السيارات القديمه

أحداث ومفارقات اجتماعية واقتصادية عند سيرها على الصحراء



السائق - الدريول - المعاوني - الدافور ترادف هذه الكلمات يعني موضوعا واحدا وهو القيادة وحالة السفر قديما على موديلات 47- 48- 52- 1956م فورد وهكذا ومنذ ان وصلت هذه السيارات إلى أراضي الجزيرة العربية تلك الصحراء الواسعة المترامية الأطراف والمختلفة التضاريس، هي الهاجس لسكان المنطقة منذ القدم.
ويأتي هذا الولع بها من واقع قضائها على تباعد المسافة والراحة في السفر بعد ان عانى الناس الأمرين في سفرهم بواسطة الدواب ومن هذا الواقع كان لقائد السيارة "السواق" أو الدريول منزلة اجتماعية ومكانة مرموقة بين المجتمع فهو حالة نادرة هو وسيارته الحمراء ذات اللون الأبيض في مقدمتها.
ومنذ انطلاقة السيارة على أرض الجزيرة العربية وهي تحاكي المكان الحقيقي لتجربتها من ناحية المقاومة وصبرها على ظروف المنطقة وعلى ضوء ذلك انبثقت من هذه التجربة تجارب واختراعات وتكيف مع ظروف المنطقة بطلها كل من السواق والمعاون.
وعندما نتحدث عن السواق والمعاون في تلك الحقبة فلا تنسى اننا نتحدث عن قائد طائرة من نوع إف 15أو ما يضاهيها ومساعد الطيار هو المعاون ويتضح ذلك من خلال ملامح الاستغراب والانبهار التي ترتسم على الراكب لأول وهلة وهو ينظر إلى قائد السيارة يقودها بمهارة وهو في تلك الحقبة يعتبر قفزة عظيمة في مجال التطور البشري نحو التكنولوجيا بكافة أوجهها.
وأعود مرة أخرى إلى موضوع نتائج احتكاك السيارة مع بيئة الجزيرة ومدى تكيف السائق والمعاون مع ذلك هذا الموضوع يتضح من خلال معالجة المواقف الطارئة في الطرق البرية البعيدة عن نقاط التجمعات البشرية أو موارد المياه فإما ان تصلح السيارة أو يأتي الله بمن يسعف أو مواجهة كوارث الطرق ومن هذا المنطلق جاءت تجربة السواق من واقع المحاكاة للحدث.
كما ان للركاب أيضا مشاركات في هذه المواقف وذلك من واقع المصير الواحد ولن نجد من يتحدث بصدق عن هذه التجارب والمواقف سوى من عاصرها وهم كبار السن الذين واكبوا تلك الحقبة من الزمن أو الدريول ذاته والمعاون.
فايز ابراهيم الدوسري عاصر تجربة القيادة قديما من أيام "الفرت" يقول كان السفر قديما حالة استنفار لدى المسافر وقائد السيارة والمعاون وخاصة إلى الأماكن البعيدة حيث يسبق لهذا الموعد بأيام ويتم اخبار الركاب بذلك من قبل السواق أو المعاون ويتم تهيئة السيارة وحمل جميع العدد وقطع الغيار المتوفرة ومن أهم الأشياء عدة البنشر والوسائل المساعدة على خروج السيارة من الرمال وعندما تحين ساعة الصفر للسفر يتم توديع المسافرين والتأكد من صيانة السيارة وتبدأ الرحلة على الطرق البرية المعروفة ولكل قائد سيارة طريقته في القيادة وطرقه التي يسلكها والسواقون يعرفون اسماء الطرق والمناطق التي تعبرون منها وغالبا يسمى الطريق بمنطقة تؤثر على السيارة أو تعرقل مسيرها ومن مسمياتهم، طريق السبخة، طريق السريع، طريق النفود، طريق الخبراء الوادي أو الشعيب أو مرور الطريق بمعلم هام يتم التعارف عليه وغالبا ما يستخدم قائدو السيارات المعالم من جبال وشعاب ورمال لمعرفة اتجاهات الطرق ومن المواقف التي حدثت لي أثناء احدى الرحلات ان حدث للسيارة موديل 48فورد عطل وبنشر في الكفر الخلفي والأمامي ونحن في منطقة بعيدة عن القرى وتجمعات البادية أو موارد المياه فإما ان نس
ير مسافات طويلة ونتحمل عواقب ذلك أو نمكث بجانب السيارة ريثما يمر أحد يسعفنا ولكن هيهات من يمر بهذه الطرق مع قلة السيارات عندها فكرت أنا والمعاون في اصلاح خلل السيارة.
