ربنا فوق
عدنان جستنيه
20/02/2007
المجال الرياضي مثل أي مجال آخر من مجالات الحياة قابل أن يكون فيه أناس معرضون للوقوع في (الخطيئة) بأحجامها الكبيرة والصغيرة، منهم من يعترف بـ(الذنب) ويسعى إلى تصحيحه وإزالة كل الآثار (السلبية) المترتبة عليه.
ـ بينما (آخرون) لا يعبأون بما ارتكبوه في حق أنفسهم وفي حق الآخرين حيث يتمادون في (غيهم) ويواصلون جبروتهم وبطشهم وتجاوزاتهم لكل الأنظمة والقوانين لإثبات أنهم (الأقوى) في مقابل إرضاء (غرور) إنسان نسي أن (ربنا فوق) مطلع وقادر بين عشية وضحاها على نصرة (المظلوم) فهو سبحانه (يمهل ولا يهمل).
ـ هذا الإنسان (المغرور) والذي لا يحس بالخطأ الذي وقع فيه و(الظلم) الذي مارسه أحيانا لا يدري وهو في قمة احتفائه بقوته فيرتكب أخطاء أخرى يقدم من خلالها للمجتمع ومن حوله (أدلة) قاطعة تثبت (إدانته).
ـ طبعا في عالم المجتمع الرياضي نلاحظ أيضا أن هذا(المخطئ) يحوم حول الخطأ الذي يرفض (الاعتراف) به وذلك عبر مجموعة من المواقف (المتناقضة) اللفظية والحركية التي تصدر منه، خذوا مثلا (لجنة الانضباط) نفذت عقب انتهاء مباراة (الاتحاد والأهلي) توجيهات رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم بحذافيرها حيث اجتمعت واطلعت على شريط الفيديو ودونت توصياتها حول (المخالفات) غير المرئية لحكم المباراة والتي لم يتخذ حيالها أي (عقوبة) دون تضمينها إيقاف اللاعب الاتحادي (فاجنر) مباراتين نتيجة ما صدر منه من سوء سلوك خارج عن الروح الرياضية حينما شاهدته (عيونها) المفتحة بينما أوصت أن تقوم إدارة النادي الأهلي بتوجيه (لفت نظر) بدرة الأهلي (شوفوا اللفة) حيث لم يأت القرار مباشرة إلى اللاعب.
ـ تعالوا من خلال هذه الحالة نتتبع (الخطأ) الذي وقعت فيه لجنة الانضباط، فلن أكرر ما ذكره بعض الزملاء عن تفاريس وما أقدم عليه من عنف تجاه لاعب اتفاقي وحالات أخرى (أغمض) أعضاء اللجنة (أعينهم) عنها إنما سأقدم لكم من خلال عقوبتي (الإيقاف ولفت النظر) بأن اللجنة وقعت في (خطأ أعمالها) فاللاعب البرزيلي الجنسية (فاجنر) لو قارنا عدد المباريات التي لعبها مع الاتحاد لوجدناها (اثنتين) فقط أي أنه لم يتعود على أجواء الدوري السعودي ويتعرف على الأنظمة الداخلية على العكس تماما من بدره الذي لديه (خبرة) كافية ليأخذ (حذره) من ارتكاب سوء السلوك الذي صدر منه وبالذات في المباريات الحساسة كمباراة الاتحاد والأهلي وبدلا من أن تقوم لجنة الانضباط بمطالبة إدارة نادي الاتحاد بلفت نظر اللاعب أو الخصم من راتبه أصدرت توصيات بإيقافه مباراتين لتعطي بلفت نظر اللاعب الأهلاوي (إثبات) الإدانة حول (الازدواجية) التي تمارسها بما فيها من (تفرقة) في أسلوب التعامل.
ـ تعالوا أيضا نتأمل ما بعد قرار اللجنة بخصوص نقل مباراة الاتحاد والهلال إلى ملعب الأمير فيصل بن فهد ثم تحويلها إلى ملعب الملك فهد الدولي فلن أتعمق في هذه الجزئية الخاصة بالملاعب ولكن الذي استرعى انتباهي أن قرار (التقسيم) وتوزيع الملعب إلى نسب (النمشان) لم يطبق فقلت سبحان الله فعلا (رب ضارة نافعة) جاء نقل المباراة إلى ملعب الملك فهد على وجه الخصوص لـ (ليكشف) النمشان وبدع (أنظمة) اخترعها لينكشف بأنه (أضعف) من قوة النظام الذي كان يحتمي به.
ـ أقدم لكم مثالا (أخيرا) أريد من القارئ (الحصيف) أن يشاركني معرفة أسباب تخصيص حكام إسبان لقيادة مباريات (الاتحاد والهلال) سبعة حكام من حصيلة ثمانية لقاءات جمعت الفريقين.. ثم ما الحكمة من اختيار حكم إسباني لمباراة (الاتحاد والأهلي) بديلا عن (الحكم الايطالي)؟
ـ كل هذه (شواهد) تؤكد أن (المذنب) مهما تمادى فإنه دون (وعي) منه يحوم حول خطيئته ليقدم دليل (إدانته) وحينما نبحث عن أسباب تراكم هذه الأخطاء بما فيها من (تناقضات) نجد تفسيرا لما يخطط لنادي الاتحاد (المستهدف) رئيسا ولاعبين وجمهور.. والله المستعان.