بعد ثلاثة أشهر من انفجار المحيا الإرهابي
« الجزيرة » تفتح الملف وتفضح زيف ادعاءات شريط القتلة
المسجدان خير شاهد لإسلام السكان.. ولا سفور وفوضى أخلاقية في المجمع
متابعة - عبدالعزيز الكناني
فضح الشريط الذي عرض مؤخراً على احدى القنوات الفضائية والذي صور العملية الإرهابية
الأخيرة في مجمع المحيا السكني، فضح مزاعم اعداء الإنسانية حول سكان المجمع الذين بين
الإرهابيون فيه بأنهم غير مسلمين وانهم أمريكيون.
فقد تبين ل(الجزيرة) بالدليل القاطع كذب افتراءات القتلة وذلك بعد جولة قامت بها في مجمع
المحيا بعد الدمار الذي طاله من التفجير واستطلاعات السكان هناك. وأوضحت عدسة (الجزيرة)
من خلال الصور التي التقطتها ما آل إليه المسجد الذي شُيِّد وسط المجمع.
ونفى عدد من سكان مجمع المحيا ما ورد في الشريط الإرهابي بقناة الجزيرة حول وجود امريكيين
وغير مسلمين بالمجمع مؤكدين بأن غالبية السكان هم من المسلمين نافين بذلك ما قاله الارهابيون
عن تصوير ما بداخل المجمع والتأكد بأنهم غربيون وأن ذلك كذب وافتراء صارخ مؤكدين أن المجمع
كانت تعمه الحياة ويغلفه الجو الإسلامي من خلال وجود المسجد داخل المجمع وحلقات
تحفيظ القرآن وغيرها.
وابانوا ل(الجزيرة) بأن غالبية السكان هم من العرب أو العرب الذين يحملون جنسيات غربية
وغالبيتهم من المسلمين كما أن غالبية من توفوا هم من العرب المسلمين ومنهم من كان يرتاد
حلقات القرآن ويشارك في الأعمال الخيرة ومنهم من كان ينوي للعمرة في رمضان ولكن القدر
عاجلهم ومنعهم من اتمامها وحول ذلك أجرت (الجزيرة) المتابعة التالية:
******
في البداية يقول محمد سعد ابو لسان احد سكان المجمع إن ما نسبه الارهابيون في شريطهم
بأن السكان هم من الامريكيين وغير مسلمين غير صحيح على الاطلاق فنسبة المسلمين داخل
المجمع تصل إلى 99% من عدد السكان.
وأكد ابو لسان بأن الحياة في المجمع كانت حياة إسلامية ذات بيئة دينية وليس كما يدعي
الارهابيون في الشريط، فهناك مسجدان داخل المجمع وغالبية السكان ملتزمون بالحجاب
وكانوا من المحافظين على الصلاة وكل الفرائض الدينية الاخرى.
وليس كما يقول الارهابيون ويدّعون بأن المجمع مقر للعربدة والانفتاح غير الاسلامي.
وأضاف: الجنسيات غير العربية الموجودة بالمجمع أغلبهم مسلمون وهم من اصول عربية فهم
ينحدرون من اصول فلسطينية واردنية وغير ذلك.
وعن سؤاله عن اعمال ومهن السكان في المجمع قال اغلبهم مهندسون وأطباء يعملون في
شركات ومستشفيات سعودية عربية وأن 90% من السكان يسكون داخل المجمع على حسابهم
الشخصي ولا علاقة لشركاتهم او مؤسساتهم او دولهم بالاستئجار لهم فهؤلاء السكان يبحثون
عن السكن المريح الهادئ بعيداً عن صخب المدينة.وعن اسلوب التفتيش داخل المجمع ورضا السكان
عن ذلك قال ابو لسان كان هناك قوة عسكرية تحرس المجمع وتقوم بالتفتيش علينا عند الدخول
للمجمع وكان التفتيش اعتيادياً نمر به كل يوم فكانوا يفتشون السيارة بتمرير المرايا العاكسة
عليها وفتح شنطة و (كبوت) السيارة للتأكد من السيارة.. وأضاف: أننا قد اصبحنا معروفين لأننا
من سكان المجمع اما بالنسبة لدخول السيارات الأجنبية لغير الساكنين الى داخل المجمع فذلك كان
ممنوعا فلم نشاهد سيارة او اي شخص غريب ذات يوم داخل المجمع.
