بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق السموات والأرض
وجعل الظلمات والنــور
وخلق الإنسان في أحسن تقويم
ورزقه من الطيبات وفضله على
كثير من المخلوقات
وانزل الكتاب
وأصطفى من الملائكــه رُسلاً
ومن الناس لإبلاغ شرائعه من الدين
ليعبدوه ويوحدوه فسبحانه من ربٌ كريم وإلهٌ عظيم...
والصلاة
والسلام على محمد خاتم رسلهِ وأنبيائه
صفوة الخلق وخيرتهم وعلى ألِ بيته الطاهرين وصحابته البرره
الراشدين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين..
أخواني أخواتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( إجــنِ العسل ولا تكســر الخليــه)
الرفق ما كان في شيء إلاَّ زانَــهُ وما نُزِعَ من شيءٍ إلاَّ شأنـــه
اللبنُ في الخطاب البسمة الرائقه على المحيا, الكلمه الطيبــه عند
اللقاء هذهِ حلل منسوجه يرتديها السعداء وهي صفات المؤمــن
كالنحلـــه تاَكُل طيّبــاً وتصنَــعُ طَيّبــاً وإذا وقعت على
زهرةٍ لا تكسِرُهــا لإن الله سبحانه وتعالى يعطــي على الرفــق ما
لا يعطــي على العنف...
إنَّ مِــنَ الناسِ من تّشْرَئِبُّ لقدومهــم الأعناق وتشخصُ إلى
طلعاتهم الأبصار وتحييهم الأفئــده وتشيّعهــم الأرواح لأنهم
محبون في كلامهم في أخذهم وعطائهم في بيعهم وشرائهم في
لقائهم ووداعهم..
فاكتساب الأصدقاء فن معروف فنٌّ مدروس يجيده النبلاء الأبرار
فهم محفوفون دائماً وأبدء بهالةٍ من الناس إن حضروا فالبشِرُّ
والإنس وإن غابوا فالسؤال والدعاء..
إنَّ هؤلاءِ السعـــداء لهم دستور أخلاق عنوانه..
( أدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوةٌ كأنَّهُ وليّ حميم )
فهم يمتصون الأحقاد بعاطفتهم الجيَّاشـــه وحلمهم الدافىء
وصَفحِهــم البريء يتناسون الإساءه ويحفظــون الإحســـان تمــر
بهم الكلمات النابيـــه فلا تلــج
أذانهـــم بل تذهب بعيـــداً هناك إلى غير رجعــــه هم في راحــه
والناس منهم في أمـــنٍ والمسلمون منهم في سلام..
( المسلم مــنْ سّلِمَ المسلمــون من لسانه ويدهِ والمؤمــن من
أمنـــهُ الناس على دمائهم وأموالهــــم )
والله سبحانه وتعالى أمرنا أن نصل من قطعنا وأن نعفــوا عمّــن
ظلمـــنا وان نعطي من حَرَمَنـــا.
والكاظمينَ الغيّظ والعافين عن الناس
بشر هؤلاء بثواب عاجلٍ من الطمأنينـــه والسكينــــه والهـــدوء..
وبشرهـــم بثـــواب أخــرويّ كبيــــر في جــوارِ ربٌّ غفـــــور في
جناتِ ونهـــرِ في مقعد عند مليكِ مقتـــدر..
......
اللهم إلقي علينا من زينتك ومن محبتك ومن كرامتك ومن حضرة
ربوبيتك
ما تبهــــر به العقول وتذل به النفوس وتخضــع له الرقاب
وترفق له الأبصار..
اللهم نجنا من موارد الهلكات وسلّمنا من أقتحام الشبهات وعمّنا
بسحائب البركات
اللهم أرفع عنا ذلة التشاحن وذلة التخاذل في
العاجل وفي الأجل يا رب العالمين
وأعنا على إدحاض البــدع
وإظهــار السنن
وزينّا بالفعل في كل محل
إنك على ما تشاء قدير
وَلِما تحب فاعلين..
والحمد لله رب العالمين
المصــدر..
لا تحــزن..
للدكتور عائض بن عبدالله القرني