هل قام النبي -صلى الله عليه وسلم -بواجب عزاء احدهم ؟
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
مرحبا ...
هل تذكر لنا حديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم -يثبت انه قام بتعزية احد الصحابة او من الناس العامة ؟
هل قام النبي -صلى الله عليه وسلم -بواجب عزاء احدهم ؟
كما نفعل نحن اليوم عندما يموت احدهم !!!
- الحمد لله... بالنسبة لهذا السؤال نود الاشارة الى فتوى فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى بهذا الخصوص في كتاب :
(البدع والمحدثات وما لا أصل له... لقاء الباب المفتوح 16/12)....
¼ هل اجتماع أهل الميت في بيت واحد من أجل العزاء، ومن أجل أن يصبًّر بعضهم بعضاً، لا بأس به؟
- العزاء مشروع لكل مصيبة فيعزى الـمُصاب وليس الأقارب فقط.
قد يُصاب الانسان بموت صديقه أكثر مما يصاب بموت قريبه، وقد يموت القريب للشخص ولا يُصاب به ولا يهتم له، وربما يفرح بموته اذا كان بينهم مشاكل.
فالعزاء في الأصل انما هو لمن أصيب ويعزى يعني يقوي على تحمل الصبر، وأحسن مايعزى به مافعله النبي عليه الصلاة والسلام حيث أرسل الى احدى بناته فقال: (لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب) متفق عليه.
وأما اجتماع الناس للعزاء في بيت واحد فان ذلك من البدع، فان انضم الى ذلك صنع الطعام في هذا البيت كان من النياحة، كما كان الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ يعدون ذلك، أي الاجتماع عند أهل الميت، وصنع الطعام يرونه من النياحة.
والنياحة كما يعلمها الكثير من أهل العلم أو من طلبة العلم من كبائر الذنوب، فانَّ النبي صلى الله عليه وسلم، لعن النائحة والمستمعة.
وعلى هذا فيجب على طلبة العلم أن يبينوا للعامة أنَّ هذا أمر غير مشروع، وأنَّهم الى الاًثم أقرب منهم الى السلامة، وأنَّ الواجب على خلف هذه الأمة أن يتبعوا سلفها، فهل جلس النبي صلى الله عليه وسلم، في عزاء في بناته، في أولاده، في زوجته خديجة، وزوجته زينب بنت خزيمة؟ هل جلس في هذا؟ هل جلس أبوبكر؟ هل جلس عمر؟ هل جلس عثمان؟ هل جلس علي؟ هل جلس أحد من الصحابة ينتظرون من يعزيهم؟ أبداً.
لم يُفعل هذا، ولا شك أنَّ خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وأما ما تبقى عن الآباء وجرت به العادات، فهذا يُعرض على الكتاب والسُنَّة وهدي السلف، فان وافقه فهو مقبول لا لأنه عادة، ولكن لأنَّه وافق السُنَّة، وماخالفها فيجب أن يرفض.
ولاينبغي لطلبة العلم أن يخضعوا للعادات، وأن يقولوا كيف ننكر على آبائنا وأمهاتنا واخواننا شيئاً معتاداً، لأننا لو أخذنا بهذا الطريق ماصلح شيء، بقيت الأمور على ماهي عليه من الفساد. وأما قراءة الفاتحة (على الميت) فهي بدعة على بدعة، فما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعزي بقراءة الفاتحة ولا بغيرها من القرآن.
أقول: وهذه البدعة مأخوذة من النصارى الذين نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه بهم. فعن بريدة ] قال: (كنا نَعُد الاجتماع عند أهل الميت، وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة) صحَّحه الألباني.. والله ـ سبحانه وتعالى ـ أعلم
وجزاكم الله خير‘‘‘‘