تم كشف منتجات زراعية مصدرة للمملكة ملوثة بمياه الصرف الصحي وحظرنا استيرادها
الرياض - عبد العزيز القراري
قال مدير عام التسويق الزراعي بوزارة الزراعة ورئيس اللجنة الفرعية للتسويق الزراعي الدكتور سعد بن عبد الله خليل إن السفارات السعودية تتابع وتراقب المنتجات الزراعية التي يتم تصديرها إلى المملكة، مبيناً انه تم الكشف عن تسريب منتجات زراعية من بعض البلدان العربية المجاورة تم ريها من مياه الصرف الصحي . وأكد انه رصدت مخالفات من هذا النوع وتم فرض حظر مؤقت حتى تم التأكد من عودتها للأساليب الزراعية المشروعة ورفع الحضر عنها ، مشيراً إلى ان ري المحاصيل الزراعية بمياه ملوثة يشكل خطراً على صحة المستهلك لذلك الحكومة السعودية تتعامل مع مثل هذه التجاوزات بحزم شديد. وأشار ل"الرياض" في مؤتمر صحافي عقده أمس في غرفة تجارة الرياض في الوقت الذي تستعد فيه اللجنة الزراعية لعقد لقائها الخامس للتسويق الزراعي،الى ان الحظر المؤقت يمتد لستة أشهر يستطيع خلالها البلد الذي يفرض الحظر على منتجات أي دولة أخرى متابعة الأسباب التي دعته الى فرض الحظر، مشيراً الى انه ليس من السهل فرض حظر على منتجات أي دولة دون وجود أسباب حقيقية تستدعي الحظر.
وأوضح ان السفارات السعودية في تلك الدول تابعت بنفسها هذا الملف، إضافة للجان الزراعية التي هي الأخرى تابعة وتأكدت من سلامة منتجات هذين البلدين ورفع عنهما الحظر، لافتاً إلى انه رغم رفع الحظر إلا ان منتجاتهما مازالت تحت الرقابة والفحص والتحليل ولم يتم رصد تجاوزات من هذا النوع في الوقت الحالي.
وقال خليل إن اللقاء الخامس لتسويق الزراعي سيتناول كثيرا القضايا الزراعية ويستغل وجود وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم لمناقشته في المشكلات الزراعية بشكل عام والمشكلات التسويقية بشكل خاص، مشيراً إلى ان صغار المزارعين مازالوا يواجهون صعوبات في تسويق منتجاتهم سواء في أسواق الجملة أو "الهايبر ماركت" التي استطاعت في الآونة الأخيرة أن تكون نافذة تسويقية بسبب الإقبال الكبير الذي تشهده هذه الأسواق من جميع شرائح المجتمع.
وأكد خليل ان اللقاء سيكون فرصة يجتمع فيها المزارعون مع الشركات الزراعية مع المسئولين في القطاع الخاص والعام لمناقشة المشكلات التي تواجههم، مشيراً إلى انه سيشهد طرح عدة أوراق عمل متخصصة يلقيها نخبة من المتخصصين والأكاديميين في التسويق الزراعي. وبين خليل أن المزارعين خصوصاً الصغار منهم يعانون من ارتفاع تكاليف الرسوم التي تدفع لأسواق الجملة كسوق الجملة للخضار في العزيزية في الرياض الذي حسب وصفه شهد مبالغات في ارتفاع أجور المواقع والرسوم التي يتم تحصيلها من قبل المزارعين وتجار الخضار بالجملة. ولفت إلى ان ذلك كان له الأثر في ارتفاع أسعار الخضار، إضافة للعوامل السياسية واثار الحرب الإسرائيلية -اللبنانية واستهلاك العراق وقطر والكويت من الخضروات السعودية التي تزامنت أيضا مع موجة الصقيع الذي بدورة أتلف كميات كبيرة من المحاصيل الزراعية سواء في السعودية أو في الدول المجاورة التي تغذي الأسواق المحلية . وتخوف من المنافسة الخارجية في المستقبل خصوصاً بعد انضمام السعودية لمنظمة التجارة العالمية، مؤكداً ان ذلك يتطلب الاستعداد الجيد بالجودة و الارتقاء بها . وأكد ان المواصفات القياسية السعودية معترف بها عالمياً لذلك فإن المنتجات التي تطابق المواصفات السعودية يمكن قبولها في الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية والعكس صحيح، متخوفاً في نفس الوقت في حال عدم التقيد بالمواصفات السعودية في المنتجات الزراعية بأن يتم الاستغناء عن المنتجات الزراعية في "الهايبر ماركت" خصوصاً التي يوجد لها فروع في كثير من دول العالم، وعليه فإنها غير ملزمة بضرورة وجود منتجات زراعية سعودية ما يعني ان المزارعين السعوديين سوف يتكبدون خسائر كبيرة في حال لم يتقيدوا بالمواصفات السعودية والعالمية.
يشار إلى انه سيفتتح وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم غداً الثلاثاء أعمال اللقاء الخامس للتسويق الزراعي بعنوان "الأسواق الزراعية: التعاقدات، الخصخصة، العولمة" الذي تنظمه اللجنة الزراعية بالغرفة.