ومن جهته يقول محمد كامل أردني الجنسية احد السكان ايضا عن الحالة التي عاشها ويعيشها
معظم السكان حتى الآن بأنهم يعيشون حالة أسى وحزن لما حدث من تفجير داخل مجمع المحيا
وكذلك ما حدث في المملكة من اعمال ارهابية ايضا والمذهل ان ذلك يحدث في بلد اسلامي.
وأضاف كامل بأنهم مازالوا خائفين وخاصة الاطفال الابرياء الذين تدهورت صحتهم نفسياً
واجتماعياً وحتى دراسيا بعد ما حدث لهم من فزع وهلع كما أن بعض السكان يفكر الآن بالعودة
الى بلادهم ويقول لكننا بنفس الوقت سنظل نحفظ لهذه الدولة كل الحب والتقدير رغم الذي حدث
وسنقف معها يدا بيد لمواجهة الارهاب والارهابيين.وعن مزاعم الارهابيين حول سكان المجمع بأنهم
من الامريكان وغير المسلمين قال كامل ان ما زعمه الارهابيون في الشريط لا أساس له من
الصحة.فالسكان بالمجمع هم من العرب المسلمين في الغالبية العظمى كما أن السكان الذين
ليسوا بعرب هم من أصول عربية شامية.
وأكد كامل بأن السكان بما فيهم غالبية الذين توفوا كانوا من المحافظين على الصلاة ويؤدونها
في مسجد المجمع فهل من المعقول أن يؤدي غير المسلمين الصلاة في المسجد فما زعمه الارهابيون
في شريطهم بأنهم صوروا ما بداخل المجمع وأنهم غير مسلمين فليس بصحيح.
وأكد كامل بأن المتوفين كانوا محافظين على الصلاة والصيام وقال إن العائلة المصرية المتوفاة
كانت تنوي أداء العمرة بمكة المكرمة ولكن القدر لم يمهلهم لأدائها.
وأضاف: المتوفون هم من المهندسين والاطباء الذين يعملون بشركات ومستشفيات حكومية
وهم يسكنون على حسابهم الخاص وكذلك معظم السكان كانوا يسكنون على حسابهم الخاص لا
على حساب الشركات.واختتم كامل حديثه يقول: يجب الاهتمام بفئة الشباب وحثهم على الخير
وفتح المجال لهم قبل أن تتلقفهم اياد خفية تستخدمهم لتنفيذ مثل هذه الأعمال الارهابية.
ويقول رائد محمد خشمان أحد سكان المجمع سابقا: لا حول ولا قوة الا بالله ان ما حدث من
هؤلاء الارهابيين ليس من الدين في شيء فهو ترويع للآمنين والمسلمين.
وعما اذيع في الشريط الارهابي بأن سكان المجمع من الامريكيين وغير المسلمين يقول خشمان:
هذا كلام عار من الصحة وغير صحيح مطلقا، فلم يكن بالمجمع امريكي واحد سوى الامريكيين
المسلمين الذين هم من أصول عربية مؤكداً بأن ما قاله الارهابيون حول رصدهم للمجمع وتصويره
والتأكد من أن ساكنيه امريكيون فهذا كلام مردود عليهم وليس بصحيح وخير شاهد على ذلك من
توفوا رحمهم الله وأغلبهم من المسلمين كما أن أكثر من 90% من سكان المجمع هم من
المسلمين العرب.
وأضاف خشمان : الشيء الذي على الجميع معرفته بأن هذا المجمع ليس كما ادعاه الارهابيون
من انتشار الفوضى
والفجور فيه فالصلاة كانت تؤدى فيه حيث يوجد مسجد تقام فيه الشعائر وانا شخصيا كنت ممن
يحافظون على صلاة الجماعة حتى صلاة الفجر مثلي مثل كثير من السكان فنحن مسلمون وليس
كما قال الارهابيون.
فالصيغة الاسلامية موجودة داخل المجمع حيث كان يوجد افطار جماعي للسكان في رمضان
وكان هناك تواصل بين الجيران كما أمر ذلك الاسلام بالاضافة الى باص المجمع الذي كان
ينقل النساء الى المسجد الكبير خارج المجمع لأداء صلاة التراويح في رمضان الى غير ذلك من
الاعمال الخيرية داخل المجمع.. فما نسبه الارهابيون الى المجمع وسكانه بأنهم من الامريكيين
وغير المسلمين ماهو الا وهم من اوهامهم التي طغى عليها الشيطان وضلوا بذلك طريق
الحق والصواب.
ويضيف خشمان:وحول العائلة المصرية المتوفية فهي عائلة متدينة ومسلمة وكانوا يحضرون
الدروس والحلقات الدينية بالاضافة الى التزامهم بالحجاب والامور الاسلامية الاخرى اسوة
بجميع العائلات الاخرى داخل المجمع.وحول ما اذا كانت اجارات السكان على حسابهم الشخصي
او على حساب شركات او جهات اخرى يقول خشمان ان السكان مختلفون فمنهم الاطباء
والمهندسون ومندوبو المبيعات ومديرو الشركات ولذا يختلف طرق سكنهم في المجمع فمنهم من
هو يسكن على حسابه الشخصي ومنهم من يسكن على حساب جهته او شركته لكن الغالبية
يسكنون على حسابهم الشخصي.
وعن عمليات التفتيش الامني عند الدخول للمجمع يقول خشمان كانت عملية التفتيش روتينية كما
في كثير من الاماكن فهي جيدة ولا غبار عليها وقد كان البعض منا يتساءل عن جدوى هذه
التفتيشات لاننا لم نتوقع أن يحدث مثل هذا العمل الارهابي المشين لكوننا مسلمين نعيش
في بيئة إسلامية.
من جهة أخرى التقت (الجزيرة) بيوسف بن عبدالرحمن محمد المحيا احد ابناء صاحب المجمع
والمشرف على إدارة المجمع وتحدثنا معه حول ما نشر في الشريط حيث قال : ان ما يحتويه
الشريط من ادعاءات للارهابيين بأنه يوجد امريكان او بريطانيون هذا كلام ملفق ولا وجود
له نهائيا، فجميع السكان داخل المجمع هم عرب ومسلمون كما أن منهم جنسيات غير عربية
ولكن أصولهم عربية شامية.
وأكد المحيا أن ما قاله الارهابيون من وجود غربيين وأنهم راقبوا المجمع وتأكدوا من وجود
غربيين فيه هذا غير صحيح إطلاقا.
وأضاف المحيا: أن غالبية الموتى هم من المسلمين مؤكدا بأن الحياة داخل المجمع ذات بيئة
دينية إسلامية لا كما يدعيه الارهابيون فالنساء محتجبات والسكان يؤدون الصلاة وكل اركان
الاسلام وليسوا كما زعم الارهابيون في شريطهم.
واكد المحيا ايضا بأن المجمع ذو طابع اسلامي حيث يوجد فيه مسجد رئيسي ومسجد آخر
بجانب الصالة الترفيهية تقام بهما جميع الفروض الخمسة وغالبية السكان يحافظون على
صلواتهم وعلى بيئة وحرمة الدين الإسلامي كما أن هناك ندوات دينية وحلقات قرآن داخل المجمع.
وأضاف : أن الهيئة اتت الى المجمع أكثر من مرة ولم نمنعهم من الدخول كما أننا نقوم بافطار
جماعي في رمضان وننقل المصلين من النساء إلى مسجد الامير بدر خارج المجمع لأداء صلاة
التراويح في رمضان ايضا.وعن الساكنين داخل المجمع قال المحيا :إن معظمهم يتبعون لشركاتهم
التي يعملون فيها ومعظم الايجارات هي عقود بين الادارة وشركات سعودية لتأمين
سكن لموظفيها.
وقال إن معظم السكان هم من الاطباء والمهندسين الذين يعملون في شركات ومستشفيات
حكومية وأهلية مختلفة.وأضاف المحيا: أن عددا من العوائل ذات الجنسية الامريكية التي اصلها
عربي كانوا قد هربوا من امريكا والتجأوا للملكة بحثاً عن جو اسلامي نقي ينشأ فيه ابناؤهم ولكن!!
ودعا المحيا في ختام حديثه ان يقي الله هذا البلد وأهله من كل الشرور والآثام، وأن يهدي كل من
ضل عن طريق الحق والهدى .
جريدة الجزيرة ،، العدد 11465 ،، الاربعاء 27 ,ذو الحجة 1424
Wednesday 18th February,2004