فتوى الفودة المخالفة للقانون
كيف يراقب حكامنا المحليين شخص لا يلم بالقانون ويجهل أبسط أبجدياته؟
* كتب - خالد الدلاك :
ليس من المهم أن يظهر علينا الحكم الدولي السابق محمد فودة ومحلل قناةart من خلال تعليقه على أحداث مباراة الهلال والاتحاد برأي مخالف للقانون مجاملة للاتحاديين أو خوفاً منهم .. فهذا أمر لا يضر الهلاليين ولا يؤثر في نتيجة المباراة.. المصيبة الكبرى ان هذا الرأي ومهما كانت دوافعه وأهدافه قد صدر من شخص يعد قدوة للحكام السعوديين فهو من يراقبهم في بعض المباريات المحلية وهو من يوجههم ويدون الملاحظات عليهم ويقيّم أداءهم ويمنحهم الدرجات.. مما يجعلنا لا نستغرب الحال الذي وصل إليه مستوى الحكم السعودي لدينا اذا كان شخص غير متمكن وغير ملم بالقانون مثل الأستاذ الفودة هو الرقيب على هفواتهم والملاحظ لاخطائهم والذي عليه واجب تعديلها وتصحيحها والرقي بمستوى الحكام وتأهيلهم.. ولكن ثبت بالدليل القاطع ومن خلال الشواهد والوقائع التي صاحبت تحليله لمعظم المباريات أن الرجل غير ملم بالقانون وتعديلاته وأن آخر علاقته به واطلاعه عليه منذ ان كان حكماً ميدانياً يدير المباريات بالبركة ودعاء الوالدين.
ان آراء الفودة المتناقضة مع القانون والبعيدة كل البعد عن الواقع والمفهوم الحقيقي لكل بنود الدستور الكروي أمر محير بالفعل فهو ان تعمد تجاهل القانون والتحدث والتحليل على طريقة (المخرج عاوز كده) إرضاء لمرؤوسيه ومجاملة لزملائه في القناة مع أنه كان قاضياً في يوم من الأيام.. وموقفه هذا وآراؤه المخالفة للقانون تجعلنا بعد ذلك لا نستأمنه ولا نثق فيما يقول ولا ننصت له.. وإن كان استعجل في إبداء الرأي وجزم متسرعاً بعدم شرعية هدف الشلهوب في مرمى الاتحاد نتيجة عدم إلمامه بالقانون أو نسيانه فالمصيبة هنا أعظم.. إذ كيف توكل مهمة التثقيف والتوجيه للجمهور الرياضي وعبر قناة مهمة لشخص مثله يجهل القانون وأبجدياته..!
وكيف توكل له أيضاً مهمة تعليم الحكام ومراقبتهم وتصحيح أخطائهم.. لأن فاقد الشيء لا يعطيه.. وما يقدمه لنا الفودة هو معلومات مغلوطة تسهم في تأجيج الرأي العام الجماهيري على الحكام وتثير البلبلة وتقلل من شأن الانتصار المستحق لأي فريق.
إذا كان الأستاذ الفودة يبحث عن الإثارة والشهرة وعلى طريقة خالف تعرف فإن هذا أمر يسيء له أكثر مما ينفعه ويقلل من مكانته ويفقده قيمته ويشوِّه تاريخه.. وإذا كان يبحث عن احترام الناس وتقديرهم ومحبتهم وإعجابهم فعليه ان يكون كما عهدناه ونتوخى منه أن يكون أميناً في طرحه صادقاً في تحليله وحسبما يمليه عليه ضميره.. ومن واقع القانون مدعماً ذلك بخبرته وقدرته على إقناع المتلقي الذي يتمنى أن يسمع من الفودة ما يشفي غليله ويريح باله ويدله على الحقيقة التي ضاعت في غياهب الأهواء والميول..!!