إذا شئتَ أن تحيا سليماً من الأذى ... وذنبك مغفورٌ،
وعِـرضُـك صَيِّنُ ... لسـانُـكَ لا تـذكـر به عـورة امـرئٍ
فـكُـلُّـكَ عـوراتٌ وللناس ألسنُ ....
وعاشِر بمعروفٍ وسامح من اعتدى ....
وفارقْ ولكن بالتي هي أحسنُ
عجزت عن تخيل العالم بدون ستر الله لنا ..
ماذا لو كان للذنوب روائح تخرج منا على قدر معاصينا؟! ..
ماذا لو كتب على جباهنا المعصية التي ارتكبناها ..
ماذا لو وجد على باب بيوتنا شرحاً لما فعلناه؟! ..
ماذا لو علم الناس بما ستره الله علينا؟! ..
رباه أعجز عن تخيل ذلك مجرد التخيل ..
كيف ذلك أظن لو حدث ذلك يوماً واحداً ..
لا ؛ يوم كثير؛ بل كثير جداً ..
لنقل أنه قد يحدث ساعة ..
كم زوجة ستطلق من زوجها
لأنها ستعلم بنظراته وفعلاته ..
وسيعلم هو ما أخفته هي عنه ..
كم من صاحب سيترك صاحبه؟! ..
كم من أناس سنكرههم ونحن الآن نحبهم؟!..
كم .. كم .. كثير من الخراب سيحل ..
لا شك أن الحياة ستتوقف؛
نعم ستتوقف ..
لن تتحرك بعد هذه الساعة ..
الحمد لله .. نعم الحمد لله على نعمة الستر ..
اللهم لا تنزع عنا سترك ..
واسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض ..
الستر الجميل لا ريبَ أنَّ سترَ العُيوبِ
والذنوب والأخطاء نعمةٌ من نِعَمِ الله الجليلةِ على عِبادِه ..
فلو أنه عزَّ وجَلَّ أبْدَى عُيُوبَ الخلقِ لفَضَحَهم
وهَتَك أسْتارَهم وكَشفَ عوراتهم؛
ولكنه جلَّ جلالُه أرحمُ الراحِمين،
ويُمهِلُ العاصي والشاردَ والغافل؛
فلا يريد أن يَفضَحَ عِبادَه؛
بل يريدُ أن يتوبَ عليهم ليتوبوا
( إن الله هو التوَّابُ الرحيم ) ..
فإن تابوا وأنابوا عفَا عنهم وصفح،
فغَفرَ سيئاتهم وتجاوز عن هفواتِهم.
وصاحبُ الحياء من الله ومن الناس ..
يعلمُ رحمةَ الله الواسعة في إخفاءِ الذنوبِ
وسَترِ العيوب، ويقدرها حقَّ قَدرِها .
اللهم إني أستغفرك لكل ذنب
خطوت إليه برجلي
أومددت إليه يدي
أوتأملته ببصري
أو أصغيت إليه بأذني
أو نطق به لساني
أو أتلفت فيه مارزقتني
ربي أدعوك وكلي ... أمــلٌ أن تستجيـب
فهمومي أغرقتنـي ... وفــؤادي في نحيـب
أنت منجاي الوحيد ... إنني اليوم طريــد
فذنوبـــي لاحقتني ... ربي قد خفت الوعيد