دعوة للتسامح وصفاء القلوب
التسامح هو أجمل الخصال الحميدة التي دعت إليها كل الأديان وشدد عليه الإسلام لما يخلفه من آثار عميقة في النفوس من الغل والحقد، ويزرع محلها المحبة والوئام والصفاء...
ونظرا لأهمية التسامح بين المسلمين،فقد شددت الآيات والأحاديث النبوية الشريفة في هذا الموضوع فيقول تعالى في سورة فصلت "الآية 34 بسم الله الرحمن الرحيم:
(ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) .
ويقول جل وعلا: (الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) آل عمران الآية 134.صدق الله العظيم
فتأمل أخي القارئ عظمة التسامح وحاجته بين العباد وذلك للتعامل بالحسنى بين الناس.
وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن هجر الناس لبعضهم البعض فوق ثلاث ليال، واعتبر البادئ بالسلام أخيرهم كما جاء في الحديث. (لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) .
فكثير من الناس قد تحصل بينهم مشاكل بسيطة، لكن عنادهم وضيق نفوسهم قد يكونان سببا لتفاقمها، فتنقطع الصلة بينهم لدرجة أن الواحد منهم قد يمر بجانب أخيه فيشيح بوجهه عنه، وكأنه لا تربط بينهما في يوم من الأيام صداقة، أو أخوة، أو قرابة. فيسود بذلك الحقد والبغضاء التي قد تدفع بعضهم أحيانا إلى الانتقام غير آبهين بعواقب ذلك.
فكم من أخ خسر أخاه بسبب الحقد، وكم من صداقات انتهت بسببه، وكم من أسر تشتت أفرادها بسبب عدم التسامح والكراهية.
أخي المسلم هل تفكرت أين سيصل الإنسان بحقد هو بعدم تسامحه مع الآخرين؟
فلماذا إذن لا نقف مع أنفسنا وقفة استرجاع واستحضار لكل ما مر بنا ، ولكل الأخطاء التي ارتكبنا ها في حق أناس أحببناهم ومع ذلك سببنا لهم الألم والمعاناة .
لماذا ندع الشيطان يستحوذ على عقولنا وقلوبنا فيقضي على كل شيء جميل فيها؟
فلنتعلم التسامح والتغاضي عن أخطاء بعضنا البعض، لأنه السبيل الوحيد الذي يمكننا من أن نحيا بسلام وطمأنينة في مجتمع يسود بين أفراده روح المحبة، والتعاون، والإخاء.