهُوَ حَدُّ الجَلْدِ بِمِقْدَارِ مِائَة؟ وتكونُ بمقدارِ نصفِ المائةِ كما اَمَرَ اللهُ في الآيةِ الكريمة وهي خمسونَ جلدة بالنسبةِ للفتياتِ الامَاء؟ وسَمَّاهُ اللهُ سبحانَهُ (عذاب) لاَنَّهُ يُؤْلِم بدليلِ قولهِ تعالى عَن {الزَّانِيَةُ والزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ؟ ولا تَاْخُذْكُمْ بِهِمَا رَاْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ اِنْ كُنْتُمْ تؤمنونَ باللهِ واليومِ الآخِر؟ وَلْيَشْهَدْ ((عَذَابَهُمَا)) طَائِفَةٌ مِنَ المؤمنين} وَلِكنَّهُ اِيلامٌ لايَدْخُلُ الى لَحْمِ الزَّانِي؟ ولا يَصِلُ الى عَظْمِهِ بدليلِ قولهِ تعالى {{فَاجْلِدُوا}} وكلمةُ اجْلِدُوا فِعْل اَمْر؟ والمقصودُ مِنْهُ اِصَابَةُ جِلْدِ الزاني فقط؟ ولا يَتَعَدَّاهُ الى غيرِه؟ وعلى الجَلادِ الذي يقومُ بتطبيقِ الحدّ اَنْ يُوَزِّعَ الضَّرَبَاتِ على جسمِ الزاني والزانيةِ على مَحَلاتٍ مُتَعَدِّدَة غيرِ مُؤْذِيَة كَالْخُصْيَتَيْنِ بالنِّسْبَةِ للرجل والثّدْيَيْنِ بالنسبةِ لِلْمَرْاَة والرَّاْسِ الى غيرِ ذلك؟ ويقومُ الجَلَّادُ بِتَنْفِيذِ الضَّرْبَاتِ مَرَّةً على رِجْلَيْهِ؟ ومرةً على يَدَيْهِ؟ ومرة على مُؤَخِّرتِهِ؟ وينتهي الحَدُّ ويقولُ لهُ مَعَ السَّلامَة اِيَّاكَ اَنْ تَعُودَ لَهَا؟ ثُمَّ يذهبُ الزاني العَازِبُ الى اُسْرَتِهِ سالماً مِنَ السِّجْنِ الذي يَحْرِمُ اُسْرَتَهُ(اُمُّهُ واَبُوهُ واُخْوَتُهُ ولا اَقْصِدُ زَوْجَتَهُ واَوْلادَه فَهَذَا عُقُوبَتُهُ الرَّجْمُ حتَّى الموت) مِنْ مُعِيلِهِمُ الذي يجبُ اَنْ يبقَى مَعَهُمْ حتَّى يَرْعَى شُؤُونَهُمْ و لا يُضَيِّعَهُمْ فَيَضِيعَ هو واُسْرَتُهُ في سِجْنِ العَوَزِ والفقرِ والشَّحَادَةِ بالنِّسْبَةِ لاُسْرتِهِ وحرمَانهِ مِنَ الحُرِّيَّةِ لِيَبْقَى قَابِعاً في السِّجْن؟ وقد يزيدُ من فسادهِ الاخلاقي وجودُهُ داخلَ السجن؟ وقد يزيدُ اَيضاً فسادهُ بعدَ خروجهِ مِنَ السجن لِيَسْتَنْشِقَ عَبِيرَ (الحُرِّيَّةِ) وَعَبِيقَهَا عفواً اَقْصِدُ (الاِبَاحِيَّة للكلابِ المَسْعُورَة) بعضُ النَّاس ِالحاقدينَ على الاسلام والذينَ لا يَخْجَلُونَ مِنْ اَنْفُسِهِم مِمَّنْ يَحْمَلُونَ ثقافةَ العَصْرِ المَزْعُومَةِ و المَسْمُومَة يقولون اُنْظُرُوا الى هذا الاسلام وما فيهِ مِنْ جَلْدٍ و ضربٍ وَ قَطْعٍ وكذا وكذا الى غيرِ ذلك؟ ونقولُ لهؤلاء لو اَنَّ اِنْساناً ارْتَكَبَ هذهِ الجريمةَ وَجَلَدُوهُ ثُمَّ اَطْلَقُوا سَرَاحَهُ وَذَهَبَ الى اهلهِ اَلَيْسَ ذلكَ خيراً مِنْ اَنْ يُوضَعَ في السِّجْنِ مَعَ قُرَنَاءِ سُوءٍ مِنْ شَياطينِ الاِنْسِ بسببِ جريمةٍ تنتهي عقوبتُهَا في ساعةٍ مِنْ نهار؟ خارجَ سجنِ الاَشْرَار؟ في شَرْعِ خيرِ البَرِيَّةِ المسلمينَ الاَخْيَار؟ ثمَّ يُعَاوِدُ الدُّخُولَ والخُرُوجَ مِرَاراً وَتَكْرَاراً بسببِ حنينِهِ الى رفاقِهِ اَصْحَابِ السِّجْنِ الفُجَّار؟ بَلْ هو على استعدادٍ لارتكابِ جريمةٍ خارجَ السجنِ حتَّى يُوضَعَ داخلَ السِّجْنِ ويلتقي بهم؟ بالله عليكم اَيَّةُ مسؤوليَّةٍ بل اَيَّةُ شَفَقَةٍ بَلْ اَيَّةُ اِنْسَانِيَّةٍ على اسْتِعْدَادٍ اَنْ يَتَحَمَّلَهَا اَمْثَالُ هذا المجرم؟ وَاَيُّ وَجَعِ رَاْسٍ يُطِيقُهُ طالَمَا اَنَّ الطعامَ والشرابَ والنَّوْمَ في السِّجْنِ بِالمَجَّان؟ وما اَحْلَى طَعْمَ سيجارةِ الحشيش والافيون والمخدرات الاخرى التي تجعلُهُ سلطانَ زمانِه لولا قوله تعالى {وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم(واُقْسِمُ باللهِ العظيم اَنَّ بعضَ المساجين المجرمين من هؤلاء تَضْطَرُّ زوجتُهُ اَنْ تَبِيعَ شَرَفَهَا وعِرْضَهَا وكرامتَها حتى تُؤَمِّنَ لَهُ عيشاً كريماً داخلَ السِّجْن؟ وهذا مَا جناهُ المجرمونَ الحقيقيون على هؤلاءِ المساكين وهم رجالُ القانونِ الوَضْعِي بتشريعَاتِهِمُ البَاطِلَةِ التي ما اَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِنْ سلطانٍ على هؤلاءِ المجرمين حتَّى يُشَجِّعُوا الاِجْرَامَ والحروبَ وتجارةَ السِّلاحِ والمُخَدِّرَاتِ والاَعْرَاضِ بينَ النَّاسِ ويَرْبَحُوا مِنْ ذلكَ المالَ الكثيرَ الحرام ) ثُمَّ يَتَخَرَّجُ حَضْرَتُهُ مِنَ السجنِ بجرائمَ مُتَعَدِّدَة حتى يقولَ النَّاسُ عنهُ اَنَّهُ خَرِّيجُ حُبُوس اَوْ سُجُون اَبُو فَهْمِي الصُّرْصَار؟ والحَبْلُ على الجَرَّار؟ فلا باركَ اللهُ بِمَنْ قالَ عَنِ السِّجْنِ اَنَّهُ اِصْلاحٌ وتهذيبٌ للاَخلاقِ معَ طولِ انتظار؟ بل هو المَهْزَلَةُ بِعَيْنِهَا مِنْ اَصْحَابِ القانونِ الوَضْعِيِّ الحَمْقَى الاغبياء الذينَ جَلَبُوا للبَشَرِيَّةِ الشَّقَاءَ والتَّعَاسَةَ والدَّمَار؟ وَكَاَنَّهُم خبيرونَ باِصْلاحِ النَّاسِ اَكْثَرَ مِنَ الحكيمِ الخبيرِ الواحدِ القهَّار؟ الذي لا يَقْهَرُ النَّاسَ على طاعتهِ ولكنَّهُ شرعَ لَهُمْ مِنَ الدِّينِ ما يَضْمَنُ لَهُمْ صلاحَهُمْ و سعادتَهم وفلاحَهم وفوزَهم ونجاحَهم وَلَكِنْ هَيْهَاتَ هيهاتَ اَنْ يكونَ ذلكَ حاصلاً مَعَ كلِّ مُتَكَبِّرٍ لايُؤْمِنُ بيومِ الحِسَابِ جَبَّار؟ فَاَيُّ الفَرِيقَيْنِ اَحَقُّ بِالاَمْنِ اِنْ كنتم تعلمونَ الاخبار؟ هلْ اِذَا جَلَدُوهُ وتركُوهُ وَاَطْلَقُوا سَرَاحَهُ واَعْطَوْهُ حُرِّيَّتَهُ وَرَجَعَ الى اهلهِ سالماً مِنْ مَعْرَكَةِ ذِي قَار؟ اَمْ اَنَّ الانسانيَّةَ والمصلحةَ في راْيِكُمْ اَنْ تُسَلِّمُوهُ لِمَنْ لا يخافونَ اللهَ مِنَ السَّجَّانِينَ الذينَ يَشْرَبُونَ الخمرَ ويَسْهَرُونَ على ضَرْبِهِ واِهَانَتِهِ وقَدْ يُقَيِّدُونَهُ وَيَتَحَرَّشُونَ بهِ اُولئِكَ السَّفَلَةُ المُنْحَطُّونَ الاَوسَاخُ الاَقْذَار؟ ولا يَتْرُكُونَهُ ينامُ باللَّيْلِ ولا بِالنَّهَار؟ ولذلكَ فَاِنَّكُمْ لَنْ تَجِدُوا اَرْقَى مِنْ عُقُوبَاتِ الاسلامِ في العالمِ كُلِّه؟ لاَنَّ فيها ردعاً وزجراً لهؤُلاءِ وَلِغَيْرِهِم ولِمَنْ يُخَطِّطُ لِجَريمَتِهِ اَوْ يُفَكِّرُ في الاِقْدَامِ عليها بدليلِ قولهِ تعالى {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُما طائفةٌ مِنَ المؤمنين} أيْ مِنْ اَجْلِ الرَّدْعِ والزَّجْرِ لهما ولغيرهما) يُرْوَى اَنَّ ولداً لِعُمَرَ بْنِ الخَطَّاب رضي الله عنه في مِصْرَ ارْتَكَبَ جريمةَ الزنى؟ وكانَ الوالي على مِصرَ عمرُو بْنُ العَاص قد جَلَدَهُ سِرّاً رِعَايَةً لِسُمْعَةِ الخليفةِ وحَقِّهِ ودونَ اَنْ يَفْضَحَهُ اَوْ يُشْهِدَ على عذابهِ بِاِحْضَارِ طائفةٍ مِنَ المؤمنين(لاحَِظْ معي اخي هنا هذهِ الملاحظة المهمة جدا فَكَمَا اَنَّ الزواجَ الحلالَ وهو شعيرةٌ من شعائرِ اللهِ الكبرى المعروفة عند الناس لا يَنْعَقِدُ عِنْدَ اللهِ اِلا بشهادةِ شاهدين؟ فكذلكَ الزنى وتوابعهِ مِنَ بقيَّةِ الفواحش وهو شعيرةٌ مِنْ شعائرِ الشيطانِ المُنْكَرَة ولانه منكر عند الناس فلا ينعقدُ عندَ الله ِاَبداً بالعقابِ عليهِ في الدنيا اِلا بشهادةِ اربعةٍ مِنَ الشهود وكذلكَ حدُّ الله وهو شعيرةٌ مِنْ شعائرِ اللهِ كالزواج لا ينعقدُ الا باِحْضَارِ طائفةٍ مِنَ المؤمنينَ حتَّى تَشْهَدَ عذابَ الزاني والزانية وتشهدَ على تَعْذِيبِهِمَا وتَطْهِيرِ كرامتِهِمَا بهذا الحَدّ لاَنَّ تَحْقِيقَ كرامةِ الانسانِ عندَ الله هيَ مِنْ اَكْبَرِ شَعَائِرِ الله بل هيَ اَكْبَرُ مِنْ تحقيقِ كرامة ِالكعبةِ والصَّفَا والمَرْوَةَ وهما مِنْ شَعَائِرِ اللهِ اَيضاً فلا يُمْكِنُ اَنْ تَنْخَدِشَ كرامةُ الانسانِ وشرفُهُ وعِرْضُهُ بهذهِ السهولةِ عندَ الله ولا يمكنُ اَنْ يرضى سبحانَهُ اَنْ تَلُوكَ بهَا الالسنةُ بهذهِ السهولةِ اَيضاً ثمَّ تَجْلِبَ لَهُ الفضيحةَ امامَ النَّاسِ بهذهِ السهولةِ ايضاً وبلا مُبَالاة اِلا بهذهِ التَّعْقِيدَاتِ الصَّعْبَةِ جِدّاً والتي شَرَعَهَا سبحانه ُمِنْ شهادةِ الشهودِ الاربعة وكَاَنَّ اللهَ سبحانهُ يقول اَتَحَدَّى مَنْ يريدُ اَنْ يُعَاقِبَ الزاني واَقولُ لهم نُجُومُ السَّمَاءِ اَقْرَبُ لكم مِنْ اِحْضَارِ اربعةٍ مِنَ الشهودِ اَقْوَالُهُمْ مُتَطَابِقَة لا لَبْسَ فيها ولا شُبْهَةَ ولا تراجُعَ عَنْهَا وَلَوْ مِنْ واحدٍ منهم فَمَا اَعْظَمَ كرامتَكَ عندَ اللهِ اَيُّهَا الانسانُ ولو كُنْتَ زانياً وما اَكْثَرَ جُحُودَكَ لِنِعْمَتِهِ سبحانهُ وَهُوَ سَتَّارُ العُيُوبِ عليكَ وعلى غيرك؟ والا فما اسهل على الحبلى من الزنى اذا تركها الزاني بها وسافر هاربا من تحمل مسؤولياته تجاهها وتجاه ولده منها او مات عنها ان تتهم انسانا بريئا من اجل ان تجبره على ان يعطيه اسمه ليكون ابا زائفا له والله تعالى يهمه كثيرا جدا ان يعرف كل انسان من هو ابوه الحقيقي بدليل قوله تعالى {ادعوهم لآبائهم هو اقرب عند الله} وقوله قبل ذلك ايضا {وما جعل ادعياءكم ابناءكم ذلكم قولكم بافواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل} فلولا البَيِّنَة لادَّعَى اُنَاسٌ اعراضَ اناس وادعى اناس آخرون دماءَ او اموال اناس) فَلَمَّا سَمِعَ عُمَرُ رضيَ اللهُ عنهُ بذلك اَرْسَلَ اليهِ رسالةً شديدةَ اللَّهْجَةِ وقالَ لَهُ ويلٌ لكَ يا ابْنَ العَاص اَتُعَطِّلُ حَدّاً مِنْ حدودِ اللهِ كَمَا اَمَرَ مِنْ اجلِ عمرَ اميرِ المؤمنين واَنتَ تعلمُ اَنَّ اللهَ اَحَقُّ اَنْ تُطِيعَهُ مِنِّي فَاِمَّا اَنْ تفعلَ واِمَّا عَاقَبْنَاكَ عِقَاباً شَدِيداً اَمَا عَلِمْتَ اَنَّ اِقَامَةَ حَدٍّ مِنْ حدودِ اللهِ كَمَا اَمَرَ اللهُ خَيْرٌ مِنْ نُزُولِ الغَيْثِ (المطر) اربعينَ يوماً؟ اَمَا عَلِمْتَ قَوْلَهُ تعالى{اِنْ يَكُنْ غَنِيّاً(وَيَقْصِدُ بذلكَ ابْنَهُ رضي الله عنهما) اَوْ فقيراً فاللهُ اَوْلَى بِهِمَا(أي اَنَّ اوامِرَ اللهِ الذي خَلَقَ الزاني سواءٌ كانَ غنيّاً اَوْ فقيراً هي اَوْلَى اَنْ تَسْرِيَ على الكُلِّ بمفعولِهَا وتَشْمَلَهُمْ كَمَا اَمَرَ الله) فَلا تَتَّبِعُوا الهَوَى اَنْ تَعْدِلُوا(بمعنى اَنَّكَ لَسْتَ اَرْحَمَ مِنَ اللهِ على عبادهِ وَخَلْقِهِ واَنتَ تَعْلَمُ اَنَّهُمْ كُلُّهُمْ مَمْلُوكُونَ للهِ وهو سبحانهُ حُرُّ التَّصَرُّفِ فيهِم واِذَا كانَ قد عاقَبَهُمْ سبحانهُ فهو وحدَهُ يعلمُ اَينَ تَكْمُنُ مَصْلَحَتُهُمْ بدليلِ قولهِ تعالى{ ولكم في القصاصِ حياة} وقولِهِ ايضا{اَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وهو اللطيفُ الخبير}اَيْ اَنَّهُ عز وجل مَعَ شِدَّةِ عقابهِ (بسببِ حاجةِ الناسِ الماسَّةِ و الشديدةِ الى حكمتهِ مِنْ اجلِ مصلحتِهِمُ التي تَكْمُنُ في مكافحةِ الفسادِ في الارضِ التي يعيشونَ عليها مِنْ اَجْلِ عَدَمِ نَقْلِ عَدْوَى هذا الفسادِ الى الغَيْر فَهُوَ لطيفٌ بعبادهِ وهو اَرْحَمُ الراحمين)اَمَا قَرَاْتَ قولَهُ عليهِ الصلاةُ والسلام [اَمَّا بَعْدُ فَاِنَّمَا اَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ اَنَّهُمْ كانُوا اِذَا سَرَقَ فِيِهم الشريفُ تَرَكُوه واذا سرقَ فِيِهِمُ الضَّعِيفُ اَقَامُوا عليهِ الحَدّ] فَمَا كانَ مِنْ عمرُو بنُ العاص اِلا اَنْ اَعَادَ عليهِ الحَدَّ مَرَّةً ثانيةً وَجَلَدَهُ اَمَامَ النَّاس؟ فَاَكَلَهَا مَرَّتين على ظهرِهِ لاَنَّهُ ابْنُ الخليفة صاحبُ الفاحشةِ الشَّنِيعَةِ الكبرى اِذَا اَتَتْ مِنْ مستواه ليكونَ عِبْرَةً لِغَيْرِهِ مِنْ اَوْلادِ الملوك حتى لا يَهْتِكُوا اَعْرَاضَ النَّاسِ دونَ رَقِيبٍ ولا حسيب فلابُدَّ اَنْ يَشْعُرَ هُوَ واَمْثَالُهُ سَوَاءٌ كانُوا ضُعَفَاءَ اَوْ اَقْوِيَاء بِالاَلَم ولكنَّهُ اَلَمٌ لا يُفْضِي الى المَوْت(اِلا اِذَا قَتَلَهُ الْحَدُّ قضاءً وقَدَراً وبشكلٍ غيرِ مقصود بمعنى اَنَّهُ صَادَفَ اَوِ اتَّفَقَ الحَدُّ مَعَ انْتِهَاءِ اَجَلِه)ولذلكَ كانَ عليه الصلاةُ والسلامُ يقول للجلادِ اتَّقِ الرَّاْسَ والاَعْضَاءَ التَّنَاسُلِيَّة كَالْخُصْيَتَيْنِ عِنْدَ الرَّجُل واَمَاكِنَ اخرى مِنْ جِسْمِ الزاني قد يُؤَدِّي ضَرْبُهُ فيها الى هلاكِه كالثَّدْيَيْنِ بالنسبةِ للمرأة؟ فَانْظُرْ اخي رعَاكَ الله الى رحمةِ الاسلامِ حتى على الذين يرتكبونَ كبائرَ الذنوب؟ واعْلَمْ اخي جيِّداً اَنَّ الزنى لَمْ يَثبُتْ على عَهْدِ رسولِ اللهِ اِلا بالاِقرَار(وهو اِقرَارُ اَوِ اعْتِرَافُ الزاني على نفسِهِ اَرْبَعَ مَرَّاتٍ تَقُومُ مَقَامَ اَرْبَعَةٍ مِنَ الشُّهُود؟ ولا يكفِي مَرَّةً اَوْ مَرَّتَيْنِ اَوْ ثلاث اَبداً؟ بل لابُدَّ مِنْ اَرْبَعٍ حَصْراً)وَلَمْ يَثبُتِ الزنى على عهدِ رسولِ الله بِشهَادَةِ اَرْبَعَةٍ مِنَ الشهودِ اَبَداً؟ وكيفَ يَثبُتُ واللهُ تعالى يقولُ {وَلا تَجَسَّسُوا} أي لا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِ النَّاس(اِلا اِذَا كانَ ذلكَ مُصَادَفَةً أي بِالصُّدْفَة وهذا صَعْبٌ جِدّاً اِذَا لم يَكُنْ مستحيلاً؟ وحتى ولو شَاهَدَ الاَرْبَعَةُ ذلكَ بِاُمِّ اَعْيُنِهِمْ فقد يكونُ الزنى الذي شاهدوهُ غَصْباً على المراَةِ اَوِ الرَّجُلِ حتى واللهُ بذلكَ اَعْلَم كَمَا حَصَلَ مَعَ يُوسُفَ الصِّدِّيق صلى الله عليه وعلى نبينا وجميع الانبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا؟ فَلَيْسَ مِنَ السهولةِ بِمَكَانٍ اَبداً ولا زمانٍ اَيضاً اَنْ يَتَحَقَّقَ الشُّهُودُ الاَرْبَعَةُ مِنْ اَنَّ الزنى قد حصلَ برضى الطرفين) وهذا اِنْ دلَّ على شيءٍ فَاِنَّمَا يَدُلُّ على اَنَّهُ ليسَ مِنَ السهولةِ بمكانٍ ابداً بل هو صعبٌ جدا اذا لم يكنْ مستحيلاً اَنْ ترى رجلاً يزني بامراةٍ واضعاً ذَكَرَهُ في فَرْجِهَا كالميلِ في المِكْحَلَةِ ثمَّ تَاْتِي بثلاثةٍ مِنَ الشهودِ اَنْتَ رابعُهُم اخي مِمَّا يَدُلُّ بشكلٍ واضحٍ وجَلِيّ اَنَّ اللهَ سبحانهُ وتعالى حَريصٌ على كرامةِ الانسان ولايريدُ اَنْ يَفْضَحَهُ اَوْ يُعَاقِبَهُ اِلا بهذا النِّصَابِ الصَّعْبِ جِدّاً مِنَ الشهودِ الاربعةِ مِنْ اَجْلِ مكافحةِ الفسادِ في المجتمع والذي يحتاجُ الى تعاونِ الحدِّ الاَدْنَى الذي لايَقِلُّ عَنْ اَرْبَعَة؟ فَلَوْ تَمَّ اِحْضَارُ ثلاثةٍ مِنَ الشهودِ اَمَامَ القضاءِ ثُمَّ اَدْلَوْا بشهاداتِهِمْ اَنَّ فلاناً زنى بفلانة فيجبُ على القاضي هنا اَنْ يَاْمُرَ الجَلادَ بِجَلْدِ كُلِّ واحدٍ منهم ثمانينَ جلدة بدليلِ سورةِ النور حتى وَلَوْ كانُوا صادقين؟ لاَنَّ النِّصَابَ هنا لم يَكْتَمِلْ بشهادةِ اربعةِ شهود؟ وحتى ولو جاءَ اربعةٌ مِنَ الشهودِ وتَرَاجَعَ واحدٌ منهم فقط عَنِ اتِّهَامِهِ للزاني اَوْ اقوالِهِ او شهادتهِ فَعَلَى القاضي اَنْ يَاْمُرَ بِجَلْدِهِ مَعَ الثلاثةِ الباقِين وَاَنْ يَاْمُرَ بِرَدِّ شهادتِهم وما يَنْتُجُ عَنْهُ مِنْ حِرْمَانٍ كبيرٍ لَهُمْ مِنْ الحقوقِ المَدَنِيَّة؟ فَكََمَا اَنَّ صلاةَ الجُمُعَةِ وهي شعيرةٌ كبرى مِنْ شعائرِ اللهِ لاتَنْعَقِدُ اِلا بحضورِ عددٍ مِنَ النَّاسِ يَصِحُّ عليهم اِطْلاقُ لَفْظِ الجماعةِ وَلَوْ كانُوا اِثْنَيْن؟ فكذلكَ الزواجُ وَهُوَ مِنْ شعائِرِ اللهِ المعروفةِ ايضاً لا يَنْعَقِدُ عندَ اللهِ ابداً اِلا بشهادةِ شاهدين؟ فكذلكَ حدُّ اللهِ وهو عقوبةُ الزاني جَلْداً اَوْ رَجْماً بِالحجارةِ حتى الموت ( وهو شعيرةٌ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ الكبرى ايضاً) لا يَنْعَقِدُ اَبداً عندَ اللهِ اِلا بشهادةِ اربعةٍ مِنَ الشهودِ اَقْوالُهُمْ مُتَطَابِقَة تماماً ولا شُبْهَةَ فيها ببراءةِ الزاني وَلَوْ بِنِسْبَةِ واحد بالمائة وبدليلِ قولهِ تعالى {لولا جَاؤُوا عليهِ بِاَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاِذْ لَمْ يَاْتُوا بِالشهداءِ فَاُولئِكَ عِنْدَ اللهِ هُمُ الكاذبون(أي ولو كانُوا صادقينَ في نَظَرِ النَّاس ولاحِظْ مَعِي جَيِّداً اخي هذه الملاحظة الخطيرة جدا على ايمانك؟ وهي اَنَّ المؤمنَ لايَكْذِبُ اَبداً؟ وقد يزني؟ وقد يسرق؟ وقد يشربُ الخمر؟ ولكنَّ المنافقَ الذي لا يؤمنُ بآياتِ الله هو الذي يَكْذِب بدلبل قوله تعالى{اِنَّمَا يَفْتَرِي الكَذِبَ الذينَ لا يؤمنونَ بآياتِ اللهِ وَاُولَئِكَ هُمُ الكاذِبون}لاَنَّ اَعْرَاضَ النَّاسِ وكرامتَهُم عندَ الله هيَ خَطٌ أحْمَر؟ ولن تجدَ اخي اَحداً يَغَارُ على الخلقِ اَكْثَرَ مِنْ خَالِقِهِمْ اَبداً؟ بَلْ هِيَ خُطُوطٌ حَمْرَاءُ كثيرةٌ جدّاً وَلَيْسَتْ لُعْبَةً في اَيْدِي السُّفَهَاءِ مِنَ النَّاسِ كُلَّمَا عَنَّ لَهُمْ لِيُلَطِّخُوا سُمْعَتَهُمْ كَمَا يَحْلُو ويَرُوقُ لَهُمْ بِثَرْثَرَاتِهِمُ التي تَاْخُذُ اَكْثَرَ اوقاتِهِمْ {ولا يَذْكُرُونَ اللهَ اِلا قليلاً}كالمنافقين؟ ولَوْ كانَ هؤلاءِ الثلاثةُ يَسْعَوْنَ لاقَامَةِ حَدِّ اللهِ وَشَعَائرهِ حقاً لَمَا حَكَمَ اللهُ عليهِم بالكذبِ وعاقبَهُم بثمانينَ جَلْدَة وَلَمَا رَدَّ شَهَادَتَهُمْ الى الاَبَد على رَاْيِ فريقٍ مِنَ العلماء؟ وعلى الرَّاْيِ الآخَرِ اَنَّهَا سَاريَةُ المَفْعُول في حالِ توبتِهِمْ؟ ولكنَّهُمْ مَعَ الاَسَف قد يَسْعَوْنَ الى التَّشْهِيرِ وتَلْطِيخِ سُمْعَةِ الزاني وقد يكونُ بريئاً فِعْلاً مِنْ اَجْلِ الانتقامِ منهُ والتَشَفِّي؟ وهذهِ المؤامرةُ على الزاني قد تجتمعُ مَعَ ثلاثةٍ؟ ولكنَّهَا نادراً ما تَجْتَمِعُ مَعَ اَرْبَعَة؟ وحتى ولَوِ اجْتَمَعَتْ مَعَ اَرْبَعَة فَعَلى القاضِي اِذَا شَكَّ في شهادتِهم اَنْ يَاْمُرَهُمْ رَغْماً عنهم في هذهِ الحالة بِجَلْدِ اَوْ رَجْمِ الزاني فَقَدْ يَصْحُو ضميرُ احدِهِم فَيَنْجُو الزاني مِنْ بَقِيَّةِ العقوبةِ اِنْ كانَ بريئاً اَوْ يموتُ شهيداً بِاِذْنِ اللهِ بسببِ شهادةِ زورِهِمْ وَكَذِبِهِمْ وافْتِرائِهِمْ كَمَا يحصلُ ذلكَ مَعَ اِنْسَانٍ بَرِيءٍ اَعْدَمَهُ شُهُودُ الزُّورِ شَنْقاً والعَيَاذُ بالله بسببِ كَثْرَةِ الاَدِلَّةِ الكَاذِبَةِ ضِدَّه والقاضي المسكين في هذهِ الحالةِ لايستطيعُ اَنْ يَحْكُمَ اِلا بِمَا يَظْهَرُ لَهُ مِنَ الاَدِلَّةِ وَبِنَاءً على شهادةِ الشُّهُود؟ ولذلكَ وبناءً عليهِ فَاِنِّي اُطَالِبُ جميعَ المَحَاكِمِ في العَالَمِ كُلِّهِ اَنْ يَطْلُبُوا مِنَ المُتَّهَمِ اَنْ يَحْلِفَ اَوَّلاً على كتابِ الله اِذَا اَنْكَرَ جَرِيمَتَهُ اَنَّهُ لَمْ يَفْعَلْهَا؟ فَاِذَا صَادَفَ اَنْ كَانَتِ الاَدِلَّةُ كُلُّهَا ضِدَّهُ بسببِ شهودِ الزور الذينَ لمْ يَنْكَشِفْ لِلْقَضَاءِ كَذِبُهُمْ بَعْدَ اَنْ اَقْسَمُوا الاَيْمَانَ الكاذبة فهنا على القاضي اَنْ يَاْمُرَ شهودَ الزور هؤلاء اَنْ يُنَفِّذُوا حُكْمَ الاِعْدَامِ بِاَنْفُسِهِمْ على المُتَّهَم ويَضَعُوا حَبْلَ المِشْنَقَةِ حَوْلَ رَقَبَتِهِ وَاَنْ يَاْخُذُوا في ذلكَ وقتاً كافياً طويلاً قبلَ تَنْفِيذِ الحُكْمِ عَسَى وَلَعَلَّ اَنْ يَصْحُوَ ضميرُ اَحَدِهِمْ وينجو المسكينُ المُعَلَّقُ على حبلِ المِشْنَقَة) قد يقولٌُ قائل اَنْتِ يا اُخْت سندس تَسْعَيْنَ الى تَعْطِيلِ حَدٍّ مِنْ حدودِ الله؟ فكيفَ يَشْرَعُ اللهُ حَدَّ الزِّنى ثمَّ يَسْمَحُ لنا وبقسوةٍ وعنف على الشهود بِجَلْدِهِمْ وَرَدِّ شهادتِهِم اَنْ نُعَطّلَهُ بهذهِ التَّعْقِيدَاتِ الصَّعْبَةِ جدّاً وهي شهادةُ اربعةٍ مِنَ الشهداء(الشهود؟ واَقُولُ كَمَا قالَ عمرُ بنُ عبدِ العزيز رَحِمَهُ الله لاَحَدِ وُلاتِهِ لَاَنْ يَلْقَى هؤلاءِ اللهَ بخياناتِهِمُ الزَّوْجِيَّة وكبائرِهِمْ وذُنُوبِهِمْ دُونَ قِصَاص خَيْرٌ لي مِنْ اَنْ اَلْقَى اللهَ وقد ضَرَبْتُ انساناً واحداً ظُلْماً اَوْ جَلَدْتُّهُ جَلْدَةً واحدةً ظلماً وقد يكونُ بريئاً فِعْلاً؟ واقولُ ايضاً اِنَّ الاسلامَ يَرْجِعُ دائماً بِتَشْريعَاتِهِ وعُقُوبَاتِهِ الى الاَصْلِ وهو البَرَاءَة وكُلُّ مُتَّهَمٍ بريءٌ حتى تَثْبُتَ اِدَانَتُه(هنيئاً لكَ ايُّهَا المحامي يا مَنْ تُدَافِعُ عَنِ المظلومين؟ كَمْ اَحْسُدُكَ حَسَدَ غِبْطَةٍ على الاَجْرِ الاِلَهِيِّ لكَ والثوابِ العظيمِ؟ لاَنَّكَ تُحَقِّقُ اَصْلَ الشَّرْعِ الاسلاميِّ العظيم ببراءةِ المتهم حتى تثبتَ ادانتُه) والاَصْلُ في المُعَامَلاتِ الاِبَاحَة والسَّمَاحُ بِالتَّعَامُلِ بها اِلا مَا ثَبَتَ تَحْرِيمُهُ كالرِّبا والسرقة والغِشّ والاحتكار والمَيْسِر الى آخر ما هنالك؟ اِلا في موضوعِ العبادات فالاَصْلُ فيها الحَظْرُ وَالمَنع؟ اِلا ما ثبَتَ عَنِ النبيِّ عليهِ الصلاةُ والسلام قولاً وفعلاً و سُكُوتاً واِقْراراً بدليلِ قولهِ[ صَلُّوا كَمَا رَاَيْتُمُونِي اُصَلِّي] والخلاصةُ اَنَّ اللهَ سبحانَهُ قدْ شدَّدَ في حدِّ الزنا جَلْداً ورَجْماً حتى وصلَ بهِ الى حَدِّ التَّعْطِيل؟ ولكنَّهُ سبحانهُ لمْ يُعَطِّلْ حَدَّ القَذْفِ وعقُوبتَهُ الشديدة جدّاً اِلا في حالةِ اكْتِمَالِ نِصَابِ الشهود وبشروطٍ صعبةٍ جدّاً؟ وايضاً في حالةِ اِدْلاءِ الزَّوْجِ بشهَادَاتِهِ الاربع على زوجتهِ بالخيانةِ الزوجية والخامسةَ اَنَّ لَعْنَةَ اللهِ عليهِ اِنْ كانَ مِنَ الكاذبين كما وردَ ذلكَ صراحةً في سورةِ النورسواء سكتت الزوجة او دافعت عن نفسها بالشهادات المعاكسة المضادة الناقضة لشهادات زوجها؟ قد يقولُ قائل اَرَى بِعَيْنِي اُنَاساً قد جَعَلُوا اَوْكَارَهم للدَّعَارَةِ والفساد؟ وارى فلانةً مِنَ الناسِ يدخلُ على بيتِهَا مِمَّا هَبَّ وَدَبَّ مِنَ الفُجَّار؟ واقولُ وباللهِ التوفيق طبعاً لكَ الحقُّ اَنْ تَمْنَعَهُمْ واَنْ تَشْكُوَهُمْ الى الجِهَاتِ المَعْنِيَّةِ بمكافحةِ الفساد؟ ولَكِنْ لا يَحِقُّ لكَ اَنْ تقولَ اَنَّ فلاناً مِنَ النَّاسِ بِعَيْنِهِ نَاكَ اَوْ زنى بفلانةٍ مِنَ الناسِ بِعَيْنِهَا اَيضاً واِلا حَدٌّ في ظَهْرِكَ؟ بَلْ قُلْ اِنَّ فلاناً كانَ يَدْخُلُ على فلانة وراَيْتُهُ يُقَبِّلُ فلانة الى غيرِ ذلكَ مِنْ مُقَدمات الزنى؟ ولذلكَ وكَمَا قُلْنَا ونُعِيد اَنَّ جريمةً الزنى ما ثَبَتَتْ في الاسلامِ اِلا بواسطةِ الاِقْرَار(اعترافُ الزاني على نفسِهِ بالزنى) وهذا اِنْ دَلَّ على شيءٍ فَاِنَّمَا يَدُلُّ على قُوَّةِ اِيمَانِ هؤلاءِ الذينَ يريدونَ اَنْ يَتَطَهَّرُوا مِنْ فواحشِهِمْ وعلى قُوَّةِ الصَّحْوَةِ في ضمائِرِهِمْ اَيضاً بِتَطْبِيقِ حَدِّ اللهِ على اَنْفُسِهِمْ اَوّلاً قَبْلَ غَيْرِهِمْ(كما حَصَلَ مَعَ مَاعِز والغَامِدِيَّة رضيَ اللهُ عنهما وَقِصَّتُهُمَا مشهورةٌ كما سَيَاْتِي) لا كمَا نراهُ في اَيَّامِنَا والعَيَاذُ باللهِ مِنْ اُناسٍ مجرمين يحاولونَ بِكُلِّ الوسَائِلِ والاَسَالِيبِ اَنْ يُخْفُوا لِيَتَخَلَّصُوا مِنْ تَبِعَاتِ اَوْ تَدَاعِيَاتِ جَرَائِمِهِمْ بِمَسْحِ البَصَمَاتِ وَالاَدِلَّةِ ضِدَّهُمْ وتَرَاهُ يخرُجُ مِنَ المحكمةِ مسروراً جِدّاً وَ فَرْحَاناً بعدَ حصولهِ على البراءةِ التي لا يَسْتَحِقُّهَا عِندَ الله؟ واقولُ لهذا الاحمقِ المُغَفَّل؟ كم اَنْتَ مَسْكِين اَبْلَه؟ اَمَا تَخْشَى مَحْكَمَةَ اللهِ رَبِّ العالمين قاضِي القُضَاةِ يومَ القيامة؟ اِسْتَمِعْ اِلَيَّ جيِّداً يا ضعيفَ العَقل؟ اِذَا كانَتْ جَرِيمَتُكَ قد غَابَتْ عَنْ القُضَاةِ وَعَنِ النَّاسِ جميعاً فَهَلْ تَغِيبُ عَنْ رَبِّ العالمين؟ قد يقولُ قائل ماذا عَنْ هذهِ الافلامِ والتسجيلات هل تَنْفَعُ كدليلٍ مِنْ اَجْلِ اِثْبَاتِ جريمةِ الزنى وغيرِهَا؟ وهل تقومُ مَقَامَ اَرْبَعَةٍ من الشهود(الشهداء) والجوابُ على ذلكَ اَنَّهَا لا تَنْفَعُ حتى في القانونِ الوَضْعِيّ اِلا في حالةٍ واحدة وهِيَ الاسْتِئْنَاسُ بِهَا مِنْ اَجْلِ الامْسَاكِ بِطَرَفِ خَيْطٍ وَلَوْ كانَ رَفِيعاً لِلْوُصُولِ الى الحقيقة؟ ولكنَّهَا لا تَصْلُحُ اَبداً اَنْ تَقُومَ مَقَامَ الشُّهُود الاَرْبَعَة فَقَدْ تكونُ مُزَوَّرَة اَوْ مُفَبْرَكَة اَوْ مُدَبْلَجَة اَوْ مُمَكْيَجَة كَمَا تَتَّهِمُهَا قناةُ الدُّنْيَا؟ وهذهِ هيَ الحالةُ الوحيدة التي صَدَقَتْ فِيهَا هذهِ القناةُ الدَّنِيئَة في اتِّهَامِهَا لَهَا وهِيَ كَذُوبَة وحالُهَا كَحَالِ المُنَجِّمِينَ الكاذبينَ وَلَوْ صَدَقُوا(ولِذلكَ في سنة 1954 في مِصْر عندَمَا حاولُوا اَنْ يُلْغُوا القضاءَ الشَّرْعِيّ بَدَؤُوا بِتَشْوِيهِ سُمْعَتِهِ حيثُ كانُوا يَاْتُونَ بقاضي شرعي مُتَعَلِّم ويَاْخُذُونَ لَهُ صُورةً مَعَ امْرَاَةٍ سَافِرَةٍ مُتَبَرِّجَةٍ مِنْ اَجْلِ اَنْ يُقَلِّلُوا مِنْ قَدْرِ هؤلاءِ القُضَاةِ عِنْدَ النَّاسِ كمَا حَصَلَ ذلكَ ايضاً مَعَ الفنَّان محمد عبده والمَرْاَة الفرنسية التي اَرَادُوا اَنْ يُشَوِّهُوا لَهُ سُمْعَتَهُ بسببِها) وحتى الكلبُ البُولِيسِيّ لا يُعْتَبَرُ دليلاً قَطْعِيّاً لَدَى المُحَقِّقِين واِنَّمَا يَسْتَاْنِسُونَ بِهِ ويَعْتَبِرُونَ اَنْفُسَهُمْ اَنَّهُم قَدْ اَمْسَكُوا بِطَرَفِ خَيْطٍ ضعيفٍ مِنْ اَجْلِ الاجتهادِ القويّ و الاسْتِمْرَارِ في التَّحْقِيقِ للوُصُولِ الى الفاعلِ الحقيقيّ على ضَوْءِ مَا تَقَدَّم والدخولِ الى مسرحِ الجريمةِ بادِلَّةٍ قَطْعِيَّة بدأت ضعيفة ثم صارَتْ تَقْوَى شيئاً فشيئاً نتيجةَ التحقيقِ المُضْنِي الشاقّ لاَذْهَانِ المحققين وهم مَاْجُورُونَ عندَ الله اَكْثَرَ مِنَ المحامي بكثير؟ لاَنَّ المحامي يُدَافِعُ عَنْ عَدَدٍ مَحْدُودٍ مِنَ المظلومين؟ ولكِنَّ هؤلاءِ يدافعونَ عَنْ مجتمعِ انساني بِاَكْمَلِهِ قَدْ يَلْحَقُهُ الظلْمُ والفَسَاد وخاصة في مجتمعِنَا السوري الذي يَكْثُرُ فيهِ الاجْرَامُ في ايامِنَا هذهِ وبِبَرَاعَةٍ كبيرةٍ جدّاً في اِخْفَاءِ مَعَالِمِهِ واتِّهَامِ الاَبْرِيَاءِ ظُلْماً بهِ وبِمَا لا يَخْطُرُ على بَالِ شيطان؟ فَهَنِيئاً لهؤلاءِ المحققين صَنِيعَهُمْ وجَمْعَهُمْ لِلاَدِلَّةِ القَاطِعَةِ الحَاسِمَة ولو كانٌُوا غيرَ مسلمين ضِدَّ هؤلاءِ المجرمين وَلَنْ يُضَيِّعَ اللهُ تَعَبَهُمْ لاَنَّهُمْ يُسَاعِدُونَ على تحقيقِ العدالة؟ لاَنَّ المَصَائِبَ تَنْزِلُ على النَّاسِ بِكَثْرَة اِذَا اَفْلَتَ المجرمونَ مِنْ قَبْضَةِ العَدَالَة؟ وقدْ حَصَلَتْ هذهِ القِصَّةُ فِعْلاً في مصر في ليلةِ امْتِحَانِ طُلابِ العِلم حينَما ذَبَحَ اِفْريقِيٌّ اَسْوَد زميلاً لَهُ وَقَتَلَهُ وَخَبَّاَ السِّكِّينَ تحتَ فِرَاشِه فَجَاءَتِ الكلابُ البوليسية الى مَوْضِعِ السكين وَدَلَّتْ على صاحبِهَا فَقَبَضُوا عليهِ وَضَرَبُوهُ بِالسِّيَاخ المُحَمَّاةِ على النَّار فَلَمْ يَعْتَرِفْ وَاِذَا بِنَا نَرَاهُ موجوداً بينَنَا حيّاً يُرْزَق كمَا يقولُ اَحَدُ زُمَلائِه لاَنَّهُمْ لم يَعْتَبِرُوا الكلابَ دليلاَ قطعيّاً؟ ولذلكَ فَاِنَّ هذهِ الاحكامَ لابُدَّ اَنْ تكونَ شرْعِيَّة كَمَا اَمَرَ بِهَا الشَّرْعُ الاسلامي؟ وحتى بالنِّسْبَةِ لِتَسْجِيلِ الصَّوْت لايُمْكِنُ اعْتِبَارُهُ دليلاً قَطْعِيّاً اَيضاً بسببِ وُجُودِ اُنَاسٍ يستطيعونَ تَقْلِيدَ الاَصْوَاتِ بِامْتِيَاز؟ ولذلكَ لا تكونُ الاَدِلَّةُ قاطِعَةً اَبداً في موضوعِ الفَوَاحِشِ اِلا بشهادَةِ الشهودِ الاربعة؟ اَوْ اِقْرَارِ الزاني على نفسهِ اَرْبَعاً؟ فَاِيَّاكَ اخي اَنْ تَنْشُرَ اَمْثَالَ هذهِ الصُّوَرِ بينَ النَّاسِ وخاصَّةً اِذَا كانَتْ صُورَةَ عَالِمٍ تَقِيٍّ صالح مَعَ عَشِيقَة مَزْعُومَة ولا تُصَدِّقْ ما ترى ولا تَنْشُرْ وَاِلا كُنْتَ نَاشِراً لِلْفَاحِشَةِ في المجتمع وَمِمَّنْ قالَ اللهُ فيهم {اِنَّ الذينَ يُحِبُّونَ اَنْ تَشِيعَ الفَاحِشَةُ في الذينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ اَلِيمٌ في الدُّنْيَا والآخِرَة} وَاِيَّاكَ اخي اَنْ تَسْتَمِعَ الى حُثَالَةِ النَّاسِ الذينَ يَظُنُّونَ بِِنِسَاءِ المسلمينَ ورجالِهِمْ وزَوْجَاتِهِمْ واَخَوَاتِهِمْ وبَنَاتِهِمْ وحتى خالِقِهِمْ وحتى بانفسهم {ظَنَّ السَّوْء عليهِم دائرةُ السوء وَغَضِبَ اللهُ عليهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَاَعَدَّ لَهُمْ عذاباً عظيماً(اِنْ لم يتوبوا الى اللهِ توبةً نَصُوحا}لاَنَّهُمْ وَصَلُوا الى قِمَّةِ الرِّبَا عِنْدَ اللهِ وَاَرْبَاهُ وهو التَّطَاوُلُ على اَعْرَاضِ المسلمينَ قَوْلاً اَوْ فِعْلاً فَاَعْلَنُوا بذلكَ حرباً لئيمةً جِدّاً مِنَ الدَّرَجَةِ الاُولى على الله لايملكون فيها شَرَفاً ولا عِرْضاً يَثِقُونَ بِهِ دُونَ شَكٍّ اَبداً؟ ثمَّ يقولونَ لكَ وبِكُلِّ عُهْرٍ وَوَقَاحَةٍ لا مَثِيلَ لَهَا(مَا فِي نَارْ بِدُونْ دُخَان)فَهُمْ وَحَاشَ للهِ مِنَ الذينَ يُحِبُّونَ هذا الدُّخَانَ الخَبِيث وَاَنْ يَشُمُّوا رَائِحَتَهُ القَذِرَة كَمُقَبِّلاتٍ لهم لِيَاْكُلُوا بَعْدَهَا مِنْ لُحُومِ اِخْوانِهِمُ التي لا يَسْتَطِيُبونَ طَعْمَهَا اِلا اِذَا كانَتْ مَيِّتَة مِنْ شِدَّةِ قَذَارَةِ اَلْسِنَتِهِمْ وَاَفْوَاهِهِمْ ولا يَمَلُّونَ اَبداً اَنْ يَنْشُرُوا ثِيَابَ غَيْرِهِمْ وَغَسِيلَهُمُ الطاهِر حتى يُصِيبُوهَا بالاَوْسَاخ مِنْ نجاسةِ اَلْسِنَتِهِمُ القَذِرَة بَدَلَ اَنْ يُوَارُوا سَوْآتِهِمْ وعَوْرَاتِهِمْ وَيَسْتُرُوا عليهِمْ؟ فَوَاللهِ الذي لا الهَ غَيْرُه اِنَّ الغُرَابَ الذي بَعَثَهُ اللهُ لابْنَيْ آدم اَفْضَلُ عندَ اللهِ منهم؟ فَكَمَا اَنَّ اِكْرَامَ المَيِّتِ دَفْنُهُ سريعاً في الترابِ حتَّى لا تَفُوحَ رائِحَتُهُ المُزْعِجَة؟ فكذلكَ اِكْرَامُهُ وهو حيّ اَلَّا تَفُوحَ رائِحتُهُ الخبيثة في مَجَارِي اَلْسِنَتِهِمُ القَذِرَةِ الوَسِخَة التي تَلُوكُ في اَعْرَاضِ النَّاسِ لَيْلَ نَهَار والتي تحتاجُ الى اَنْ تُطَهِّرَ صَاحبَهَا وَقَلْبَهُ بِِذِكْرِ الله اَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القلوب؟؟ ولذلكَ لمَّا زَنَتِ الغَامِدِيَّة رضيَ اللهُ عنها وزَنَى مَاعِز رضيَ اللهُ عنهُ جاءَ كُلُّ واحدٍ مِنْهُمَا واعْتَرَفَ بِجَريمَتِهِ اَمَامَ النَّبِيِّ عليهِ الصلاةُ والسلام؟ والرسولُ الكريمُ يَرُدُّهُمَا كُلَّمَا جَاءَا اليهِ بقولِهِ مَاذا تَعْرِفَانِ عَنِ الزنى؟ وَمَتَى زَنَيْتُمَا؟ وكيفَ فَعَلْتُمَا؟ لَعَلَّكُمَا قَبَّلْتُمَا؟ لعلكما عَانَقْتُمَا؟ لعلكما لامَسْتُمَا؟ وَكَانَ هَدَفُ الرسولِ الكريمِ مِنْ هذا الكلام اَنْ يَنْصَرِفَا عَنْهُ الى شَفَاعَةِ التَّوْبَةِ النَّصُوحِ بينَهُمَا وبينَ خالِقِهِمَا قَبْلَ اَنْ يَصِلَ اَمْرُ الزنى الى قضاءِ اللهِ الاسلامي في الدنيا حيثُ لا شََفَاعَةَ بَعْدَ ذلكَ في حدودِ الله؟ ولَكِنْ مَعَ الاَسَف اِجْتَمَعَ لَدَيْهِ عليهِ الصلاةُ والسلام اَرْبَعَةً مِنَ الاِقْرَارَات لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا ؟ كُلُّ اِقْرَارٍ مِنْهُمَا يُعَادِلُ شاهداً واحداً مِنَ الشُّهُودِ الاربعة مِمَّا اسْتَوْجَبَ حَدّاً مِنْ حُدُودِ اللهِ لا شََفَاعَةَ فيهِ اِذَا وَصَلَ الاَمْرُ الى القَضَاءِ مُكْتَمِلاً بِنِصَابِ الاِقْرَارِ بِاَرْبَعِ شَهَادَاتٍ على نَفْسِهِ تقومُ مَقَامَ الشُّهُودِ الاَرْبَعَة؟ وَلَكِنَّ هؤلاءِ الصَّفْوَةَ الاَخْيَارَ مِنَ البَشَر يَاْبَى عَلَيْهِمْ اِيمَانُهُمْ اِلا اَنْ تُطَبَّقَ عليهم حُدُودُ اللهِ وَلَوْ كانَ في ذلكَ هَلاكُهُمْ(وَاعْذُرُونِي لَمْ اَسْتَطِعْ اَنْ اَتَمَالَكَ نَفْسِي مِنَ البُكَاء وانا اَخْتُمُ هذهِ الكلماتِ بهذِهِ القِصَّةِ المُؤَثِّرةِ جِدّاً على مَشَاعِرِنَا الاِيمَانِيَّةِ جميعاً بِاِذْنِ الله)فَاَقَامَ الاَصْحَابُ الكِرَامُ الحَدَّ على ماعز؟ وبينَمَا كانَ يُحَاوِلُ النَّجَاةَ بِنَفْسِهِ تَنَاوَلَهُ اَحَدُ الصَّحَابَةِ بِرَاْسِ غَنَمٍ فَاَرْدَاهُ قتِيلاً؟ وَلَمَّا وَصَلَ الخَبَرُ الى رسولِ اللهِ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ وَاَجْهَشَ بِالبُكَاءِ وقالَ لِمَاذَا لَمْ تَتْرُكُوهُ يَنْجُو هَلا تَرَكْتُمُوهُ يَنْجُو؟ وَاَمَّا الغَامِدِيَّةُ رضيَ اللهُ عنها فقَالَتْ يا رسولَ الله اِنِّي حَامِلٌ مِنَ الزنى؟ فقالَ لا حتَّى تَضَعِي حَمْلَكِ؟ فَلَمَّا وَضَعَتْ حَمْلَهَا قالَ لَهَا رسولُ اللهِ لا حتى يَسْتَغْنِيَ وَلَدُكِ عَنْكِ وَعَنْ لَبَنِكِ(حليب الام) فَجَاءَتْ بَعْدَ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ مِنَ الرَّضَاعَةِ كَمَا اَمَرَ اللهُ سبحانهُ وَقَدْ فَطَمَتْ وَلَدَهَا؟ فقالَتْ هذا وَلَدِي وَقَدْ اسْتَغْنَى بِنَفْسِهِ وَمَعَهُ كَسْرَةٌ مِنَ الخُبْزِ يَاْكُلُهَا؟ فقالَ عليهِ الصلاة والسلام وَمَنْ يَرْعَى وَلَدَكِ مِنْ بَعْدِكِ؟ فَقَالَتْ فلانٌ وفلانٌ مِنَ النَّاس؟ فقالَ اَقِيمُوا عليهَا الحَدّ؟ فَجَاءَ خالدُ بنُ الوليد رضي الله عنه وَضَرَبَهَا بِحَجَرٍ كبيرةٍ وَلَعَنَهَا؟ فقالَ لَهُ الرسولُ الكريم مَهْ(اُسْكُتْ) يا خالد فَوَاللهِ اِنَّهَا تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ وُزِّعَتْ عَلَى اَهْلِ صَنْعَاءَ(في اليَمَنِ) لَكَفَتْهُمْ؟ رَحِمَهَما اللهُ رحمةً واسعة واَدْخَلَهُمَا فَسِيحَ جَنَّاتِهِ مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُنَ اُولئِكَ رَفِيقا؟ ثمَّ يقولُ اللهُ تعالى بعدَ ذلكَ في الآيةِ الكريمةِ موضوعِ المشاركة {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ} والْعَنَتُ هوالخوفُ مِنْ مَشَقَّةِ الوُقُوعِ في الزنى الحرام؟ فَاِذَا لَمْ تَتَزَوَّجْ اخي كمَا اَمَرَ الله فَاِمَّا اَنْ تَنْحَرِفَ؟ وَاِمَّا اَنْ تَكْبُتَ؟ وهذَا الكَبْتُ سَيُؤَثِّرُ عليكَ بِالتَّاْكِيد؟ ولذلكَ اَبَاحَ لكَ الاسلامُ اَنْ تَتَزَوَّجَ بالفَتَيَاتِ الاِمَاء؟ ثم يقول سبحانه بعد ذلك {وَاَنْ تَصْبِرُوا(على الحرام وتَسْتَعِفُّوا وَتَمْتَنِعُوا حتى يُغْنِيَكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ بالزَّواجِ مِنَ الحَرَائِر) خَيْرٌ لَكُمْ(مِنَ الزواجِ بِالْفَتَيَاتِ الاِمَاء حتى لا يَصِيرَ اَوْلادُكُمْ مَمْلُوكِينَ لِسَيِّدِهِنّ) واخيراً اقولُ لاعداءِ الاسلام لو صَحَّت مزاعمُكم في تحاملِكم على الاسلام ولو كان الاسلام قد ظلم هؤلاء الضعفاء قِيدَ اَنْمُلَة ما قامتِ الدولة الاسلامية على اكتافهم وانتم تعلمون جيدا اَنَّ اكبرَ الفضل في اقامة هذه الدولة هو لهؤلاء المملوكين والضعفاء؟ والفضلُ لله اولا واخيرا؟ ويكفي الاسلام فخرا اَنَّ الله سبحانه عاتبَ رسولَه عتاباً شديدَ اللهجة بسبب تبسُّمِه في وجوهِ الكبراء والوجهاء والاسياد في قومهم وعبوسه في وجه الضعيف الاعمى حينما لم يكن هم الاسلام الا هداية هذا الاعمى دونهم جميعا والاستماع اليه دونهم واعطائه من الاهمية العظيمة دونهم ولكلامه من فوق سبع سموات حينما نزل قوله تعالى {لايستوي القاعدون من المؤمنين}فجاء هذا الانسان الضعيف ليقول لرسول الله اني اعمى يا رسول الله؟ يقول راوي الحديث كادت فخذ رسول الله ان ترض فخذ صاحبه من ثقل الوحي الذي جاء كالصاروخ السريع العابر للقارات عفوا اقصد المجرات من اجل هذا الاعمى فاذا به يامره ان يكتب {غير اولي الضرر}
واللهُ ورسوله اعلم سبحانك ربنا لا علم لنا الا ما علمتنا وصلى الله على نبينا محمد رسول الله وازواجه وذريته وآله واصحابه وعلى جميع الانبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته من اختكم في الله سندس وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين