البيئة النظيفة تساهم في تطوير السياحة
إن التركيز على التكافل في العمل البيئي مطلب أساسي لنظافة البيئة بحيث تتماشى هذه النظافة مع التقدم التقني والصناعي الذي تشهده المملكة، فنشر الوعي بأهمية نظافة البيئة عمل تكاملي يتطلب مشاركة وتعاون الجهات والقطاعات كافة، بهدف خلق بيئة خالية من التلوث، وأبدت الدولة اهتماماً كبيراً بذلك وجعلت الحفاظ عليها منهجاً أساسياً لبرامجها في المجالات الصناعية، والزراعية وغيرها إيماناً منها بأهمية سلامة الطبيعة وخلوها من التلوث حفاظاً على صحة المواطن
فالقطاع الخاص مطلوب منه أن يشارك مع القطاع الحكومي في مجال حماية البيئة في كثير من الأعمال خاصة بالنسبة إلى مشاريع النظافة من خلال العقود مع البلديات وغير ذلك من إدارة وتشغيل المدافن البلدية ومعالجة النفايات الطبية والصناعية كي تصل إلى المدافن بصورة غير ضارة للبيئة .
لكن القطاع الخاص للاسف لا يزال دون تلبية الطموحات فيما يتعلق بالتوعية بأهمية البيئة والحفاظ عليها وصيانتها بالطرق التي تساعد وتساهم في حمايتها واستمرارية الحياة الطبيعية بشكل يتماشى مع الاستنزاف غير المنظم للمنظومة البيئية ، وعلا هذا الاساس يجب تنبيه القطاع الخاص إلى ضرورة تبني مشاريع بيئية تساند الجهود الوطنية الرامية إلى حماية البيئة من التلوث تماشياً مع التوجهات السامية في هذا الخصوص، خاصة أصحاب الشركات والمصانع الكبرى التي يكون عملها مرتبطاً بالبيئة بشكل دائم، إذ عليها أن تستخدم أحدث التقنيات التي لا تسمح بتلوث البيئة، وأن تعمل على التخلص الصحي السليم من بقايا التصنيع بناءً على الاشتراطات الصحية والمقاييس العالمية، إضافة إلى عمل دورات تثقيفية وإرشادية لتوعية العاملين والعملاء على كيفية المحافظة على نظافة البيئة، وهذا كله سيؤدي إلى دعم خطط الدولة الحالية والمستقبلية في منع ومعالجة التلوث بأنواعه المختلفة.
لكن هذا لا ينفي أن هناك بعض التجارب الايجابية والواعية التي تمارسها العديد من منشآت القطاع الخاص لحماية البيئة مثل شركة الصافي دانون المحدودة ممثلة بنادي الصافي لأصدقاء البيئة، والحملات المستمرة التي نفذها النادي في هذا الصدد في مختلف مناطق المملكة بل ودول الخليج ، وأعتقد أنه ما زال هناك الكثير من القصور من جانب هذا القطاع الذي ينبغي معالجته باعتبار أن الحفاظ على البيئة مسؤولية الجميع .
كما أن للمؤسسات التعليمية والاجتماعية، دور مهم في عملية نشر الوعي البيئي والصحي وذلك من خلال النشرات العلمية والثقافية التي تخاطب شرائح المجتمع المختلفة، وإبراز الثقافة الصحية والبيئية في المقررات الدراسية وإنشاء الجمعيات في المؤسسات التعليمية وتعليم الناشئين وتطبيعهم على الثقافة البيئية وغرس المفهوم البيئي في المقررات الدراسية لأطفال المدارس التي تعودهم منذ الصغر على حب المحافظة على البيئة،وغرس الاهتمام بصيانة البيئة وحمايتها في نفوسهم لينشؤوا على حبها .
إضافة إلى إقامه معسكرات تطوعية لأصدقاء البيئة، تكون بشكل دورية بهدف غرس التفاعل لدى الشباب للتطوع في هذا الخيري، فنعتقد أن كثيراً من المواطنين يرغبون في هذه الفكرة وأنه في حالة تبنيها من قبل جمعية أو شركة وطنية أو جهة حكومية ستساهم في الرفع من الوعي البيئي لدى المواطن والمقيم وسوف تلقى الدعم من جميع الجهات التي لديها اهتمام بالبيئة على الرغم من ارتفاع تكاليف المعسكرات الدائمة للمتطوعين وأصدقاء البيئة، إلا أن ذلك يعتبر من الدعائم الأساسية لاستمرارية إرشاد المجتمع وتوجيهه نحو المحافظة على نظافة البيئة ، وهذا المطلب مهم جداً ونتطلع إلى تحقيقه حتى نرتقي بالوعي البيئي لدى المواطن ونتيح له الفرصة للمساهمة في حماية مجتمعه من التلوث مهما كانت التبعات ودون النظر إلى المكاسب المادية القريبة بل النظر إلى المكاسب المستقبلية الكبيرة.
كذلك إقامه الندوات العلمية والمؤتمرات التي تستهدف منع وعلاج مشكلة التلوث البيئي، وأخيراً الحوافز العينية والمالية للمؤسسات التي تحافظ على البيئة ، مع التأكيد على أن صيانة البيئة وسلامتها هي من المبادئ التي حث عليها ديننا الإسلامي الحنيف. فالبيئة النظيفة والطبيعة الجميلة فرس رهان لتطوير السياحة في الكثير من بلدان العالم.
ومن هذا المنطلق فإن نظافة البيئة في الأماكن الطبيعية بشكل خاص عامل مهم لزيادة الاهتمام بالسياحة البيئية التي تعتمد على نظافة الصحراء والشواطئ بشكل كبير.
والله من وراء القصد وهوا الهادي إلى سواء السبيل
اخوكم
المنفلوطي