المفاجأة اننا نجحنا في المعالجة وكان للمعاون دور كبير في مساعدتي واعداد الطعام.
ويحكي بخيت بن عبدالله موقفا كبيرا ونادرا من نوعه لاخيه وهو قائد سيارة قديم ومهندس نادر في وقته فيقول: كان أخي في رحلة سفر على سيارة فورد من نوع لوري يحمل معه بعض الركاب وفي منتصف الطريق تعطلت السيارة وتبين الخلل انه في داخل الماتور عندها طلب من الركاب اعداد الغداء والاستراحة ريثما يحل مشكلة السيارة التي تعطلت بهم في منطقة صحراوية فقام بفك رأس الماطور وكرتيل السيارة ووجد ان أحد البساتم به كسر ولم يجد حلا له فقام بقفل فتحة الرأس التي يدخل منها البستم بقطعة من أحد سيقان الاشجار واحكم اغلاقه وفك عمود المحرك لهذا البستم ثم أعاد تطبيق الماتور مرة أخرى وعندما انتهى الركاب من الغداء والاستراحة قام بتشغيل السيارة وفوجىء بأنها تشتغل على بقية البساتم وسط احتفال وفرحة الركاب وكان انبهار المعاون والركاب من براعة قائد السيارة ومهندسها في نفس الوقت.
ويحكي موقف آخر يوضح معاناة الركاب وقائد السيارة قديما على الطرق البرية فكنا في رحلة بين الطائف ومكة على السيارة لوري موديل 48محملة بالتمر والركاب ونسير على طريق كثير المطبات ويركب في الغمارة برفقة القائد راكبان وفوجئت أثناء المسير بسيارة قادمة مسرعة.
وعندما شعرت باقتراب السيارة المسرعة حاولت تلافيها بوضع رجلي على الكابح ومن شدة الفرامل وكثرة الحمولة على السيارة انفصل صندوق اللوري عنه ووقع على الجهة اليمنى ولم استطع التحكم في غمارة السيارة حيث كانت تسير بسرعة بعد سقوط الصندوق بالركاب والتمر. واستطعت بحمدالله ايقافها بمسافة طويلة عن موقع سقوط الصندوق.
اما الموقف الطريف في الحادث هو ما حدث للمعاون الذي كان يركب في صندوق اللوري فكنا نسمع صوته ولا ندري أين مكانه، وفي الأخير تبين لنا انه وسط كومة من التمور التي سقطت عليه في الحادث وعند البحث في كومة التمور وجدناه بحالة جيدة وتم اسعافنا بسيارة أخرى كانت تسير خلفنا إلى مكة المكرمة.
ومن القصائد التي تردد وتحمس قائد السيارة والمعاون
راكب اللي لا مشى يسهى سهياني = ما يداني رجل سواقه تنوشه
وان عطا له مع بيان ومع طماني = والدريول في دركسونه يهوشه
ويقول مناحي بن علي السبيعي: ان للمعاون دورا كبيرا مع السواق فهو العضد الأيمن له في رحلاته ومن مهامه اصلاح البنشر وصيانة السيارة وتهيئتها للسواق وتربيط العفش وترتيب أماكن الركاب واصلاح الوجبات فهو عضد فعال ومهم في السفر ومن مفارقات السفر قديما كنا نتسابق على الركوب في "السلة" وهي المكان الممتد من صندوق السيارة على الغمارة وهو مكان صغير ولكنه يتيح مزيدا من الرؤية والاستمتاع بالمناظر والتحدث مع السواق وغالبا يضع بها المعاون والسواق فرشهم وأدوات الطبخ في حالة عدم وجود الركاب.
ويقول محمد بن عبيد الدوسري: كان السواق عضوا مميزا في المجتمع ذلك الوقت ويحظى باحترام الجميع ويساهم في تنقلهم مقابل أجور رمزية. ومن مسميات السيارات الهاف والفرت واللوري وغيرها. وللمعاون دور كبير مع السواق ومهامه كثيرة، لذا يلازم السواق ويتحمل معه المشاق والتعب مقابل أجر بسيط يقول أحد الشعراء:
يوم التفت المعاون يمهم لدي = ثم قال بالعون سواق الخفر ساقي

الله اكبر يا عصر مضي


وين يااتيكا ( خلاص ماعاد اغلط باسمك ) بهذا الموضوع نقلتني للعصور الماضيه وليتك صورت السيارات اللي في تمير وعرضتها مع المقال كان افضل


سلام

مشكور يا اتيكا وين هالسيارات طلعت منه ولله ذكرتنا بيام زمان (قفارديار تميم )
تحياتي

المعاصر
حائل

اخوى اتيكا تسلم والف شكر لك