أسرته التقته في مكان احتجازه بالرياض
السعودية تتسلم أبو ناصر القحطاني قيادي القاعدة الهارب من سجن باجرام
أبو ناصر القحطاني
الرياض: محمد الملفي
تسلمت السعودية الأحد قبل الماضي القيادي البارز في تنظيم القاعدة بأفغانستان محمد جعفر القحطاني (36 عاما) والمعروف في أوساط التنظيم بـ(أبو ناصر القحطاني).
ويعتبر أبو ناصر القحطاني ـ وفقا لمراقبين تحدثوا لـ "الوطن" ـ أحد قيادات الصف الثاني لتنظيم القاعدة، وهو أحد الأربعة الذين تمكنوا من الفرار من سجن باجرام الأمريكي في أفغانستان في يوليو 2005، قبل أن تتم إعادة اعتقاله في ولاية خوست جنوب أفغانستان في ديسمبر الماضي.
وفي إنجاز أمني نوعي نجحت السلطات السعودية بعد 4 أشهر من المفاوضات مع الجانب الأمريكي في التأكيد على خضوع القحطاني اعتبارا من تاريخ وصوله الرياض لأنظمة التحقيق السعودية دون غيرها.
وبعيد وصول أبو ناصر القحطاني إلى الرياض، سمحت السلطات السعودية لذويه بزيارته في مقر اعتقاله، حيث التقاه والده جعفر القحطاني منفردا الثلاثاء الماضي لمدة تجاوزت الساعتين، قبل أن يتم تنظيم زيارة أخرى لجميع أفراد الأسرة (والد القحطاني ووالدته وإخوته وابنه ذي السبع سنوات) يوم الخميس الماضي واستمرت نحو ثلاث ساعات.
ولد أبو ناصر القحطاني (محمد بن جعفر بن جمل) في الرياض عام 1392، وعمل في الربع الخالي ثم انتقل إلى الخبر وتزوج، قبل أن يسافر إلى أفغانستان عام 1423هـ.
وهنا يشير والده لـ "الوطن" في حديث سابق، إلى أن الابن كان يعمل عسكريا في حرس الحدود برتبة رقيب، ثم سجن في حفر الباطن على خلفية قضية جنائية (مضاربة) وبعد أن خرج من السجن، ـ والحديث لوالده ـ وجدناه متشددا، ولما حاولنا إرجاعه لعمله رفض.
حينها كان العائد أبو ناصر القحطاني بين الـ 25 و26 عاما وكان يذهب لأشخاص يسميهم (الأحباب) في مدينة الخبر، غير أنه كان يبدو طوال الوقت "منشغلا وحزينا " حسب قول والده.
اختفاء بعد 11 سبتمبر
بعد أحداث 11 سبتمبر اختفى محمد عن الأنظار لمدة شهر كامل، قبل أن يتصل بأحد أفراد أسرته ليبلغه بأنه موجود في أفغانستان، وبعدها تبين للأسرة أن ابنها باع سيارته وأخذ ثمنها ومضى مع 20 شخصا آخرين إلى إسلام أباد، عن طريق أبو ظبي غير أن السلطات الباكستانية أعادته إليها، ليتمكن لاحقا من العودة إلى إسلام أباد عن طريق الدوحة، ثم إلى طهران، ومنها تسلل برا إلى أفغانستان، عبر ذلك الممر السري الغامض التي تعمدت طهران صرف النظر عنه لأسباب تخصها حسب قول مراقب مهتم بأنشطة القاعدة، وهو الممر الذي تسلل من خلاله إلى أفغانستان ومن ثم إلى العراق وغيرها من دول المنطقة عشرات من ناشطي القاعدة.
هنا أفغانستان
الآن، تمكن الوالد من إدراك حقيقة أن ابنه موجود في أفغانستان، فها هي قناة "الجزيرة" تصف أبو ناصر القحطاني في برنامج (مراسلو الجزيرة) بأنه بطل من أبطال العرب!
وهنا يضيف الوالد: بعد سفر محمد بشهرين اتصل أحد الباكستانيين ليؤكد لي أن ابني التحق بصفوف المقاتلين في أفغانستان، وعندها تم إبلاغ أمير الرياض، قبل أن يعود الوالد ليبلغ أمير عسير، ثم مساعد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، ثم تمضي الأيام، ويصل للوالد خبر اعتقال ابنه في سجن قاعدة باجرام.
وفي يوليو عام 2005 يتمكن أبو ناصر القحطاني من الفرار مع 3 أشخاص (ليبي وكويتي وسوري) وتتواتر الأنباء عن اشتراكه في عمليات قتالية، وظهوره في شريط، بث عبر إحدى القنوات التلفزيونية.
وتزداد شهرة القحطاني مع تعدد القصص والروايات عن عملية الهروب التي وصفتها إحدى القنوات الفضائية بـ(عملية الهروب الكبير)، تلك العملية التي شكك كثيرون في صدقيتها من خلال سؤال يقول: هل هربوا "بفتح الهاء" أم هربوا "بضمها وتشديدها"؟
وهنا يقول والد أبو ناصر القحطاني لقناة "العربية" في لقاء بث في 26/1/2007: هيأ لهم الهروب لأمر قد يعلمه الأمريكان، هل من المعقول أن يهرب 4 سجناء خطيرين كما يدعون من قاعدة عسكرية أمريكية عمرهم بها سنتان؟"
وعندما يسأله المذيع عن المصلحة في تهريبهم؟ يقول الوالد: الهدف هو الحصول على صيد ثمين وثمين جدا.
في كل الأحاديث يصر والد أبو ناصر القحطاني على أن ابنه غرر به سواء عند السفر إلى أفغانستان أو عند الظهور في القنوات الفضائية، مشددا على أن تلك القنوات هي التي تقف وراء انزلاقه.
ويستشهد الوالد برسالة تلقاها من ابنه يقول فيها: اعذرني يا والدي فأنا قد انخدعت وتأثرت بالفضائيات مثل كثير من الشباب الذين لم ترحمهم هذه الأحداث وما زالوا إلى الآن يدفعون ثمن هذا التهور في السجون.
لكن بعد لحظات الندم التي مر بها أبو ناصر في السجن، عاد إلى خطابه الثوري مجددا بعد " فراره " عندما ظهر في شريط بثته الجزيرة وعدد من المواقع الإنترنت المحسوبة على القاعدة وتيار التطرف، عاد مرة أخرى ليتوعد الأمريكيين ويطالب "المجاهدين" بالتوجه لمحاربتهم في السعودية بعد أن انهزموا في أفغانستان والعراق!
يعود أبو ناصر القحطاني تسبقه الروايات الأسطورية تارة، وروايات التغرير به واستغلاله تارة أخرى.. لكنه في كل الأحوال موجود الآن في الرياض.. وخاضع لأنظمة التحقيق السعودية وقد يكون ذلك مقدمة لصفحة جديدة.